المجلس الاقتصادي الياباني الأعلى يوجّه الحكومة بالتركيز على ضعف الين

في بيان المبادئ التوجيهية لصياغة ميزانية العام المقبل

سيدتان تحملان مروحتين صغيرتين لتلطيف الجو وسط حرارة قياسية في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
سيدتان تحملان مروحتين صغيرتين لتلطيف الجو وسط حرارة قياسية في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

المجلس الاقتصادي الياباني الأعلى يوجّه الحكومة بالتركيز على ضعف الين

سيدتان تحملان مروحتين صغيرتين لتلطيف الجو وسط حرارة قياسية في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
سيدتان تحملان مروحتين صغيرتين لتلطيف الجو وسط حرارة قياسية في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

قال المجلس الاقتصادي الأعلى للحكومة اليابانية، الاثنين، إن الحكومة والبنك المركزي يجب أن يوجّها السياسة من خلال الوضع في الحسبان ضعف الين الذي أضر بالاستهلاك.

وقال المجلس في بيان وضع فيه المبادئ التوجيهية لصياغة ميزانية الدولة للعام المقبل، إن تحقيق تعافي الاستهلاك الذي انكمش لأربعة أرباع متتالية أمر أساسي للسياسة الاقتصادية للحكومة في الأمد القريب، وأكد أنه «لا يمكننا أن نتجاهل تأثير ضعف الين وارتفاع الأسعار على القوة الشرائية للأسر».

وقال المجلس في البيان الذي قدمه في اجتماعه الاثنين: «من المهم للحكومة وبنك اليابان أن يوجّها السياسة، مع مراقبة الانخفاضات الأخيرة في قيمة الين من كثب». ويؤكد البيان المخاوف التي يبديها صناع السياسات بشأن التداعيات الاقتصادية لضعف الين الذي أضر بالاستهلاك من خلال رفع تكلفة واردات الوقود والأغذية.

ومن المرجح أيضاً أن يكون ضعف الين موضوعاً رئيسياً للنقاش في اجتماع السياسة الذي يستمر يومين لبنك اليابان والذي ينتهي الأربعاء، حيث سيعرض مجلس البنك خطة مفصلة لتقليص مشترياته الضخمة من السندات ومناقشة ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة.

وبلغ الين لفترة وجيزة أدنى مستوى له في 38 عاماً عند 161.96 مقابل الدولار في وقت سابق من يوليو (تموز)، منخفضاً بنسبة 14 في المائة عن بداية هذا العام؛ مما أدى إلى تدخل السلطات اليابانية بشراء الين.

وقال المجلس إن الحكومة من جانبها ستسعى إلى رفع الحد الأدنى للأجور واتخاذ خطوات لتخفيف الضربة الناجمة عن ارتفاع الأسعار، مثل صرف إعانات للأسر ذات الدخل المنخفض ودعم مؤقت للحد من فواتير المرافق... وكان الاستهلاك نقطة ضعف في التعافي الهش لليابان، حيث يُلقى باللوم على ضعفه في انكماش الاقتصاد في الربع الأول. وفي تقريرها الاقتصادي الشهري لشهر يوليو، وصفت الحكومة انتعاش الاستهلاك بأنه متوقف.

وفي الأسواق، ارتفع الين يوم الاثنين في تعويض لانخفاضات سابقة؛ إذ أدى تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط إلى زيادة الطلب على العملة اليابانية باعتبارها ملاذاً آمناً.

ويكشف رد فعل السوق عن هشاشة معنويات المستثمرين في أعقاب عمليات البيع السريعة لأسهم التكنولوجيا الأسبوع الماضي، والتي ساعدت الين على الارتفاع إلى أعلى مستوى له في 12 أسبوعاً مقابل الدولار الخميس. وانخفض الدولار في أحدث التعاملات 0.17 في المائة إلى 153.51 ين، بعد هبوطه 0.35 في المائة في بادئ الأمر.

