المستثمرون يراهنون على البنوك اليابانية وسط آمال رفع الفائدة

تراجع معدل البطالة... و«نيكي» يغلق مرتفعاً

شاشة تعرض سعر الين مقابل الدولار وتحركات الأسهم على مؤشر نيكي في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
شاشة تعرض سعر الين مقابل الدولار وتحركات الأسهم على مؤشر نيكي في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
TT

المستثمرون يراهنون على البنوك اليابانية وسط آمال رفع الفائدة

شاشة تعرض سعر الين مقابل الدولار وتحركات الأسهم على مؤشر نيكي في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)
شاشة تعرض سعر الين مقابل الدولار وتحركات الأسهم على مؤشر نيكي في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

اجتذبت البنوك اليابانية تدفقات استثمارية أجنبية أكبر من القطاعات الأخرى، إذ يرى المستثمرون أنها المستفيد الأكبر من تشديد السياسة النقدية المحتمل. وقال محللون إن خروج اليابان من عقود من الانكماش وارتفاع أسعار الفائدة يعني أرباحاً أفضل للبنوك ودعم أسعار أسهمها.

ويختتم بنك اليابان يوم الأربعاء اجتماعاً للسياسة استمر يومين، وقد يرفع أسعار الفائدة ويقلص مشترياته من السندات، بعد إنهاء أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار). وفي الوقت الذي يستعد فيه لإنهاء عقد من التحفيز النقدي، يحاول المستثمرون الذين شهدوا ارتفاع مؤشر نيكي للأسهم بنسبة 20 في المائة في العام الماضي اختيار أبرز الفائزين.

وشهد قطاعا البنوك والسيارات تدفقات استثمارية أجنبية صافية حتى الآن هذا العام؛ إذ اجتذبت البنوك ما يُقدّر بنحو 472 مليار ين (3.1 مليار دولار) من عمليات شراء الأسهم الصافية في العام حتى 25 يوليو (تموز)، وهو أكثر من ضعف التدفقات إلى قطاع السيارات والمكونات، وفقاً لفريق الاستراتيجية الكمية في «جي بي مورغان».

وتتوقع أكبر ثلاثة بنوك في اليابان أرباحاً قياسية في العام المقبل، وذلك بفضل هوامش الفائدة الأفضل والطلب المتزايد على التمويل، بعد أن ضغطت عليها أسعار الفائدة السلبية لسنوات.

وارتفعت أسهم مجموعة «سوميتومو ميتسوي» المالية، ومجموعة «ميتسوبيشي يو إف جيه» المالية، ومجموعة «ميزوهو» المالية بنسبة 53 و39 و36 في المائة حتى الآن على التوالي. كما اشترى المستثمرون الأجانب مزيداً من القطاعات الموجهة محلياً مثل الخدمات والمستحضرات الصيدلانية، وسط توقعات بمزيد من المكاسب في الين.

وقال يوي بامبا، رئيس الاستثمارات النشطة في «بلاك روك» في اليابان: «نحن ننتقل من أوقات صعبة للغاية إلى بيئة أكثر ملاءمة لجميع البنوك. نعتقد أن تفوّقها يمكن أن يستمر... حتى الزيادات التدريجية في أسعار الفائدة تؤدي إلى فوائد مباشرة من منظور العائد على حقوق المساهمين».

وبدوره يقول زهير خان، مدير محفظة أول في «يو بي بي»: «ستستفيد البنوك العملاقة من ارتفاع أسعار الفائدة؛ لأنها تتمتع بفرص إقراض أكثر من البنوك الإقليمية، ومع ذلك أعتقد أن هذه الفائدة سُعّرت بالفعل أكثر من اللازم في الأسهم».

وفي سياق منفصل، أعلنت وزارة الشؤون الداخلية والاتصالات في اليابان، يوم الثلاثاء، تراجع معدل البطالة خلال الشهر الماضي إلى 2.6 في المائة، بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب. وكان المحللون يتوقعون استقرار معدل البطالة عند مستواه نفسه في مايو (أيار) الماضي، وكان 2.6 في المائة.

