توترات الشرق الأوسط تزيد الضغط على أسعار الغاز في أوروبا

خطوط الأنابيب بمنشأة تخزين الغاز التابعة لشركة «في إن جي إيه جي» في باد لاوشتات بألمانيا (رويترز)
خطوط الأنابيب بمنشأة تخزين الغاز التابعة لشركة «في إن جي إيه جي» في باد لاوشتات بألمانيا (رويترز)
TT

توترات الشرق الأوسط تزيد الضغط على أسعار الغاز في أوروبا

خطوط الأنابيب بمنشأة تخزين الغاز التابعة لشركة «في إن جي إيه جي» في باد لاوشتات بألمانيا (رويترز)
خطوط الأنابيب بمنشأة تخزين الغاز التابعة لشركة «في إن جي إيه جي» في باد لاوشتات بألمانيا (رويترز)

ارتفعت أسعار الغاز بالجملة في هولندا وبريطانيا، يوم الأربعاء؛ بسبب توقعات بانخفاض إنتاج طاقة الرياح، مما زاد الطلب على الغاز لتوليد الطاقة، مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط.

وأظهرت بيانات بورصة لندن للأوراق المالية «إل إس إي جي»، أن العقد القياسي للشهر الأول في مركز «تي تي إف» بمقدار 0.09 يورو ليصل إلى 34.62 يورو لكل ميغاوات في الساعة، أو 10.96 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بحلول الساعة 08:08 (بتوقيت غرينتش). وارتفع عقد شهر سبتمبر (أيلول) الهولندي بمقدار 0.25 يورو ليصل إلى 35.35 يورو لكل ميغاوات في الساعة، وفق «رويترز».

وفي السوق البريطانية، ارتفع العقد اليومي بمقدار 2.25 بنس ليصل إلى 82 بنساً لكل ثيرم. وقال محللو «إل إس إي جي» إن انخفاض إنتاج طاقة الرياح لبقية الأسبوع سيؤدي إلى زيادة الطلب على الغاز غير المستخدم في توزيع المناطق المحلية (بما في ذلك طلب الطاقة) في شمال غربي أوروبا، والذي جرى التنبؤ بارتفاعه، يوم الخميس، بمقدار 45 غيغاوات/ ساعة، في اليوم، ليصل إلى 1937 غيغاوات/ ساعة في اليوم.

وفي بريطانيا، من المتوقع أن تبلغ ذروة توليد طاقة الرياح 3.6 جيغاوات، يوم الأربعاء، لينخفض إلى 3.1 جيغاوات، يوم الخميس، وفقاً لبيانات «إليكسون».

كما دعّمت الأسعار التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، بعد مقتل زعيم «حماس» إسماعيل هنية في إيران. وقال محللون بـ«إنجي إنرجي سكان»، في مذكرة بحثية يومية: «إن تصاعد التوترات الجيوسياسية أعطى مزيداً من الزخم للارتفاع في أسعار الغاز عند افتتاح اليوم، في حين أن أسعار النفط تتبع أيضاً هذا الارتفاع».

وانتعشت العقود الآجلة للنفط بأكثر من دولار للبرميل، من أدنى مستوياتها في 7 أسابيع، يوم الأربعاء. وفي سوق الكربون الأوروبية، ارتفع العقد القياسي بمقدار 0.23 يورو ليصل إلى 68.87 يورو للطن المتري.


مقالات ذات صلة

مصر: رفع أسعار الوقود يعمّق المخاوف من الغلاء

شمال افريقيا عامل في إحدى محطات الوقود وسط العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

مصر: رفع أسعار الوقود يعمّق المخاوف من الغلاء

يخشى مصريون من موجة غلاء تطال أسعار السلع والخدمات، بعد قرار الحكومة المصرية، الخميس، رفع أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد إنفوغراف: الملايين معرضون لخطر انقطاع التيار الكهربائي 
         

