تباطؤ نمو الأجور يثير قلق بنك إنجلترا بشأن خفض الفائدة

صور ظلية لأشخاص يسيرون بالقرب من برج إليزابيث ومبنى البرلمان في لندن (رويترز)
صور ظلية لأشخاص يسيرون بالقرب من برج إليزابيث ومبنى البرلمان في لندن (رويترز)
TT

تباطؤ نمو الأجور يثير قلق بنك إنجلترا بشأن خفض الفائدة

صور ظلية لأشخاص يسيرون بالقرب من برج إليزابيث ومبنى البرلمان في لندن (رويترز)
صور ظلية لأشخاص يسيرون بالقرب من برج إليزابيث ومبنى البرلمان في لندن (رويترز)

أظهرت بيانات رسمية نُشرت يوم الخميس أن نمو الأجور في بريطانيا قد تباطأ، ولكنه لا يزال عند مستويات قد تمنع بنك إنجلترا من خفض أسعار الفائدة للمساعدة في السيطرة على التضخم.

وبلغ نمو الأجور باستثناء المكافآت - وهو مؤشر رئيسي على ضغوط التضخم بالنسبة لبنك إنجلترا - 5.7 في المائة في الأشهر الثلاثة حتى نهاية مايو (أيار) مقارنة بالعام السابق. ويمثل هذا أبطأ نمو للأجور الأساسية منذ منتصف عام 2022، وفق «رويترز».

وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة «كيه بي إم جي» في المملكة المتحدة، يائيل سلفين: «يقدم التباطؤ البسيط في نمو الأجور بعض الأخبار الجيدة للراغبين في خفض أسعار الفائدة في أغسطس (آب). ولكن مع وصول النمو السنوي للأجور باستثناء المكافآت إلى 5.7 في المائة، قد يتردد بنك إنجلترا في المخاطرة بخفض أسعار الفائدة في أغسطس قبل أن يبرد سوق العمل بدرجة كافية».

كما ارتفع إجمالي الأرباح، بما في ذلك المكافآت، بنسبة 5.7 في المائة.

وفي الأشهر الثلاثة حتى أبريل (نيسان)، ارتفع الأجر المنتظم بنسبة 6 في المائة سنوياً وارتفع إجمالي الأرباح بنسبة 5.9 في المائة.

ومن المقرر أن يعلن بنك إنجلترا عن قراره التالي بشأن أسعار الفائدة في 1 أغسطس. وبعد صدور بيانات التضخم التي جاءت أقوى من المتوقع يوم الأربعاء، توقع المستثمرون فرصة بنسبة تقارب الثلث لخفض أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ عام 2020.

كما أعلن مكتب الإحصاء الوطني يوم الخميس أنه سيؤجل التحول إلى نسخة جديدة من مسح القوى العاملة (LFS) الذي كان من المقرر إجراؤه في سبتمبر (أيلول).

ويهدف الإصدار الجديد من المسح إلى مواجهة انخفاض معدلات الاستجابة للمسح الحالي. وقال مكتب الإحصاء الوطني إن مسح القوى العاملة المتحولة (TLFS) يجذب المزيد من المستجيبين ولكنه أظهر تحيزاً تجاه كبار السن الذين كانوا أكثر عرضة لإكمال الاستطلاع عبر الإنترنت. وكانت الاستجابات الجزئية مشكلة أخرى.

وقال المكتب: «بينما نواصل تطوير (TLFS)، سنستمر في استخدام (LFS) بوصفه مقياساً رئيسياً لسوق العمل»، مضيفاً أنه سيقدم تقريراً في أوائل عام 2025 حول التقدم الذي أحرزه.

ويعد المسح مصدراً لبيانات التوظيف والبطالة وعدم النشاط، وقد جعلت مشاكله مهمة قياس الضغوط التضخمية في سوق العمل أكثر تعقيداً بالنسبة لبنك إنجلترا. وتأتي بيانات الأجور الرئيسية وشواغر الوظائف من مسوح منفصلة للشركات.

وأظهرت بيانات يوم الخميس بعض الدلائل الإضافية على تباطؤ سوق العمل في بريطانيا مع انخفاض عدد الشواغر بمقدار 30 ألف وظيفة في الفترة من أبريل إلى يونيو (حزيران)، وهو الانخفاض الرابع والعشرون على التوالي على الرغم من أنها ظلت أعلى بنسبة 12 في المائة تقريباً مما كانت عليه قبل جائحة كوفيد.