في الوقت نفسه تراجع معدل الوظائف المتاحة إلى الباحثين عن عمل 1.23 وظيفة لكل باحث، مقابل 1.24 وظيفة خلال الشهر السابق. وبلغت نسبة المشاركة في قوة العمل باليابان خلال يونيو (حزيران) الماضي 63.7 في المائة، في حين كان المحللون يتوقعون ارتفاعها إلى 63.4 في المائة، مقابل 63.3 في المائة خلال مايو.

وفي الأسواق، عكس المؤشر نيكي الياباني مساره، ليغلق مرتفعاً يوم الثلاثاء مع إقبال المستثمرين على إعادة شراء الأسهم المنخفضة، لكن المكاسب ظلّت محدودة قبل اجتماعات مهمة للبنكين المركزيين في اليابان والولايات المتحدة.

وصعد المؤشر نيكي 0.15 في المائة، ليغلق عند 38525.95 نقطة، بعد أن هبط نحو واحد في المائة في وقت سابق من الجلسة. وارتفع المؤشر اثنين في المائة، يوم الاثنين، متعافياً من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي. وأغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً منخفضاً 0.19 في المائة عند 2754.45 نقطة.

ومن المتوقع أن يعلن بنك اليابان خطط تشديد كمي، بعد اجتماع السياسة النقدية يوم الأربعاء، وسط انقسام السوق بشأن رفع أسعار الفائدة. ووفقاً لتوقعات الأسواق، فلا توجد أي فرصة تقريباً لخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، لكن من المتوقع تماماً خفض الفائدة 25 نقطة أساس في سبتمبر (أيلول) المقبل.

وعكس سهم شركة «طوكيو إلكترون» لتصنيع معدات تصنيع الرقائق مساره، ليرتفع 0.84 في المائة، مقدماً أكبر دعم إلى المؤشر نيكي. وارتفع سهم «ريكروت هولدينغز» للتوظيف 2.86 في المائة. وصعد سهم «فانوك» 2.93 في المائة، بعد أن رفعت الشركة المصنعة للروبوتات توقعاتها للأرباح التشغيلية السنوية 0.8 في المائة. وقفز سهم «باسونا غروب» 12.17 في المائة، بعد أن أظهر إفصاح للجهات التنظيمية أن «أويسيس مانغمنت» تمتلك حصة 5.02 في المائة في شركة التوظيف.

وتراجع سهم «فاست ريتيلينغ» المالكة للعلامة التجارية للملابس «يونيكلو» 0.53 في المائة، ليسجل أكبر تأثير سلبي في المؤشر نيكي... ومن بين 225 سهماً على المؤشر نيكي ارتفع 100 سهم، وانخفض 123 سهماً، واستقر سهمان.


مقالات ذات صلة

أسهم الصين تواصل خسائرها مع تقييم المستثمرين للتوقعات الاقتصادية

الاقتصاد مستثمر يتابع حركة الأسهم في البورصة الصينية بالعاصمة بكين (أ.ف.ب)

أسهم الصين تواصل خسائرها مع تقييم المستثمرين للتوقعات الاقتصادية

تراجعت أسهم الشركات القيادية في الصين لليوم الثاني على التوالي مع اتساع حالة التشاؤم بشأن التوقعات الاقتصادية للصين.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد الحلقات الأولمبية على برج إيفل (رويترز)

الناتج المحلي الإجمالي الفرنسي عند 1 % في الربع الثاني... أقوى قليلاً من المتوقع

نما اقتصاد فرنسا بشكل أسرع قليلاً من المتوقع في الربع الثاني، حيث عزز تسليم سفينة سياحية الصادرات؛ مما عوض الإنفاق الاستهلاكي الثابت.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد صينيون يستخدمون مظلات خلال هطول أمطار غزيرة في العاصمة بكين (إ.ب.أ)

