عضو «المركزي الأوروبي»: يمكن خفض الفائدة دون المخاطرة بالتضخم

«لجنة بازل»: مجالس إدارة المصارف تتحمل المسؤولية الكاملة عن الخدمات الخارجية

مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو «المركزي الأوروبي»: يمكن خفض الفائدة دون المخاطرة بالتضخم

مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال عضو مجلس إدارة المصرف المركزي الأوروبي، فابيو بانيتا، يوم الثلاثاء، إن المصرف المركزي الأوروبي يمكنه الاستمرار في خفض أسعار الفائدة تدريجياً دون تعريض الانخفاض الحالي في التضخم للخطر.

وكان المركزي الأوروبي قد خفض أسعار الفائدة للمرة الأولى في يونيو (حزيران) بعد أن كانت عند مستويات قياسية مرتفعة، ولكنه لم يقدم أي تعهد صريح بشأن أي خطوة أخرى، وفق «رويترز».

وقال بانيتا في كلمة ألقاها أمام مصرفيين في روما: «يمكن تقليص أسعار الفائدة الرسمية تدريجياً، ومرافقة عودة التضخم إلى الهدف، إذا ظلت الاتجاهات الاقتصادية الكلية متماشية مع توقعات المركزي الأوروبي».

ويُعد بانيتا، محافظ بنك إيطاليا، على نطاق واسع من أصحاب النظرة المتساهلة في السياسة النقدية.

وقلل بانيتا من أهمية المخاوف بشأن استمرار ارتفاع أسعار قطاع الخدمات، قائلاً إنه من الطبيعي أن تنخفض هذه الأسعار بتأخير مقارنة بأسعار السلع، كما قال إن من المتوقع أيضاً أن يعتدل نمو الأجور.

وقال بانيتا: «ما زالت زيادات أسعار الفائدة السابقة تلجم الطلب والإنتاج والتضخم، وستستمر في ذلك خلال الأشهر المقبلة».

وفي المؤتمر نفسه، كرر وزير الاقتصاد الإيطالي جيانكارلو جيورجيتي دعوته لتسريع تخفيض أسعار الفائدة.

وقال جيورجيتي: «المزيد من الانكماش في الطلب سيكون غير مستدام، وعلى أي حال من الصعب تحمله بالنسبة لاقتصادات مثل إيطاليا التي تحتاج إلى التنفس».

على صعيد آخر، اقترحت لجنة «بازل» العالمية للمنظمين المصرفيين، يوم الثلاثاء، ضرورة تحمّل مجالس إدارة المصارف المسؤولية النهائية عن الخدمات التي يتم الاستعانة بها من جهات خارجية، وتوثيق كيفية إدارة مخاطر انقطاع الخدمة، وتعطل خدمات العملاء.

وتتجه المصارف بشكل إلى استخدام شركات التكنولوجيا الخارجية، مثل «مايكروسوفت»، و«أمازون»، و«غوغل»، للحوسبة السحابية لتشغيل الخدمات الرئيسية، مما يثير مخاوف بين الجهات التنظيمية بشأن تأثير ذلك على القطاع المالي في حال تعطل مزود الخدمة الذي يستخدمه كثير من المصارف، وفق «رويترز».

وقالت «لجنة بازل» في بيان: «أدى التحول الرقمي المستمر إلى اعتماد سريع على نهج مبتكر في القطاع المصرفي».

وأضافت: «نتيجة لذلك، أصبحت المصارف تعتمد بشكل زائد على جهات خارجية للحصول على خدمات لم تكن تقدمها سابقاً».

وقد اقترحت اللجنة، التي تضم منظمين من «مجموعة العشرين» ودول أخرى، 12 مبدأ يجب على المصارف ومنظميها تطبيقها، مشيرة إلى أن مجلس إدارة المصرف يتحمل المسؤولية النهائية عن الإشراف على الترتيبات مع الجهات الخارجية.

وأوضحت «بازل» في ورقة التشاور الخاصة بها: «كما هي الحال مع جميع العمليات التجارية، يجب الاحتفاظ في سجلات المصارف بالوثائق التي تثبت القرارات الرئيسية (على سبيل المثال، استراتيجية الجهات الخارجية، ومحاضر اجتماعات مجلس الإدارة التي تعكس قرار الدخول في ترتيبات حرجة)».

وخضعت الخدمات المقدمة من جهات خارجية لتدقيق زائد مع استمرار قراصنة الإنترنت في محاولاتهم اختراق دفاعات المصارف الإلكترونية، وتقويض المرونة التشغيلية، مما يؤدي إلى تعليق خدمات العملاء لساعات أو حتى أيام.

وقد أقر الاتحاد الأوروبي قانون المرونة التشغيلية الرقمية (DORA) لتحسين المرونة في القطاع المالي اعتباراً من يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، على غرار ما فعلت بريطانيا.

وقالت «بازل» إن على المصارف إجراء «عناية واجبة مناسبة» للمخاطر قبل توقيع العقود مع جهات خارجية، ومراقبة أداء الخدمة.

كما يجب على المصارف الحفاظ على إدارة «استمرارية الأعمال» قوية حتى تتمكن من العمل أثناء فترة الانقطاع، وفقاً لما أشارت إليه «بازل».


مقالات ذات صلة

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

الاقتصاد رئيس البنك المركزي التركي فاتح كارهان متحدثاً خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة صناعة إسطنبول (إعلام تركي)

«المركزي التركي» يؤكد استمرار سياسته المتشددة تماشياً مع توقعات التضخم

أكد البنك المركزي التركي استمرار دعم الموقف المتشدد في السياسة النقدية من خلال السياسات الاحترازية الكلية بما يتماشى مع توقعات التضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد متسوق يدفع باليورو في إحدى الأسواق في نيس بفرنسا (رويترز)

تسارع التضخم في منطقة اليورو في نوفمبر

تسارَع التضخم في منطقة اليورو في نوفمبر (تشرين الثاني)، في حين ظلّت مكوناته الأكثر مراقبة من كثب مرتفعة، مما يعزز الحجة لصالح خفض حذر لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف أمام مقر البنك المركزي في فرنكفورت (رويترز)

مخاوف التضخم والتوترات السياسية تضغط على عائدات سندات اليورو

اتجهت عائدات سندات حكومات منطقة اليورو طويلة الأجل إلى الانخفاض للأسبوع الرابع على التوالي، يوم الجمعة، وسط بيانات تشير إلى آفاق اقتصادية قاتمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

دي غالو من «المركزي الأوروبي»: يجب إبقاء خيارات خفض الفائدة أكبر في ديسمبر

أكد عضو البنك المركزي الأوروبي، فرانسوا فيليروي دي غالو، الخميس، أن البنك يجب أن يبقي خياراته مفتوحة لخفض أكبر لأسعار الفائدة في ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (باريس - فرانكفورت )
الاقتصاد متسوق ينظر إلى رف من منتجات الألبان بمتجر «ريوي» في بوتسدام (رويترز)

التضخم في ألمانيا يستقر عند 2.4 % خلال نوفمبر

ظل التضخم في ألمانيا مستقراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، على الرغم من توقعات بارتفاعه للمرة الثانية على التوالي، مما أوقف الاتجاه التنازلي بأكبر اقتصاد في أوروبا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.