انتخابات فرنسا تزعزع الأسواق... انخفاض الأسهم وارتفاع العائدات

الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)
الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)
TT

انتخابات فرنسا تزعزع الأسواق... انخفاض الأسهم وارتفاع العائدات

الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)
الناس يتجمعون في ساحة الجمهورية بباريس بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية (د.ب.أ)

انخفضت الأسهم الفرنسية، وارتفعت العائدات على السندات الفرنسية، مقارنة بالسندات الألمانية، بعد أن تركت الانتخابات فرنسا أمام برلمان معلق وآفاق معقدة جداً للتفاوض لتشكيل الحكومة.

وأدى صعود مفاجئ لليسار في انتخابات يوم الأحد إلى عرقلة سعي مارين لوبان لجلب اليمين المتطرف إلى السلطة في الجمعية الوطنية، لكن لم تتمكن أي مجموعة من الحصول على أغلبية عاملة، وفق «رويترز».

وهبط مؤشر «كاك 40» الفرنسي للأسهم الكبرى بنسبة 0.6 في المائة، وارتفع الفارق بين عوائد سندات الخزانتين الفرنسية والألمانية لأجل 10 سنوات بمقدار نقطتيْ أساس إلى 70 نقطة أساس.

ويعكس هذا الفارقُ العلاوة التي يطالب المستثمرون بها للحفاظ على الدَّين الفرنسي، بدلاً من السندات الألمانية. وقد اتسع هذا الفارق إلى أكثر من 80 نقطة أساس، في الفترة الممتدة قبل الانتخابات، وهو أعلى مستوى له منذ أزمة منطقة اليورو في عام 2012، حيث خشي المستثمرون من أغلبية يمينية متطرفة قد تنفذ سياسات إنفاق عالية.

وهبطت أسعار السندات الحكومية الفرنسية، مما دفع بعائد سندات «أو إيه تي» لأجل 10 سنوات إلى الارتفاع بمقدار 3 نقاط أساس، إلى 3.24 في المائة.

وتوقعت استطلاعات الرأي أن يكون حزب التجمع الوطني، اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان، هو أكبر حزب، لكن الانتخابات تركت الجمعية الوطنية الفرنسية، المؤلَّفة من 577 مقعداً، منقسمة إلى ثلاث مجموعات كبيرة - هي اليسار والمركزيون واليمين المتطرف - مع برامج وسياسات مختلفة تماماً.

ومع ذلك، لدى المستثمرين أيضاً مخاوف من أن خطط اليسار قد تؤدي إلى تفكيك عدد من الإصلاحات المؤيدة للسوق، للرئيس إيمانويل ماكرون، ويعتقدون أن الجمود قد يُنهي محاولات كبح جماح ديون فرنسا، التي وصلت إلى 110.6 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي خلال عام 2023.

وقالت مديرة البحوث الاقتصادية في «ويزدوم تري»، آنيكا غوبتا: «سيكون من الصعب جداً تقديم أي سياسة، وتحقيق أي إصلاحات تقدمية؛ لأن تصويت كل حزب متشتت، ولا أحد لديه أغلبية مطلقة».

وأضافت: «ومع ذلك، أعتقد أن الأسواق ستكون سعيدة بتفادي هذا الموقف المتطرف مع اليمين».

وتأثرت أسهم البنوك بشكل خاص، حيث انخفضت أسهم بنكيْ «سوسيتيه جنرال» و«بي إن بي باريبا» بنحو 1 في المائة لكل منهما، مقارنة بانخفاض قدره 0.4 في المائة فقط بمؤشر «ستوكس» المصرفي الأوسع.

من جانبه، قال سيمون هارفي، رئيس تحليل العملات في «مونيكس أوروبا»: «يبدو أن الأحزاب المُعادية لليمين حصلت حقاً على كثير من الدعم».

وأضاف: «لكن من وجهة نظر السوق، لا يوجد اختلاف في نتائج الانتخابات. هناك بالفعل فراغ سياسي فيما يتعلق بالقدرة على التشريع في فرنسا».


مقالات ذات صلة

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

أفريقيا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو يتحدث خلال مؤتمر صحافي في داكار 26 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

بعد تعرّض أنصاره للعنف... رئيس وزراء السنغال يدعو للانتقام

دعا رئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو إلى الانتقام، وذلك بعد أعمال عنف ضد أنصاره اتهم معارضين بارتكابها خلال حملة الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها الأحد.

