الدولار قرب مستوى 160 يناً مع مخاوف من تدخل السلطات اليابانية

الحكومة تتعهّد بالرد بشكل مناسب على التقلبات المفرطة للعملة

شاشة إلكترونية تعرض سعر الين مقابل الدولار ومستوى الأسهم في مؤشر نيكي في أحد مكاتب الصرافة وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
شاشة إلكترونية تعرض سعر الين مقابل الدولار ومستوى الأسهم في مؤشر نيكي في أحد مكاتب الصرافة وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
TT

الدولار قرب مستوى 160 يناً مع مخاوف من تدخل السلطات اليابانية

شاشة إلكترونية تعرض سعر الين مقابل الدولار ومستوى الأسهم في مؤشر نيكي في أحد مكاتب الصرافة وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)
شاشة إلكترونية تعرض سعر الين مقابل الدولار ومستوى الأسهم في مؤشر نيكي في أحد مكاتب الصرافة وسط العاصمة اليابانية طوكيو (رويترز)

حاول الدولار اختراق مستوى 160 يناً، الثلاثاء، لكن دون جدوى تقريباً، إذ أبقت المخاوف من تدخل المسؤولين اليابانيين لدعم العملة، الين صامداً بشكل ما مقابل العملات الأخرى.

وانخفض الدولار في أحدث التعاملات 0.08 في المائة إلى 159.42 ين، بعد أن جرى تداوله في نطاق ضيق طوال التعاملات الآسيوية مع توخي المتداولين الحذر من بلوغ مستوى المقاومة الرئيسي، الذي أدى إلى تدخل طوكيو في العملة، بما يصل إلى 9.79 تريليون ين (61.33 مليار دولار) في أواخر أبريل (نيسان) وأوائل مايو (أيار) الماضيين.

وحال ذلك دون وصول الين إلى مستويات متدنية جديدة مقابل العملات الأخرى، إذ استقر الجنيه الإسترليني دون أعلى مستوى في 16 عاماً عند 202.38 ين. كما تراجع الدولار الأسترالي عن أعلى مستوى له منذ 17 عاماً مقابل الين الياباني، وبلغ في أحدث التعاملات 106.21.

وجاء أحدث انخفاض للين على خلفية اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في يونيو (حزيران)، إذ خيّب صناع السياسات آمال المستثمرين الذين كانوا يراهنون على تخفيض فوري لمشتريات بنك اليابان الضخمة من السندات.

وأظهر محضر الاجتماع، الصادر يوم الاثنين، أن البنك المركزي ناقش احتمال رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، ودعا مسؤول إلى زيادتها «دون تأخير كبير».

وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني، يوشيماسا هاياشي، الثلاثاء، إن السلطات سترد بصورة مناسبة على التقلبات المفرطة في العملة، في تحذير جديد مع اقتراب الين من مستوى 160 مقابل الدولار.

وقال هاياشي، المتحدث باسم الحكومة، للصحافيين، إن التقلبات المفرطة في أسعار الصرف الأجنبي غير مرغوب فيها، لأنها تؤثر سلباً في الشركات والطلب وقدرات الأسر. وقال: «نحن نراقب عن كثب تحركات العملة، وسنرد بشكل مناسب على التقلبات المفرطة».

وتأتي تعليقاته في أعقاب تحذيرات مستمرة من المسؤولين ضد التقلبات الشديدة في العملة خلال الأيام الأخيرة، وسط تركيز سياسي متزايد على الضربة التي تلقاها الاقتصاد من ضعف الين.

وفي وقت سابق من يوم الثلاثاء، قال وزير المالية شونيتشي سوزوكي، لقناة «تي بي إس» التلفزيونية، إن أسعار الصرف لا بد أن تكون مستقرة، وأن تعكس الأساسيات الاقتصادية. وقال: «سنرد بصورة مناسبة على التحركات المفرطة في العملة»، وهو الرأي الذي كرره في سيول بعد حضور اجتماع ثنائي مع نظيره الكوري الجنوبي يوم الثلاثاء.

وبينما رفض المسؤولون الحكوميون التعليق على ما إذا كانت التحركات الحالية في السوق مفرطة، فإن المتداولين في حالة تأهب قصوى لأي تدخل من السلطات.