وانخفض الدولار إلى 151.945 ين الخميس للمرة الأولى منذ الثالث من مايو (أيار)، وأنهى الأسبوع منخفضاً 2.4 في المائة في أسوأ أداء أسبوعي منذ أواخر أبريل (نيسان). وانخفض مؤشر الدولار الذي يقيس العملة مقابل الين واليورو والجنيه الإسترليني وست عملات رئيسية أخرى بنسبة 0.19 في المائة إلى 104.17 نقطة.

وبالتزامن، هبطت عوائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات إلى أدنى مستوياتها في أسبوعين يوم الاثنين، مقتفية أثر انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية في الجلسة السابقة، وبسبب تراجع الحذر من أي مفاجآت في خطط بنك اليابان لتقليص مشتريات السندات. وانخفض عائد سندات الحكومة اليابانية لأجل عشر سنوات ثلاث نقاط أساس إلى 1.025 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ 17 يوليو. وانخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل خمس سنوات 2.5 نقطة أساس إلى 0.6 في المائة.

وقال ناويا هاسيجاوا، كبير استراتيجيي السندات في «أوكاسان» للأوراق المالية: «تتوقع السوق ألا يقدم بنك اليابان أي مفاجأة سلبية يوم الأربعاء عندما يعلن عن خططه لشراء السندات». ومن المتوقع أن يكشف بنك اليابان عن تفاصيل خطة التشديد الكمي في اجتماع السياسة النقدية، وتتوقع السوق أن يخفض البنك المركزي مشترياته الشهرية من السندات الحكومية اليابانية إلى النصف إلى 3 تريليونات ين (19.58 مليار دولار) في غضون عامين تقريباً. وتقدر السوق أيضاً أنه من المرجح أن يرفع بنك اليابان سعر الفائدة في سبتمبر. وقال هاسيجاوا: «ما زلنا لا نستطيع استبعاد رفع سعر الفائدة في يوليو. ولكن إذا رفع بنك اليابان سعر الفائدة هذا الشهر، فإن السوق ستصبح حذرة بشأن زيادة أخرى في سعر الفائدة خلال هذا العام».

وفي مارس (آذار)، أنهى بنك اليابان سياسة أسعار الفائدة السلبية وحدد سعر الفائدة على قروض ليلة واحدة كسعر سياسته الجديد وقرر توجيهه في نطاق 0 إلى 0.1 في المائة.

وتعافى المؤشر نيكي الياباني عند الإغلاق يوم الاثنين من أدنى مستوى في ثلاثة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة، وذلك بدعم من تحسن معنويات المستثمرين بعد إغلاق وول ستريت على ارتفاع نهاية الأسبوع الماضي.

وأغلق نيكي على ارتفاع 2.13 في المائة عند 38468.63 نقطة وسط مكاسب واسعة النطاق، كما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 2.23 في المائة إلى 2759.67 نقطة.

وشهد يوم الاثنين أول يوم مكاسب في تسع جلسات. وسجل المؤشر أدنى مستوياته منذ أواخر أبريل (نيسان) الأسبوع الماضي وسط ارتفاع الين وتراجع أسهم الشركات التكنولوجية الأميركية.

وأغلقت المؤشرات الرئيسية في وول ستريت على ارتفاع يوم الجمعة في ظل مسارعة المستثمرين إلى العودة إلى الشركات الكبرى في مجال التكنولوجيا التي كانت قد أثارت موجات بيع واسعة النطاق في وقت سابق من الأسبوع، وعزّزت بيانات التضخم الأميركية التفاؤل حيال بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) خفض سعر الفائدة قريباً.

وقال ماساهيرو إيتشيكاوا، كبير استراتيجيي السوق في «سوميتومو ميتسوي دي إس» لإدارة الأصول: «توقف تراجع أسهم التكنولوجيا الأميركية أخيراً... لذا، يبدو أن هذا يسهم إيجابياً بالنسبة للأسهم اليابانية».

