باكستان تقر موازنة صعبة لإنقاذ الاقتصاد عبر زيادة الضرائب

منظر عام لمبنى البرلمان في إسلام آباد (رويترز)
منظر عام لمبنى البرلمان في إسلام آباد (رويترز)
TT

باكستان تقر موازنة صعبة لإنقاذ الاقتصاد عبر زيادة الضرائب

منظر عام لمبنى البرلمان في إسلام آباد (رويترز)
منظر عام لمبنى البرلمان في إسلام آباد (رويترز)

وافق البرلمان الباكستاني يوم الجمعة على مشروع قانون الحكومة المالي المثقل بالضرائب للسنة المالية المقبلة قبل إجراء المزيد من المحادثات بشأن حزمة إنقاذ جديدة من صندوق النقد الدولي، حيث تسعى باكستان إلى تجنب تخلفها عن سداد ديونها في ظل اقتصاد ينمو بأبطأ وتيرة في جنوب آسيا.

وقدمت الحكومة مشروع القانون المثقل بالضرائب قبل أسبوعين، الأمر الذي أثار انتقادات حادة من أحزاب المعارضة، وفق «رويترز».

وقام وزير المالية محمد أورنجزيب بتمرير مشروع قانون المالية إلى البرلمان، الذي تم فتحه لطلب تعديلات ومناقشته من قبل التحالف الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء شهباز شريف والمعارضة.

وأعلن رئيس المجلس سردار أياز صادق تقديم مشروع القانون في بث مباشر على التلفزيون.

وحدد صانعو السياسات هدفاً صعباً لإيرادات الضرائب بقيمة 13 تريليون روبية (46.66 مليار دولار) للعام الذي يبدأ في 1 يوليو (تموز)، بزيادة قدرها حوالي 40 في المائة عن العام الحالي، وذلك في الموازنة الوطنية التي عُرضت في 12 يونيو (حزيران) والتي تهدف إلى تعزيز موقفها للحصول على اتفاقية إنقاذ جديدة مع صندوق النقد الدولي.

وتجري باكستان محادثات مع صندوق النقد للحصول على قرض يتراوح بين 6 مليارات دولار و8 مليارات دولار.

وتتكون الزيادة في هدف الضرائب من زيادة بنسبة 48 في المائة في الضرائب المباشرة وزيادة بنسبة 35 في المائة في الضرائب غير المباشرة على التقديرات المعدلة للعام الحالي. ومن المتوقع أن ترتفع الإيرادات غير الضريبية، بما في ذلك رسوم النفط، بنسبة هائلة تبلغ 64 في المائة.

وسيتم رفع الضريبة إلى 18 في المائة على منتجات النسيج والجلود بالإضافة إلى الهواتف الجوالة إلى جانب زيادة الضريبة على أرباح رأس المال من العقارات.

كما سيتأثر العمال بمزيد من الضرائب المباشرة على الدخل.

ورفضت أحزاب المعارضة، التي يدعمها بشكل رئيسي أعضاء البرلمان الذين يؤيدون رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان، مشروع القانون، قائلين إنه سيكون تضخمياً للغاية.

وتوقعت باكستان انخفاضاً حاداً في عجزها المالي للعام المالي الجديد إلى 5.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي من تقدير معدل بالزيادة قدره 7.4 في المائة للعام الحالي.

وحذر المصرف المركزي الباكستاني من الآثار التضخمية المحتملة للموازنة، قائلاً إن التقدم المحدود في الإصلاحات الهيكلية لتوسيع القاعدة الضريبية يعني أن زيادة الإيرادات يجب أن تأتي من رفع الضرائب.

وتم تحديد هدف النمو للعام المقبل عند 3.6 في المائة مع توقع معدل التضخم عند 12 في المائة.


مقالات ذات صلة

خطة بروكسل لإعادة التسليح تجاوزت كل الخطوط الحمر للسياسات المالية

أوروبا يستبدل الموظفون عَلم أوكرانيا بعَلم الاتحاد الأوروبي في يوم القمة الخاصة لقادة الاتحاد الأوروبي (رويترز)

خطة بروكسل لإعادة التسليح تجاوزت كل الخطوط الحمر للسياسات المالية

وافق قادة الاتحاد على خطة لإعادة التسليح بقيمة 800 مليار يورو، لتوفير مظلة دفاعية بوجه تهديدات روسيا وانهيار البنيان الأمني الأوروبي بفعل غزو أوكرانيا.

