اليابان تصدر أوراقاً نقدية بتصميم جديد لأول مرة منذ 20 عاماً

كيشيدا يتعهد بدعم السياحة في شبه جزيرة نوتو بعد 6 أشهر من الزلزال

زوار يسجلون أسماءهم لدخول منطقة تسلق جبل فوجي في اليابان (إ.ب.أ)
زوار يسجلون أسماءهم لدخول منطقة تسلق جبل فوجي في اليابان (إ.ب.أ)
TT

اليابان تصدر أوراقاً نقدية بتصميم جديد لأول مرة منذ 20 عاماً

زوار يسجلون أسماءهم لدخول منطقة تسلق جبل فوجي في اليابان (إ.ب.أ)
زوار يسجلون أسماءهم لدخول منطقة تسلق جبل فوجي في اليابان (إ.ب.أ)

تعتزم اليابان، يوم الأربعاء المقبل، إصدار أوراق نقدية جديدة، في استعراض لما تصفه بأنه أول استخدام للصور ثلاثية الأبعاد المتطورة على الأوراق النقدية في العالم، وهو أحد إجراءات مكافحة التزييف.

وذكرت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية أنه في أول تغيير في تصميم العملات منذ 20 عاماً، ستحتوي الأوراق النقدية من فئة 10 آلاف ين و5 آلاف ين وألف ين أرقاماً ذات قيمة اسمية مطبوعة أكبر من الإصدارات الحالية، بحيث يمكن لجميع الأشخاص، بغض النظر عن العمر والجنسية، التعرف عليها بسهولة.

كما ستسمح العلامات اللمسية للأشخاص ضعاف البصر بلمس الأوراق النقدية التي يحملونها ومعرفة قيمتها.

وبحلول نهاية مارس (آذار) من العام المقبل، سيُطبع نحو 7.5 مليار ورقة نقدية جديدة. ووفقاً للحكومة، ستظل الأوراق النقدية الحالية صالحة حتى بعد طرح الأوراق النقدية الجديدة.

وتأتي الأوراق النقدية الجديدة في الوقت الذي تهدف فيه اليابان؛ المحبة للنقود، إلى الدفع باتجاه المدفوعات غير النقدية. وتزداد قيمة المدفوعات غير النقدية في البلاد، لكنها لا تزال أقل من هدف الحكومة البالغ نحو 40 في المائة عام 2023.

وفي سياق منفصل، تعهد رئيس الوزراء الياباني، فوميو كيشيدا، يوم الاثنين، بإطلاق برنامج لدعم السياحة في شبه جزيرة نوتو على ساحل بحر اليابان، وذلك بعد 6 أشهر من تعرض المنطقة لزلزال قوي في 1 يناير (كانون الثاني) الماضي.

وذكرت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء أن كيشيدا قال للصحافيين في ناناو بمحافظة إيشيكاوا، إن الحكومة المركزية تستعد لطرح مشروع يتضمن خصماً بنسبة 70 في المائة للذين يزورون شبه جزيرة نوتو؛ مركز الزلزال الذي وقع يوم بداية العام الجديد.

وكان كيشيدا قد شارك مطلع اليوم في مراسم تدشين قوة مهام لتعزيز جهود إعادة البناء التي بدأتها حكومته في واجيما؛ وهي إحدى مدن شبه الجزيرة. ومنذ فبراير (شباط) الماضي، تعدّ هذه ثالث زيارة يقوم بها كيشيدا للمنطقة التي شهدت الزلزال.

وأظهرت البيانات الرسمية أنه في ظل استمرار اضطراب الطرق الرئيسية والبنية التحتية الرئيسية والمزارع في المحافظة، ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال، الذي بلغت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، إلى نحو 300 شخص، من بينهم أشخاص لقوا حتفهم لأسباب تتعلق بالكارثة بعد إخلاء منازلهم.

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء، يوشيماسا هاياشي، في مؤتمر صحافي، يوم الاثنين، إنه استُكمل بناء نحو 5 آلاف منزل مؤقت، مضيفاً أن الحكومة تأمل أن يستطيع الضحايا «الذين فقدوا منازلهم الانتقال إلى الأماكن المؤقتة في أسرع وقت ممكن».

من جهة أخرى، بدأ حراس متنزه بجبل فوجي في اليابان رسمياً، يوم الاثنين، افتتاح موسم التسلق لهذا العام، مع فرض رسوم جديدة ووضع قيود على أعداد المتنزهين للحد من الاكتظاظ.

