الصين تتصدر العالم في سباق براءات اختراع الذكاء الاصطناعي

ارتفاع انبعاثات «غوغل» الكربونية 48 % خلال 5 سنوات

زائرون للمعرض الدولي للذكاء الاصطناعي في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)
زائرون للمعرض الدولي للذكاء الاصطناعي في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)
TT

الصين تتصدر العالم في سباق براءات اختراع الذكاء الاصطناعي

زائرون للمعرض الدولي للذكاء الاصطناعي في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)
زائرون للمعرض الدولي للذكاء الاصطناعي في مدينة شنغهاي الصينية (أ.ب)

أظهرت بيانات الأمم المتحدة، الأربعاء، أن الصين تتقدم بفارق كبير على دول أخرى في اختراعات الذكاء الاصطناعي التوليدي، مثل برامج الدردشة الآلية، حيث تقدمت بستة أضعاف براءات اختراع أكثر من أقرب منافس لها وهو الولايات المتحدة.

ووفقاً للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، التي تشرف على نظام يتيح للدول تقاسم الاعتراف بالبراءات، فإن الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي ينتج نصوصاً وصوراً وأكواد كومبيوتر وحتى موسيقى من معلومات موجودة، يشهد ازدهاراً كبيراً مع تقديم أكثر من 50 ألف طلب براءة اختراع في العقد الماضي.

وقالت المنظمة إن ربع هذه الطلبات تم تقديمها في عام 2023 وحده. وقال كريستوفر هاريسون، مدير تحليلات براءات الاختراع في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، للصحافيين: «هذا القطاع مزدهر وينمو بسرعة متزايدة. ونتوقع أن ينمو أكثر من ذلك».

وقالت المنظمة العالمية للملكية الفكرية إن الصين قدمت أكثر من 38 ألف اختراع في مجال الذكاء الاصطناعي بين عامي 2014 و2023 مقابل 6276 اختراعاً قدمتها الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها.

وقال هاريسون إن طلبات براءات الاختراع الصينية غطت منطقة واسعة من القطاعات، من القيادة الذاتية إلى النشر إلى إدارة الوثائق. وأظهرت البيانات أن كوريا الجنوبية واليابان والهند احتلت المرتبة الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي، مع نمو الهند بأسرع معدل.

ومن بين أكبر المتقدمين شركة «بايت دانس» الصينية - التي تمتلك تطبيق الفيديو «تيك توك» - ومجموعة «علي بابا» الصينية للتجارة الإلكترونية، و«مايكروسوفت»، وهي داعمة لشركة «أوبن إيه آي» الناشئة التي أنشأت «تشات جي بي تي».

وقال هاريسون إن روبوتات الدردشة القادرة على محاكاة الخطاب البشري تُستخدم بالفعل على نطاق واسع من قبل تجار التجزئة وغيرهم لتحسين خدمة العملاء، إلا أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تحويل كثير من القطاعات الاقتصادية الأخرى، مثل العلوم والنشر والنقل والأمن. وأضاف: «تشير بيانات براءات الاختراع إلى أن هذا المجال سيكون له تأثير عميق على كثير من القطاعات الصناعية المختلفة في المستقبل»، مسلطاً الضوء على القطاع العلمي، حيث تتمتع الجزيئات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي التوليدي بإمكانية تسريع تطوير الأدوية.

وقالت المنظمة العالمية للملكية الفكرية إنها تتوقع تقديم موجة أخرى من براءات الاختراع قريباً، وإنها تخطط لإصدار تحديث مستقبلي للبيانات، ربما باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي لتوضيح الاتجاه.

وفي سياق ذي صلة، حذرت «غوغل» في تقرير نشرته مساء الثلاثاء من أن الازدياد الكبير في الاحتياجات للذكاء الاصطناعي، وبالتالي في القدرات الحاسوبية، يقوّض جهودها للحد من انبعاثات الكربون، وهي مشكلة تواجه أيضاً منافستيها «أمازون»، و«مايكروسوفت».

وفي عام 2023، بلغت انبعاثات المجموعة العملاقة من ثاني أكسيد الكربون، وهو أحد أبرز أنواع الغازات الدفيئة 14.3 مليون طن، بزيادة قدرها 48 في المائة مقارنة بعام 2019، وهو العام المرجعي، بحسب تقريرها البيئي السنوي.