«الشرق الأوسط» (داكار)
أوروبا وزير المالية الألماني السابق كريستيان ليندنر (أ.ف.ب)

ألمانيا تستعد لانتخابات مبكرة في فبراير بعد انهيار الائتلاف الثلاثي

المستشار شولتس وافق على تقريب موعد الانتخابات أمام ضغوط المعارضة ويستعد لطرح الثقة في حكومته 16 ديسمبر.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ب)

ألمانيا تحدد 23 فبراير موعداً للانتخابات المبكرة

تعتزم ألمانيا إجراء انتخابات عامة مبكرة في 23 فبراير (شباط) المقبل، بعد انهيار ائتلاف يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الولايات المتحدة​ ترمب يعرض مذكرة وقّعها للانسحاب من «الاتفاق النووي» الإيراني في 8 مايو 2018 (أ.ب)

إيران تدرس فرص التوصل إلى اتفاق مع ترمب

دعا كثير من المسؤولين السابقين والخبراء بل الصحف في إيران الحكومة علناً إلى تحسين العلاقات مع ترمب بعد إعلان فوزه الساحق بالانتخابات.

فرناز فصيح (واشنطن)
آسيا شيغيرو إيشيبا يدلي بصوته في البرلمان لاختيار رئيس وزراء اليابان (أ.ف.ب)

البرلمان الياباني يعيد انتخاب إيشيبا رئيساً للوزراء

أعاد البرلمان الياباني انتخاب شيغيرو إيشيبا رئيساً للوزراء، الاثنين، بعدما تكبّد ائتلافه الحاكم أسوأ خسارة انتخابية منذ أكثر من عقد من الزمان.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

لمواجهة العقوبات... إيران وروسيا تربطان نظاميهما للبطاقات المصرفية

بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
TT

لمواجهة العقوبات... إيران وروسيا تربطان نظاميهما للبطاقات المصرفية

بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)
بطاقات روسية سيبدأ استخدامها في إيران (سبوتنيك)

أنهت موسكو وطهران رسمياً عملية ربط أنظمة الدفع الوطنية الخاصة بهما، مما سيسمح للمسافرين من البلدين باستخدام بطاقات الخصم المحلية الخاصة بهم للشراء إما في إيران أو روسيا، حسبما أفادت وسائل إعلام في إيران.

وقد استُبعدت المصارف الإيرانية منذ عام 2018 من نظام «سويفت» المالي الدولي المتحكّم بمعظم التعاملات التجارية حول العالم.

وكانت الخطوة جزءاً من سلسلة عقوبات أعيد فرضها على إيران بعدما انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق 2015 النووي التاريخي.

وأفادت قناة «شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية»، الاثنين، بأنه بات من الممكن استخدام بطاقات المصارف الإيرانية في روسيا، بينما بثّت لقطات لعملية سحب أموال بواسطة بطاقة مصرفية إيرانية من آلة في روسيا.

وذكرت القناة أن العملية باتت ممكنة من خلال ربط شبكة «شيتاب» الإيرانية المستخدمة بين المصارف مع نظيرتها الروسية «مير».

وأضافت أنه بإمكان الإيرانيين حالياً سحب الأموال في روسيا وسيكون بإمكانهم مستقبلاً استخدام بطاقاتهم للقيام بعمليات الشراء داخل المتاجر.

وتابعت أن «الخطة ستكون مطبّقة في بلدان أخرى لديها مجموعة واسعة من التعاملات المالية والاجتماعية مع إيران، مثل العراق وأفغانستان وتركيا. وسعت كل من إيران وروسيا لمواجهة تداعيات العقوبات على اقتصاديهما».

ووصف محافظ البنك المركزي الإيراني، محمد رضا فرزين، في كلمة ألقاها في حفل رسمي في طهران يوم الاثنين، ربط نظامي الدفع «مير» الروسي و«شيتاب» الإيراني بأنه خطوة كبيرة نحو التعاون الاقتصادي والتخلص من الدولار، فضلاً عن تسهيل الاقتصاد والعلاقات السياحية بين البلدين.

وكان فرزين قد صرح للصحافيين في وقت سابق بأن اتفاق ربط أنظمة الدفع المحلية في البلدين تم الانتهاء منه خلال اجتماع مع نظيرته الروسية إلفيرا نابيولينا على هامش المؤتمر المالي لبنك روسيا المركزي في سان بطرسبرغ في يوليو (تموز).

واتّهمت أوكرانيا وحلفاؤها في الغرب إيران بتزويد روسيا بمسيّرات وصواريخ لاستخدامها في الحرب.

وقّعت طهران وموسكو اتفاقاً في يونيو (حزيران) لتعزيز التعاون بينهما في القطاع المصرفي.

وسيكون بإمكان الروس مستقبلاً استخدام بطاقاتهم المصرفية في إيران، بحسب «شبكة أخبار جمهورية إيران الإسلامية» التي لم تحدد موعداً لذلك.

وتضغط روسيا من أجل تأسيس منصة للقيام بعمليات الدفع الدولية كبديل لخدمة «سويفت» التي تم أيضاً استبعاد مصارف روسية بارزة منها منذ عام 2022.