ويتعين على المتسلقين دفع ألفي ين (12 دولاراً)، وسيقتصر عددهم على 4 آلاف يومياً بعد شكاوى من تراكم القمامة وازدياد التلوث وازدحام الممرات بشكل مثل خطورة خلال العام الماضي.

وجعل انخفاض الين إلى أدنى مستوى في 38 عاماً من اليابان وجهة تصعب مقاومتها بالنسبة إلى الزوار الأجانب. وبينما يضخ السائحون مبالغ قياسية في اقتصاد البلاد، فإنهم يضعون أيضاً أعباء على مرافق السفر والضيافة فضلاً عن الضيق الذي يتسببون فيه للسكان المحليين.

ويستمر موسم التسلق هذا العام على جبل فوجي، الذي يمتد بين ياماناشي وشيزوكا على بعد نحو 136 كيلومتراً من طوكيو، حتى 10 سبتمبر (أيلول)، وبعد ذلك سيصبح الطقس بارداً للغاية وسط تساقط للثلوج.

وتظهر الأرقام الرسمية أن نحو 300 ألف شخص يتسلقون الجبل كل عام. ويبدأ المتنزهون عادة رحلاتهم في الساعات الأولى من الصباح للوصول إلى القمة في الوقت المناسب للاستمتاع برؤية شروق الشمس.


مقالات ذات صلة

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

الاقتصاد تصاعد الدخان عقب الضربات الإسرائيلية في مدينة غزة 11 أكتوبر 2023 (رويترز) play-circle 05:35

حرب الجبهتين تضع الاقتصاد الإسرائيلي في مرمى النيران بعد عام من النزاع

لم يعد الاقتصاد الإسرائيلي بعد عام من الحرب كما كان، بل دخل مرحلة جديدة مليئة بالتحديات الاقتصادية المعقدة.

هدى علاء الدين (بيروت)
رياضة عالمية «الشرق رياضة» تقدم تقارير مفصلة ومُحدثة بشكل مستمر حول آخر تطورات الأحداث الرياضية (الشرق الأوسط)

«الشرق رياضة»... منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية

أطلقت «الشرق للأخبار» في عام 2022، إحدى أبرز خدماتها المتخصصة في مجال الرياضة تحت اسم «الشرق رياضة»، وهي منصة متكاملة تُقدّم تغطية شاملة للأحداث الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر يتحدث خلال زيارة لمصنع في تشيستر (رويترز)

رئيس الوزراء البريطاني يُعرب عن ثقته بجذب استثمارات خاصة جديدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إنه واثق بجذب مزيد من الاستثمارات الخاصة إلى بريطانيا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عمال يرصُّون أجولة من السكر لشحنها في ميناء بولاية غوجارات الهندية (رويترز)

السكر يقود قفزة شاملة بأسعار الغذاء العالمي في سبتمبر

أظهرت بيانات أن مؤشر أسعار الغذاء العالمية قفز في سبتمبر (أيلول) مسجلاً أكبر زيادة له في 18 شهراً بدعم من ارتفاع أسعار السكر.

«الشرق الأوسط» (روما)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
TT

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)
امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

«مافيش بيض يا ماما على الفطار... أو حتى خضار... جبنة وعيش بس؟».

هكذا أبدى الطفل يوسف اندهاشه من المائدة التي كانت في يوم من الأيام تمتلئ بأنواع كثيرة من الطعام الصحي. لكن الأم ردت بتلقائية: «البيضة مش كل يوم، (البيضة) بقت بـ7 جنيه، والجبنة فيها فيتامينات اللبن».

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة. كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً، التي بدأت هي الأخرى في تقليل الأصناف والأحجام، لتخفيض الأسعار نسبياً أو ثباتها على الأقل، من خلال «عروض موسمية» لفترة محدودة.

ارتفع معدل التضخم السنوي في المدن المصرية، لأول مرة منذ 5 أشهر، إلى 26.2 في المائة في أغسطس (آب) من 25.7 في المائة في يوليو (تموز). حسبما أظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر.

ويعني ارتفاع معدل التضخم بنسبة 26 في المائة أن الأسعار ترتفع بأكثر من الربع على إجمالي المصروفات سنوياً، وهو ما لم ينعكس على معدلات الأجور في مصر بنفس النسبة.

