طفرة الذكاء الاصطناعي تُضخم قيمة كبار الشركات العالمية 17 %

يقف الزائرون بالقرب من لافتة للذكاء الاصطناعي في معرض «تشاينا سيكيوريتيز» (رويترز)
يقف الزائرون بالقرب من لافتة للذكاء الاصطناعي في معرض «تشاينا سيكيوريتيز» (رويترز)
TT

طفرة الذكاء الاصطناعي تُضخم قيمة كبار الشركات العالمية 17 %

يقف الزائرون بالقرب من لافتة للذكاء الاصطناعي في معرض «تشاينا سيكيوريتيز» (رويترز)
يقف الزائرون بالقرب من لافتة للذكاء الاصطناعي في معرض «تشاينا سيكيوريتيز» (رويترز)

أدت طفرة الذكاء الاصطناعي إلى زيادة قيمة أكبر 100 شركة مدرجة بالبورصة في العالم، وفقاً لتحليل أجرته شركة الاستشارات الاقتصادية «إرنست آند يونغ».

ووفق تقييم «إرنست آند يونغ»، ارتفعت قيمة هذه الشركات بنسبة 17 في المائة إلى مبلغ قياسي قدره 42.3 تريليون دولار في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

ووفق التحليل، جاءت شركة البرمجيات «مايكروسوفت» في المركز الأول بقيمة 3.32 تريليون دولار. وعلى سبيل المقارنة تعد قيمة «مايكروسوفت» أكبر بنسبة 77 في المائة من جميع الشركات المدرجة في مؤشر بورصة «داكس» الألماني مجتمعة.

وحتى نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بلغ إجمالي القيمة السوقية لأكبر 40 شركة مساهمة في ألمانيا 1.87 تريليون دولار.

وجاءت شركة «أبل» في المركز الثاني في مجال الصناعات التكنولوجية والحاسوبية، ثم شركة «إنفيديا» في صناعة أشباه الموصلات، التي ارتفعت قيمتها السوقية بنحو 150 في المائة في النصف الأول من العام الحالي، من 1.22 تريليون دولار في نهاية عام 2023 إلى 3.04 تريليون دولار.

وقد حقق منتجو أشباه الموصلات الآخرون، مثل شركة «تايوان لتصنيع أشباه الموصلات المحدودة» (TSMC) (المركز العاشر)، وشركة «برودكوم» (المركز الحادي عشر) مكاسب قوية.

وحتى نهاية شهر يونيو الماضي، ضمت قائمة أفضل 100 شركة في سوق الأوراق المالية على مستوى العالم، ما مجموعه 26 شركة في مجال التكنولوجيا.

وقال رئيس المجلس التنفيذي لشركة «إرنست آند يونغ»، هنريك أهلرز: «يعد موضوع الذكاء الاصطناعي اتجاهاً رئيسياً يؤدي إلى إعادة تنظيم العالم الاقتصادي بوتيرة مذهلة، وبالتالي يثير خيال المستثمرين وأسعار الأسهم»، مضيفاً أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستؤدي إلى تغييرات جذرية في القطاعات كافة، وكذلك في الحياة الخاصة في المستقبل. وقال: «سيؤدي هذا إلى قيمة مضافة هائلة».

ووفقاً للتحليل، فقد استفادت الشركات الأميركية على وجه الخصوص من حماس كثير من المستثمرين للذكاء الاصطناعي.

ولا يلعب حالياً سوى عدد قليل من الشركات الأوروبية دوراً مهماً في هذا الأمر، بما في ذلك الشركة الهولندية الموردة لأشباه الموصلات (ASML)، وشركة البرمجيات الألمانية (SAP)، ومصمم أشباه الموصلات البريطاني «أرم».

وتمكنت هذه الشركات من تحقيق مراكز في القائمة، ووصلت قيمتها السوقية مجتمعة إلى 812 مليار دولار، لكنها تواجه 18 من عمالقة التكنولوجيا في أميركا الشمالية بقيمة سوقية إجمالية مجتمعة تبلغ 16.5 تريليون دولار.

وقال أليرز: «أوروبا حالياً في دوري الدرجة الثانية عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي، وأمامها كثير من العمل للحاق بالركب، مشيراً إلى أن التطور يحدث بسرعة كبيرة بحيث يوجد خطر التخلف عن الركب».

وذكر أليرز أنه على الرغم من وجود بعض الشركات الناشئة الواعدة في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا، فإنها غير مدرجة في البورصة، وتتخلف كثيراً عن الشركات الكبرى في الولايات المتحدة من حيث المبيعات.

ووفقاً للتحليل، فإن طفرة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تعزز هيمنة الشركات الأميركية في أسواق الأسهم العالمية. وحتى نهاية يونيو الماضي، كانت 60 من أكبر 100 شركة في سوق الأوراق المالية من الولايات المتحدة. وتضمنت القائمة 19 شركة من أوروبا.

