رئيس «GAC» للسيارات: نعتزم التعاون مع السعوديين في تصنيع السيارات الكهربائية

هايتي لـ«الشرق الأوسط»: نتطلع لاغتنام فرص النمو في صادرات المركبات الصينية

فنيون على خط إنتاج في مصنع «جاك» للسيارات الصينية (الشرق الأوسط)
فنيون على خط إنتاج في مصنع «جاك» للسيارات الصينية (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «GAC» للسيارات: نعتزم التعاون مع السعوديين في تصنيع السيارات الكهربائية

فنيون على خط إنتاج في مصنع «جاك» للسيارات الصينية (الشرق الأوسط)
فنيون على خط إنتاج في مصنع «جاك» للسيارات الصينية (الشرق الأوسط)

في وقت تتوسع فيه مجالات التعاون بين الرياض وبكين، شدّد «لو هايتي» رئيس شركة «قوانغتشو GAC» للسيارات الصينية، على اعتزامه تعزيز وجود منتجات الشركة في السوق السعودية، متوقعاً تعاوناً جديداً مع السعوديين في مجال صناعة السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي ذي الصلة.

وكشف هايتي لـ«الشرق الأوسط» من داخل مقر مجموعة «قوانغتشو» للسيارات «GAC»، في مدينة تشوجيانغ، عن سرّ قدرة الشركة على غزو أسواق 39 دولة في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، مع امتلاكها تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة السيارات وقطع الغيار.

وشرح هايتي، مسيرة تطور الشركة وتطور منتجاتها «اعتماداً على عنصر الابتكار المستمر والنظام الذكي، وتأهيل كوادر العمل وارتباط ذلك بالذكاء الاصطناعي»، مبيناً أن منتجات الشركة تتنوع وتغطي مختلف المجالات، حيث «تتميز بمحرك عالي الأداء، مع استهلاك منخفض للوقود، كاشفاً عن مساع جارية، للتعاون مع الجانب السعودي بمجال صناعة السيارات الكهربائية».

وشدّد على حاجة «GAC» إلى توسيع حضورها الدولي من خلال العمليات والتعاون المحلي، مع تكثيف الجهود الموحدة لترقية صورة العلامة التجارية، وتوسيع قنوات المبيعات، وتطوير الابتكار التسويقي، لتعزيز قيم العلامة التجارية لشركة «GAC» وتوسيع بصمتها العالمية.

وقال هايتي: «سنعمل مع جميع شركائنا الموزعين للتغلب على التحديات الصناعية والبيئية الكلية، واغتنام فرص النمو في صادرات السيارات الصينية، وخدمة العملاء العالميين بمنتجات أفضل، وتحقيق نمو مستقر وفعال، في ظل التطورات المتطورة للشركة في مجال الكهرباء والاتصال والرقمنة».

ووفق هايتي، ابتكرت تكنولوجيا بطاريات الطاقة ذات الحالة الصلبة بالكامل، ما يضع معياراً جديداً لكثافة الطاقة والسلامة والسعة، على نطاق واسع بحلول عام 2026، فضلاً عن التقنيات المتقدمة والمنتجات التي تركز على المستخدم، بما في ذلك نظام التعليق الكهرومغناطيسي، وشاسيه لوح التزلج، وGOVE، وهو أول حل للتنقل بالطائرة الكهربائية العمودية للشركة، الذي أكمل رحلته الأولى أخيراً.

وشدّد على أن سعي «GAC» الدؤوب للابتكار يؤكد رؤيتها لإعادة تشكيل مشهد السيارات ودفع النمو المستدام، مبيناً أنه من خلال التركيز على التطوير القائم على التكنولوجيا، تهدف الشركة إلى مواصلة دفع حدود التميز في مجال السيارات، ووضع معايير جديدة لهذه الصناعة.

وكشف عن خطط تمكن السيارات على التكيف مع التضاريس المعقدة، مع تحمل عوامل المناخ المتغير، ضمن السلسلة الصناعية بأكملها لتصنيع مركبات الطاقة الجديدة، مع دعم مستمر لمركبات الطاقة الجديدة، وتسريع تحول الشركة في مجال الطاقة.

ولفت هايتي إلى أن الشركة مستمرة في عرض أحدث منتجاتها المبتكرة وخططها الاستراتيجية، مع التطورات في مجال النقل الذكي من خلال خطة عمل «التنقل الذكي 2027»، حيث قدمت «GAC» كثيراً من النماذج الجديدة، التي تلبي تفضيلات واحتياجات المستهلكين المتنوعة.

