الصين تحث الحكومات المحلية على شراء المساكن الجاهزة

تعليمات للبنوك الصغيرة بتقليص أعمال إدارة الثروات

أطفال يلعبون في حديقة بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
أطفال يلعبون في حديقة بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
TT

الصين تحث الحكومات المحلية على شراء المساكن الجاهزة

أطفال يلعبون في حديقة بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)
أطفال يلعبون في حديقة بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

ذكرت قناة «سي سي تي في» التلفزيونية الحكومية، أن وزارة الإسكان في الصين دعت يوم الخميس الحكومات المحلية إلى الاستحواذ بقوة وبطريقة منظمة وفعالة على مخزون المساكن الجاهزة لعرضها كمساكن ميسورة التكلفة.

وتأتي الخطوة في إطار أحدث محاولات بكين للتغلب على أزمة الركود العقاري التي تسببت في تباطؤ اقتصادها بشكل كبير. وذكرت «سي سي تي في» أن الحكومات المحلية بحاجة إلى دراسة الطلب على المساكن ميسورة التكلفة وعدد المساكن القائمة وضمان حصولها على مساكن مناسبة.

وبالتزامن، أبقت الصين أسعار الفائدة الأساسية للقروض لمدة عام وخمس سنوات دون تغيير عند تثبيت شهري يوم الخميس، ما يؤكد أن جهود بكين لتيسير السياسة النقدية لا تزال محدودة بسبب تضييق هوامش أسعار الفائدة وضعف العملة.

وتؤثر أسعار الفائدة الأساسية للقروض لمدة خمس سنوات على تسعير الرهن العقاري، وأسفر الإعلان عن القرار عن انخفاض أسهم العقارات المتداولة في الصين وهونغ كونغ بنسبة 2.9 و1.8 في المائة على التوالي.

ومن جهة أخرى، تتعلق بالضبط المالي، قال ثلاثة أشخاص مطلعون على الأمر لـ«رويترز» إن الهيئة التنظيمية المصرفية في الصين أعطت البنوك الصغيرة مهلة حتى عام 2026 لوقف بيع منتجات إدارة الثروات ما لم يكن لديها شركة فرعية منفصلة لإدارة الثروات، في محاولة للحد من المخاطر المالية.

وكانت لائحة صدرت عام 2018 وتعليمات سابقة قد فرضت على البنوك إنشاء شركة فرعية لإدارة الثروات مخصصة لمثل هذه المنتجات، لكن الهيئة التنظيمية لم تحدد جدولا زمنيا لحين امتثال البنوك. وأضافت المصادر أنه بالإضافة إلى تحديد موعد نهائي، فإن التعليمات الأخيرة تتطلب أيضا من بعض البنوك الصغيرة تقليص أنشطتها التجارية في إدارة الثروات بحلول نهاية هذا العام.

وقالت المصادر إن المقرضين الإقليميين الصغار في مقاطعات شاندونغ وقوانغدونغ وتشجيانغ من بين البنوك التي صدرت لها تعليمات بتقليص أعمال إدارة الثروات من قبل الإدارة الوطنية للتنظيم المالي. وامتنعت المصادر عن ذكر أسمائها لأن التعليمات لم تُعلن بعد، ولم ترد الإدارة الوطنية للتنظيم المالي على الفور على طلب من «رويترز» للتعليق.

وتعد التعليمات أحدث جهد من جانب الحكومة للحد من المخاطر في قطاع إدارة الثروات المصرفية المترامي الأطراف، والذي تم استهدافه كجزء من حملة تنظيمية صارمة على الأنشطة الموازية بالبنوك على مدى السنوات القليلة الماضية. ومن شأن تلك التعليمات أن تجعل البنوك توحد معايير أعمال إدارة الثروات الخاصة بها وتستثمر الأموال في أسواق رأس المال بطريقة متوافقة.

كما تهدف إلى إنشاء فصل واضح بين عمليات إدارة الثروات الخاصة بالبنوك وأعمالها الأخرى، للقضاء على أي احتمال ضمني بأن البنوك ستنقذ منتجات الاستثمار هذه إذا كان أداؤها ضعيفاً.

ومنذ صدور اللائحة عام 2018، أنشأت البنوك الكبرى المملوكة للدولة في الصين والمقرضين التجاريين الوطنيين الكبار شركات تابعة منفصلة لإدارة الثروات، لكن معظم البنوك الإقليمية الأصغر تأخرت عن الركب.

