ارتفاع توقعات استثمارات النفط والغاز بالمنبع إلى 738 مليار دولار في 2030

منصات الحفر في ميدلاند بتكساس بالولايات المتحدة (رويترز)
منصات الحفر في ميدلاند بتكساس بالولايات المتحدة (رويترز)
TT

ارتفاع توقعات استثمارات النفط والغاز بالمنبع إلى 738 مليار دولار في 2030

منصات الحفر في ميدلاند بتكساس بالولايات المتحدة (رويترز)
منصات الحفر في ميدلاند بتكساس بالولايات المتحدة (رويترز)

كشف «منتدى الطاقة الدولي» أن الاستثمارات في مشاريع النفط والغاز في المنبع ستحتاج إلى زيادة بمقدار 135 مليار دولار، لتصل إلى إجمالي 738 مليار دولار بحلول عام 2030، وذلك من أجل ضمان الإمدادات الكافية.

ويعد ما ورد في التقرير الذي أعده «منتدى الطاقة العالمي» بالتعاون مع وكالة «ستاندرد آند بورز»، أعلى بنسبة 15 في المائة عما جاء في العام السابق، وأكبر بنسبة 41 في المائة عما تم تقييمه قبل عامين، وذلك نتيجة ارتفاع التكاليف وتوقعات الطلب القوية، حيث ستكون هناك حاجة إلى مبلغ تراكمي قدره 4.3 تريليون دولار بين 2025 و2030م، حتى مع تباطؤ نمو الطلب نحو الاستقرار.

النفقات الرأسمالية

وقال المنتدى في التقرير الذي جاء بعنوان «توقعات الاستثمار في مشاريع النفط والغاز في المنبع» إن النفقات الرأسمالية السنوية للنفط والغاز ارتفعت بمقدار 63 مليار دولار على أساس سنوي في عام 2023، ومن المتوقع أن ترتفع بمقدار 26 مليار دولار أخرى في عام 2024، لتتجاوز 600 مليار دولار للمرة الأولى منذ عقد من الزمن.

ومن المتوقع أن يكون الاستثمار في المنبع في عام 2024 أكثر من ضعف المستوى المنخفض لعام 2020 البالغ 300 مليار دولار، وأن يكون أعلى بكثير من مستويات 2015 - 2019 البالغة 425 مليار دولار، كما سيأتي أكثر من ثلث الإنفاق من أميركا الشمالية هذا العام.

ومع ذلك، من المتوقع أن تكون أميركا اللاتينية أكبر مصدر لنمو النفقات الرأسمالية الإضافية في عام 2024، لتتجاوز أميركا الشمالية للمرة الأولى منذ عام 2004 على الأقل.

وأضاف التقرير أن أكثر من 60 في المائة من الزيادة في النفقات الرأسمالية التي يتم إنفاقها من الآن وحتى عام 2030 سيأتي من الأميركتين. وفي حين أنه من المتوقع أن تكون أميركا الشمالية أكبر محرك لنمو النفقات الرأسمالية حتى عام 2030، فإن أميركا اللاتينية ستستمر في لعب دور شديد الأهمية في نمو العرض من خارج دول «أوبك»، خصوصاً بالنسبة للنفط الخام التقليدي، مع التوسعات المخطط لها في البرازيل وغويانا. وتمت الموافقة على نحو 2.2 مليون برميل يومياً في مشاريع تقليدية جديدة أو موسعة، ومن المتوقع أن يتم إنتاجها في أميركا اللاتينية بحلول عام 2030.

انحسار المخاطر

وبيّن التقرير أن مخاطر نقص الاستثمار ونقص العرض انحسرت خلال العام الماضي، على الرغم من المراجعات التصاعدية لمتطلبات الاستثمار المتوقعة، من حيث ارتفاع الأسعار الذي دعم مزيداً من الاستثمار، وتخفيف القيود على رأس المال، وصمود انخفاض الإنتاج في روسيا وإيران وفنزويلا على الرغم من العقوبات، والعرض المفاجئ الصعودي من خارج «أوبك»، واستعادة الطاقة الإنتاجية الفائضة.

ومع ذلك، يشرح التقرير أن خطر نقص الاستثمار ونقص العرض يمكن أن يرتفع مرة أخرى إذا كانت هناك تغييرات في بيئة أسعار السلع الأساسية، أو المشهد الجيوسياسي، أو بدرجة أقل، تغييرات في السياسات البيئية والأجنبية والنقدية، واللوائح البيئية، والاجتماعية، والحوكمة. كما لا تزال هناك حاجة إلى استمرار الاستثمار في المنبع لتعويض الانخفاض المتوقع في الإنتاج ولتلبية نمو الطلب في المستقبل.

وتحسنت توقعات الاستثمار والأساسيات بشكل رئيسي بسبب عوامل العرض، ولكن النظرة المستقبلية لعدم اليقين بشأن الطلب سوف تلعب دوراً أكثر بروزاً؛ إذ تفترض هذه التوقعات الاستثمارية ارتفاع الطلب على إجمالي السوائل إلى ما يقرب من 110 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030 ثم استقراره وانخفاضه ببطء إلى نحو 100 مليون برميل يومياً في عام 2050، مما يتطلب كماً كبيراً من النفقات الرأسمالية.