ونوه إلى مساع جارية لاختبارات القيادة الذاتية، مع خطط للإنتاج الضخم في غضون عام، مع تطلعات إلى المستقبل، حيث تهدف «GAC» إلى تقديم نظام القيادة الذاتية بحلول عام 2027، بجانب خطط للتعاون مع «هواوي» بشأن الهيكل الذكي وتقنيات التفاعل بين الإنسان والآلة.

وشدّد على التوجه في دمج الابتكارات التكنولوجية في سياراتها المقبلة، مع استمرارية تقديم مساهمات لطموحات الصين في الهيمنة على صناعة السيارات، حيث حققت الشركة إنتاجاً ومبيعات تجاوزت 2.5 مليون وحدة في عام 2023، مع الارتفاع الملحوظ في الصادرات على أساس سنوي بنسبة 130 في المائة، وفتح أسواق استراتيجية في أكثر من 39 دولة ومنطقة.

وشدّد على أن شركة «GAC» تسعى باستمرار لتجاوز توقعات المستهلكين ووضع معايير جديدة في صناعة السيارات، مشيراً إلى تطلعات الشركة لتحقيق إنجازات أكبر، مما يعزز من مكانتها بوصفها شركة رائدة في عالم السيارات، مبيناً أن منتجات الشركة من السيارات متعددة الأغراض، تتسم باقتصادية أكثر، ومساحة أكبر، مع تعزيز الابتكار لسيارات الدفع الرباعي.


مقالات ذات صلة

ترطيب لأزمة الرسوم الكندية - الصينية عقب الإعلان عن «إعفاء مؤقت»

الاقتصاد سيارات صينية معدة للتصدير في ميناء «يانتاي» شرق البلاد (أ.ف.ب)

ترطيب لأزمة الرسوم الكندية - الصينية عقب الإعلان عن «إعفاء مؤقت»

هبطت العقود الآجلة لدقيق الكانولا في الصين، الاثنين، على أمل أن تخفّف بكين تحقيق مكافحة الإغراق.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد زوار في «معرض باريس الدولي للسيارات» يشاهدون سيارة «أيتو 7» الصينية الكهربائية داخل إحدى القاعات (أ.ف.ب)

الصين تدعو إلى محادثات مباشرة مع أوروبا بشأن رسوم السيارات

دعت الصين الاتحاد الأوروبي إلى إرسال فريق فني لمواصلة المرحلة التالية من المفاوضات «وجهاً لوجه» بشأن السيارات الكهربائية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد منظر جوي لمحطة حاويات في ميناء هامبورغ (رويترز)

أميركا لا تزال أكبر سوق تصدير للاقتصاد الألماني

لا تزال الولايات المتحدة الأميركية أكبر سوق لتصدير المنتجات الألمانية، وفق بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي الألماني.

«الشرق الأوسط» (برلين)
عالم الاعمال «لينكون نوتيلوس» الجديدة كلياً تجمع بين الفخامة والأداء المتطور

«لينكون نوتيلوس» الجديدة كلياً تجمع بين الفخامة والأداء المتطور

يبرز التصميم الخارجي المميز فخامة «نوتيلوس» الجديدة كلياً بينما يعزّز التصميم الداخلي الحديث المساحات ويمنح السائق والركاب إحساساً بالهدوء.

الاقتصاد رئيس شركة «إكس بنغ» الصينية يكشف عن سيارة «بي 7 بلس» في معرض باريس الدولي للسيارات (رويترز)

«بي واي دي» الصينية تنتقد الرسوم الأوروبية من قلب باريس

حذرت شركة «بي واي دي» من أن الرسوم الجمركية الأوروبية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين سترفع الأسعار وتثني المشترين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

من السعودية... العالم يستكشف الفرص الاقتصادية في القارة السمراء

إحدى الجلسات الحوارية في القمة التي شارك فيها وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (الشرق الأوسط)
إحدى الجلسات الحوارية في القمة التي شارك فيها وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (الشرق الأوسط)
TT

من السعودية... العالم يستكشف الفرص الاقتصادية في القارة السمراء

إحدى الجلسات الحوارية في القمة التي شارك فيها وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (الشرق الأوسط)
إحدى الجلسات الحوارية في القمة التي شارك فيها وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (الشرق الأوسط)

منحت قمة «أفريقيا الجديدة» ضمن المؤتمر السنوي لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار»، بنسخته الثامنة في الرياض، المجال أمام عدد من صنّاع القرار والوزراء والمسؤولين من جميع أنحاء العالم؛ لاستكشاف الفرص الاقتصادية الهائلة في القارة السمراء، والدفع بالمستثمرين ورؤوس الأموال إلى بناء تحالفات وشراكات تتجاوز الحدود وتدعم نمو البلدان في أفريقيا.