واستقر معدل البطالة - بناءً على مسح القوى العاملة الذي يتم التخلص منه تدريجياً - عند 4.4 في المائة.


مقالات ذات صلة

إنتاج الصناعة التحويلية الأميركية يتجاوز التوقعات

الاقتصاد موظفة تعمل على خط تجميع بمصنع للسيارات الكهربائية في نورمال بالولايات المتحدة الأميركية (رويترز)

إنتاج الصناعة التحويلية الأميركية يتجاوز التوقعات

حقق «إنتاج المصانع الأميركية» ارتفاعاً أكبر من المتوقع في يونيو (حزيران) الماضي، مما ساهم في انتعاش قوي للإنتاج خلال الربع الثاني.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس السابق ريشي سوناك يحضران الافتتاح الرسمي للبرلمان في قصر وستمنستر (رويترز)

ستارمر يطلق إصلاحات لتحقيق أسرع معدل نمو في مجموعة السبع

قال رئيس وزراء بريطانيا ستارمر ووزيرة المالية ريتشل ريفز إنهما يهدفان لتحويل بلادهم للاقتصاد الأسرع نمواً بشكل مستدام ضمن مجموعة السبع، عبر مجموعة من الإصلاحات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر مفوضية الاتحاد في بروكسل (رويترز)

تفاؤل اقتصادي وانخفاض الفائدة يُنعشان طلبات القروض في منطقة اليورو

أظهر مسح أجراه المصرف المركزي الأوروبي، الثلاثاء، أن الأسر في منطقة اليورو تتقدّم بطلبات للحصول على قروض بأعداد متزايدة للمرة الأولى منذ عامين.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد العلم الروسي يرفرف على قبة مبنى مجلس الشيوخ (رويترز)

الاقتصاد الروسي ينمو بوتيرة أسرع من المتوقع

أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي ارتفع بنسبة 5 في المائة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار صندوق النقد الدولي داخل مقره الرئيسي في واشنطن (رويترز)

«صندوق النقد»: خفض الفائدة من قبل «الفيدرالي» ممكن هذا العام... لكن بحذر

قال صندوق النقد الدولي، يوم الجمعة، إنه لا يزال يعتقد أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يمكن أن يبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، ويجب أن يظل حذراً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - شيكاغو )

لاغارد: سنُبقي على الفائدة «مقيدة» لتحقيق هدف التضخم

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع السياسة النقدية لمجلس الإدارة في فرانكفورت (رويترز)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع السياسة النقدية لمجلس الإدارة في فرانكفورت (رويترز)
TT

لاغارد: سنُبقي على الفائدة «مقيدة» لتحقيق هدف التضخم

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع السياسة النقدية لمجلس الإدارة في فرانكفورت (رويترز)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال مؤتمر صحافي بعد اجتماع السياسة النقدية لمجلس الإدارة في فرانكفورت (رويترز)

قالت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن مجلس إدارة المصرف قرَّر الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة دون تغيير. وأشارت إلى أن «المعلومات الواردة تدعم بشكل عام تقييمنا السابق لتوقعات التضخم على المدى المتوسط».

وأضافت في مؤتمر صحافي، بعد اجتماع السياسة النقدية لمجلس الإدارة، في فرانكفورت: «وفي حين ارتفعت بعض مقاييس التضخم الأساسي في شهر مايو (أيار)، بسبب عوامل غير متكررة، فإن معظم المقاييس كانت إما مستقرة أو انخفضت في يونيو (حزيران)».

وتماشياً مع التوقعات، جرى تقليص التأثير التضخمي لنمو الأجور المرتفعة من خلال الأرباح. واعتبرت لاغارد أن السياسة النقدية تحافظ على شروط التمويل مقيدة. وفي الوقت نفسه، لا تزال ضغوط الأسعار المحلية مرتفعة، وتضخُّم الخدمات مرتفعاً، ومن المرجَّح أن يظل التضخم الرئيسي أعلى من هدف «المركزي» حتى وقت طويل من العام المقبل.