ويعود ذلك إلى زيادة استهلاك الطاقة في مراكز البيانات الخاصة بها، والمباني التي تضم خوادم الكومبيوتر التي تشكل العمود الفقري لخدمات الحوسبة السحابية، وبالتالي للمواقع الإلكترونية، وتطبيقات الجوال، والخدمات عبر الإنترنت، وجميع الأدوات الجديدة المولدة للذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي».

وقالت المجموعة التي تتخذ مقراً في كاليفورنيا: «بينما ندمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتنا، قد يكون تقليل الانبعاثات أمراً صعباً».

وتحدثت عن احتياجات متنامية للطاقة لأن الذكاء الاصطناعي يتطلب مزيداً من القوة الحاسوبية، فضلاً عن الانبعاثات الناجمة عن استثماراتها في البنية التحتية، أي بناء مراكز بيانات جديدة أو تحديث المراكز القائمة.

وقد تعهدت «غوغل» تحقيق صافي انبعاثات صفرية عبر عملياتها بحلول عام 2030، كما حددت «مايكروسوفت»، الشركة الثانية على مستوى العالم في مجال الحوسبة السحابية، لنفسها هدفاً يتمثل في تحقيق بصمة كربونية سلبية بحلول عام 2030 أيضاً. أما «أمازون»، الرائدة عالمياً في مجال الحوسبة السحابية بفضل فرعها المخصص «إيه دبليو إس»، فلا تتوقع بلوغ هذه النتيجة قبل عام 2040، ويبقى نشاطها الرئيسي البيع عبر الإنترنت الذي يتطلب مستودعات ومراكز لوجيستية في جميع أنحاء العالم.

وتسلط الشركات الأميركية العملاقة الثلاث الضوء على جهودها للحد من الهدر واستبدال المياه التي تستهلكها (لتبريد الخوادم)، فضلاً عن استثماراتها في الطاقة المتجددة وفي التقنيات الناشئة لالتقاط وتخزين ثاني أكسيد الكربون الموجود بالفعل في الغلاف الجوي.

لكن نجاح الذكاء الاصطناعي التوليدي، خصوصاً منذ ظهور تطبيق «تشات جي بي تي»، يهدد بتقويض جهودها. وفي عام 2023، زادت انبعاثات «مايكروسوفت» بنسبة 29 في المائة مقارنة بعام 2020. ومع ذلك، تؤكد الشركات أن التقدم في الذكاء الاصطناعي يتيح تحسين استهلاك الطاقة، وسيساعد في إيجاد حلول جديدة للاحترار المناخي.


مقالات ذات صلة

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي أمام مقر المصرف المركزي في فرانكفورت (رويترز)

التضخم في عالم ما بعد الجائحة... هل تستعد المصارف المركزية لمزيد من القوة؟

قد يكون التذبذب السريع في معدلات التضخم دون تأثيرات مماثلة على الناتج الاقتصادي سمة بارزة لعالم ما بعد جائحة كوفيد-19.

«الشرق الأوسط» (لندن)

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)
ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)
TT

رئيس الوزراء الياباني يطلب رسمياً إعداد حزمة تحفيز

ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)
ماسح أحذية يتعامل مع أحد الزبائن أمام محطة طوكيو المركزية بالعاصمة اليابانية (أ.ف.ب)

أصدر رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا تعليمات رسمية لوزرائه يوم الجمعة بإعداد حزمة اقتصادية جديدة لتخفيف الضربة التي تتعرض لها الأسر نتيجة ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث تجعل الحكومة الجديدة من الخروج من الانكماش أولوية قصوى.

تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يؤكد فيه إيشيبا، الذي كان يُنظر إليه في السابق باعتباره مؤيداً للتقشف المالي، أن تركيزه ينصب على جعل الاقتصاد يتخلص تماماً من الانكماش الذي أثقل كاهله على مدى العقود الثلاثة الماضية.

وقال إيشيبا في خطاب سياسي أمام البرلمان: «سنحتاج إلى دعم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع التكاليف الآن، حتى يتم تأسيس دورة نمو إيجابية مع زيادة الأجور بما يتجاوز التضخم ويدفع الإنفاق الرأسمالي».

