«نفتوغاز» الأوكرانية تُجري محادثات مع «سوكار» الأذربيجانية بشأن النقل والتخزين

مصنع أورينبورغ لمعالجة الغاز التابع لشركة «غازبروم» في منطقة أورينبورغ بروسيا (رويترز)
مصنع أورينبورغ لمعالجة الغاز التابع لشركة «غازبروم» في منطقة أورينبورغ بروسيا (رويترز)
TT

«نفتوغاز» الأوكرانية تُجري محادثات مع «سوكار» الأذربيجانية بشأن النقل والتخزين

مصنع أورينبورغ لمعالجة الغاز التابع لشركة «غازبروم» في منطقة أورينبورغ بروسيا (رويترز)
مصنع أورينبورغ لمعالجة الغاز التابع لشركة «غازبروم» في منطقة أورينبورغ بروسيا (رويترز)

قال الرئيس التنفيذي لشركة «نفتوغاز» الأوكرانية، أوليكسي تشيرنيشوف، إن الشركة تُجري محادثات مع شركة «سوكار» الأذربيجانية بشأن النقل المحتمل للغاز من أذربيجان عبر أوكرانيا، وتخزين غاز «سوكار» في أوكرانيا.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الأوكرانية «إن في بيزنس»، نُشرت على موقع شركة «نفتوغاز»، أكد تشيرنيشوف أيضاً أن كييف ليست لديها نية لتمديد اتفاقية العبور الحالية لمدة خمس سنوات مع شركة «غازبروم» الروسية، والتي تنتهي بنهاية عام 2024.

ومن المقرر أن تخسر أوكرانيا نحو 42 مليون متر مكعب يومياً من إمدادات الغاز الروسية عبر أوكرانيا نتيجة لذلك، وفق ما ذكرت «ستاندرد آند بورز» في تقرير لها.

وقال تشيرنيشوف: «إن العقد مع شركة غازبروم سينتهي، هذا العام، وليست لدينا نية لمواصلة ذلك خلال الحرب»، مضيفاً أن نظام عبور الغاز الأوكراني «ليس تحت النيران» حالياً.

وأشار إلى أن هناك سيناريوهين محتملين؛ إما التوقف الكامل للتدفقات، أو النموذج للمورّدين والمالكين البُدلاء؛ لضمان تسليم «كميات معينة» للعملاء في الاتحاد الأوروبي.

وقال تشيرنيشوف إن فكرة عبور أذربيجان للغاز عبر أوكرانيا كانت من مبادرة باكو، مضيفاً: «لا نستبعد المفاوضات مع شركات أخرى، مع شركة سوكار، لكن ليست لدينا قرارات تعاقدية نهائية. إن الشرط المسبق للتعاون من جانبنا هو عرض شركة سوكار بتخزين الغاز في مرافق التخزين الأوكرانية».

وعندما سُئل عما إذا كانت «سوكار» وافقت، قال تشيرنيشوف: «نحن نناقش هذا الأمر».

دور روسيا

في الشهر الماضي، قال الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، إن باكو تُجري محادثات مع روسيا بشأن عبور الغاز الأوكراني، بعد أن اتصلت به كييف والاتحاد الأوروبي للمساعدة في تسهيل التمديد المحتمل للصفقة الروسية الأوكرانية.

وأضاف علييف، في 20 يوليو (تموز) الماضي: «لقد اتصلت بنا السلطات الأوكرانية والاتحاد الأوروبي لتسهيل تمديد هذا العقد. نحن أيضاً في عملية مفاوضات مع روسيا بشأن هذه المسألة. إذا كان بوسعنا المساعدة، فسوف نفعل».

وأقر تشيرنيشوف سابقاً بأن الغاز، الذي يصل إلى أوكرانيا من أذربيجان، لا بد أن يمر عبر روسيا. وقال: «من الواضح أن الأنبوب يدخل أوكرانيا من روسيا، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ينجح بها هذا العبور. والشرط المسبق الرئيسي هو استحالة العمل مع (غازبروم) من أجلنا. إن التعاون المحتمل مع شركة سوكار يوفر مزايا معينة. أذربيجان منتِج كبير للغاز، ولديها رغبة في دخول السوق الأوروبية».

وعندما سُئل عما إذا كان الغاز العابر يمكن أن يتحول في الواقع إلى غاز روسي، قال تشيرنيشوف: «هذا تلاعب وشعبوية. إن تجارة الغاز، وخصوصاً الكبيرة منها، تعمل غالباً من خلال المبادلات». وقال أيضاً إن هناك مبادرة من قِبل شركة من وسط وشرق أوروبا فيما يتعلق بالترانزيت الروسي.

لقد ساعدت مخاوف السوق بشأن الترانزيت الأوكراني في جعل أسعار الغاز الأوروبية لتسليم يناير (كانون الثاني)، وفبراير (شباط) 2025، هي الأغلى بين فترات التسليم المستقبلية.

سعة التخزين

وقال تشيرنيشوف أيضاً إنه كلما وافقت شركة «سوكار» على تخزين مزيد من الغاز في أوكرانيا، كان ذلك أفضل. وأضاف: «سأكون سعيداً إذا قامت سوكار بتخزين الغاز معنا. مستودعاتنا هي الأكبر في أوروبا، ويبلغ حجمها 31 مليار متر مكعب. لن تحتاج إلى أكثر من نصفها لتلبية احتياجاتك الخاصة. يجب تأجير الجزء الآخر وتشغيله وتوليد الدخل».

تتطلع أوكرانيا لبناء مخزوناتها الخاصة إلى 13.2 مليار متر مكعب، قبل الشتاء المقبل، حيث جرى تخزين 10.6 مليار متر مكعب بالفعل، كما قام التجار الأجانب بتخزين نحو 2.5 مليار متر مكعب من الغاز في أوكرانيا، العام الماضي، لكن الرغبة في ضخ الغاز، هذا العام، ربما تضاءلت بسبب الهجمات على مواقع التخزين وفارق السعر الضيق بين الصيف والشتاء.

وقال تشيرنيشوف: «حالياً، تؤثر عوامل معينة على قرار تخزين الغاز في أوكرانيا. هناك قصف مكثف لمواقع التخزين في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) ومايو (أيار) من هذا العام». لكنه قال إنه مع امتلاء مواقع التخزين الأوروبية، قد يصبح تخزين الغاز في أوكرانيا أكثر جاذبية.

ووفق بيانات من منشآت الغاز في أوروبا، فإن مواقع تخزين الغاز في الاتحاد الأوروبي ممتلئة بالفعل بأكثر من 86 في المائة.


مقالات ذات صلة

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة (التلفزيون الأردني)

الأردن يستهدف حفر 70 بئراً في حقل الريشة للغاز خلال 5 سنوات

أعلن وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني صالح الخرابشة، أن بلاده تستهدف حفر 70 بئراً في 2024 - 2029 ضمن خطة لتطوير حقل الريشة للغاز.

«الشرق الأوسط» (عمَّان)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي يتحدث خلال لقاء بغرفة التجارة الأميركية بالقاهرة (وزارة البترول المصرية)

مصر تعلن زيادة إنتاج الغاز والنفط في الربع الثالث من العام الجاري

أعلن وزير البترول المصري كريم بدوي زيادة إنتاج الغاز في بلاده خلال الـ3 أشهر من يوليو إلى أكتوبر بواقع 200 مليون قدم مكعب غاز و39 ألف برميل من النفط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.