رئيس كوريا الجنوبية: مواءمة سعر الفائدة مع أميركا أمر لا مفر منه

الحكومة رفعت توقعات النمو الاقتصادي لعام 2024 إلى 2.6 %

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يلقي خطاباً في القمة الكورية الأفريقية 2024 (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يلقي خطاباً في القمة الكورية الأفريقية 2024 (رويترز)
TT

رئيس كوريا الجنوبية: مواءمة سعر الفائدة مع أميركا أمر لا مفر منه

الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يلقي خطاباً في القمة الكورية الأفريقية 2024 (رويترز)
الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول يلقي خطاباً في القمة الكورية الأفريقية 2024 (رويترز)

قال رئيس كوريا الجنوبية، يون سوك يول، يوم الأربعاء، إن مواءمة سعر الفائدة في البلاد مع الولايات المتحدة إلى حد ما، أمر لا مفر منه؛ من أجل منع تدفقات رأس المال إلى الخارج، مما دفع المصرف المركزي إلى خفض أسعار الفائدة.

وأضاف: «نحن لسنا مثل اليابان، أليس كذلك؟ لا يسَعنا إلا أن نتخذ خطوات مماثلة مع الولايات المتحدة، عندما يتعلق الأمر بأسعار الفائدة، فعندما نحاول الحفاظ على بعض الفجوة مع الولايات المتحدة، يؤدي فارق سعر الفائدة إلى تدفقات الدولار إلى الخارج»، وفق «رويترز».

وتضيف تعليقات يون، بعد الإعلان عن السياسات الاقتصادية الرئيسية للنصف الثاني، إلى الضغط على بنك كوريا المركزي لخفض أسعار الفائدة التي تبلغ حالياً أعلى مستوى لها في 15 عاماً عند 3.50 في المائة، بعد أن مدَّد بنك كوريا فترة إيقاف رفع أسعار الفائدة للاجتماع الحادي عشر على التوالي، في مايو (أيار) الماضي.

وتُظهر التوقعات المتوسطة أن المحللين يرون أن سعر الفائدة القياسي سيبقى دون تغيير، خلال الربع الثالث، قبل خفضه بمقدار 50 نقطة أساس في الربع الأخير، حيث قام البعض بتأخير توقيت التخفيضات بعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأقوى من المتوقع.

وأدلى رئيس وزراء كوريا الجنوبية، هان داك-سو، بتعليقات مماثلة، قائلاً إنه من المرجح أن يجري تخفيض أسعار الفائدة القياسية في البلاد، جنباً إلى جنب مع الاتجاه العالمي، حيث تستعدّ المصارف المركزية الكبرى لخفض أسعار الفائدة في النصف الثاني.

كما أشار سوك يول إلى أن الحكومة أعدَّت دعماً مالياً للشركات الصغيرة التي تعاني بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، بقيمة إجمالية تبلغ 25 تريليون وون (18 مليار دولار).

في سياق متصل، رفعت الحكومة توقعاتها للنمو الاقتصادي، خلال العام الحالي، إلى 2.6 في المائة، مُرجعة ذلك إلى الصادرات القوية وانتعاش الاقتصاد العالمي.

ويمثل أحدث التوقعات زيادة قدرها 0.4 نقطة مئوية، مقارنة بالتوقعات السابقة المقدمة في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ونقلت وكالة «يونهاب» الكورية الجنوبية للأنباء عن وزارة الاقتصاد والمالية قولها، في تقرير عن توجهات سياستها الاقتصادية: «من المتوقع أن يكون انتعاش الصادرات قوياً، خلال النصف الثاني، في ظل النمو التدريجي للاقتصاد العالمي وانتعاش قطاع أشباه الموصلات».

يُشار إلى أن الاقتصاد يسير على طريق التعافي، منذ أواخر العام الماضي، بعد انكماشه في ظل جائحة «كورونا» وتباطؤ الاقتصاد العالمي.