الصين تتعهد توجيه التحفيز نحو المستهلكين

أشار زعماء صينيون، الثلاثاء، إلى أن تدابير التحفيز اللازمة للوصول إلى هدف النمو الاقتصادي هذا العام ستوجه إلى المستهلكين

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيارة «تويوتا» كهربائية في معرض إندونيسيا الدولي للسيارات (أ.ف.ب)

«تويوتا» تحافظ على الصدارة عالمياً للعام الخامس على التوالي

أعلنت «تويوتا» اليابانية أن مجموعتها باعت 5.16 مليون سيارة في أنحاء العالم خلال النصف الأول من العام الحالي، لتحتفظ بالمركز الأول على قائمة المبيعات العالمية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد عملات معدنية وورقية من اليورو  (د.ب.أ)

اقتصاد منطقة اليورو ينمو... لكن التوقعات بعيدة عن الوردية

نما اقتصاد منطقة اليورو أكثر قليلاً من المتوقع في الأشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران)، لكنّ سلسلة من المسوحات المتشائمة تخيم على التوقعات.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

مستويات قياسية للطلب على الذهب منذ عام 2000 وسط زخم الأحداث العالمية

بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)
بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)
TT

مستويات قياسية للطلب على الذهب منذ عام 2000 وسط زخم الأحداث العالمية

بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)
بائع يحمل أساور الذهب في أحد متاجر المجوهرات بالعاصمة السعودية الرياض (تصوير: تركي العقيلي)

في ظل ما يشهده العالم من زخم في الأحداث، والتوترات الجيوسياسية وعدم اليقين في البيانات الاقتصادية، وأمام الاقتراب أكثر فأكثر من معركة السباق إلى البيت الأبيض، تتجه الأنظار إلى الذهب الذي بات معروفاً أنه الملاذ الآمن في وقت الشدة، حيث سجل الطلب عليه ارتفاعات كبيرة دفعته إلى مستويات قياسية لم نشهدها منذ أكثر من عقدين أي منذ العام 2000، وسط تراجع حاد من قبل المستهلكين لشراء المجوهرات المشغولة.

ففي الربع الثاني من العام الجاري، ارتفع إجمالي الطلب على الذهب بنسبة 4 في المائة إلى 1258 طناً مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق، ليصبح أعلى ربع سنوي منذ عام 2000.

ووفق تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي، اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، انخفض الطلب على الذهب باستثناء «بورصة لندن للمعادن» في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 6 في المائة على أساس سنوي إلى 929 طناً، حيث فاق الانخفاض الحاد في استهلاك المجوهرات المكاسب الطفيفة في جميع القطاعات الأخرى.

وبحسب التقرير، شهدت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب انخفاضاً طفيفاً بمقدار 7 أطنان في الربع الثاني مقارنة مع تراجع بلغ 21 طناً في الربع الثاني من العام السابق. كما أعقبت التدفقات الخارجة المبكرة الكبيرة تدفقات ناشئة لاحقة. حيث انخفض الاستثمار في سبائك التجزئة والعملات المعدنية بنسبة 5 في المائة عند 261 طناً، ويرجع ذلك إلى ضعف الطلب من الأسواق الغربية. وإلى جانب ذلك، قفز الذهب المستخدم في التكنولوجيا بنسبة 11 في المائة على أساس سنوي، حيث استمر الاتجاه التصاعدي للذكاء الاصطناعي في دفع الطلب على هذا القطاع.

توقعات النصف الثاني

يتوقع مجلس الذهب العالمي أن تحافظ الأسعار على المستويات الحالية أو أن تبني عليها ببطء في النصف الثاني من العام الجاري، كما يرجح أن ينتج الطلب على الاستثمار الغربي نصفاً ثانياً إيجابياً، لكن التقديرات للعام بأكمله جاءت منخفضة بشكل طفيف، نظراً للربع الثاني المخيب للآمال لصناديق الاستثمار المتداولة مقارنة بالتوقعات. ومن المرجح أن يساهم الاستثمار خارج البورصة بشكل كبير كما فعل في النصف الأول.

