التراجع الحاد للقروض الصينية الجديدة يكشف ضعف ثقة الشركات والمستهلكين

الأسهم تتذبذب في تعاملات هزيلة

مقر بنك الشعب الصيني المركزي في العاصمة بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب الصيني المركزي في العاصمة بكين (رويترز)
TT

التراجع الحاد للقروض الصينية الجديدة يكشف ضعف ثقة الشركات والمستهلكين

مقر بنك الشعب الصيني المركزي في العاصمة بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب الصيني المركزي في العاصمة بكين (رويترز)

قدَّمت البنوك الصينية 260 مليار يوان (36.26 مليار دولار) فقط في شكل قروض جديدة باليوان في يوليو (تموز) الماضي، بانخفاض حاد عن الشهر السابق، ودون توقعات المحللين، وهو ما يسلط الضوء على ضعف الطلب مع استمرار تباطؤ سوق العقارات وانعدام الأمن الوظيفي، مما أثر على ثقة الشركات والمستهلكين.

وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا أن تبلغ القروض الجديدة باليوان 450 مليار يوان الشهر الماضي، بانخفاض حاد عن 2.13 تريليون يوان في الشهر السابق؛ لكنها أعلى من 345.9 مليار يوان قبل عام. ولا يقدم بنك الشعب الصيني تفاصيل شهرية؛ لكن «رويترز» حسبت أرقام يوليو استناداً إلى بيانات البنك عن الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو التي صدرت يوم الثلاثاء، مقارنة بأرقام يناير إلى يونيو (حزيران).

وقال بنك الشعب الصيني، إن إجمالي القروض الجديدة باليوان بلغ 13.53 تريليون يوان في الأشهر السبعة الأولى من العام. وتسارع نمو المعروض النقدي الواسع النطاق (M2) الشهر الماضي إلى 6.3 في المائة مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً تقديرات 6.1 في المائة المتوقعة في استطلاع «رويترز»، و6.2 في المائة في يونيو. وتباطأ نمو القروض القائمة باليوان إلى 8.7 في المائة، مقارنة مع 8.8 في المائة في يونيو. وكان المحللون يتوقعون نمواً بنسبة 8.8 في المائة.

وفي الأسواق، ارتفعت الأسهم الصينية قليلاً يوم الثلاثاء بعد تذبذبها في تعاملات هزيلة، مع بقاء معنويات المستثمرين ضعيفة بسبب التعافي الاقتصادي البطيء ودعم التحفيز المحدود، في حين انتعشت الأسواق الإقليمية بعد موجة بيع بسبب الذعر.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» ومؤشر «شنغهاي المركب» مرتفعين 0.3 في المائة، بينما ظلا عند أدنى مستوى في نصف عام.

وستصدر الصين مجموعة من المؤشرات هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات الائتمان والنشاط الاقتصادي، والتي من المرجح أن تُظهر أن الاقتصاد بدأ بداية ضعيفة في النصف الثاني من العام.

وقال أوغستين فان، رئيس قسم التخطيط في شركة «سوفا دوت أورغ» للتكنولوجيا المالية: «كانت الصين منطقة تجارة صعبة للصناديق ذات التفويضات العالمية، وكان أداؤها ضعيفاً بشكل كبير على مدى السنوات القليلة الماضية. تحتاج الأسواق حالياً إلى محفز قوي لعكس الاتجاه الهبوطي؛ لكنها لم تشهد بعد محفزاً مقنعاً حتى في الجلسة الكاملة الأخيرة».

وأعلنت الصين عن نمو اقتصادي أضعف من المتوقع في الربع الثاني الأسبوع الماضي، ولم تظهر المؤشرات الاقتصادية الأخيرة أيضاً تحسناً كبيراً. وقال فان: «سيكون من الصعب على المستثمرين نشر استثماراتهم بشكل كبير في الصين في هذه المرحلة، حتى تتمكن الحقائق على الأرض من إحداث تغيير مادي».

وأنهى مؤشر القطاع المالي الصيني تداولات الثلاثاء مرتفعاً بنسبة 0.55 في المائة، بينما انخفض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 0.88 في المائة، وانخفض مؤشر العقارات بنسبة 0.3 في المائة.

