أسعار النفط تواصل تراجعها وسط ضغوط مخاوف الطلب العالمي على السوق

ناقلة النفط «أفراماكس - إيفرغليدز» تتوقف بمحطة لوجيستيات «صنوكو» بالممر المائي «سابين - نيشيز» في نيدرلاند بتكساس (رويترز)
ناقلة النفط «أفراماكس - إيفرغليدز» تتوقف بمحطة لوجيستيات «صنوكو» بالممر المائي «سابين - نيشيز» في نيدرلاند بتكساس (رويترز)
TT

أسعار النفط تواصل تراجعها وسط ضغوط مخاوف الطلب العالمي على السوق

ناقلة النفط «أفراماكس - إيفرغليدز» تتوقف بمحطة لوجيستيات «صنوكو» بالممر المائي «سابين - نيشيز» في نيدرلاند بتكساس (رويترز)
ناقلة النفط «أفراماكس - إيفرغليدز» تتوقف بمحطة لوجيستيات «صنوكو» بالممر المائي «سابين - نيشيز» في نيدرلاند بتكساس (رويترز)

هبطت أسعار النفط للجلسة الخامسة يوم الخميس مع ضغوط مخاوف الطلب العالمي على السوق، رغم انخفاض مخزونات الوقود الأميركية.

وانخفضت العقود الآجلة لـ«خام برنت» 9 سنتات إلى 75.96 دولار للبرميل، في حين هبطت العقود الآجلة لـ«خام غرب تكساس الوسيط» الأميركي 19 سنتاً لتُتداول عند 71.74 دولار للبرميل في الساعة 04:33 بتوقيت غرينيتش. وانخفض عقد أكتوبر (تشرين الأول) لـ«خام غرب تكساس الوسيط» بنسبة 6.9 في المائة منذ 15 أغسطس (آب)، في حين هبطت العقود الآجلة لـ«خام برنت» 6.4 في المائة خلال الفترة نفسها.

وانخفضت الأسعار مع تقرير صدر يوم الأربعاء عن إحصاءات التوظيف المنقحة في الولايات المتحدة؛ أكبر مستهلك للنفط في العالم، أظهر إضافة عدد أقل من الوظائف في عام 2024، مقارنة بالتقارير السابقة وبيانات اقتصادية ضعيفة الأسبوع الماضي من الصين؛ ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط.

ويتوقع مستثمرو النفط أيضاً أن ترفع «منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)» وحلفاؤها مثل روسيا في المنظمة المعروفة باسم «أوبك بلس»، بعض تخفيضات الإنتاج الطوعية في أكتوبر المقبل، مما يضيف مزيداً من العرض.

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في «فيليب نوفا»، إن «ضعف الطلب العالمي، والتهديد المحتمل لتراجع (أوبك بلس) عن تخفيضات إنتاجها، يثقلان كاهل النفط»، مضيفة أن الصراع في الشرق الأوسط والتوترات الجيوسياسية تُميلان المخاطر إلى الاتجاه الصعودي.

وانخفضت أسعار الخام على الرغم من تقرير حكومي أميركي أظهر انخفاض مخزونات الخام والبنزين والمقطرات الأميركية في الأسبوع المنتهي في 16 أغسطس، في الوقت الذي زادت فيه عمليات التكرير.

وقال محللون في «سيتي» في مذكرة للعملاء: «على الرغم من سحب المخزونات من الخام والمنتجات الرئيسية الأخرى... فإنه بيانات الواردات الصينية الضعيفة من النفط، والطلب الضعيف على المقطرات المتوسطة في الولايات المتحدة، قد ساعدا في تقليل علاوة المخاطر الجيوسياسية للمجمع النفطي».

خفت المخاوف الجيوسياسية من حرب إسرائيل وغزة في الأسبوع الماضي؛ حيث تحاول الولايات المتحدة وإسرائيل و«حماس» التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من انتهاء الجهود الدبلوماسية الأميركية في وقت سابق من هذا الأسبوع دون هدنة.

وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في «آي جي»، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «قد تبدو المحفزات الصعودية للنفط محدودة في الوقت الحالي، مع ارتفاع احتمالات وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، مما دفع بالمشاركين في السوق إلى استبعاد بعض المخاطر الجيوسياسية».



بيئة استثمارية تجذب 184 مقراً إقليمياً جديداً في السعودية

العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)
العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)
TT

بيئة استثمارية تجذب 184 مقراً إقليمياً جديداً في السعودية

العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)
العاصمة الرياض تحتضن كثيراً من المقار الإقليمية للشركات العالمية (الشرق الأوسط)

انعكس استمرار جهود السعودية على صعيد دعم البيئة الاستثمارية وتحسين تجربة المستثمر إيجاباً على الشركات الإقليمية التي تواصل توافدها من أجل الدخول إلى السوق السعودية. إذ قرّرت 57 شركة نقل مقارها الإقليمية في الربع الثاني من العام الحالي، بمعدل نمو في هذه التراخيص نسبته 84 في المائة، مقارنة بالمدة نفسها من عام 2023، إلى جانب 127 ترخيصاً أُصدرت في الربع الأول، ليصل إجمالي التراخيص في النصف الأول إلى نحو 184 رخصة.

كما تعاملت وزارة الاستثمار مع 4709 طلبات للحصول على تأشيرة «زيارة مستثمر» التي تُمنح إلى المستثمرين من خارج المملكة؛ لتمكينهم من زيارتها واستكشاف الفرص المتاحة، إلى جانب معالجة 38 تحدياً من الإشكاليات التي تواجه المستثمرين، منها التشريعية والإجرائية.

