النفط يهبط وسط مخاوف تراجع الطلب والتباطؤ الأميركي

توقعات بالعودة للارتفاع بعد امتصاص صدمة بيانات الوظائف والأعمال

مصفاة نفط في جزيرة كوراشاو بالبحر الكاريبي (رويترز)
مصفاة نفط في جزيرة كوراشاو بالبحر الكاريبي (رويترز)
TT

النفط يهبط وسط مخاوف تراجع الطلب والتباطؤ الأميركي

مصفاة نفط في جزيرة كوراشاو بالبحر الكاريبي (رويترز)
مصفاة نفط في جزيرة كوراشاو بالبحر الكاريبي (رويترز)

تراجعت أسعار النفط يوم الخميس مع توخي المستثمرين الحذر حيال توقعات انخفاض الطلب، مع صدور بيانات بشأن التوظيف والأعمال في الولايات المتحدة التي جاءت أضعف من المتوقع، ما يشير إلى أن اقتصاد أكبر مستهلك للنفط في العالم يتباطأ على ما يبدو.

وبحلول الساعة 11:15 بتوقيت غرينتش، هبطت العقود الآجلة لخام برنت 61 سنتا أو 0.79 في المائة إلى 86.73 دولار للبرميل. كما خسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 66 سنتا أو ما يعادل 0.79 في المائة إلى 83.22 دولار للبرميل، مع تباطؤ النشاط بسبب عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة.

وانخفضت شحنات الخام الأميركية المتجهة إلى أوروبا إلى أدنى مستوياتها في عامين في يونيو (حزيران) الماضي مع إقبال المشترين الأوروبيين على النفط الأرخص من المنطقة وغرب أفريقيا، لكن ربما يحدث بعض الانتعاش في المشتريات في شهري يوليو (تموز) الجاري وأغسطس (آب) المقبل.

وسلطت البيانات الأميركية الصادرة يوم الأربعاء الضوء على التوقعات بانخفاض الطلب. وأظهرت ارتفاع عدد من تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي، في حين ارتفع عدد الأشخاص المسجلين في قوائم البطالة إلى أعلى مستوى في عامين ونصف العام قرب نهاية يونيو.

وعلى نحو منفصل، أظهر تقرير صادر عن مؤسسة «إيه دي بي» زيادة عدد الوظائف في القطاع الخاص 150 ألف وظيفة في يونيو، وهو أقل من التوقعات بزيادتها 160 ألفا بعدما ارتفعت 157 ألفا في مايو.

وفي علامة أخرى على تباطؤ الاقتصاد، انخفض مؤشر معهد إدارة التوريد (آي إس إم) للقطاع غير الصناعي، وهو مقياس لنشاط قطاع الخدمات الأميركي، إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات عند 48.8 نقطة في يونيو، أي أقل بكثير من التوقعات البالغة 52.5 نقطة وسط انخفاض حاد في الطلبات.

ومع ذلك، قال محللون إن البيانات الاقتصادية الضعيفة قد تشجع مجلس الاحتياطي الفيدرالي على بدء خفض أسعار الفائدة، وهي خطوة من شأنها أن تدعم أسواق النفط، إذ إن انخفاض أسعار الفائدة قد يعزز الطلب.

وقالت إدارة معلومات الطاقة مساء الأربعاء إن مخزونات النفط الخام والوقود الأميركية انخفضت بأكثر من المتوقع في الأسبوع المنتهي في 28 يونيو، ما حد من تراجع الأسعار. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن المخزونات انخفضت 12.2 مليون برميل، وكان محللون استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا انخفاض 680 ألف برميل فقط.

ودفعت بيانات المخزونات برنت للارتفاع 1.3 في المائة عند التسوية في جلسة الأربعاء، ليغلق عند 87.34 دولار وهو أعلى مستوى له منذ 30 أبريل (نيسان). وفي الوقت نفسه استقر خام غرب تكساس الوسيط في أعلى مستوى في 11 أسبوعا حيث وصل 83.88 دولار.

وقال تاماس فارغا، المحلل لدى «بي في إم»، إنه نظرا لضعف الدولار وتوقعات أكثر إشراقا للطلب الأميركي على الوقود بعد بيانات إدارة معلومات الطاقة، فإن ضعف الأسعار يوم الخميس من غير المتوقع أن يستمر.

وأشار بنك «يو بي إس» السويسري في مذكرة للعملاء إلى أنه يتوقع أن يصل خام برنت إلى 90 دولاراً للبرميل هذا الربع، مستشهداً بتخفيضات إنتاج «أوبك بلس» وانخفاضات متوقعة في مخزونات النفط.

وقال كلفن وونغ، المحلل لدى «أواندا»، إن انخفاض أسعار النفط صباح الخميس يرجع جزئيا إلى قيام التجار بجني الأرباح بعد المكاسب الأخيرة. ومع ذلك انخفضت الطلبات الصناعية الألمانية بشكل غير متوقع في مايو (أيار)، ما أضاف إلى الإشارات التي تشير إلى أن التعافي لأكبر اقتصاد في أوروبا لا يزال بعيد المنال.



وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

وزير السياحة المصري: اتفقنا على مبادرات مع السعودية سنطورها لاحقاً

جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)
جانب من زيارة وزير السياحة والآثار المصري والوفد المرافق له لمقر مكتب الأمم المتحدة للسياحة في السعودية (الشرق الأوسط)

كشف وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، لـ«الشرق الأوسط» أنه اتفق مع وزير السياحة السعودي، أحمد الخطيب، على التعاون في كثير من المجالات المتعلقة بالمنظومة، بما فيها التسويق المشترك، وبرامج سياحية مشتركة، ومبادرات لحماية البيئة، وتنشيط أنواع معينة من السياحة في البحر الأحمر، وخلافه.

وكانت لوزير السياحة المصري زيارة إلى الرياض منذ أيام، التقى خلالها الوزير الخطيب. وعقد الوزيران عدداً من اللقاءات الرسمية والمهنية، ومع رجال الأعمال السعوديين، تمّت خلالها مناقشة آليات الترويج السياحي المشترك، وزيادة حركة السياحة البينية بين البلدين.

وقال فتحي لـ«الشرق الأوسط» على هامش زيارته المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط بالرياض، إن وجود هذا المكتب في السعودية هو إضافة كبيرة لعمل المنظمة في المنطقة، وتسهل عملية التواصل مع البلدان، وصناعة السياحة ومجابهة التحديات.

وأوضح أن المبادرات المتفق عليها سيتم تطويرها في المرحلة المقبلة، والبدء في تحقيق أجزاء منها.

صورة تجمع وزير السياحة والآثار المصري مع مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط (الشرق الأوسط)

وبيَّن فتحي أن الشرق الأوسط من المناطق الرائدة في مجال السياحة العالمية، وتستحق أن يكون لديها مكتب داخل المنطقة ليعود بالفائدة على جميع البلدان.

السياحة والناتج القومي

من جهته، ذكر مدير المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الشرق الأوسط، سامر الخراشي، أن المكتب أُسس لخدمة دول المنطقة الثلاث عشرة، ومصر عضو مؤثر وبارز في المنطقة. وقال إن زيارة وزير السياحة والآثار الذي يمثل نائب رئيس اللجنة الإقليمية، تفتح الكثير في مجال التعاون، وكيفية جعل السياحة عنصراً مساهماً في الناتج القومي، إلى جانب توليد الوظائف، وأن تكون السياحة مستدامة، وتحافظ على البيئة، وتحقق مستهدفات النماء للدول.

وأكمل الخراشي خلال تصريحه لـ«الشرق الأوسط»، أن المنظمة لديها فرص كبيرة يمكن أن تتعاون من خلالها مع مصر التي تمتلك خبرة وباعاً طويلاً في المجال السياحي، وهي من أقدم الدول التي تمتلك الآثار والمناطق السياحية. وفي الجهة المقابلة، يتمتع مكتب الأمم المتحدة الإقليمي بخبرة في دعم الدول من عدة مجالات مختلفة.

وأفاد بأن الاجتماع تطرق إلى كثير من آفاق التعاون والإسهام في المشاريع المشتركة، متطلعاً إلى تنفيذ تلك الرؤى على أرض الواقع، لخدمة مصر ودول الإقليم بشكل عام.

تبادل الخبرات

وتأتي زيارة فتحي للمكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في إطار تعزيز العلاقات الثنائية؛ حيث تُعد القاهرة عضواً مهماً وفاعلاً في المنظمة، وتسعى دائماً إلى تطوير قطاع السياحة لديها من خلال التعاون الدولي.

وناقش اللقاء بين فتحي ومدير المكتب الإقليمي كثيراً من القضايا التي تهم قطاع السياحة في مصر والمنطقة، بما في ذلك التحديات والفرص المتاحة لتعزيز هذا القطاع الحيوي، واستعراض فرص التعاون والتطوير المستقبلية، بما في ذلك تبادل الخبرات في مجال التدريب والتعليم السياحي، وتحسين الخدمات السياحية وزيادة الاستثمارات في هذا القطاع.

وتحتل مصر المرتبة الأولى في أفريقيا، والخامسة في منطقة الشرق الأوسط، والمرتبة الـ63 عالمياً في مؤشر تنمية السفر والسياحة.

يذكر أن المكتب الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسياحة في الرياض يُعد أول مكتب إقليمي للمنظمة خارج مقرها الرئيسي، ويهدف إلى دعم ومساعدة الدول الأعضاء في منطقة الشرق الأوسط. ويعمل المكتب على تعزيز التعليم والتدريب السياحي، وتطوير البنية التحتية السياحية، ودعم الابتكار وريادة الأعمال في القطاع السياحي، كما يساهم المكتب في تعزيز السياحة المستدامة، وحماية التراث الثقافي والاجتماعي والبيئي في المنطقة.