«إيه إس إم إل» تحت ضغط القيود الأميركية على الصادرات إلى الصين

مخاوف المستثمرين تطغى على أرباح الربع الثاني وأسهم الشركة تتراجع 6 %

هاتف ذكي يحمل شعار «إيه إس إم إل» معروضاً على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «إيه إس إم إل» معروضاً على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
TT

«إيه إس إم إل» تحت ضغط القيود الأميركية على الصادرات إلى الصين

هاتف ذكي يحمل شعار «إيه إس إم إل» معروضاً على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)
هاتف ذكي يحمل شعار «إيه إس إم إل» معروضاً على اللوحة الأم للكومبيوتر (رويترز)

تراجعت أسهم شركة «إيه إس إم إل» (ASML) الهولندية، أكبر مورد لمعدات صنع رقائق الكومبيوتر، الأربعاء، بسبب احتمال أن يؤدي الضغط من الحكومة الأميركية إلى تشديد القيود على صادراتها إلى الصين.

وطغت مخاوف المستثمرين على أرباح الربع الثاني في أكبر شركة تكنولوجيا في أوروبا، والتي فاقت التوقعات وأظهرت ارتفاعاً في الحجوزات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، وفق «رويترز».

وانخفضت الأسهم بنحو 6 في المائة في التعاملات المبكرة بعد أن ذكرت «بلومبرغ»، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تخبر حلفاءها، بما في ذلك هولندا، أنها قد تتخذ إجراءات أحادية لتقييد صادرات معدات الرقائق إلى الصين إذا فشلوا في القيام بذلك بأنفسهم.

وفي نتائجه الأولى بوصفه رئيساً تنفيذياً، قال كريستوف فوكيه: إن «(إيه إس إم إل) تواصل النظر إلى عام 2024 على أنه (عام انتقالي) بأداء ثابت على نطاق واسع، بينما تستعد لعام 2025 القوي».

وقال فوكيه، في بيان: «نرى حالياً تطورات قوية في الذكاء الاصطناعي، مما يدفع انتعاش الصناعة ونموها، قبل قطاعات السوق الأخرى».

وأظهرت بيانات «إل إي إس جي» أن صافي الدخل البالغ 1.6 مليار يورو (1.74 مليار دولار) للربع المنتهي في 30 يونيو (حزيران)، انخفض بنسبة 19 في المائة مقارنة بالعام السابق، ولكنه تجاوز 1.41 مليار يورو (1.54 مليار دولار) التي توقعها المحللون.

وانخفضت الإيرادات بنسبة 9.5 في المائة إلى 6.2 مليار يورو (6.76 مليار دولار)، لكنها تجاوزت تقديرات المحللين البالغة 6.04 مليار يورو (6.59 مليار دولار).

وتهيمن «إيه إس إم إل» على سوق أنظمة الطباعة الحجرية، وهي أدوات معقدة تستخدم أشعة الليزر للمساعدة في إنشاء الدوائر الإلكترونية الدقيقة لرقائق الكومبيوتر.

ومع ذلك، يواجه صانعو الرقائق الصينيون قيوداً متصاعدة تقودها الولايات المتحدة على معدات «إيه إس إم إل» المتطورة. وبدلاً من ذلك، قاموا بتكثيف عمليات شراء المعدات المستخدمة في تصنيع الأجيال الأقدم من الرقائق المستخدمة على نطاق واسع في السيارات والتطبيقات الصناعية.

وشكلت الصين، وهي عادة السوق الثالثة لشركة «إيه إس إم إل» بعد تايوان وكوريا الجنوبية، أكثر من 2 مليار يورو (2.18 مليار دولار) من مبيعات أنظمة الطباعة الحجرية في الربع الثاني، أي نحو 49 في المائة من الإجمالي.

وذكرت «بلومبرغ»، الثلاثاء، أن الولايات المتحدة تخبر الحلفاء، بما في ذلك هولندا واليابان، بشكل خاص بأنها قد تستعين «بقاعدة المنتج الأجنبي المباشر»؛ لتقييد المنتجات المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأميركية من جانب واحد.

وانخفضت أسهم ثاني أكبر شركة مدرجة في أوروبا خلف شركة «نوفو نورديسك» لصناعة الأدوية 5.8 في المائة إلى 920.50 يورو بحلول الساعة 07:42 (بتوقيت غرينتش)، مما دفع أسهم شركات الرقائق الأوروبية الأخرى للانخفاض.

