الكل يترقب تدخل اليابان لحماية الين

طوكيو حذرت من آثار الفائدة المرتفعة في أميركا وأوروبا

رجل يمر في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية (إ.ب.أ)
رجل يمر في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية (إ.ب.أ)
TT

الكل يترقب تدخل اليابان لحماية الين

رجل يمر في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية (إ.ب.أ)
رجل يمر في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو أمام شاشة تعرض سعر الين مقابل العملات الأجنبية (إ.ب.أ)

تحرك الين حول أدنى مستوى في 38 عاما يوم الخميس، وظل قرب 160 للدولار، ما أبقى الأسواق على ترقب لأي مؤشر على تدخل السلطات اليابانية لدعم العملة. بينما قالت الحكومة اليابانية يوم الخميس إن اقتصادها يتعافى تدريجيا، لكنها حذرت في تقريرها الشهري من أن أسعار الفائدة المرتفعة في الولايات المتحدة وأوروبا تهدد بإلحاق الضرر باقتصادها والاقتصادين الكبيرين.

وقال مسؤول في مكتب مجلس الوزراء أعد التقرير الشهري لشهر يونيو (حزيران) إن هذه المخاطر التي تهدد اقتصاد اليابان تشمل المزيد من الضغوط على الين الضعيف. ورفض المسؤول الكشف عن اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام.

وحومت العملة اليابانية فوق 160 يناً أثناء الليل يوم الخميس، بعيدة قليلا عن مستواها القياسي المنخفض الذي بلغ 160.88 ين للدولار يوم الأربعاء، وهو أدنى مستوى منذ 1986.

وهبطت العملة اليابانية نحو 2 في المائة في هذا الشهر و12 في المائة في هذا العام حتى الآن مقابل الدولار، إذ استمر الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان في الضغط على الين بالحفاظ على جاذبيته لتنفيذ عمليات مضاربة باقتراض المستثمرين بعملة بسعر فائدة منخفض واستثمار العائد في أصول ذات عوائد مرتفعة.

وأثار الضعف الحاد للين مخاوف بشأن تكاليف المعيشة من خلال ارتفاع فواتير الاستيراد، وهو ما وجه ضربة لليابان التي تعاني من نقص الموارد. كما أقلق التراجع الأحدث للين المستثمرين الذين يترقبون التدخل المحتمل من طوكيو بعد أن أنفقت السلطات 9.79 تريليون ين (60.94 مليار دولار) في نهاية أبريل (نيسان) وأوائل مايو (أيار) لدفع الين للارتفاع خمسة في المائة عن أدنى مستوى وقتها في 34 عاما الذي بلغ 160.245 ين للدولار.

وقال تقرير الحكومة يوم الخميس: «إن الاقتصاد الياباني يتعافى بوتيرة معتدلة، وإن كان يبدو أنه توقف مؤخرا». وأضاف: «قد يواجه الاقتصاد مخاطر سلبية بسبب آثار استمرار ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا»، وتابع: «ينبغي إيلاء الاهتمام الكامل للتقلبات في الأسواق المالية وأسواق رأس المال».

وبحسب القطاعات الفرعية، احتفظت الحكومة بوجهات نظرها القاتمة على التوالي فيما يتعلق بالاستهلاك الخاص والصادرات ـ الركيزتان الأساسيتان للاقتصاد ـ قائلة إن انتعاشهما يبدو متوقفا.

وقال التقرير إن إنتاج المصانع أظهر مؤخرا علامات على التعافي. وحذف التقرير إشارة إلى آثار بعض شركات صناعة السيارات اليابانية التي زورت شهادات بعض أنواع المركبات منذ بداية هذا العام.

وعلى الجانب الإيجابي، وبشكل منفصل، أظهرت بيانات وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانية الصادرة يوم الخميس نمو مبيعات التجزئة في اليابان خلال شهر مايو (أيار) الماضي بنسبة 3 في المائة سنويا، لتصل قيمتها إلى 13.504 تريليون ين (84.2 مليار دولار).

كان المحللون يتوقعون نمو مبيعات التجزئة بنسبة 2 في المائة بعد نموها بنفس النسبة خلال الشهر السابق وفقا للبيانات المعدلة، وبنسبة 2.4 في المائة وفقا للبيانات الأولية.

وعلى أساس شهري زادت مبيعات التجزئة بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب خلال مايو الماضي بنسبة 1.7 في المائة، بعد نموها بنسبة 0.8 في المائة خلال أبريل (أبريل) الماضي.