ونوّه التقرير إلى أن هناك الكثير من عدم اليقين بشأن مسار الطلب ووتيرة التحول في مجال الطاقة، مما يخلق بيئة صعبة لاتخاذ قرارات الاستثمار.

كما أوضح أن زيادة الاستثمار تدعم أمن وتحول الطاقة، وأن التحول العادل والمنظم والمنصف للطاقة يتطلب إرساء أسس أمن الطاقة، حيث أظهر العامان الماضيان العواقب المترتبة على التحولات «غير المنظمة»، مثل صدمات الأسعار، ونقص الموارد، والاضطرابات، مضيفاً أن ضمان مستويات الاستثمار الكافية يمكن أن يساعد في توفير الاستقرار وتمكين التحول العادل. لكن الأمر سيتطلب أن تظل السوق ذكية ومرنة للتغلب على العقبات المحتملة والتكيف مع الحقائق الجديدة.

الطاقة الإنتاجية «غير المستخدمة» لـ«أوبك»

وذكر التقرير أنه بسبب الظروف الاقتصادية والإنتاج المرن في البلدان الخاضعة للعقوبات النفطية ونمو الإنتاج بشكل أقوى من المتوقع في البلدان غير الأعضاء في «أوبك»، قدم تحالف «أوبك بلس» عدة تخفيضات للإنتاج، بما في ذلك خفض جماعي منسق وتخفيضات طوعية فردية.

وأوضح التقرير أن الطلب على النفط عاد إلى مستويات قياسية، لكن الطاقة الإنتاجية الفائضة لـ«أوبك» تزيد على ضعف المستويات التي كانت سائدة قبل «كوفيد - 19» وفي أواخر عام 2022.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية الفائضة لمنظمة «أوبك» حالياً نحو 4 ملايين برميل يومياً. وتوفر مستويات الطاقة الفائضة المرتفعة نسبياً حاجزاً ضد خيبات الأمل المحتملة أو انقطاع الإمدادات لفترة طويلة، أو تسارع الانخفاضات الأساسية.

وتساعد الطاقة الإنتاجية الفائضة على استقرار الأسواق وتعويض بعض علاوة المخاطر الجيوسياسية في أسعار النفط الخام. ويمكن أن تعمل الطاقة الإنتاجية الاحتياطية بوصفها صمام أمان عندما ترتفع درجة حرارة السوق. وتعلم الأسواق أنه إذا حدث انقطاع في الإمدادات، فسوف تكون هناك طاقة إنتاجية فائضة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وغيرها من الدول التي يمكن توفيرها بسرعة نسبية، وفق ما جاء في التقرير.


مقالات ذات صلة

«أكوا باور» السعودية لتمويل مشروع للطاقة الشمسية في أوزبكستان

الاقتصاد ماركو آرتشيلي الرئيس التنفيذي لشركة «أكوا باور» مع ممثلي الشركات التمويلية (الشرق الأوسط)

«أكوا باور» السعودية لتمويل مشروع للطاقة الشمسية في أوزبكستان

أعلنت شركة «أكوا باور» السعودية عن توقيعها اتفاقيات تمويل لمشروع محطة ريفرسايد للطاقة الشمسية الكهروضوئية بأوزبكستان بتكلفة استثمارية تخطّت 533 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي متحدثاً للحضور خلال حفل ترسية عقود المرحلة الثانية من مشروع حقل «الجافورة» (الشرق الأوسط)

ترسية عقود المرحلة الثانية من مشروع «الجافورة» بالسعودية

أعلنت شركة "أرامكو" السعودية ترسية عقود المرحلة الثانية من مشروع حقل الجافورة والمرحلة الثالثة من توسعة شبكة الغاز الرئيسية.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري ووزيرا الكهرباء والتخطيط خلال توقيع اتفاقيات مع الجانب الأوروبي لإنتاج الهيدروجين (الشرق الأوسط)

​مصر توقع 4 اتفاقيات في مجال الأمونيا الخضراء بتكلفة 33 مليار دولار

قال مجلس الوزراء المصري إن صندوق مصر السيادي وقّع أربع اتفاقيات في مجال الأمونيا الخضراء مع عدد من المطورين الأوروبيين بتكلفة تصل إلى نحو 33 مليار دولار

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيسة الاستراتيجية والشراكة في «جيلي» فيونا فاي والنائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو» علي المشاري والنائب الأعلى للرئيس للتنمية الدولية والشراكات في مجموعة «رينو» فرنسوا بروفو ونائب الرئيس للنمو والتطوير في قطاع التكرير والكيماويات والتسويق في «أرامكو» أندرو كاتز والمستشار العام لشركة «جيلي» تيهوا هوانغ والنائب التنفيذي للرئيس في قطاع الأعمال للمنتجات والعملاء في «أرامكو» ياسر مفتي والرئيس التنفيذي لشركة «هورس باورترين» المحدودة ماتياس جيانيني والرئيس التنفيذي للعمليات الدولية في «فالفولين» جمال المعشر (الشرق الأوسط)

