الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية

مع انتظار المستثمرين توضيحاً بشأن تخفيضات «الفيدرالي»

سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)
سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)
TT

الذهب يتراجع عن مستوياته القياسية

سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)
سبائك مكدسة في غرفة صناديق الأمانات بدار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (رويترز)

تداولت أسعار الذهب دون مستويات قياسية، يوم الأربعاء، بعد ارتفاع مدفوع بتدفقات الأموال الغربية، وتفاؤل بشأن تخفيضات أسعار الفائدة الأميركية، حيث يستعدّ المستثمرون لمحضر اجتماع «الاحتياطي الفيدرالي» الأخير للحصول على توضيح بشأن عمق التخفيضات.

وارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.1 في المائة إلى 2517.08 دولار للأونصة، اعتباراً من الساعة 04:27 (بتوقيت غرينيتش)، بعد أن وصل إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 2531.60 دولار يوم الثلاثاء. وارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.2 في المائة إلى 2554.90 دولار، وفق «رويترز».

وارتفع الذهب بنحو 470 دولاراً أو 22 في المائة حتى الآن، هذا العام، حيث من المتوقع أن تساعد التوتراتُ الجيوسياسية وعدم اليقين الناجم عن الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة والتخفيضات المحتملة بأسعار الفائدة في دفع المعدن الثمين إلى مستويات أعلى.

وقال استراتيجي العملات الأجنبية في «أو سي بي سي»، كريس وو، إن «ارتفاع الذهب المتألف هو انعكاس لتوقعات الأسواق بتخفيضات أعمق من جانب الفيدرالي».

وقام المتداولون بتسعير كامل لتخفيض أسعار الفائدة، في اجتماع الفيدرالي، خلال سبتمبر (أيلول) المقبل، مع احتمال بنسبة 68 في المائة لتخفيض بمقدار 25 نقطة أساس، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

وانخفض الدولار إلى أدنى مستوى له، هذا العام، في حين انخفضت العوائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات أيضاً، مما جعل الذهب غير المُدر للعائد أكثر جاذبية للمستثمرين.

وينتظر المتداولون الآن محضر اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي، في يوليو (تموز) الذي من المقرر أن يصدر في وقت لاحق اليوم، وكلمة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول التوقعات الاقتصادية الأميركية، يوم الجمعة، في جاكسون هول.

وأضاف وو: «نظراً لأن الأسواق توقعت بالفعل تخفيضات عميقة إلى حد ما، فإن العائق مرتفع أمام باول لتجاوز الأسواق. قد يكون بعض التحقق من الواقع كافياً، ولا يستبعد تراجع أسعار الذهب في الأمد القريب».

وقال صندوق «SPDR Gold Trust»؛ وهو أكبر صندوق متداول في البورصة مدعوم بالذهب في العالم، إن حيازاته انخفضت بنسبة 0.20 في المائة، يوم الثلاثاء، من أعلى مستوياتها في سبعة أشهر.

وقال كبير المحللين في «سيتي إندكس»، مات سيمبسون: «على الرغم من أن الأسعار تبدو متجهة إلى الانخفاض، فإن البائعين بحاجة إلى الحذر، حيث أعتقد أن الدعم القوي حول الأرقام القياسية السابقة، من المحتمل أن يُغري المشترين عند الانخفاض بالعودة إلى الطاولة».

في المقابل، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.3 في المائة إلى 29.52 دولار للأونصة، وارتفع البلاتين بنسبة 0.6 في المائة إلى 951.55 دولار، وانخفض البلاديوم بنسبة 0.1 في المائة إلى 924.60 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يسجل قمة جديدة متجاوزاً حاجز الـ2509 دولارات

الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في متجر للمجوهرات في مدينة شانديغار بشمال الهند (رويترز)

الذهب يسجل قمة جديدة متجاوزاً حاجز الـ2509 دولارات

سجل الذهب، يوم الثلاثاء، في المعاملات الفورية، مستوى قياسياً جديداً بلغ 2509.69 دولار للأوقية، مواصلاً مكاسبه وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد يظهر في هذا الرسم التوضيحي سبيكة وعملات ذهبية (رويترز)

الذهب يتماسك عند قمة تاريخية… وانتظار لقرار «الفيدرالي» الفاصل

استقر الذهب قرب أعلى مستوى قياسي له يوم الثلاثاء مع انتظار المستثمرين محضر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وخطاب رئيسه جيروم باول.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بائع يلتقط صورة مع مجوهرات «هاريتاتج غولد» في متجر تابع لشركة «تشاو تاي فوك» للمجوهرات بشنغهاي (رويترز)