وللمقارنة، ضمت القائمة في عام 2007 نحو 46 شركة من أوروبا و32 شركة من الولايات المتحدة الأميركية.

وقال أليرز: «على مدى العقدين الماضيين شهدنا تراجعاً متواصلاً في أهمية أوروبا»، مشيراً إلى أن غالبية الشركات الكبرى في أوروبا لا تنشط في قطاع التكنولوجيا، وبالتالي بالكاد تستفيد من طفرة الذكاء الاصطناعي، مما يعني أنه لا يوجد ما يشير إلى أن أوروبا ستكون قادرة على عكس هذا الاتجاه في السنوات المقبلة.


مقالات ذات صلة

السعودية أولى عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي

الاقتصاد واصلت السعودية تصدّرها للمركز الأول عالمياً في معيار الاستراتيجية الحكومية للذكاء الاصطناعي (واس)

السعودية أولى عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي

حققت السعودية المركز الـ14 عالمياً والأول عربياً في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي المعتمد من منظمة الأمم المتحدة، ممثلة بالهيئة الاستشارية للذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق رجل يقف خارج بنك إنجلترا (رويترز)

تحذير من عمليات احتيال تعتمد على استنساخ الصوت باستخدام «الذكاء الاصطناعي»

حذّر بنك بريطاني من إمكانية استهداف ملايين الأشخاص بعمليات احتيال متطورة تعتمد على استنساخ الصوت باستخدام «الذكاء الاصطناعي».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من إطلاق البرنامج خلال ملتقى «ثِنك 2024» بالرياض (الشرق الأوسط)

«آي بي إم» العالمية تطلق برنامجاً لتطوير المهارات السعودية في الذكاء الاصطناعي

أطلقت «آي بي إم»، إحدى كبرى الشركات التي تعمل في مجال الحلول السحابية الهجينة والذكاء الاصطناعي عالمياً، برنامجاً لتدريب وتطوير المهارات السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من مدينة الشارقة الإماراتية (الشرق الأوسط)

منتدى الشارقة للاستثمار ينطلق غداً ويركز على القدرة التحويلية للذكاء الاصطناعي

يناقش منتدى الشارقة للاستثمار الذي ينطلق غداً في دورته السابعة القدرة التحويلية للذكاء الاصطناعي، التي تتطلع دول الخليج العربي إلى تطبيقها.

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
عالم الاعمال «stc» تختتم مشاركتها في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي باتفاقيات استراتيجية

«stc» تختتم مشاركتها في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي باتفاقيات استراتيجية

اختتمت مجموعة stc، ممكن التحول الرقمي، مشاركتها في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بتوقيع مجموعة من الاتفاقيات الاستراتيجية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

لاغارد: المصارف المركزية قد تواجه تقلبات تضخمية لسنوات مقبلة

رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال خطابها في صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق على إكس)
رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال خطابها في صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق على إكس)
TT

لاغارد: المصارف المركزية قد تواجه تقلبات تضخمية لسنوات مقبلة

رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال خطابها في صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق على إكس)
رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال خطابها في صندوق النقد الدولي (موقع الصندوق على إكس)

قالت رئيسة المصرف المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، الجمعة، إن التحولات العميقة في الاقتصاد العالمي قد تجعل التضخم متقلباً لسنوات مقبلة، مما يعقّد الجهود الرامية إلى السيطرة على الأسعار، لكن الالتزام بأنظمة استهداف التضخم يظل الخيار الأفضل.

وحذرت من أن الاقتصاد العالمي يواجه انقسامات مماثلة للضغوط التي أدت إلى «القومية الاقتصادية» وانهيار التجارة العالمية والكساد الأعظم في عشرينات القرن الماضي، وفق «فاينانشال تايمز».

وقالت لاغارد، الجمعة، في خطاب ألقته في صندوق النقد الدولي في واشنطن: «لقد واجهنا أسوأ جائحة منذ عشرينات القرن الماضي، وأسوأ صراع في أوروبا منذ أربعينات القرن الماضي، وأسوأ صدمة للطاقة منذ سبعينات القرن الماضي»، مضيفة أن هذه الاضطرابات، إلى جانب عوامل مثل مشاكل سلسلة التوريد، أدت إلى تغيير النشاط الاقتصادي العالمي بشكل دائم».

وأضافت: «حيرت التحولات الاقتصادية من العولمة إلى الحماية التجارية إلى الاختراقات التكنولوجية خبراء الاقتصاد على مدى العقد الماضي، وفشل معظمهم في توقع الارتفاع الأخير في التضخم، مما ترك المصارف المركزية متخلفة عن الركب وتسابق الزمن للسيطرة على الأسعار»، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد، التي تولت منصبها في المصرف المركزي الأوروبي قبل أشهر قليلة من بدء جائحة «كوفيد-19»، إن «العالم القادم أصبح أكثر غموضاً، وإن هناك حاجة إلى قدر أكبر من المرونة بدلاً من فرض تفويضات جديدة».