وأضافت: «نحن مصممون على ضمان عودة التضخم إلى هدفنا البالغ 2 في المائة على المدى المتوسط ​​في الوقت المناسب. وسوف نبقي الفائدة مقيدة بما فيه الكفاية، ما دام ذلك ضرورياً لتحقيق هذا الهدف. سنستمر في اتباع نهج يعتمد على البيانات وكل اجتماع على حدة لتحديد المستوى المناسب ومدة التقييد».

وتابعت: «وعلى وجه الخصوص، ستستند قراراتنا بشأن أسعار الفائدة إلى تقييمنا لتوقعات التضخم في ضوء البيانات الاقتصادية والمالية الواردة، وديناميكيات التضخم الأساسي وقوة انتقال السياسة النقدية. نحن لا نلتزم مسبقاً بمسار سعر معين».

وتشير المعلومات الواردة إلى أن اقتصاد منطقة اليورو نما في الربع الثاني، ولكن من المحتمل أن يكون بوتيرة أبطأ مما كان عليه في الربع الأول. ولا تزال الخدمات تقود الانتعاش، في حين كان الإنتاج الصناعي وصادرات السلع ضعيفاً. بينما تشير مؤشرات الاستثمار إلى نمو ضعيف في عام 2024، وسط تزايد حالة عدم اليقين.

وبالنظر إلى المستقبل، قالت لاغارد: «نتوقع أن يكون التعافي مدعوماً بالاستهلاك، مدفوعاً بتعزيز الدخل الحقيقي الناتج عن انخفاض التضخم وارتفاع الأجور الاسمية. علاوة على ذلك، ينبغي للصادرات أن تنتعش جنباً إلى جنب مع ارتفاع الطلب العالمي. وأخيراً، ينبغي للسياسة النقدية أن تمارس ضغطاً أقل على الطلب بمرور الوقت».

ولا تزال سوق العمل تتمتع بالمرونة. ولم يتغير معدل البطالة عند 6.4 في المائة في شهر مايو، وظل عند أدنى مستوى له منذ بداية استخدام اليورو. وكان التوظيف، الذي نما بنسبة 0.3 في المائة في الربع الأول مدعوماً بزيادة أخرى في القوى العاملة، التي توسعت بالمعدل ذاته. ومن المرجَّح أن يتم خلق المزيد من الوظائف في الربع الثاني، خاصة في قطاع الخدمات. وتقوم الشركات تدريجياً بتخفيض إعلاناتها الوظيفية، ولكن من مستويات عالية.

وقالت لاغارد: «ينبغي للسياسات المالية والهيكلية الوطنية أن تهدف إلى جعل الاقتصاد أكثر إنتاجية وتنافسية، وهو ما من شأنه أن يساعد على زيادة النمو المحتمل وتقليل ضغوط الأسعار على المدى المتوسط».

وانخفض التضخم السنوي إلى 2.5 في المائة في يونيو، من 2.6 في المائة في مايو. وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 2.4 في المائة في يونيو (وهو أقل بنحو 0.2 نقطة مئوية عن شهر مايو) في حين ظلَّت أسعار الطاقة ثابتة بشكل أساسي. ولم يتغير تضخُّم أسعار السلع وتضخم أسعار الخدمات في يونيو عند 0.7 في المائة و4.1 في المائة على التوالي.

وبحسب لاغارد، يمكن أن يصبح التضخُّم أعلى من المتوقَّع إذا زادت الأجور أو الأرباح بأكثر من المتوقَّع. وتنبع المخاطر التصاعدية للتضخُّم أيضاً من التوترات الجيوسياسية المتزايدة، التي يمكن أن تدفع أسعار الطاقة وتكاليف الشحن إلى الارتفاع على المدى القريب وتعطيل التجارة العالمية.

علاوة على ذلك، قد تؤدي الأحداث المناخية المتطرِّفة، وأزمة المناخ التي تتكشف على نطاق أوسع، إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وفي المقابل، قد يفاجئ التضخم على الجانب السلبي، إذا أدَّت السياسة النقدية إلى إضعاف الطلب بشكل أكبر من المتوقَّع، أو إذا ساءت البيئة الاقتصادية في بقية العالم بشكل غير متوقَّع.