إنفوغراف: الملايين معرضون لخطر انقطاع التيار الكهربائي          

شهدت دول العالم انقطاعات عدة في التيار الكهربائي خلال فصل الصيف الحالي، وذلك نتيجة ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خلال حفل التوقيع (الشرق الأوسط)

«أرامكو السعودية» تستحوذ على 50 % في شركة «الهيدروجين الأزرق للغازات الصناعية»

وقّعت «أرامكو السعودية»، اتفاقيات نهائية للاستحواذ على حصص ملكية في شركة «الهيدروجين الأزرق للغازات الصناعية».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة لأحد المشروعات التابعة لشركة «صن جرو باور سبلاي» الصينية (موقع الشركة)

شركة صينية تبرم اتفاقاً لإنشاء مشروع تخزين الطاقة في السعودية

وقّعت شركة «صن جرو باور سبلاي» الصينية لصناعة العواكس الكهرضوئية اتفاقاً مع شركة «الجهاز القابضة» السعودية؛ لإقامة مشروع لتخزين الطاقة بقدرة تصل إلى 7.8 غيغاواط

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد أحد موظفي الشركة السعودية للكهرباء يقوم بمهام صيانة العدادات (الشرق الأوسط)

«تنظيم الكهرباء» توضح أسباب انقطاع الخدمة في بعض أحياء الرياض

كشفت الهيئة السعودية لتنظيم الكهرباء عن أسباب انقطاع الخدمة الكهربائية في أجزاء من أحياء حطين والنخيل والعقيق والغدير بمدينة الرياض

«الشرق الأوسط» (الرياض)

أدنى مستوى للتصنيع الصيني في 5 أشهر

راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

أدنى مستوى للتصنيع الصيني في 5 أشهر

راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
راكب دراجة نارية يمر أمام منطقة أبراج سكنية في العاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

أظهر مسح رسمي يوم الأربعاء أن نشاط التصنيع في الصين تراجع إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر خلال يوليو (تموز)، مع معاناة المصانع من انخفاض الطلبات الجديدة وانخفاض الأسعار، مما يشير إلى أن قوة الإنتاج العالمي ستعاني في النصف الثاني من العام.

وانكمش «مؤشر مديري المشتريات» التابع لـ«المكتب الوطني للإحصاء» لثالث شهر على التوالي، ليتراجع إلى 49.4 نقطة من 49.5 في يونيو (حزيران) الماضي، وهو ما يقل عن مستوى 50 نقطة الفاصل بين النمو والانكماش، لكنه أعلى قليلاً من متوسط ​​التوقعات البالغ 49.3 نقطة في استطلاع أجرته «رويترز».

ولا تزال الرؤية قاتمة بين الشركات المصنعة، حيث يزداد الطلب المحلي انحساراً، وتلوح الضغوط الخارجية من التوترات التجارية في أفق الاقتصاد الصيني الذي يبلغ حجمه 18.6 تريليون دولار، والذي نما بشكل أبطأ من المتوقع في الربع الثاني.

وأفاد المنتجون بأن «أسعار بوابة المصنع» كانت في أسوأ حالاتها في 13 شهراً، بينما ظل التوظيف في المنطقة السلبية، حيث توسع مؤشره الفرعي آخر مرة في فبراير (شباط) 2023، ويشير إلى اقتصاد محلي خامل واعتماد الصين المزداد على الصادرات للحصول على الزخم.

ولم يكن من الممكن العثور على عزاء في «مؤشر الطلبات التصديرية الجديدة» الفرعي لشهر يوليو، الذي انكمش لثالث شهر وأشار إلى أن أصحاب المصانع استمروا في خفض الأسعار لدفع الشحنات الصادرة.

وعلاوة على ذلك، تبددت الآمال في أن تؤدي الصادرات القوية إلى إشعال شرارة انتعاش اقتصادي أوسع نطاقاً، بعد ظروف جوية قاسية، حيث أضرت الفيضانات ودرجات الحرارة المرتفعة بخطوط الإنتاج خلال شهر يوليو، وفقاً لما قاله كبير الإحصائيين في «المكتب الوطني للإحصاء» تشاو تشينجه.