قمة «أفريقيا الجديدة» التي كانت بمثابة مقدمة للقمة التي تنطلق رسمياً أعمالها يوم الثلاثاء، شكّلت منبراً لاستكشاف الفرص الفريدة في مختلف أنحاء القارة الأفريقية التي تُعد مصدراً غنياً لاحتياطيات العالم من المعادن، والغاز، والنفط، والأراضي الصالحة للزراعة، وتحتفظ بنسبة كبيرة من الموارد الطبيعية في العالم، سواءً من مصادر الطاقة المتجددة أو غير المتجددة.

وأفريقيا هي موطن لجميع المعادن الثمينة تقريباً، وتضم نحو 30 في المائة من احتياطيات المعادن في العالم. وتنتج جنوب أفريقيا ونيجيريا والجزائر وأنغولا وليبيا أكثر من ثلثي ثروة أفريقيا المعدنية، وذلك بسبب احتياطياتها النفطية الكبيرة، باستثناء جنوب أفريقيا التي لديها وفرة من الذهب والمواد الثمينة الأخرى.

وتدرك حكومة المملكة أهمية القارة السمراء، حيث عقدت قمة سعودية - أفريقية، في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023؛ لتؤسس تعاوناً استراتيجياً بين الجانبين في مختلف المجالات، بما يعزّز المصالح المشتركة ويحقق التنمية والاستقرار.

وكانت المملكة خصّصت أكثر من مليار دولار للقارة السمراء ضمن «مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية»، فضلاً عن تخطيط «الصندوق السعودي للتنمية» لضخ 5 مليارات دولار لتنفيذ مشروعات تنموية في البلدان الأفريقية على مدى السنوات العشر المقبلة. في حين ضخت شركة «أكوا باور» أكثر من 7 مليارات دولار لإنشاء محطات طاقة متجددة في عدة دول أفريقية. وقالت في بيان يوم الأحد، إنها تتوقع أن تبلغ محطة «ريدستون» للطاقة الشمسية المركزة في جنوب أفريقيا سعتها الإنتاجية القصوى البالغة 100 ميغاواط خلال الأيام القليلة المقبلة، مشيرة إلى أن محطة «كوم أمبو» للطاقة الشمسية في مصر بلغت طاقتها الكاملة البالغة 200 ميغاواط.

الجدعان

ومع انطلاق قمة «أفريقيا الجديدة» توقع وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، أن تبلغ استثمارات القطاع الخاص السعودي في قارة أفريقيا 25 مليار دولار، خلال السنوات العشر المقبلة.

وزير المالية السعودية متحدثاً للحضور خلال قمة «أفريقيا الجديدة» بالرياض (الشرق الأوسط)

وقال إنه يتم العمل حالياً على تنفيذ ما قيمته 5 مليارات دولار من هذه الاستثمارات، مؤكداً دور أفريقيا الأساسي في مواجهة التحديات العالمية، وأن شراكة المملكة معها تنمو بشكل متسارع.

وأشار الجدعان إلى بعض المبادرات الرئيسية التي بدأت المملكة تنفيذها، مثل تخصيص أكثر من مليار دولار لـ«مبادرة خادم الحرمين الشريفين الإنمائية» في أفريقيا، وتخصيص 5 مليارات دولار من «الصندوق السعودي للتنمية» لتنفيذ مشروعات تنموية خلال السنوات العشر المقبلة، وقد بدأ تنفيذ ذلك، وتخصيص 10 مليارات دولار من بنك التصدير والاستيراد السعودي لتقديم منتجات تمويلية على مدى السنوات العشر المقبلة.

الفالح

وفي جلسة حوارية، أوضح وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، أن المملكة ستعمل مع أفريقيا لخلق فرص جيدة مع المستثمرين، مبيناً أن بلاده لديها استثمارات ومساعدات تنموية بالمليارات في القارة الأفريقية، وقد تمت زيادتها إلى 45 مليار دولار تقريباً لتصل إلى غالبية الدول فيها.