وأضاف التقرير أن تكيف المستهلكين مع ارتفاع الأسعار قد يستغرق بعض الوقت. ومن المرجح أن تظل الهند نقطة مضيئة وحيدة ومؤقتة، مدعومة بخفض الرسوم والخلفية الصحية للاقتصاد الكلي. وبشكل أكثر إيجابية بالنسبة للتصنيع، والتكنولوجيا. حيث قدمت الحكومة الهندية ميزانيتها لعام 2024 - 25 في 23 يوليو (تموز)، وأعلنت عن تخفيض إجمالي رسوم الاستيراد على سبائك الذهب من 15 إلى 6 في المائة.

ويرجح مجلس الذهب العالمي أن تظل إعادة تدوير الذهب في الربع الأعلى من نطاقها التاريخي بسبب ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الاقتصادي، ولا يزال المعروض من المناجم يستعد لعام قياسي، رغم أن النطاق المحتمل للعام بأكمله قد تحول إلى انخفاض طفيف.

وفي سياق شراء البنوك المركزية وضعف الاستثمار في التجزئة للأسواق الناشئة. أبان التقرير أن المخاطر المتصاعدة ستأتي من تباطؤ اقتصادي جوهري أكثر في الأسواق المتقدمة، جنباً إلى جنب مع مسار سعر فائدة منخفضة والذي من شأنه أن يزيد الاهتمام بمنتجات الاستثمار في الذهب. بالإضافة إلى ذلك، قد يمتد عدم اليقين الجيوسياسي إلى تقلبات السوق، وفي المقام الأول مع احتدام السباق إلى البيت الأبيض.

السوق فوضوية

وقال رئيس مؤسسة «إيه يو سكيور» الاستثمارية في مجال المعادن، بيتر توماس، في حديثه إلى «الشرق الأوسط» إن أسعار الذهب في الوقت الحالي تعد في أعلى مستوياتها على الإطلاق، لكن الأمر سيستغرق الكثير من الأموال الجديدة لدفعها إلى المزيد من النمو، مبيناً أن عدم الاستقرار الجيوسياسي لا يزال قوياً جداً وستظل السوق فوضوية مع تدفق الأخبار إلى الداخل والخارج.

انخفاض حاد

في جانب المجوهرات، استجاب الطلب بشكل غير مفاجئ بانخفاض حاد في الاستهلاك العالمي بنسبة 19 في المائة على أساس سنوي إلى 391 طناً. ليصبح أضعف ربع ثانٍ منذ عام 2020، ومن حيث القيمة، انخفض الطلب على المجوهرات في الفترة ذاتها إلى 29 مليار دولار على أساس سنوي.

بينما في النصف الأول من العام الجاري، كان الطلب على المجوهرات من حيث القيمة أعلى بنسبة 2 في المائة على أساس سنوي عند 61 مليار دولار أميركي، وهو الأعلى منذ عام 2013 عندما بلغ 834 طناً.

جولة في أسواق الرياض

وفي هذا السياق، أجرت «الشرق الأوسط» جولة في أسواق الذهب بالعاصمة السعودية الرياض، حيث أكد مسؤول المبيعات بأحد متاجر المجوهرات بدر المدعج، في تصريح، أن أسعار الذهب وصلت إلى قمة عالية في الفترة الحالية لم يسبق أن وصلتها سابقاً، مضيفاً «نتمنى في الأيام القادمة أن يكون هناك انخفاض رغم أن الوضع يشير إلى أنه سيكون في مسار أكثر ارتفاعاً مما بلغه تقريباً».

ونوّه المدعج إلى أن الهدوء كان يعم السوق خلال موسم الإجازة الصيفية نتيجة لسفر غالبية الناس، وبالتالي كانت القوة الشرائية ضعيفة، لكنه يتوقع أن يعود الإقبال مع قرب استئناف الدراسة، وأن تستعيد السوق نشاطها وحيويتها مرة أخرى.