وارتفعت أسهم «إيه إس إم إل» بنسبة 36 في المائة منذ بداية العام حتى الآن.

وفي تقرير الأرباح، ارتفعت حجوزاتها الجديدة إلى 5.6 مليار يورو (6.11 مليار دولار) من 3.6 مليار يورو (3.93 مليار دولار) في الربع الأول، حيث جاء نحو نصفها من خطوط إنتاج (EUV) الأكثر تقدماً، وهي ضرورية لتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي والهواتف الذكية.

وتوقع المحللون أن يرتفع دفتر الطلبيات لشركة «إيه إس إم إل» إلى نحو 5 مليارات يورو (5.46 مليار دولار)، وفقاً للتقديرات التي جمعتها «فيزيبل ألفا».

ويعد أكبر عملاء «إيه إس إم إل» هي شركة «تس إس إم سي» التايوانية، التي تصنع الرقائق لـ«إنفيديا» و«أبل».


مقالات ذات صلة

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

الاقتصاد المدير التنفيذي لشركة «سيسكو السعودية» سلمان فقيه (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:37

المدير التنفيذي لـ«سيسكو» السعودية: استثماراتنا بالمملكة مستمرة لدعم جهودها في التحول الرقمي

في ظل ما يشهده قطاع التقنية السعودي من تطور، حقَّقت «سيسكو» أداءً قوياً ومتسقاً مع الفرص المتاحة وقرَّرت مواصلة استثماراتها لدعم جهود السعودية في التحول الرقمي.

زينب علي (الرياض)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا يستعرض مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» أبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي المقبلة

مؤتمر «مايكروسوفت إغنايت 2024» يكشف عن أبرز نزعات الذكاء الاصطناعي المقبلة

إطلاق أكبر مشروع للأمن الرقمي بتاريخ البشرية لمواجهة أكثر من 7000 هجمة في الثانية.

خلدون غسان سعيد (جدة)
الاقتصاد علم شركة «إنفيديا» على الحرم الجامعي في سانتا كلارا بكاليفورنيا (إ.ب.أ)

بالأرقام... كيف أصبحت «إنفيديا» الشركة الأكثر قيمة في العالم؟

حققت «إنفيديا» مرة أخرى نتائج ربع سنوية تجاوزت توقعات «وول ستريت».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)
أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)
TT

تعهدات ترمب بفرض تعريفات جمركية تدفع الدولار للارتفاع

أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)
أوراق نقدية بقيمة 100 دولار أميركي (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي يوم الثلاثاء بعد أن أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترمب عن خطط لفرض تعريفات جمركية على المنتجات القادمة إلى الولايات المتحدة من المكسيك وكندا والصين، مما أثار مخاوف من سياسات قد تؤدي إلى حرب تجارية.

وفي رد فعل سريع على تصريحات ترمب، قفز الدولار أكثر من 2 في المائة مقابل البيزو المكسيكي، وسجل أعلى مستوى له في أربع سنوات ونصف مقابل نظيره الكندي. كما ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 30 يوليو (تموز) مقابل اليوان الصيني. في حين هبطت عملات أخرى مقابل الدولار، لكنها قلصت خسائرها بحلول منتصف الجلسة في آسيا، وفق «رويترز».

وكان الدولار قد شهد تراجعاً طفيفاً في الأيام الأخيرة، بعد أن رحبت سوق سندات الخزانة الأميركية بترشيح ترمب لمدير صندوق التحوط سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة. ورغم أن المتداولين يعتبرون بيسنت من قدامى «وول ستريت» ومن مؤيدي السياسة المالية المحافظة، فإنه كان داعماً للدولار القوي وفرض التعريفات الجمركية. وقال المحللون إن رد فعل السوق تجاه هذا الاختيار من المحتمل أن يكون مؤقتاً.

وفي تعليق على تصريحات ترمب، قال كبير الاستراتيجيين في السوق، جيسون وونغ من بنك «بي إن زي»: «سوف تكون السوق متقلبة» بشأن تصريحات ترمب، وأضاف: «يمكنك التوصل إلى استنتاجات سريعة، ولكنني لا أستعجل ذلك الآن، لذا فإن السوق تحتاج فقط إلى الاستقرار».