وفي وقت سابق من يوم الخميس، أبلغ إيشيبا مجلس وزرائه أنه سيتم إعداد موازنة تكميلية لتمويل الحزمة بعد انتخابات مجلس النواب المقررة في 27 أكتوبر (تشرين الأول). وقال في خطاب السياسة إن الحزمة الجديدة ستشمل مدفوعات للأسر ذات الدخل المنخفض وإعانات للحكومات المحلية.

ومن بين السياسات الاقتصادية الأخرى، تعهد إيشيبا أيضاً ببذل الجهود لزيادة الحد الأدنى للأجور إلى 1500 ين (10.24 دولار) في الساعة هذا العقد، مقابل 1055 يناً الآن. وقال إن الظروف الاقتصادية تحسنت وبدأت الأجور أخيراً في النمو بعد ثلاثة عقود «ضائعة» ركزت على خفض التكاليف، وتابع: «لكننا ما زلنا في منتصف الطريق لتحقيق اقتصاد حيث يمكن للناس أن يشعروا بالأمان للإنفاق».

وعلى الصعيد الدبلوماسي، تعهد إيشيبا بمواصلة بناء العلاقات مع الدول ذات التفكير المماثل، بما في ذلك التعاون الأمني ​​الأعمق مع كوريا الجنوبية. وقال أيضا إنه سيعمل مع الصين حيثما أمكن مع مواجهتها بشأن قضايا الخلاف.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة «كيودو» للأنباء أن حكومة إيشيبا الجديدة حظيت بنسبة موافقة بلغت 50.7 في المائة بعد وقت قصير من تنصيبها هذا الأسبوع. وعندما شكل سلف إيشيبا، فوميو كيشيدا، حكومته قبل ثلاث سنوات، كانت نسبة الموافقة 55.7 في المائة، ولكنها انخفضت إلى 26.1 في المائة في أغسطس (آب)، وسط فضيحة أموال سرية حاصرت الحزب الديمقراطي الليبرالي الحاكم وأجبرت كيشيدا على التنحي.

وفي الأسواق، سجل المؤشر نيكي الياباني يوم الجمعة أكبر هبوط أسبوعي له في شهر بعد أن أدى موقف رئيس الوزراء المتغير فيما يبدو بشأن أسعار الفائدة إلى اضطراب الين وإثارة قلق المستثمرين، في حين تراجعت أسهم شركات الشحن بعد انتهاء إضراب العمال في الموانئ الأميركية.

وارتفع «نيكي» في جلسة الجمعة 0.2 في المائة عند 38635.62 نقطة، لكنه أنهى الأسبوع منخفضا ثلاثة في المائة. وصعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.4 في المائة إلى 2694 نقطة، فيما انخفض 1.7 في المائة هذا الأسبوع.

وحصل إيشيبا، الذي ينتقد بنك اليابان لاتباعه سياسة خفض أسعار الفائدة بمعدل كبير، على دعم الحزب الديمقراطي الحر في تصويت على زعامة الحزب الأسبوع الماضي، ما أدى إلى صعود الين... لكن بدا هذا الأسبوع أنه أصبح أكثر ميلا للتيسير النقدي عندما قال إن اليابان ليست في ظروف مناسبة لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى، ودعا يوم الجمعة إلى تنفيذ إجراءات تحفيزية لتخفيف ارتفاع تكاليف المعيشة.

وارتفع سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، 1.5 في المائة، مما أسهم في تحقيق الزيادة الطفيفة للمؤشر نيكي يوم الجمعة. وقفز سهم «سانيو شوكاي» 10.5 في المائة بعد أن أعلنت الشركة عن إعادة شراء للأسهم.

وارتفع قطاع النفط والفحم بدعم من صعود أسعار النفط بسبب مخاوف بشأن اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط فيما زادت أيضا الأسهم المالية.

وتصدرت شركات الشحن الخسائر، إذ انخفضت بعد انتهاء إضراب لعمال الموانئ في الولايات المتحدة بشكل أسرع من المتوقع. وهبط سهم «كاواساكي كيسن» 9.7 في المائة، فيما تراجع سهم «نيبون يوشن» 9.4 في المائة، الذي سجل أعلى مستوى قياسي له يوم الخميس، في حين نزل سهم «ميتسوي أو إس كيه لاينز» 6.4 في المائة، في أثقل يوم تداول له في 18 شهرا.