وارتفعت جميع أسهم المؤشر نيكي وعددها 225 باستثناء 11 سهماً، كما ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى؛ مما أعطى المؤشر دفعة قوية. وسجلت جميع مؤشرات القطاعات وعددها 33 في بورصة طوكيو مكاسب.


مقالات ذات صلة

عوائد السندات الصينية الطويلة تهبط لأدنى مستوى على الإطلاق

الاقتصاد موظفة تقوم بترتيب رزم من العملة في أحد البنوك بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

عوائد السندات الصينية الطويلة تهبط لأدنى مستوى على الإطلاق

هبطت عوائد سندات الخزانة الصينية لأجل 30 عاما يوم الاثنين لتسجل أدنى مستوى على الإطلاق بعد أن خفضت البلاد عدة أسعار فائدة رئيسية الأسبوع الماضي لتعزيز النمو.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد منظر عام لمركز إسطنبول المالي في تركيا (رويترز)

تركيا تطرح خطة استراتيجية لزيادة حصتها من الاستثمارات الدولية المباشرة

كشفت تركيا خطة استراتيجية مدتها 4 سنوات لزيادة حصتها من الاستثمارات الدولية المباشرة.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عمال يقومون بتثبيت بطارية في إحدى السيارات الكهربائية بمصنع ميتسوبيشي باليابان (رويترز)

«ميتسوبيشي» تسعى للانضمام إلى تحالف هوندا - نيسان

تُجري شركة ميتسوبيشي موتورز اليابانية محادثات للانضمام إلى تحالف نيسان وهوندا للحاق بالمنافسين الأجانب في تطوير المركبات الكهربائية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد سيدة تقف أمام شعار «أبل» في أحد متاجرها (أ.ب)

تباطؤ نمو شحنات الجوالات المستوردة في الصين

ارتفعت شحنات الجوالات ذات العلامات التجارية الأجنبية بما في ذلك آيفون داخل الصين 10.9 % فقط بيونيو على أساس سنوي

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد حقل نفط في الصين (رويترز)

مخاوف اتساع الصراع في الشرق الأوسط ترفع أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط، اليوم الاثنين، لتقلص خسائر الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من اتساع الصراع في الشرق الأوسط في أعقاب هجوم صاروخي على هضبة الجولان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

عوائد السندات الصينية الطويلة تهبط لأدنى مستوى على الإطلاق

موظفة تقوم بترتيب رزم من العملة في أحد البنوك بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
موظفة تقوم بترتيب رزم من العملة في أحد البنوك بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

عوائد السندات الصينية الطويلة تهبط لأدنى مستوى على الإطلاق

موظفة تقوم بترتيب رزم من العملة في أحد البنوك بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
موظفة تقوم بترتيب رزم من العملة في أحد البنوك بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

هبطت عوائد سندات الخزانة الصينية لأجل 30 عاما يوم الاثنين لتسجل أدنى مستوى على الإطلاق بعد أن خفضت البلاد عدة أسعار فائدة رئيسية الأسبوع الماضي لتعزيز النمو.

وانخفض عائد سندات الخزانة الصينية لأجل 30 عاما بأكثر من نقطتين أساس إلى 2.3875 في المائة يوم الاثنين، ليسجل أدنى مستوى على الإطلاق.

وضخ بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) يوم الاثنين 301.57 مليار يوان (42.29 مليار دولار) من خلال آلية إعادة الشراء العكسية لأجل 7 أيام بفائدة قدرها 1.7 في المائة. ويقول البنك المركزي إن هذه الخطوات تستهدف المحافظة على سيولة نقدية في النظام المصرفي مقبولة ووفيرة، بحسب «وكالة أنباء الصين الجديدة» (شينخوا).

ويذكر أن البنك المركزي الصيني بدأ استخدام آلية الإقراض متوسطة الأجل في 2014 لمساعدة البنوك التجارية والتنموية في الاحتفاظ بمستويات من السيولة النقدية عبر السماح لها بالاقتراض من البنك المركزي باستخدام الأوراق المالية كضمانات.