شوقي الريّس (بروكسل)
الاقتصاد رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين تتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أثناء وصولهما إلى قمة الاتحاد الأوروبي (أ.ب)

هل تساعد زيادة الإنفاق الدفاعي في دفع عجلة الاقتصاد الأوروبي الراكد؟

دفعت الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف المساعدات لأوكرانيا، الدول في جميع أنحاء أوروبا إلى إعادة صياغة قواعد موازنتها الخاصة بها.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد ماسك يتحدث مع ترمب خلال إطلاق الرحلة التجريبية لصاروخ ستارشيب التابع لشركة «سبيس إكس» (رويترز)

الإنفاق الحكومي الأميركي قد يتم فصله عن الناتج المحلي الإجمالي

أكد وزير التجارة الأميركي أن الإنفاق الحكومي قد يتم فصله عن الناتج المحلي الإجمالي؛ ما يدعم حجج إيلون ماسك بشأن الإنفاق الحكومي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد المنطقة المالية في فرنكفورت (رويترز)

قادة الأعمال الألمان يطالبون بالإسراع في تشكيل حكومة جديدة

دعا قادة الأعمال الألمان، يوم الاثنين، برلين إلى الإسراع في تشكيل حكومة جديدة، محذّرين من أن أكبر اقتصاد بأوروبا لا يحتمل إضاعة مزيد من الوقت.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد أشخاص يسيرون في الساحة الحمراء بالقرب من كاتدرائية القديس باسيل وبرج سباسكايا في الكرملين وسط موسكو (رويترز)

بين العقوبات والتضخم... هل تنقذ واشنطن اقتصاد موسكو؟

يواجه الاقتصاد الروسي المتسارع خطر التباطؤ الحاد، في ظل التحفيز المالي الهائل، وارتفاع أسعار الفائدة، والتضخم العنيد، والعقوبات الغربية التي تفرض ضغوطاً كبيرة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

مفوض التجارة الأوروبي: إدارة ترمب لا تشارك في حوار تجنب التصعيد التجاري

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
TT

مفوض التجارة الأوروبي: إدارة ترمب لا تشارك في حوار تجنب التصعيد التجاري

أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي خارج المفوضية الأوروبية في بروكسل (رويترز)

صرّح مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي، الاثنين، بأن إدارة ترمب لا تبدو منخرطة في محادثات هادفة لتجنب تصعيد الصراع التجاري مع الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل يومين من فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية على جميع واردات الصلب والألمنيوم.

وقال مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش للصحافيين في بروكسل، إنه زار واشنطن الشهر الماضي بهدف بدء حوار مع الجانب الأميركي لتفادي «الألم غير الضروري» الناجم عن تدابير الرسوم الجمركية والتدابير المضادة؛ وفق «رويترز».

وأشار سيفكوفيتش إلى أن الجانبين حددا عدداً من المجالات ذات الفائدة المتبادلة التي يمكن متابعة العمل عليها. لكنه أضاف: «لكن في النهاية، لا تصفق يد واحدة. يبدو أن الإدارة الأميركية لا تشارك في التوصل إلى اتفاق».

وأكد أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمشاركة بشكل بناء في الحوار، وأوضح أن «أحداً لن يربح من فرض الرسوم الجمركية»، مشيراً إلى أن الشركاء التجاريين الذين تصل قيمة تجارتهم المتبادلة إلى 1.6 تريليون يورو (1.7 تريليون دولار) يجب أن يكونوا «حذرين للغاية».

وأضاف: «لذا فإن أبوابنا مفتوحة. ولكن بالطبع، إذا لم تثمر هذه المحادثات عن نتيجة إيجابية، فنحن دائماً مستعدون لحماية الشركات والعمال والمستهلكين الأوروبيين من الرسوم الجمركية غير المبررة».

واختتم قائلاً: «أعتقد أننا كنا واضحين للغاية بشأن هذا الموقف، وأنا أعلم أنهم لا يتوقعون أقل من ذلك منا».