السعودية تطرح أول أحزمة متمعدنة للمنافسة أمام شركات الاستكشاف محلياً ودولياً

تمتد على مساحة 4.7 ألف كيلومتر مربع

استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تطرح أول أحزمة متمعدنة للمنافسة أمام شركات الاستكشاف محلياً ودولياً

استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)
استخراج الموارد من أحد مواقع التعدين بالسعودية (الشرق الأوسط)

أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية إطلاق أول أحزمة متمعدنة من نوعها تمتد على مساحة نحو 4.7 ألف كيلومتر مربع؛ للمنافسة أمام شركات الاستكشاف والتعدين المحلية والدولية، في إطار خطة الوزارة لطرح منافسات رخص الكشف على المواقع التعدينية داخل الأحزمة المتمعدنة، التي تهدف إلى تسريع وتيرة استكشاف واستغلال الثروات المعدنية في المملكة، والتي تقدر بقيمة 9.3 تريليونات ريال (2.5 تريليون دولار).

وأوضحت الوزارة، الأحد، أن الأحزمة المتمعدنة المطروحة للمنافسة تشمل ثلاث رخص للكشف في حزام جبل صائد، الذي يقع على مساحة 2.8 ألف كيلومتر مربع، ويضم مجموعة من معادن الأساس والمعادن الثمينة، بما في ذلك النحاس والزنك والرصاص والذهب والفضة؛ بالإضافة إلى رخصتي كشف في موقع الحجار الواقع في حزام وادي شواص على مساحة 1.8 ألف كيلومتر مربع، ويزخر بمجموعة متنوعة من المعادن الثمينة ومعادن الأساس، بما في ذلك النحاس والزنك والذهب والفضة.

المعادن الاستراتيجية

وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الصناعة والثروة المعدنية جراح الجراح، أن طرح هذه المواقع بمساحات كبيرة يعد الأول من نوعه في المملكة، حيث تستهدف جذب كبرى شركات التعدين الدولية والمحلية لاستكشاف هذه المعادن الاستراتيجية التي تسهم في تحول الطاقة وتمكين القطاعات الصناعية الأخرى.

وأبان الجراح أن عملية المنافسة على الرخص المطروحة ستتم وفقاً لمعايير شفافة وعبر عدة مراحل، تبدأ بالتأهيل المسبق، والتي ستكون في الفترة من يوليو (تموز) إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2024، ثم مرحلة إطلاق مذكرة المعلومات والدعوة لتقديم العروض وبرامج العمل الفنية، وخطط الأثر الاجتماعي والبيئي، وذلك في ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، وأخيراً مرحلة إعلان الفائزين برخص الكشف في يناير (كانون الثاني) 2025.

وقال الجراح إن الوزارة حرصت على توفير جميع البيانات الجيولوجية الفنية المتعلقة بالأحزمة المستهدفة على منصة «تعدين» الإلكترونية؛ لضمان تكافؤ الفرص بين جميع المتنافسين، منوهاً بأنه من المتوقع أن تسهم هذه الخطوة في زيادة الإنفاق على الاستكشاف في المملكة وتغذية قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية بالمعلومات الفنية، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، كما يعكس التزام المملكة بتطوير قطاع التعدين وفقاً لأعلى المعايير العالمية، بما في ذلك الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية.

ونوّه بأن منطقة حزام جبل صائد تضم منجم مهد الذهب، الذي يعد أقدم منجم بالمملكة، ويحتوي على خامات من الذهب والفضة والنحاس، هذا إلى جانب منجم «جبل صائد»، الذي يعد أكبر منجم منتج لخام النحاس في المملكة، كما أن موقع الحجار، الذي يضم منجم «الحجار» للذهب والنحاس يعد حالياً منجماً غير نشط، ويبلغ إنتاجه نحو 40 ألف أوقية من الذهب سنوياً.

تقليل المخاطر

وكانت وزارة الصناعة والثروة المعدنية أطلقت في مارس (آذار) الماضي، حوافز جديدة بالتعاون مع وزارة الاستثمار، تتضمن دعم الشركات الحاصلة على رخص كشف سارية لأقل من 5 سنوات، بقيمة تصل إلى 7.5 مليون ريال (2 مليون دولار) كحد أقصى؛ وذلك لعدة أهداف منها: دعم الاستكشاف التعديني في السعودية، وتقليل المخاطر على شركات الاستكشاف خلال مراحلها الأولى، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.

يذكر أن المملكة، قد حققت أسرع نمو في الاستثمارات بقطاع التعدين حول العالم، وذلك حسب تقرير صادر عن «ماين هوت» بالتعاون مع «مايننغ جورنال»؛ مشيراً التقرير إلى أن المملكة حققت أسرع نمو عالمي في تطور البيئة التنظيمية والأساسية الجاذبة للاستثمارات التعدينية خلال السنوات الخمس الماضية.

