كشف نائب الرئيس والمدير الإداري لـ«لوسد» في الشرق الأوسط، فيصل سلطان، عن عزم الشركة التوسُّع إقليمياً، إذ ستقوم بفتح صالة عرض لسياراتها في مدينة جدة (غرب السعودية) خلال الأسبوعين المقبلين، مفصحاً عن استمرارية افتتاح المعارض والصالات في مختلف بلدان الخليج، في حين أكد أن المملكة تشهد تحولاً إيجابياً نحو مستقبل صناعة المركبات الكهربائية لتحقيق الاستدامة.
حديث سلطان جاء على هامش «المنتدى العالمي للمركبات الكهربائية وتكنولوجيا التنقل 2024»، الذي أُقيم في الرياض، الأربعاء، على مدار يومين، بحضور مسؤولين وخبراء ورؤساء تنفيذيين لكبرى الشركات العالمية.
وتابع في حديثه إلى «الشرق الأوسط» أن الشركة بدأت في التوسع الفعلي، خلال العام الماضي، بافتتاح أول مصنع في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية (غرب السعودية) - تُعتبر منشأة التصنيع المتطورة (AMP - 2) ثاني مصنع للمجموعة والأول لها عالمياً خارج مقرها الرئيسي - موضحاً أنه سيكون جاهزاً لإنتاج وتصنيع 150 ألف سيارة في السعودية سنوياً، قبل نهاية العقد الحالي.
وقال إن المملكة تشهد كثيراً من الانتقالات الإيجابية، بوجود المزيد من مستهلكي المركبات الكهربائية على الطرق، معتقداً أن المستهلك حالياً أصبح يدرك مدى أهمية الاستدامة لهذا الكوكب، وكيف تلعب مواصلاته دوراً رئيسياً في تقليل بصمته الكربونية، وذلك يُعدّ جزءاً من «رؤية 2030».
وأضاف أن جميع الجهات الحكومية والخاصة متوافقة مع التحول السريع الذي يحدث حالياً في المملكة، بالسير نحو هدف الاستدامة والتحول للطاقة النظيفة باستخدام المركبات الكهربائية، إضافة إلى الابتكار التكنولوجي.
ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي نحو 60 في المائة من أسهم شركة «لوسد موتورز» الأميركية لصناعة المركبات الكهربائية.
وتستهدف السعودية صناعة أكثر من 300 ألف سيارة سنوياً في المملكة بحلول عام 2030. وسيسهم ذلك في تطوير سلاسل الإمداد للعديد من المنتجات.
وتتمتع المملكة بموقع جغرافي مميز، إضافة إلى القدرة على الربط مع العديد من الأسواق الإقليمية والعالمية، والنفاذ إليها، بالإضافة إلى البنية التحتية الجيدة، وجودة الخدمات.
يُشار إلى أن «صندوق الاستثمارات العامة»، أسس، في عام 2022، شركة «سير» باعتبارها أول علامة تجارية سعودية متخصصة لصناعة المركبات الكهربائية في المملكة تجسّد معاني الابتكار والاستدامة، وتشكيل مستقبل وسائل النقل، كما تقود موجة بناء أسس صناعة المنظومة في المملكة، وكذلك تصميمها وبناؤها.
وستساهم «سير» بشكل كبير في تحقيق أهداف «رؤية 2030»، من خلال جذب استثمارات أجنبية مباشرة ضخمة، تصل إلى أكثر من 150 مليون دولار، وخلق نحو 30 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، حيث تتوقع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بمبلغ 8 مليارات دولار بحلول 2034.
كما أنشأ «صندوق الاستثمارات العامة»، بالتعاون مع «الشركة السعودية للكهرباء»، في عام 2023، شركة «البنية التحتية للمركبات الكهربائية (إيفيك)»، التي تعمل على دعم التحول نحو السيارات الكهربائية في السوق السعودية من خلال بناء البنية التحتية الأفضل من نوعها، وإنشاء شبكة وطنية من مراكز الشحن السريع للسيارات الكهربائية في جميع أنحاء المملكة.
الجدير بالذكر أن مصنع «لوسيد» الذي افتُتِح العام الماضي بمدينة الملك عبد الله الاقتصادية سيسهم بدور محوري في تحقيق أهداف المملكة نحو تنويع الاقتصاد المحلي، كما ستدعم المنشأة أهداف مبادرة السعودية الخضراء من خلال تطوير وسائل النقل الكهربائية وتعزيز انتشارها، بحيث تشكل السيارات الكهربائية ما نسبته 30 في المائة من السيارات المبيعة في المملكة بحلول 2030.