وزادت المبيعات في المتاجر الكبيرة بنسبة 1.7 في المائة شهريا، وبنسبة 4 في المائة سنويا، بعد ارتفاعها بنسبة 1.2 في المائة شهريا وبنسبة 3 في المائة سنويا خلال الشهر السابق.

في الوقت نفسه زادت المبيعات التجارية بنسبة 2 في المائة شهريا وبنسبة 5.6 في المائة سنويا إلى 48.947 تريليون ين، في حين زادت مبيعات الجملة بنسبة 2.3 في المائة شهريا وبنسبة 6.7 في المائة سنويا إلى 35.443 تريليون ين.

وفي الأسواق، انخفض المؤشر نيكي الياباني يوم الخميس متخليا عن معظم مكاسبه التي حققها الجلسة السابقة، إذ أدى انخفاض الين إلى ترقب الأسواق لمؤشرات على التدخل الحكومي.

وتراجع المؤشر نيكي 0.82 في المائة إلى 39341.54 نقطة. وسجلت أسهم قطاع التكنولوجيا أداء ضعيفا وسط عمليات بيع لسهم شركة «ميكرون تكنولوجي» الأميركية لصناعة الرقائق في تعاملات ما بعد الإغلاق ما أدى إلى تراجع المعنويات.

وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.33 في المائة إلى 2893.70 نقطة. كما انخفض المؤشر الفرعي لأسهم النمو 0.6 في المائة مقارنة بتراجع 0.08 في المائة لأسهم القيمة.

وتلوح المخاطرة في الأفق للمستثمرين في جميع الأصول، بسبب عوامل منها المناظرة الرئاسية الأميركية وصدور متوقع لبيانات تتعلق بالتضخم في الولايات المتحدة يوم الجمعة لمعرفة اتجاهات أسعار الفائدة بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (المركزي الأميركي).

وربما تكون الأسواق قد تأثرت أيضا بقرب نهاية الفصل المالي. وشهد المؤشر نيكي سلسلة من الارتفاعات القوية المتزايدة على مدار ثلاثة أيام بلغت ذروتها بارتفاع يوم الأربعاء بواقع 1.26 في المائة.

وقال كازو كاميتاني خبير الأسهم الاستراتيجي في «نومورا» للأوراق المالية: «حجم مكاسب المؤشر نيكي الأربعاء جاء مفاجئا للغاية، ولا أتوقع أنني وحدي من يعتقد ذلك»، مضيفا أن المكاسب الضخمة تشير إلى أن أنها كانت صنيعة تدفقات مالية من صناديق في الخارج أو سماسرة الأوراق المالية.

وأشار إلى أن الاختبار الفني لمؤشر نيكي الآن هو ما إذا كان سيتمكن من استعادة أعلى مستوى سجله في 20 مايو (أيار) عند 39437 نقطة بحلول نهاية الأسبوع. وأوضح: «إذا لم يكن الأمر كذلك، فمن المرجح أن يكون ارتفاع الأربعاء مجرد حالة شاذة».

وتراجع سهم «طوكيو إلكترون» المصنعة لمعدات تصنيع الرقائق 2.4 في المائة، ما شكل أكبر ضغط على «نيكي»، وتلاه سهم شركة «فاست رتيلينغ» المالكة للعلامة التجارية «يونيكلو» الذي هبط بنحو اثنين في المائة تقريبا. وخسر سهم «سكرين هولدينغز» 5.7 في المائة، مسجلا بذلك أكبر خسارة بالنسبة المئوية.


مقالات ذات صلة

جهود سعودية للنهوض بالصناعات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي

الاقتصاد مصنع بمدينة الدمام ينتج المستلزمات الطبية المختلفة ومنها الكمامات (واس)

جهود سعودية للنهوض بالصناعات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتي

تقوم السعودية بجهود للنهوض بالصناعات الدوائية والمعدات الطبية، من خلال توطينها، ورفع نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد من جولة وزير الصناعة بشركات التعدين الكبرى في تشيلي (واس)

السعودية تبحث مع الصين وسنغافورة توطين صناعة السيارات وتقنياتها المتقدمة

بدأ وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، الذي يترأس وفد منظومة الصناعة والتعدين، جولة اقتصادية بشرق آسيا؛ تشمل الصين وسنغافورة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
المشرق العربي صورة نشرتها «الخطوط الجوية السورية» في «فيسبوك» لمسافرين بمطار دمشق