«أرامكو السعودية» تستحوذ على 10 % في «هورس باورترين» العالمية

وقّعت «أرامكو السعودية» اتفاقات نهائية للاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 10 في المائة في شركة «هورس باورترين» المحدودة (هورس) بقيمة إجمالية تبلغ 7.4 مليار يورو.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد فنيون على خط إنتاج في مصنع «جاك» للسيارات الصينية (الشرق الأوسط)

رئيس «GAC» للسيارات: نعتزم التعاون مع السعوديين في تصنيع السيارات الكهربائية

أكد رئيس شركة «قوانغتشو GAC» للسيارات الصينية اعتزامه تعزيز وجود منتجات الشركة بالسوق السعودية متوقعاً تعاوناً جديداً مع المملكة في تصنيع السيارات الكهربائية

فتح الرحمن يوسف (تشوجيانغ (الصين))

إيرادات «السيادي» السعودي ترتفع 100 % إلى 88.5 مليار دولار

برج صندوق الاستثمارات العامة السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
برج صندوق الاستثمارات العامة السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
TT

إيرادات «السيادي» السعودي ترتفع 100 % إلى 88.5 مليار دولار

برج صندوق الاستثمارات العامة السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)
برج صندوق الاستثمارات العامة السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

سجّل «صندوق الاستثمارات العامة» السعودي نمواً بنسبة تزيد على 100 في المائة في إجمالي إيراداته؛ إذ ارتفعت من 165 مليار ريال (44 مليار دولار)، إلى 331 مليار ريال (88.5 مليار دولار) لعام 2023، مدعومة بنمو القيمة السوقية لمحفظته الاستثمارية.

وكشف «صندوق الاستثمارات العامة»، الاثنين، في قوائمه المالية الموحدة، عن التزامه بتطبيق المعايير الدولية لإعداد التقارير المالية (IFRS)، والمنشورة وفقاً لمتطلبات الإدراج في بورصة لندن، مبيّناً ارتفاع قيمة موجوداته بنسبة 28 في المائة، لتصل إلى 3.7 تريليون ريال (990 مليار دولار) بنهاية 2023، مدعومة بعدد من الاستحواذات وتحويل نسبة من أسهم شركة «أرامكو» إلى شركة في محفظة الصندوق.

كما حقّق «صندوق الاستثمارات العامة» صافي ربح بلغ 74 مليار ريال (19.7 مليار دولار)، ووصل صافي دخل الصندوق -بما في ذلك الدخل الشامل- إلى 138 مليار ريال (36.8 مليار دولار).

وارتفعت الأرباح بعد احتساب الزكاة والضرائب، لتبلغ 64 مليار ريال (17 مليار دولار)، مقارنة بخسائر بلغت 17 مليار ريال (4.5 مليار دولار) عام 2022. ونمت الاحتياطيات العامة والأرباح المتبقية من الاستثمارات بنسبة 21 في المائة، لتبلغ 707 مليارات ريال (188 مليار دولار)، مقابل 583 مليار ريال (155 مليار دولار) لعام 2022.

وازداد حجم محفظة الصندوق غير الاستثمارية بواقع 15 في المائة، بما يعادل 31 مليار ريال، ليرتفع من 207 مليارات ريال (55 مليار دولار) عام 2022 إلى 238 مليار ريال (63.4 مليار دولار) عام 2023، الذي يُعزى إلى النمو في جميع القطاعات، خصوصاً الخدمات المالية، والاتصالات.

كما حقّقت محفظة الصندوق الاستثمارية 98 مليار ريال (26.1 مليار دولار) خلال 2023، بزيادة 135 مليار ريال (36 مليار دولار) عن نتائج عام 2022، التي سجلت المحفظة خلالها خسائر بواقع 41 مليار ريال (10.9 مليار دولار)، إذ أسهم في هذه النتائج الإيجابية تحول «سوفت بنك» إلى مصدر للأرباح، بعدما تعرّض العام الماضي لخسائر في القيمة السوقية.

وشهد العام الماضي تعزيز «صندوق الاستثمارات العامة» استراتيجيته الهادفة إلى تنويع مصادر تمويله من خلال أدوات الدين، وجمع الصندوق خلال تلك الفترة 45 مليار ريال إضافية (11.9 مليار دولار)، كما حصلت بعض شركات محفظة الصندوق على تمويل لعدد من عمليات الاستحواذ، ويستخدم الصندوق مصادر متنوعة للتمويل، تشمل القروض وأدوات الدين، والأرباح من الاستثمارات، وضخ رأس المال من الحكومة والأصول الحكومية المحولة إليه.

جدير بالذكر أن صندوق الاستثمارات العامة حصل على تصنيف «A1» من قبل وكالة «موديز» مع نظرة مستقبلية إيجابية، وتصنيف «A+» من قبل وكالة «فيتش» مع نظرة مستقبلية مستقرة.