ومع ذلك، يبدو أن صناع السياسات كانوا بطيئين في إدراك حجم المصاعب المزدادة التي يعاني منها الاقتصاد. وقال غاري نغ، المحلل الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»: «الجانب المشرق الوحيد هو أن الخسارة الأخيرة للزخم يبدو أنها جعلت المسؤولين أكثر جدية بشأن زيادة سرعة دعم السياسات في الأمد القريب»، مضيفاً أن ذلك «من شأنه أن يدعم تعافي النشاط في الأشهر المقبلة».

وخفض المستهلكون إنفاقهم على السلع باهظة الثمن وابتعدوا عن السلع ذات الأسعار المرتفعة. وانخفضت لثالث شهر في يونيو مبيعات السيارات؛ وهي أكبر مكون في مبيعات التجزئة بالصين. وأعلنت شركة «ستاربكس»، التي لديها آلاف المتاجر في ثانية كبرى أسواقها، عن انخفاض بنسبة 14 في المائة بمبيعاتها الفصلية في الصين مع انجذاب شاربي القهوة إلى العروض الأرخص.

ووعد صناع السياسات بمزيد من التحفيز لتشجيع الفئات ذات الدخلَيْن؛ المنخفض، والمتوسط، ​​على إنفاق المزيد، وذلك خلال اجتماع «الهيئة العليا لصنع القرار» في الحزب الشيوعي الحاكم يوم الثلاثاء، لكنهم امتنعوا عن الإعلان عن خطوات محددة.

وقال المحللون إن التدابير الرامية إلى دعم استهلاك الأسر من غير المرجح أن تعزز التعافي الاقتصادي بشكل ملموس. وأعلنت هيئة التخطيط الحكومية الصينية أن نصف الـ300 مليار يوان (41.40 مليار دولار) التي ستُصدَر في سندات الخزانة طويلة الأجل للغاية، سيُخصص لدعم برنامج المقايضة الاستهلاكية، لكن هذا المبلغ يعادل 0.12 في المائة فقط من الناتج الاقتصادي و0.3 في المائة من مبيعات التجزئة لعام 2023.

وأحد الأسباب الرئيسية لعدم إنفاق الناس في الصين هو أن 70 في المائة من ثروة الأسر محفوظة في العقارات، وانخفضت أسعار المساكن بأسرع وتيرة لها في 9 سنوات خلا يونيو.

وتتفاقم هذه المشكلة بسبب حقيقة أن قطاع العقارات كان يشكل نحو ربع الاقتصاد، مما يجعله محرك نمو رئيسياً.

لكن «مؤشر مديري المشتريات الفرعي للبناء» في «مؤشر مديري المشتريات» نما بشكل أبطأ في يوليو، مما يشير إلى انخفاض الطلب على الشقق الجديدة وغيرها من مشروعات البناء. وتباطأ «مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي» الرسمي، الذي يشمل الخدمات والبناء، إلى 50.2 نقطة في يوليو من 50.5 في الشهر السابق.

وانقسم المحللون بشأن مدى إعادة النظر من جانب صناع السياسات في التحفيز الأقوى مع استمرار الاقتصاد في إظهار قليل من علامات التحول. وقالت وانغ تاو، كبيرة خبراء الاقتصاد في الصين ورئيسة قسم الاقتصاد في «آسيا في يو بي إس»، إن مزيداً من التخفيضات في المبلغ الذي يجب على البنوك التجارية الاحتفاظ به احتياطاً، وخفض تكاليف الاقتراض، قد يكونان على المحك، لكنها لم تتوقع أن يلتقط صناع السياسات دليلاً جديداً. وأضافت: «نتوقع دعماً سياسياً متواضعاً في بقية عام 2024، الذي قد يتبع إلى حد كبير إعدادات السياسة السابقة في الأشهر الكثيرة الماضية، ولكن دون حافز جديد كبير».