وكان الين تحت ضغط منذ خيّب بنك اليابان آمال المستثمرين هذا الشهر بعدم خفض مشترياته الضخمة من السندات، كما توقع البعض.

وفي مؤتمر صحافي منفصل يوم الثلاثاء، قال رئيس اتحاد الأعمال القوي، ماساكازو توكورا، إن التدخلات في العملة يمكن أن تكون فعالة إلى حد ما. وقال «إن التدخلات الأخيرة تعكس عزم الحكومة على منع الين من الهبوط إلى ما دون 160 يناً مقابل الدولار».

وقال توكورا أيضاً، إن الفوارق في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة واليابان من المرجح أن تتقلص في نهاية المطاف؛ إذ إن التضخم المعتدل في اليابان من شأنه أن يؤدي إلى رفع أسعار الفائدة، في حين يؤدي تباطؤ التضخم في الولايات المتحدة إلى خفض أسعار الفائدة. وأضاف: «بهذا المعنى أعتقد أن الفوارق في ذروتها الآن».

وفي سوق الأسهم، ارتفع المؤشر نيكي الياباني، الثلاثاء، مسجلاً أعلى مستوى عند إغلاق في أكثر من شهرين مع تحول تركيز المستثمرين إلى أسهم القيمة بدلاً من أسهم أشباه الموصلات، وغيرها من شركات التكنولوجيا المتقدمة، في حين قدم تراجع الين الدعم إلى الأسهم المرتبطة بالتصدير.

وأغلق نيكي مرتفعاً 0.95 في المائة عند 39173.15 نقطة، وهو أعلى مستوى إغلاق منذ 15 أبريل (نيسان). كما صعد المؤشر توبكس الأوسع نطاقاً 1.72 في المائة، إلى 2787.37 نقطة.

وظلّت معنويات المستثمرين ضعيفة تجاه الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والرقائق خلال ساعات التداول الآسيوية، بعد هبوط سهم شركة أشباه الموصلات الأميركية الرائدة «إنفيديا» للجلسة الثالثة يوم الاثنين، وتراجع مؤشر «فيلادلفيا» لأشباه الموصلات 3.02 في المائة.

وهوى سهم شركة «ديسكو» 5.5 في المائة، ليكون الخاسر الأكبر من حيث النسبة المئوية على نيكي، في حين تراجع سهم «طوكيو إلكترون» 1.7 في المائة.

وفي الوقت نفسه، استمر تراجع الين في دعم الأسهم المرتبطة بالتصدير، بما في ذلك شركة صناعة السيارات «تويوتا موتور»، التي أنهى سهمها التداولات على ارتفاع 4.6 في المائة.

وفضّل المستثمرون أسهم القيمة مقارنة بأسهم الشركات سريعة النمو، ما أدى إلى تحقيق مكاسب واسعة النطاق في القطاع المالي.

وزادت أسهم شركات التأمين 4.3 في المائة، لتقود مكاسب القطاعات، تليها أسهم شركات صناعة السيارات والإمدادات. وارتفع سهم «فاست ريتيلينغ» المالكة للعلامة التجارية للملابس «يونيكلو» 1.1 في المائة، ليمنح أكبر دعم لنيكي.


مقالات ذات صلة

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

أوروبا زبون يزور متجر «لاكوست» الفرنسي في مركز «غوم» في موسكو... 18 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

سلع غربية فاخرة في أسواق موسكو رغم انسحاب شركات غربية من روسيا

لا تزال المنتجات الغربية الفاخرة معروضة في كثير من المحال التجارية وسط موسكو، بتناقض مع إعلان عدد كبير من الشركات انسحابها من أسواق روسيا بعد غزو أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مشاة في أحد الشوارع التجارية بمدينة يوهان وسط الصين (أ.ف.ب)

الصين تتراجع عن تعديلات بقانون الشركات بعد احتجاجات نادرة

تدخلت أعلى هيئة تشريعية في الصين لتخفيف شروط قانون مثير للجدل يهدف لتعزيز الدائنين من خلال السماح باستهداف المساهمين السابقين في الشركات.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد خلال حفل تدشين «بوابة المدينة» (واس)

تدشين المرحلة الأولى لـ«بوابة المدينة» السعودية بـ160 مليون دولار

دشّن الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، مشروع «بوابة المدينة» بـ«مدينة المعرفة الاقتصادية»، الذي يُعدّ الأول من نوعه في المملكة.