وأنهى مؤشر «شنتشن» الأصغر التعاملات على ارتفاع بنسبة 0.5 في المائة، وارتفع مؤشر «تشينيكست» المركب للشركات الناشئة بنسبة 0.929 في المائة. كما ارتفع مؤشر «هانغ سنغ» 0.36 في المائة، ومؤشر «هانغ سنغ» للشركات الصينية 0.33 في المائة.


مقالات ذات صلة

«المركزي الأسترالي» يخفض الفائدة لأول مرة منذ 2020 مع تباطؤ التضخم

الاقتصاد يقف طائر الأبيس بجوار مقر بنك الاحتياطي الأسترالي في سيدني (رويترز)

«المركزي الأسترالي» يخفض الفائدة لأول مرة منذ 2020 مع تباطؤ التضخم

خفض البنك المركزي الأسترالي يوم الثلاثاء سعر الفائدة القياسي لأول مرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2020، في خطوة تأتي على خلفية تباطؤ التضخم في البلاد.

«الشرق الأوسط» (ملبورن)
الخليج الجدعان وغورغييفا في الجلسة الختامية لـ"مؤتمر العُلا" (مؤتمر العُلا)

«جاكسون هول العُلا»... لرفع صوت الاقتصادات الناشئة

بعد يومين من النقاشات المستفيضة، أرسى مؤتمر العُلا لاقتصادات الأسواق الناشئة، الأرضية لتشكيل منصة يجري من خلالها سنوياً معالجة التحديات والفرص أمام الاقتصادات

هلا صغبيني (العُلا)
العالم العربي شهدت جلسة النقاش حضور مسؤولين وخبراء وقادة الفكر وصناع القرار من أنحاء العالم (SRMG)

«SRMG Think» تناقش أولويات السياسة الخارجية السعودية

استضاف «منتدى وادي»، الذي نظمته «SRMG Think»، جلسة نقاش حول «أولويات السياسة الخارجية للسعودية»، وذلك على هامش «مؤتمر ميونيخ للأمن 2025».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)
الاقتصاد صورة جوية تُظهر مبنى البنك المركزي خلال غروب الشمس في برازيليا (رويترز)

اقتصاد البرازيل ينمو 3.8 % في 2024 رغم التباطؤ بالربع الأخير

نما الاقتصاد البرازيلي بنسبة 3.8 % في عام 2024، ممّا يعكس استمرار نمو أقوى من المتوقع، رغم فقدان الزخم في الأشهر الأخيرة نتيجة للتشدّد النقدي.

«الشرق الأوسط» (برازيليا )
الاقتصاد شاشة عملاقة على واجهة أحد الأبراج السكنية في العاصمة الصينية بكين تعرض جانباً من اجتماع الرئيس شي جينبينغ مع قادة الأعمال يوم الاثنين (رويترز)

الرئيس الصيني يدعو مجتمع الأعمال إلى «تعزيز الثقة»

عقد الرئيس الصيني اجتماعاً نادراً، يوم الاثنين، مع بعض أكبر الأسماء في قطاع التكنولوجيا في الصين، وحثهم على «إظهار مواهبهم» والثقة بقوة نموذج الصين وسوقها.

«الشرق الأوسط» (بكين)

الدولار يرتفع وسط توقعات حذرة بشأن تخفيضات الفائدة في أميركا وأستراليا

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يرتفع وسط توقعات حذرة بشأن تخفيضات الفائدة في أميركا وأستراليا

أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

ارتفع الدولار يوم الثلاثاء مع تقييم المتعاملين للمخاوف المتعلقة بالرسوم الجمركية والمسار المحتمل لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، بينما بقي الدولار الأسترالي مستقراً بالقرب من أعلى مستوياته في شهرين بعد أن قدم بنك الاحتياطي الأسترالي خفضاً متوقعاً لأسعار الفائدة، لكنه حذر من المزيد من التيسير النقدي.