وأصدرت وزارة الاستثمار تقرير «راصد الاقتصاد والاستثمار السعودي» للربع الثاني من عام 2024. اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، ويظهر تحقيق التراخيص الاستثمارية المصدرة في هذه المدة ارتفاعاً بنسبة 49.6 في المائة، لتصل إلى 2728 ترخيصاً، مقارنة بنحو 1824 بالمدة المماثلة من العام السابق (بعد استبعاد التراخيص المصدرة بموجب حملة تصحيح أوضاع مخالفي نظام مكافحة التستر التجاري).

التعدين واستغلال المحاجر

تركزت معظم التراخيص الاستثمارية المصدرة في نشاط التشييد، والصناعات التحويلية، والأنشطة المهنية والتعليمية والتقنية، والمعلومات والاتصالات، وكذلك خدمات الإقامة والطعام وأنشطة تجارة الجملة والتجزئة.

ويُعد نشاط التعدين واستغلال المحاجر الأعلى نمواً في التراخيص الاستثمارية المصدرة خلال الربع الثاني، قياساً بالمدة نفسها من العام السابق، بمعدل نمو 209.1 في المائة، تليه أنشطة الخدمات الأخرى، وتجارة الجملة والتجزئة بمعدل ارتفاع 110.5 في المائة، و96.3 في المائة، على التوالي.

التحديات البيئية

ويكشف التقرير عن أبرز مبادرات المملكة في دعم الاستثمار خلال الربع الثاني 2024، أبرزها إطلاق وزارة الاقتصاد والتخطيط مبادرة برنامج «رواد الاستدامة» في الرياض، إذ تسلّط الضوء على مشهد الاستدامة في جميع أنحاء البلاد، عبر تعزيز التعاون بين الشركات الرائدة في القطاعات الحيوية، وهي جزء لا يتجزّأ من نهج الدولة الشامل لمواجهة التحديات البيئية وتسريع انتقالها نحو اقتصاد أخضر بما يتماشى مع «رؤية 2030».

وتأتي مبادرة «رواد الاستدامة» تأكيداً على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في المملكة، بما يتماشى مع الأهداف الطموحة والعالمية ذات العلاقة بالالتزام بالتنمية المستدامة وحماية البيئة.

وأطلقت هيئة الأزياء مبادرة «ذا لاب» بالتعاون مع «مدينة محمد بن سلمان غير الربحية» (مدينة مسك) في العاصمة الرياض، تُعد أول استوديو من نوعه في المملكة تستهدف الارتقاء بالصناعة من خلال تزويد المصممين والمصممات التدريب المناسب والموارد اللازمة لتبسيط عملية التصنيع. كما تسعى المبادرة إلى إنشاء منظومة تعزّز من الفرص الاستثمارية في هذه الصناعة وتضمن ازدهارها.

الشراكة السعودية - البريطانية

وتطرّق التقرير أيضاً إلى مبادرات «مجلس الشراكة الاستراتيجي السعودي - البريطاني»، التي أُقيمت مؤخراً، لتعزز تنمية الشراكة الاقتصادية المتبادلة في 13 قطاعاً حيوياً وواعداً، ويُعدّ ملتقى لتبادل الخبرات النوعية، والاطلاع على أحدث الممارسات في الأنشطة ذات الأولوية.

وتُسهم المبادرة في تعزيز حجم التبادل التجاري بين الدولتين، وتصاحبها فعاليات بمشاركة الشركات الأكثر إبداعاً وابتكاراً لتعزيز الشراكة في المجالات الواعدة والناشئة بين البلدين.

ووقّعت «الهيئة السعودية لتسويق الاستثمار» اتفاقية مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار، من أجل استضافة مؤتمر الاستثمار العالمي بنسخته الثامنة والعشرين خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل في الرياض، في إطار حرص البلاد على قيادة التحول الرقمي والاستدامة والتعاون العالمي في هذه المنظومة.

قطاع التعليم

ولمّح التقرير إلى قطاع التعليم الذي يمثّل للبلاد أحد المحاور الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة والشاملة، وذلك من خلال السعي إلى تعزيز هذه المنظومة عبر تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة مبتكرة وجاذبة للاستثمار فيه.

وأفصح التقرير عن منجزات نوعية محققة للتعليم تحت مظلة «رؤية 2030»، ومن أهمها استقطاب استثمارات أجنبية نوعية بنحو 13 شركة في التعليم العام الأهلي، وأيضاً إتاحة الفرصة للجامعات الدولية المتميزة لإنشاء فروع لها في المملكة، وتشجيع الاستثمار والتوسع في التعليم الجامعي، كاشفاً التقرير عن افتتاح جامعات عالمية قريباً.

ومن المنجزات، تحقيق 4 جامعات سعودية ضمن أفضل الجامعات تسجيلاً لبراءات الاختراع من بين 100 جامعة على مستوى العالم، وكذلك تعزيز موقع المملكة في التنافسية العالمية بتحقيق الجامعات السعودية مراتب متقدمة في التصنيفات الدولية، وذلك نتيجة دعم البلاد واهتمامها بقطاع التعليم العالي وتمكين البحوث والابتكار.

ووفق التقرير أُنشئت 8 مدارس عالمية في الرياض وهي: «بيتشهول»، و«كينغز كولدج»، و«ون ورلد» العالمية، و«داوون هاوس»، و«الدينهام»، بالإضافة إلى مدرستي «إس - أي - كي»، و«باكسوود»، و«آر جي إس» العالمية.