«الشرق الأوسط» (المدينة المنورة)
الاقتصاد سكان محليون يشترون طعاماً من سوق أمام مبنى سكني تضرر ببلدة بوردينكا في بداية الهجوم الروسي على أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تتلقى 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي

أعلن رئيس الوزراء الأوكراني، دينيس شميهال، أن بلاده تلقت دفعة جديدة بقيمة 1.1 مليار دولار من صندوق النقد الدولي ستخصَّص لتغطية النفقات الحيوية في الموازنة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد علما أميركا والصين أمام لوحة إلكترونية (أ.ف.ب)

بايدن يمهد طريق ترمب لفرض رسوم جمركية على الصين

أعلنت إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن الاثنين عن تحقيق تجاري في أيامها الأخيرة بالبيت الأبيض، بشأن أشباه الموصلات «القديمة» المصنعة في الصين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)
حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)
TT

روسيا تسعى لخفض التكاليف المتعلقة بمدفوعات القمح لمصر

حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)
حصَّادة تحصد القمح في حقل زراعي (رويترز)

قال رئيس اتحاد منتجي ومصدِّري الحبوب في روسيا إدوارد زرنين، إن مصدّري الحبوب الروس سيقترحون سبلاً لخفض تكاليف المعاملات المتعلقة بسداد أسعار تصدير القمح لمستورد السلع الأولية الجديد في مصر.

وتولى «جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة»، وهو الذراع التنموية للجيش، مسؤولية استيراد السلع الأولية الاستراتيجية ومنها القمح، ليحل بذلك محل الهيئة العامة للسلع التموينية التابعة لوزارة التموين.

وقال زرنين، في مقابلة مع خدمة «اقتصاد الشرق»: «تلقينا تأكيداً بشأن صلاحيات (جهاز مستقبل مصر)، وننتظر الآن دعوة للمشاركة في ممارسة سيطرحها الجهاز». وأضاف: «لدينا مقترحات لخفض تكاليف المعاملات عند دفع سعر الحبوب في ظل الوصول المحدود إلى مصدِّري الحبوب في روسيا إلى النظام المصرفي العالمي».

ويواجه المصدِّرون الروس صعوبات في الوصول إلى النظام المالي العالمي بسبب العقوبات الغربية. وذكر زرنين خلال المقابلة أن ارتفاع تكاليف المعاملات بالنسبة إلى مصدّري القمح الروس هو أحد العوامل المؤثرة في الأسعار العالمية.

وتعاني التجارة الخارجية الروسية من ارتفاع التكاليف من جانب الوسطاء الدوليين، فضلاً عن تأخير السداد لفترات طويلة بسبب العقوبات الغربية المفروضة على روسيا جراء عملياتها العسكرية في أوكرانيا.

حتى البنوك في البلدان التي ترتبط بعلاقات تجارية قوية مع روسيا تتوخى الحذر عند التعامل مع البنوك الروسية لتجنب فرض عقوبات عليها.

ومصر من أحد أكبر مستوردي القمح في العالم ومن بين أكبر خمس دول تستورد القمح الروسي. وقال زرنين إن المصدرين الروس يتطلعون لأن تكون المنافسة عادلة في الممارسات التي سيطرحها جهاز مستقبل مصر.

وأضاف أن المصدرين الروس يتوقعون من جهاز مستقبل مصر عدم التخلي عن الضمانات المالية التي كانت يُعمل بها في ممارسات هيئة السلع التموينية، مثل خطابات الاعتماد المدعومة من أحد البنوك الكبرى في مصر.

وتابع: «العدول عن خطاب الاعتماد سيؤدي إلى ارتفاع سعر القمح الروسي بسبب زيادة المخاطر المالية، وهو ما نود تجنبه».

وذكر أن المصدّرين الروس يعتزمون عقد اجتماع مع مسؤولي «جهاز مستقبل مصر» في أوائل عام 2025.