وخفض بنك الاحتياطي الأسترالي سعر الفائدة النقدية بمقدار 25 نقطة أساس إلى 4.10 في المائة يوم الثلاثاء، في أول تخفيف له منذ جائحة 2020، لكنه كان حذراً بشأن احتمالات المزيد من التيسير في السياسة. على إثر ذلك، بقي الدولار الأسترالي مستقراً عند 0.6351 دولار بعد تقلبات أولية عقب القرار. وقد لامس الدولار الأسترالي أعلى مستوى له في شهرين عند 0.6374 دولار يوم الاثنين وارتفع بنسبة 2.4 في المائة في فبراير (شباط) بفضل تخفيف المخاوف المتعلقة بالحرب التجارية.

وقال براشانت نيوناها، كبير استراتيجيي أسعار الفائدة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في «تي دي سيكيوريتيز»: «حقق بيان بنك الاحتياطي الأسترالي التوازن الصحيح دون الضغط على البنك المركزي لتقديم خفض آخر. ومع ذلك، لا نزال نتوقع تخفيضات في مايو (أيار) وأغسطس (آب)».

من جهته، أشار كيري كريغ، استراتيجي السوق العالمية في «جيه بي مورغان لإدارة الأصول»، إلى أن خطوة بنك الاحتياطي الأسترالي كانت أقرب إلى خفض «تأميني»، ليواكب بذلك البنوك المركزية العالمية، وليس بداية لدورة تخفيف عدوانية.

وأضاف: «من المؤكد أن دورة التخفيف هذه لن تكون سباقاً نحو النهاية، بل ستكون مسيرة بطيئة نحو أسعار فائدة أقل مع تخفيضات محتملة في المستقبل».

وهذا الأسبوع، سيركز المستثمرون على إصدار محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في يناير (كانون الثاني) يوم الأربعاء، لقياس مدى سعي صناع السياسات لتقييم مخاطر حرب التعريفات الجمركية الأوسع نطاقاً بعد سياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية.

وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي أن أسعار المستهلك في الولايات المتحدة ارتفعت بأسرع وتيرة في نحو 18 شهراً في يناير، مما عزز رسالة بنك الاحتياطي الفيدرالي بعدم التسرع في استئناف خفض أسعار الفائدة وسط القلق المتزايد بشأن الاقتصاد.

وقال استراتيجيون من بنك «إيه إن زد» في مذكرة: «عدم اليقين بشأن السياسة التجارية عند مستوى قياسي مرتفع... ونظراً لسوق العمل القوية، فلا توجد حالة ملحة لخفض أسعار الفائدة فوراً». وأضافوا: «يبدو أن التوقف المطول خلال النصف الأول من العام مبرر، وسيمنح بنك الاحتياطي الفيدرالي الوقت لتقييم تأثير التدابير التجارية على التضخم».

ويتوقع بنك «إيه إن زد» الآن استئناف تخفيضات أسعار الفائدة في النصف الثاني من 2025، مع توقع مزيد من التيسير بمقدار 75 نقطة أساس. ومع ذلك، الأسواق غير متفائلة، حيث يقدر المتداولون تخفيضات بواقع 40 نقطة أساس لهذا العام.

وفي آسيا، تراجع الين بعد مكاسبه الأخيرة مع تعزيز بيانات النمو القوية لاحتمالات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، حيث يُتوقع أن يكون اجتماع يوليو (تموز) هو الموعد المحتمل لذلك. وكان الين عند 152.165 مقابل الدولار، منخفضاً بنسبة 0.4 في المائة في اليوم. وساعدت بيانات الناتج المحلي الإجمالي القوية في اليابان خلال أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول)، إلى جانب أرقام التضخم الأخيرة، في رفع الين، الذي ارتفع بنحو 4 في المائة مقابل الدولار في 2025.

كما سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس العملة الخضراء مقابل ست عملات رئيسية أخرى، ارتفاعاً بنسبة 0.27 في المائة ليصل إلى 107.01، ولا يزال قريباً من أدنى مستوى له في شهرين عند 106.56 الذي لامسه يوم الجمعة.

في المقابل، انخفض اليورو بنسبة 0.27 في المائة ليصل إلى 1.045475 دولار، بينما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 1.2593 دولار.

وفي الوقت نفسه، انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.55 في المائة ليصل إلى 0.57195 دولار أميركي، قبل اجتماع بنك الاحتياطي النيوزيلندي يوم الأربعاء، حيث من المتوقع أن يخفض البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.