انتقادات لاذعة في دمشق لقرار «شيكات» المائة دولار

أثار قرار الحكومة السورية بأن يحصل المواطن العائد عبر مطار دمشق الدولي على «شيك» ورقي بقيمة 100 دولار ملزم بتصريفها قبل دخوله إلى البلاد بانتقادات عارمة.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الاقتصاد عاملة في أحد خطوط إنتاج الكابلات الكهربائية للسيارات بشرق الصين (أ.ف.ب)

نشاط التصنيع بالصين في أدنى مستوياته منذ 6 أشهر

هبط نشاط التصنيع في الصين إلى أدنى مستوى في ستة أشهر في أغسطس مع تراجع أسعار المصانع وصعوبة حصول أصحاب المصانع على الطلبات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد مخازن وأنابيب نفطية ضمن خط دروجبا في دولة التشيك (رويترز)

أوكرانيا تهدد بوقف مرور صادرات الطاقة الروسية إلى أوروبا

قال مسؤول أوكراني إن بلاده ستوقف شحن النفط والغاز الروسيين من خلال خطوط أنابيبها إلى الاتحاد الأوروبي في نهاية هذا العام.

«الشرق الأوسط» (كييف)

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
TT

هل تدفع بيانات الوظائف الأميركية «الفيدرالي» إلى خفض أعمق للفائدة؟

عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)
عمّال يعلقون لافتة كتب عليها «وظائف! وظائف! وظائف!» على المسرح حيث يلقي المرشح الرئاسي دونالد ترمب خطابه في بوترفيل (أ.ف.ب)

ستمنح بيانات سوق العمل الأميركية المقبلة، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري، صنّاع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي نظرة ثاقبة حول الحاجة إلى مزيد من تخفيضات أسعار الفائدة عقب الخفض المتوقع بعد ما يزيد قليلاً على أسبوعين.

رغم أن بيانات الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة تحظى بمتابعة وثيقة دائماً، ولكن الاهتمام بتقرير يوم الجمعة أكثر كثافة من المعتاد؛ إذ يعتقد المستثمرون أن ما هو على المحك هو الحجم المحتمل لخفض أسعار الفائدة الأول من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من هذا الشهر.

وكانت أسواق المال العالمية شهدت تحركات عنيفة فور صدور بيانات سوق العمل الأميركية لشهر يوليو (تموز)، التي أظهرت ضعف الأوضاع في سوق العمل، سواء مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة، أو تباطؤ نمو الأجور، أو ارتفاع عدد الوظائف التي أضافها الاقتصاد الأميركي بمقدار 114 ألف وظيفة، حيث جاءت جميع البيانات أسوأ من توقعات الأسواق بشكل كبير. وأثارت هذه البيانات مخاوف الأسواق بشأن انزلاق الاقتصاد الأميركي إلى منطقة الركود الحاد.

ويتوقع خبراء الاقتصاد إضافة 163 ألف وظيفة إلى قوائم الرواتب الأميركية في أغسطس (آب). كما تحمل قراءة يوم الجمعة مزيداً من الثقل بعد أن جاء تقرير يوليو أقل من التوقعات. ثم ارتفعت قوائم الرواتب بمقدار 114 ألفاً، وهو ما يقل كثيراً عن توقعات 175 ألف وظيفة جديدة، مما أدى إلى موجة بيع شرسة في السوق في جميع أنحاء العالم، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

في حين تتوقع «بلومبرغ» أن يتباطأ نمو الوظائف إلى ما يزيد قليلاً على 150 ألف وظيفة، وهو الأقل منذ بداية عام 2021، ومن المحتمل أن ينخفض ​​معدل البطالة في أغسطس إلى 4.2 في المائة من 4.3 في المائة.

في الشهر الماضي، أوضح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر جاكسون هول السنوي، أنه يركز على مخاطر ضعف سوق العمل، على الرغم من أنه حذر من أن توقيت ووتيرة خفض أسعار الفائدة لا يزالان يعتمدان على البيانات المستقبلية. وقال إن المسؤولين «لا يسعون أو يرحبون» بمزيد من التباطؤ في سوق العمل.

قبل يومين من تقرير يوم الجمعة، ستصدر الحكومة أرقاماً عن الوظائف الشاغرة في يوليو. ومن المتوقع أن يتراجع عدد الوظائف الشاغرة، وهو مقياس للطلب على العمالة، إلى أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 8.1 مليون، ما يمثّل أعلى قليلاً من أدنى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات.

يذكر أن يوم الاثنين يشهد إغلاقاً لسوق الأسهم الأميركية احتفالاً بيوم العمل، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة للأسهم تنتهي بنهاية العام.