ونما الاقتصاد الكوري الجنوبي، خلال الربع الأول من العام الحالي، بنسبة 1.3 في المائة على أساس سنوي، وهو أعلى مستوى نمو مسجل منذ أكثر من عامين.

وتتوقع الحكومة أن ترتفع الصادرات بنسبة 9 في المائة، هذا العام، بعد انخفاضها بنسبة 7.5 في المائة خلال عام 2023.

ومن المتوقع أيضاً أن يتحسن الطلب المحلي، خلال النصف الثاني، في ظل توقعات التضخم وأداء الشركات، على الرغم من أن وتيرة التعافي ستتباين بشكل كبير بين القطاعات، وفق ما قالت وزارة الاقتصاد.

ومن المتوقع أن يصل معدل التضخم إلى 2.6 في المائة عام 2024، مقارنة بـ3.6 في المائة العام الماضي، وسينخفض ​​إلى 2.1 في المائة خلال عام 2025.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.4 في المائة خلال يونيو (حزيران) الماضي، وهو أدنى معدل له منذ 11 شهراً.

وفيما يتعلق بسوق العمل، توقعت الوزارة ارتفاع عدد العاملين بمقدار 230 ألف شخص على أساس سنوي، خلال هذا العام.

كما توقعت أن ينمو الاقتصاد بنسبة 2.2 في المائة خلال عام 2025، وأن تنمو أسعار المستهلك بنسبة 2.1 في المائة.


مقالات ذات صلة

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

الاقتصاد تصاعد الدخان عقب الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة 11 أكتوبر 2023 (رويترز) play-circle 05:35

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

لم يعد الاقتصاد الإسرائيلي بعد عام من الحرب كما كان، بل دخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية المعقدة.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد الصورة الرسمية للجنة التعاون المالي والاقتصادي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (واس)

الجدعان: تعزيز التعاون بين مجلس التعاون الخليجي مهم للتغلب على التحديات

قال وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، إن دول مجلس التعاون الخليجي تتشارك في الفرص والتحديات.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد أشخاص على «جسر الألفية» بينما تظهر المنطقة المالية لمدينة لندن خلفهم (رويترز)

تراجع زخم «الخدمات» بالمملكة المتحدة مع استمرار النمو خلال سبتمبر

فقدت شركات الخدمات البريطانية بعض زخمها، لكنها استمرت في النمو خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت الأسعار التي فرضتها بأبطأ وتيرة منذ نحو 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)

انكماش الأعمال بمنطقة اليورو وسط تخفيف الضغوط التضخمية

تراجع نشاط الأعمال بمنطقة اليورو إلى الانكماش في الشهر الماضي، رغم أن هذا التراجع لم يكن حاداً كما كان متوقعاً في البداية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

«مافيش بيض يا ماما على الفطار... أو حتى خضار... جبنة وعيش بس؟».

هكذا أبدى الطفل يوسف اندهاشه من المائدة التي كانت في يوم من الأيام تمتلئ بأنواع كثيرة من الطعام الصحي. لكن الأم ردت بتلقائية: «البيضة مش كل يوم، (البيضة) بقت بـ7 جنيه، والجبنة فيها فيتامينات اللبن».

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة. كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً، التي بدأت هي الأخرى في تقليل الأصناف والأحجام، لتخفيض الأسعار نسبياً أو ثباتها على الأقل، من خلال «عروض موسمية» لفترة محدودة.

ارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية، لأول مرة منذ 5 أشهر، إلى 26.2 في المائة في أغسطس (آب) من 25.7 في المائة في يوليو (تموز). حسبما أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.

ويعني ارتفاع معدل التضخم بنسبة 26 في المائة أن الأسعار ترتفع بأكثر من الربع على إجمالي المصروفات سنوياً، وهو ما لم ينعكس على معدلات الأجور في مصر بنفس النسبة.