كما شهدت المملكة تحسّناً في مؤشر التراخيص التعدينية، حيث جاءت كثاني أفضل دولة في بيئة منح التراخيص في العالم مما جعلها إحدى أفضل 10 دول في المؤشر على مستوى العالم، وأحرزت تقدماً في مؤشر البنية التشريعية واللوائح التنظيمية؛ لتصبح ضمن أفضل دول التعدين في العالم من حيث الأطر التشريعية والتنظيمية.


مقالات ذات صلة

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

الاقتصاد دخان يتصاعد فوق جنوب لبنان بعد الغارات الإسرائيلية (رويترز)

بين الدمار والضغوط المالية... تداعيات اقتصادية كارثية تضرب لبنان وإسرائيل

شكَّل النزاع بين إسرائيل و«حزب الله» محطةً فاصلة؛ حملت في طياتها تداعيات اقتصادية وإنسانية عميقة على كلٍّ من لبنان وإسرائيل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك يتحدث قبل «مؤتمر الصناعة 2024» (د.ب.أ)

وزير الاقتصاد الألماني يطالب بتغيير قواعد ديون الاتحاد الأوروبي

قال وزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، إنه يسعى لتغيير قواعد الديون التي تم التفاوض عليها بشق الأنفس داخل الاتحاد الأوروبي، واصفاً إياها بـ«الخطر الأمني».

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رجل يعدُّ أوراق الدولار الأميركي بمحل صرافة في بيروت (رويترز)

سندات لبنان السيادية ترتفع لأعلى مستوى في عامين وسط آمال بوقف إطلاق النار

ارتفعت سندات لبنان السيادية المقوَّمة بالدولار إلى أعلى مستوياتها منذ عامين؛ حيث راهن المستثمرون على أن الهدنة المحتملة مع إسرائيل قد تدفع لتحسين اقتصاد البلاد.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد ولي العهد في أثناء توقيعه على الميزانية العامة للدولة لعام 2025 (واس)

مجلس الوزراء السعودي يقر ميزانية الدولة للعام المالي 2025

أقر مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال.

الاقتصاد رجل يمر أمام لوحة تحمل شعار «نيبون ستيل» على مقرها في العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

اليابان تناشد بايدن الموافقة على صفقة «نيبون - يو إس ستيل»

أرسل رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، رسالةً إلى الرئيس الأميركي جو بايدن يطلب منه الموافقة على استحواذ «نيبون ستيل» على «يو إس ستيل».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

الذهب يتحرك في نطاق ضيق قبيل بيانات التضخم الأميركية

بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)
بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)
TT

الذهب يتحرك في نطاق ضيق قبيل بيانات التضخم الأميركية

بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)
بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)

تحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بيانات تضخم رئيسية في الولايات المتحدة، سعياً إلى مؤشرات على المدى المحتمل لخفض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة الشهر المقبل.

واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2635.56 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 02:22 بتوقيت غرينتش، وتحرك بالأساس ضمن نطاق ضيق يبلغ 9 دولارات خلال الجلسة.

وسجل الذهب أدنى مستوى في أكثر من أسبوع، الثلاثاء. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.6 في المائة إلى 2635.80 دولار.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية لدى «كابيتال دوت كوم»: «هناك العامل الجيوسياسي في كل هذا، إذ نشأت بعض ضغوط البيع بسبب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».

وأضاف رودا: «على المدى الطويل، أعتقد أن الحرب التجارية التي سيشنها (الرئيس الأميركي المنتخب دونالد) ترمب قد تكون إيجابية للذهب، بسبب أعباء الديون المرتفعة، وبعض التخلي عن الدولار».

وانقسم مسؤولو مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» بشأن خفض أسعار الفائدة مجدداً، في اجتماعهم بوقت سابق من الشهر؛ لكنهم اتفقوا على تجنب تقديم كثير من التوجيهات بشأن الاتجاه المستقبلي للسياسة النقدية.

ووفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي»، تتوقع الأسواق حالياً بنسبة 63 في المائة خفض أسعار الفائدة الأميركية بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر (كانون الأول). وسوف يراقب المتداولون من كثب بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وطلبات إعانة البطالة، والمراجعة الأولى للناتج المحلي الإجمالي، المقرر صدورها في وقت لاحق يوم الأربعاء.

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 30.39 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 927.45 دولار، وهبط البلاديوم 0.4 في المائة إلى 973.50 دولار.