وهذا ما حاولت الأم إيصاله لابنها البالغ 10 سنوات، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع الأسعار قلص عدد أصناف الطعام، وبالتالي الفيتامينات التي يجب أن تقدَّم للطفل في هذه السن... ودائماً ما يشتكون من هذا.. لذلك اضطررت إلى أن ألجأ إلى أصناف (الأكل الكدّابة)! للتغلب على هذه الشكوى... هذا كل ما أستطيع أن أفعله!».

اشتهر في مصر خلال الفترة الحالية بعض الأكلات المسماة «الوجبات الكدّابة»، للتغلب على ارتفاع الأسعار، مثل «البانيه الكدَّاب»، وهو عبارة عن كمية صغيرة من الفراخ البانيه يُزاد حجمها بخلطها بالبطاطس المسلوقة والدقيق، لتعطي مذاقاً مقارباً للفراخ البانيه؛ وباقي الأصناف المرتفعة في الأسعار تقلَّد على نفس المنوال. ولجأت الأمهات إليها مؤخراً للتغلب على ارتفاع الأسعار بعد زيادة «شكوى الأولاد من ساندويتشات زملائهم في المدرسة»، وفقاً لأم الطفل يوسف، الأربعينية، خريجة التجارة.

بلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين في إجمالي الجمهورية 231.1 نقطة لشهر أغسطس 2024، مسجلاً بذلك تضخماً شهرياً قدره 1.9 في المائة.

ويرجع ذلك إلى ارتفاع مجموعة الخضراوات بنسبة 14.3 في المائة، ومجموعة خدمات النقل بنسبة 14.9 في المائة، ومجموعة خدمات البريد بنسبة 6 في المائة، ومجموعة الأجهزة المنزلية بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 2.1 في المائة، ومجموعة خدمات المستشفيات بنسبة 2.8 في المائة، ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة 1.4 في المائة، ومجموعة الفاكهة بنسبة 0.9 في المائة، ومجموعة المياه المعدنية والغازية والعصائر الطبيعية بنسبة 1.7 في المائة، ومجموعة الملابس الجاهزة بنسبة 1.2 في المائة.

وانخفض الجنيه المصري أمام الدولار من 30.91 جنيه في مارس (آذار) الماضي، إلى نحو 48.5 جنيه، بتراجع نحو 60 في المائة، وهو ما سمح باتفاق مع صندوق النقد الدولي بقيمة 8 مليارات دولار.

ونتيجة لذلك، رفعت الحكومة أسعار عدد كبير من المنتجات المدعومة للسيطرة على عجز الموازنة الذي بلغ 505 مليارات جنيه (10.3 مليار دولار) في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو (حزيران) الماضي.

ومع اعتزام الحكومة استمرار رفع الأسعار أو بالأحرى رفع الدعم من السلع المدعومة، حتى نهاية عام 2025، من المتوقع أن يبقى التضخم بعيداً عن نطاق البنك المركزي المصري المستهدَف عند 7 في المائة (+/- 2 في المائة).

ومن المقرر أن يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر أرقام التضخم لشهر أغسطس يوم الخميس المقبل.

وتتوقع مؤسسة «فيتش سوليوشنز» أن يظل معدل التضخم السنوي في مصر ثابتاً في النصف الثاني من العام الجاري، بمتوسط 27 في المائة على أساس سنوي، نتيجة الزيادات المقررة في أسعار الكهرباء والوقود والمنتجات الغذائية. متوقعةً تراجع المعدل السنوي للتضخم إلى أقل من 20 في المائة بحلول فبراير (شباط) 2025.

وقررت لجنة السياسة النقديـة للبنك المركزي المصري، خلال اجتماعها الأخير، الإبقاء على أسعار الفائدة للإيداع والإقراض دون تغيير عند 27.25 و 28.25 في المائة بالترتيب، وهذا ما يزيد قليلاً على معدل التضخم السنوي المسجل لشهر أغسطس الماضي.

وتنعكس معدلات التضخم ليس على موائد المصريين فقط، بل على أعمالهم أيضاً، فقد أظهر مؤشر «بارومتر الأعمال»، التابع للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، أنه «لا تزال التحديات المرتبطة بارتفاع التضخم تتصدر قائمة المعوقات بالنسبة لجميع الشركات خلال الربع الثاني من العام الجاري، يليها في المرتبة الثانية الارتفاع المستمر في تكاليف الطاقة والمياه، والذي يمثل عبئاً إضافياً على الشركات خصوصاً في ظل توجهات الحكومة لرفع دعم الطاقة كلياً».