وهذا ما حاولت الأم إيصاله لابنها البالغ 10 سنوات، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع الأسعار قلص عدد أصناف الطعام، وبالتالي الفيتامينات التي يجب أن تقدَّم للطفل في هذه السن... ودائماً ما يشتكون من هذا.. لذلك اضطررت إلى أن ألجأ إلى أصناف (الأكل الكدّابة)! للتغلب على هذه الشكوى... هذا كل ما أستطيع أن أفعله!».

اشتهر في مصر خلال الفترة الحالية بعض الأكلات المسماة «الوجبات الكدّابة»، للتغلب على ارتفاع الأسعار، مثل «البانيه الكدَّاب»، وهو عبارة عن كمية صغيرة من الفراخ البانيه يُزاد حجمها بخلطها بالبطاطس المسلوقة والدقيق، لتعطي مذاقاً مقارباً للفراخ البانيه؛ وباقي الأصناف المرتفعة في الأسعار تقلَّد على نفس المنوال. ولجأت الأمهات إليها مؤخراً للتغلب على ارتفاع الأسعار بعد زيادة «شكوى الأولاد من ساندويتشات زملائهم في المدرسة»، وفقاً لأم الطفل يوسف، الأربعينية، خريجة التجارة.

بلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين في إجمالي الجمهورية 231.1 نقطة لشهر أغسطس 2024، مسجلاً بذلك تضخماً شهرياً قدره 1.9 في المائة.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع مجموعة الخضراوات بنسبة 14.3 في المائة، ومجموعة خدمات النقل بنسبة 14.9 في المائة، ومجموعة خدمات البريد بنسبة 6 في المائة، ومجموعة الأجهزة المنزلية بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.1 في المائة، ومجموعة خدمات المستشفيات بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.4 في المائة، ومجموعة الفاكهة بنسبة 0.9 في المائة، ومجموعة المياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 1.7 في المائة، ومجموعة الملابس الجاهزة بنسبة 1.2 في المائة.

وانخفض الجنيه المصري أمام الدولار من 30.91 جنيه في مارس (آذار) الماضي، إلى نحو 48.5 جنيه، بتراجع نحو 60 في المائة، وهو ما سمح باتفاق مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار.

ونتيجة لذلك، رفعت الحكومة أسعار عدد كبير من المنتجات المدعومة للسيطرة على عجز الموازنة الذي بلغ 505 مليارات جنيه (10.3 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ومع اعتزام الحكومة استمرار رفع الأسعار أو بالأحرى رفع الدعم من السلع المدعومة، حتى نهاية عام 2025، من المتوقع أن يبقى التضخم بعيداً عن نطاق البنك المركزي المصري المستهدَف عند 7 في المائة (+/- 2 في المائة).

ومن المقرر أن يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أرقام التضخم لشهر أغسطس يوم الخميس المقبل.

وتتوقع مؤسسة «فيتش سوليوشنز» أن يظل معدل التضخم السنوي في مصر ثابتاً في النصف الثاني من العام الجاري، بمتوسط 27 في المائة على أساس سنوي، نتيجة الزيادات المقررة في أسعار الكهرباء والوقود والمنتجات الغذائية. متوقعةً تراجع المعدل السنوي للتضخم إلى أقل من 20 في المائة بحلول فبراير (شباط) 2025.

وقررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها الأخير، الإبقاء على أسعار الفائدة للإيداع والإقراض دون تغيير عند 27.25 و 28.25 في المائة بالترتيب، وهذا ما يزيد قليلاً على معدل التضخم السنوي المسجل لشهر أغسطس الماضي.

وتنعكس معدلات التضخم ليس على موائد المصريين فقط، بل على أعمالهم أيضاً، فقد أظهر مؤشر «بارومتر الأعمال»، التابع للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أنه «لا تزال التحديات المرتبطة بارتفاع التضخم تتصدر قائمة المعوقات بالنسبة لجميع الشركات خلال الربع الثاني من العام الجاري، يليها في المرتبة الثانية الارتفاع المستمر في تكاليف الطاقة والمياه، والذي يمثل عبئاً إضافياً على الشركات خصوصاً في ظل توجهات الحكومة لرفع دعم الطاقة كلياً».