وأكد ترمب أنه في اليوم الأول من توليه منصبه، سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على جميع المنتجات القادمة من المكسيك وكندا. وبخصوص الصين، قال الرئيس المنتخب إن بكين لا تتخذ إجراءات كافية لوقف تصدير المواد المستخدمة في تصنيع المخدرات غير المشروعة.

وأضاف: «حتى يتوقفوا عن ذلك، سنفرض على الصين تعريفة إضافية بنسبة 10 في المائة، بالإضافة إلى أي تعريفات أخرى على جميع منتجاتهم القادمة إلى الولايات المتحدة».

من جهتها، نفت الصين هذه الاتهامات، وقالت السفارة الصينية في واشنطن بعد تصريحات ترمب إن «كلاً من الولايات المتحدة والصين لن تستفيدا من حرب تجارية».

في هذه الأثناء، هبط الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوى له في أكثر من ثلاثة أشهر عند 0.64335 دولار في الساعات الأولى من التداول في آسيا، وكان آخر تداول له بانخفاض 0.21 في المائة عند 0.6478 دولار. ويُباع الدولار الأسترالي في كثير من الأحيان بوصفه بديلاً سائلاً لليوان الصيني؛ نظراً لأن الصين هي أكبر شريك تجاري لأستراليا.

أما الدولار النيوزيلندي فقد وصل إلى أدنى مستوى له في عام عند 0.5797 دولار، لكنه محا معظم خسائره ليعود للتداول بالقرب من 0.58415 دولار.

وأوضح استراتيجي الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في شركة «ليغال آند جنرال لإدارة الاستثمارات»، بن بينيت، أن المستثمرين قد ركزوا حتى الآن على السياسات الاقتصادية الإيجابية التي أعلنها ترمب مثل خفض الضرائب وإلغاء القيود التنظيمية، لكن من المحتمل أن تكون سياساته الأكثر تحدياً مثل فرض التعريفات الجمركية أسهل في التنفيذ. وأضاف: «هذا الإعلان بمثابة تنبيه للمستثمرين».

وأشار إلى أن «التعريفات الجمركية ستكون مفيدة للدولار الأميركي وستضر بالعملات التي ستتعرض لهذه التعريفات مع تغير ميزان التجارة، ولكنني لست متأكداً من أن حكومة ترمب ستسمح بتسارع هذا الاتجاه».

وتوقع بعض المحللين أن تهديدات التعريفات الجمركية قد تكون مجرد تكتيك تفاوضي. وقالت كبيرة الاقتصاديين في منطقة الصين الكبرى في «آي إن جي»، لين سونغ: «الجانب المشرق من هذا هو أنه بدلاً من سيناريو التعريفات الجمركية المدفوع آيديولوجياً حيث لا يمكن فعل أي شيء لتجنب حرب تجارية شاملة، طالما كان هناك مجال للتفاوض، فهناك إمكانية لنتيجة أقل ضرراً».

وكان مؤشر الدولار، الذي يقيس قيمة الدولار الأميركي مقابل ست عملات رئيسية، عند 107.04. كما تراجع اليورو بنسبة 0.18 في المائة ليصل إلى 1.04785 دولار، في حين بلغ الجنيه الإسترليني 1.25525 دولار، منخفضاً بنسبة 0.14 في المائة على مدار اليوم.

وتلقى اليورو ضربة يوم الجمعة الماضي بعد أن أظهرت مسوحات التصنيع الأوروبية ضعفاً واسعاً، في حين فاجأت المسوحات الأميركية التوقعات بارتفاعها.

في المقابل، سجل الين الياباني زيادة بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 153.55 ين مقابل الدولار.

أما بالنسبة للعملات الرقمية، تم تداول «البتكوين» عند 94.375 دولار، وهو أدنى بكثير من أعلى مستوى قياسي بلغ 99.830 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.

وشهدت «البتكوين» جني أرباح قبل الوصول إلى الحاجز الرمزي 100.000 دولار، بعد أن ارتفعت بأكثر من 40 في المائة منذ الانتخابات الأميركية وسط توقعات بأن يسمح ترمب بتخفيف البيئة التنظيمية للعملات المشفرة.