الذهب يتداول قرب مستوى تاريخي 2500 دولار وسط تفاؤل بخفض الفائدة الأميركية

تراجعت أسعار الذهب يوم الاثنين وحامت حول مستوى 2500 دولار، حيث عمد المتعاملون إلى جني الأرباح بعد صعود السبائك إلى أعلى مستوى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب الكورية في سيول (رويترز)

التفاؤل بخفض الفائدة الأميركية يدعم مكاسب الذهب الأسبوعية

استقرّ سعر الذهب، يوم الجمعة، وكان متجهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية وسط تفاؤل بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك من الذهب في مصنع تكرير وتصنيع المعادن الثمينة بمدينة نوفوسيبيرسك السيبيرية (رويترز)

الذهب يستعيد بريقه مع تراجع الدولار وعوائد السندات

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الخميس، بدعم من تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية مع ترقب المستثمرين المزيد من البيانات الأميركية لتحديث توقعاتهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ديون الحكومة البريطانية تتجاوز التوقعات قبيل الكشف عن موازنة جديدة

وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز (أ.ف.ب)
TT

ديون الحكومة البريطانية تتجاوز التوقعات قبيل الكشف عن موازنة جديدة

وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز (أ.ف.ب)
وزيرة الخزانة البريطانية ريتشل ريفز (أ.ف.ب)

ازدادت ديون الحكومة البريطانية أكثر بكثير من المتوقع في يوليو (تموز)، وفق ما أظهرت بيانات رسمية الأربعاء، مما يثير المخاوف بالنسبة لحكومة حزب العمال الجديدة قبيل كشفها عن أول موازنة بعد شهرين تقريباً.

وحذّرت وزيرة الخزانة ريتشل ريفز بالفعل من «القرارات الصعبة» بشأن إن كان سيتعيّن خفض الإنفاق أو زيادة الضرائب في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، ويُستبعد أن تخفف الأرقام الأخيرة من حدة هذه المخاوف.

وأفاد «مكتب الإحصاء الوطني» بأن صافي ديون القطاع العام وصل إلى 3.1 مليار جنيه إسترليني (4 مليارات دولار) الشهر الماضي، وهو أعلى رقم يسجّل في شهر يوليو منذ عام 2021 ويتجاوز التوقعات بكثير.

وأفادت نائبة مدير قسم المال العام في مكتب الإحصاء جيسيكا بارنابي بأن الخزينة العامة تأثّرت بـ«ازدياد إنفاق الحكومة المركزية» بينما «واصلت تكلفة الخدمات العامة والامتيازات الارتفاع».

ومنذ مطلع أبريل (نيسان)، بداية السنة الضريبية في المملكة المتحدة، استدانت البلاد نحو 5 مليارات جنيه إسترليني، أكثر مما كان يتوقعه «مكتب المسؤولية عن الموازنة» الرقابي.

وبلغت نسبة الدين العام 99.4 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي في أواخر يوليو، علماً بأنه اقترب من 100 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي على مدى عدة أشهر خصوصاً بسبب الدعم خلال فترة انتشار وباء كوفيد وأزمة الطاقة.

وقال المسؤول الثاني في وزارة الخزانة دارن جونز، إن الأرقام «دليل آخر على الإرث الخطير الذي تركته لنا الحكومة السابقة». وأضاف: «نتّخذ القرارات الصعبة اللازمة لإصلاح أسس اقتصادنا وتطوير خدماتنا العامة وإعادة بناء بريطانيا».

كانت ريفز قد لفتت، الشهر الماضي، إلى أن الخزينة العامة تعاني من ثغرة بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني ورثتها من الحكومة المحافظة السابقة.

ورفض المحافظون فوراً الاتهام، مشيرين إلى أن الحكومة الجديدة تستخدم هذا التقييم المالي للتمهيد لرفع الضرائب.

وشدد حزب العمال مراراً على أنه لن يرفع الضرائب على «العمال». لكنَّ ريفز كشفت في بيانها أمام البرلمان في 29 يوليو الذي فصّل وضع الخزينة العامة، عن أنها ستلغي أو تؤجل مشاريع بناء طرق ومستشفيات فيما ستقتصر مساعدات الوقود المقدّمة شتاءً على المتقاعدين الأكثر فقراً. ويُتوقع أن تعلن إجراءات مشابهة لدى كشفها عن أول موازنة.