ونوه الفالح بضرورة العمل المشترك لتطوير الاقتصاد والاستثمار من الشركات المختلفة في المملكة، لأنها فعّالة وطموحة وتعمل بشكل جيد وستنتج المطلوب.

ولفت إلى أن ثلث الموارد المعدنية في العالم يوجد في أفريقيا، وغالبية هذه الموارد لم تُستثمر أو تُستخرج بعد، والاقتصاد العالمي يبدأ عهداً تكون فيه المعادن هي الوقود الجديد للمرحلة المقبلة من التطور الاقتصادي، مضيفاً: «إننا بحاجة إلى الجمع بين المساعدات الإنمائية والاستثمارات. نحن لا نريد مساعدة أفريقيا، بل نريد العمل معها لخلق فرص للمستثمرين».

وأكد الفالح أن القارة الأفريقية لا بد أن تساعد نفسها، وتحتاج إلى الشفافية في السياسات، والمملكة ستقدّم تقنية جديدة تساعد على التحول في أفريقيا، مشيراً إلى أن القارة تُعد مصدراً رئيسياً لتصدير الطعام والغذاء إلى جميع أنحاء العالم إذا تمت الاستفادة من الإمكانات لديها.

وتابع وزير الاستثمار: «يمكن لأفريقيا أن تكون سلة الخبز والغذاء لبقية العالم، وكذلك لنا في دول مجلس التعاون الخليجي، بما لدى القارة من إمكانات كبيرة في هذا المجال».

وأبان الفالح أن المملكة تُعد متمكنة ورائدة في مجال التقنية، وعلى سبيل المثال في المجال الطبي حيث «لدينا مستشفيات افتراضية للعلاج عن بُعد، وهناك الكثير من التحديات لخلق المدن الذكية ووضع التقنيات في هذه المدن».

الرئيس السنغالي

وناقش الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، خطط بلاده في مجال الطاقة وعملها على جذب الاستثمارات. وقال إن «السنغال تقوم بجهود كبيرة لفتح قطاعات جديدة وخلق آلية صحيحة لجذب الاستثمارات وإنشاء نظام صحي للاستثمار».

الرئيس السنغالي يحاوره الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار» ريتشارد أتياس (الشرق الأوسط)

وأوضح أن السنغال تستثمر لتصبح مركزاً للطاقة؛ «حيث نهدف إلى خفض تكلفة تشغيل الدولة بنسبة 70 في المائة، ونحن نستكشف وسائل أكثر نظافة لاستخدام الطاقة».

وتقول وكالة الطاقة الدولية إن الاستثمار في الطاقة لدى أفريقيا يحتاج إلى تجاوز 240 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2030؛ لتلبية الطلب وأهداف المناخ.

القطاع الخاص

من جهة أخرى، شهدت الجلسات الحوارية نقاشات ثرية أكدت ضرورة الاستقرار السياسي والإصلاحات، بوصفهما أمرين حاسمين لنمو أفريقيا، إلى جانب أهمية اقتناص وسائل أكثر نظافة لاستخدام الطاقة.

وشدد رئيس البنك العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا الدكتور سيدي ولد التاه، على ضرورة تحديد أنواع المخاطر والأطراف المسؤولة عنها؛ حتى تكون هناك مشروعات ناجحة خاصة للقطاع الخاص، وتحديد المخاطر هو الأمر الرئيسي لإيجاد الحلول والتفاوض حولها.

وأردف: «في البداية كان البنك يهتم بالقطاع الخاص فقط، وبعدها أصبح يهتم بمشروعاته أيضاً، ولدينا مفهوم بأن المخاطر في أفريقيا هي غير واقعية والخطورة قليلة جداً، ولكي تكون لدينا أعمال ناجحة فلا بد أن تكون لدينا مشروعات مدعومة من البنوك ونطاق عمل قانوني وتشريعات وسياسات واضحة لجميع الأطراف».

بدورها، تطرّقت المستشارة الاقتصادية لرئيس مصر الدكتورة هالة السعيد، إلى الإجراءات والقوانين التي يجب تطبيقها في المجالات المختلفة وفي المشروعات التي يجري تمويلها، وأهمية التأكد من وجود قروض مناسبة للمشروعات على سنوات عدة.