وأضافت: «إذا دخلنا عصراً حيث أصبح التضخم أكثر تقلباً وأصبح انتقال السياسة النقدية أكثر غموضاً، فإن الحفاظ على هذه المرساة العميقة لتشكيل الأسعار سيكون ضرورياً. لكن هذا لا يعني أن الطريقة التي ندير بها السياسة النقدية ستظل كما هي».

وتابعت: «إن أحد التغييرات الرئيسية يتعلق بهيمنة الشركات الرقمية العملاقة، مثل الخدمات السحابية، والتجارة الإلكترونية، والبحث على الإنترنت، وربما الذكاء الاصطناعي».

وحسب لاغارد، فقد أصبحت الشركات الكبيرة أقل اعتماداً على التمويل الخارجي ولديها حصة أصغر من القوى العاملة، وبالتالي فهي أقل حساسية للتغيرات في أسعار الفائدة، ونتيجة لذلك، تقلل من قدرة المصارف المركزية على توجيه الاقتصاد.

وأكدت لاغارد أن عكس مسار العولمة قد يعود بالفائدة على المصارف المركزية، إذا خفّضت الشركات سلاسل القيمة الخاصة بها من خلال «التوطين بالقرب من الوطن» أو «الوجود مع الأصدقاء». ويؤدي إنشاء الشركات بالقرب من المنازل أيضاً إلى زيادة احتياجات رأس المال، مما قد يجعل الشركات أكثر حساسية لتغيرات أسعار الفائدة.

وأضافت لاغارد أن «تعميق رأس المال قد يزيد من حساسية الاقتصاد لتغيرات أسعار الفائدة، مما يعزز فعالية انتقال السياسة النقدية من خلال قناة أسعار الفائدة. المشكلة هي أن مثل هذه التغييرات قد تأتي أيضاً مع تقلبات تضخمية أكبر، خصوصاً إذا أصبحت شركات التكنولوجيا العملاقة أقل حساسية للسياسة النقدية وأصبحت الشركات المصنعة أكثر تأثراً».

ومن المتوقع أن تؤدي زيادة حصة شركات التكنولوجيا المالية في الإقراض إلى زيادة مشاكل المصارف المركزية.

وهذه الشركات أكثر كفاءة في تقديم الائتمان للاقتصاد، ولكنها أيضاً أكثر حساسية من المصارف العادية للتغيرات في البيئة، مما يزيد من التضخم والركود.

وتابعت لاغارد: «هذا التفاعل يعني أيضاً أن إقراض التكنولوجيا المالية قد يكون أكثر دورية في أوقات التوتر، مما يؤدي إلى زيادة دورات الائتمان والتقلبات».

ووفقاً لرئيسة المصرف المركزي، تمكن محافظو المصارف المركزية من تخفيف السياسة النقدية في الأشهر الأخيرة مع تراجع ضغوط الأسعار، حيث بلغ التضخم السنوي في منطقة اليورو ذروته عند 10.6 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) 2022، لكنه بلغ أدنى مستوى له في 3 سنوات عند 2.2 في المائة في أغسطس (آب).

وقالت لاغارد إنه من «المدهش» أن تتمكن المصارف المركزية من السيطرة على التضخم في أقل من عامين مع تجنب ارتفاع معدلات البطالة. من النادر أن نتجنب تدهوراً كبيراً في التوظيف عندما ترفع المصارف المركزية أسعار الفائدة استجابة لارتفاع أسعار الطاقة. لكن التوظيف ارتفع بنحو 2.8 مليون شخص في منطقة اليورو منذ نهاية عام 2022».

ومع ذلك حذرت من الرضا عن الذات، قائلة إن قضايا مثل الانتكاسات المحتملة للعولمة، والتفكك الجزئي لسلاسل التوريد العالمية، والقوة السوقية لشركات التكنولوجيا العملاقة مثل «غوغل»، و«التطور السريع للذكاء الاصطناعي» يمكن أن تشكل كلها اختباراً لمحافظي المصارف المركزية.

وأشارت إلى أن حالة عدم اليقين «ستظل مرتفعة» بالنسبة لصنّاع السياسة النقدية، مضيفة: «نحن بحاجة إلى إدارتها بشكل أفضل».

وأضافت أن المركزي الأوروبي سوف يدرس هذه القضايا بالتفصيل في مراجعته الاستراتيجية المقبلة. وفي حين لن يتم التدقيق في هدف التضخم المتوسط ​​الأجل البالغ 2 في المائة، قالت: «سننظر فيما يمكننا تعلمه من تجربتنا السابقة مع التضخم المنخفض للغاية والمرتفع للغاية».