وفي سوق الصرف، سجل اليوان الصيني تراجعا كبيرا أمام الدولار في تعاملات الاثنين. وبلغ السعر الاسترشادي لبنك الشعب الصيني 7.1316 يوان لكل دولار بانخفاض قدره 46 بيب صيني عن مستواه يوم الجمعة في ختام أسبوع التداول الماضي وكان 7.1270 يوان. وتسمح القواعد الصينية لليوان بالارتفاع أو الانخفاض بنسبة 2 في المائة عن السعر الاسترشادي للبنك المركزي في كل يوم تداول في سوق الصرف الأجنبي الفورية.

ويذكر أن السعر الاسترشادي لليوان أمام الدولار يتحدد على أساس أسعار الشراء التي تقدمها المؤسسات المالية الكبرى قبل بدء تعاملات سوق الإنتربنك يوميا.

وبالتزامن، أغلقت الأسهم الصينية مستقرة إلى حد كبير يوم الاثنين، حيث ينتظر المستثمرون اجتماعا مهما للمكتب السياسي في وقت لاحق من هذا الأسبوع على أمل اتخاذ تدابير تحفيزية لدعم ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وفي الوقت نفسه اقتفت أسهم هونغ كونغ أثر نظيراتها الإقليمية في الارتفاع.

وارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الاثنين في أسبوع حافل بالأرباح وثلاثية اجتماعات للبنوك المركزية قد تشهد قيام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بفتح الباب أمام التيسير، في حين قد ترفع اليابان تكاليف الاقتراض في خطوة نحو «الوضع المتسق عالميا».

وفي الصين، سيجتمع المكتب السياسي، وهو هيئة صنع القرار العليا، في الأيام المقبلة. ومن المتوقع أن يلقي بعض الضوء على تدابير السياسة الصينية في الأمد القريب في أعقاب خطط الإصلاح التي وضعت في الجلسة الكاملة الثالثة قبل أسبوعين.

وقال محللون في «غولدمان ساكس» في مذكرة: «بالنسبة لاجتماع المكتب السياسي في يوليو (تموز)، نتوقع أن يظل صناع السياسات حذرين بشأن الرياح المعاكسة للنمو، وتعزيز موقفهم من التيسير والإشارة إلى المزيد من الدعم السياسي لبقية هذا العام، وخاصة على جانب الطلب مثل التيسير المالي والإسكان. موقفهم الراسخ منذ فترة طويلة لدعم التصنيع عالي التقنية وسلاسل التوريد الرئيسية، واحتواء المخاطر المالية النظامية يجب أن يظل متواصلا، في رأينا».

وعند إغلاق التداول، أغلق مؤشر شنغهاي المركب الرئيسي في الصين مرتفعاً بنسبة 0.03 في المائة، بينما انخفض مؤشر «سي إس آي300» للأسهم القيادية بنسبة 0.54 في المائة، مع ارتفاع مؤشره الفرعي للقطاع المالي بنسبة 0.56 في المائة، وانخفاض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية 1.75 في المائة، ومؤشر العقارات 3.15 في المائة، ومؤشر الرعاية الصحية 1.81 في المائة.

وأغلق مؤشر شنتشن الأصغر منخفضاً بنسبة 0.47 في المائة، ومؤشر «تشاينكست» المركب للشركات الناشئة بنسبة 1.44 في المائة. بينما أغلق مؤشر «هانغ سنغ» مرتفعاً 1.28 في المائة، ومؤشر هانغ سنغ للشركات الصينية بنسبة 1.16 في المائة.

وارتفع المؤشر الفرعي لمؤشر هانغ سنغ الذي يتتبع أسهم الطاقة بنسبة 2.1 في المائة، في حين ارتفع قطاع تكنولوجيا المعلومات بنسبة 1.73 في المائة، وأغلق القطاع المالي مرتفعا بنسبة 1.43 في المائة، وارتفع قطاع العقارات بنسبة 0.24 في المائة.