وفي أسواق الأسهم، أغلقت أسهم الصين وهونغ كونغ على انخفاض يوم الخميس، مدفوعة بأداء ضعيف في أسهم العقارات، حيث أبقت بكين أسعار الفائدة المرجعية الرئيسية للإقراض دون تغيير على الرغم من البيانات الأخيرة التي أظهرت أن الاقتصاد لا يزال متذبذبا.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية في الصين منخفضا 0.72 في المائة، مع انخفاض مؤشره الفرعي للقطاع المالي بنسبة 0.7 في المائة، وانخفاض قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 0.68 في المائة، ومؤشر العقارات بنسبة 2.88 في المائة، ومؤشر الرعاية الصحية الفرعي بنسبة 1.47 في المائة.

كما أغلق مؤشر «شنتشن» الأصغر منخفضاً بنسبة 1.88 في المائة، وانخفض مؤشر «تشينيكست كومبوزيت» للشركات الناشئة بنسبة 1.442 في المائة. في حين خسر مؤشر شنغهاي المركب 0.4 في المائة، ليصل إلى أدنى مستوى في شهرين. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.6 في المائة.


مقالات ذات صلة

«موديز» تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني بسبب ارتفاع «المخاطر الجيوسياسية»

الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

«موديز» تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني بسبب ارتفاع «المخاطر الجيوسياسية»

خفّضت وكالة «موديز» التصنيف الائتماني لإسرائيل، مشيرة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة مع تفاقم النزاع مع «حزب الله وتراجع احتمالات وقف إطلاق النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد الوزير بندر الخريف يتحدث خلال افتتاح فعالية «الليلة السعودية» في لاس فيغاس (واس)

السعودية تروّج في لاس فيغاس لفرصها التعدينية الواعدة

استضافت لاس فيغاس فعالية «الليلة السعودية» التي تهدف إلى ترويج الفرص الاستثمارية التعدينية الواعدة بالمملكة أمام مجموعة مستثمرين أميركيين وعالميين.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
الاقتصاد عمال في مصنع للسيارات الكهربائية بمدينة نانشانغ الصينية (رويترز)

الصين تخفّض «الاحتياطي الإلزامي» في محاولة لتحفيز الاقتصاد

خفّضت الصين، الجمعة، معدّل الاحتياطي الإلزامي المفروض على المصارف الاحتفاظ به في محاولة لتحفيز الاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أعلام أوروبية ترفرف أمام مقر المصرف المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

انخفاض التضخم بأكبر اقتصادات اليورو يعزز الدعوات لخفض الفائدة

شهد اثنان من أكبر اقتصادات منطقة اليورو، فرنسا وإسبانيا، انخفاضاً أكبر من المتوقع في معدلات التضخم، بينما استمر ضعف سوق العمل في ألمانيا هذا الشهر.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد مشاة يسيرون أمام لوحة تُظهر تحركات الأسهم في بورصة هونغ كونغ (أ.ف.ب)

الأسهم الصينية تسجل أفضل مكسب أسبوعي في 16 عاماً

سجلت أسهم الصين أفضل أسبوع لها في 16 عاماً، يوم الجمعة، بعد طرح بكين حزمةَ التحفيز الأكثر قوةً منذ الوباء هذا الأسبوع قبل عطلة الأسبوع الذهبي.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

«موديز» تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني بسبب ارتفاع «المخاطر الجيوسياسية»

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
TT

«موديز» تخفض تصنيف إسرائيل الائتماني بسبب ارتفاع «المخاطر الجيوسياسية»

شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)
شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

خفّضت وكالة «موديز»، الجمعة، التصنيف الائتماني لإسرائيل، مشيرة إلى المخاطر الجيوسياسية المتزايدة مع تفاقم النزاع مع «حزب الله وتراجع احتمالات وقف إطلاق النار في غزة.

وقالت «موديز» في بيان: «الدافع الرئيسي لخفض التصنيف هو وجهة نظرنا بأن المخاطر الجيوسياسية قد تكثفت بشكل كبير إلى مستويات مرتفعة للغاية».

وتراجع تصنيف إسرائيل درجتين من «إيه 2» إلى «بي إيه إيه 1»، وهو التخفيض الثاني هذا العام.

كما خفضت وكالتا «فيتش» و«ستاندرد آند بورز» العالميتين تصنيف إسرائيل الائتماني هذا العام.

وأشارت «موديز» إلى أن المخاطر لها «تداعيات مادية سلبية على الجدارة الائتمانية لإسرائيل على المدى القريب والطويل».

حولت إسرائيل تركيزها من الحرب في غزة إلى لبنان هذا الأسبوع، حيث قصفت معاقل «حزب الله» في أنحاء البلاد، ما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص.

غداة شنّ حليفته الفلسطينية «حماس» هجوماً غير مسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول )، فتح «حزب الله» جبهة «إسناد» وبدأ في استهداف القوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية.

وقالت وكالة «موديز»، إنه «على المدى الأبعد، نعتقد أن اقتصاد إسرائيل سوف يضعف بشكل أكثر ديمومة بسبب النزاع العسكري مقارنة بالتوقعات السابقة».

وأشارت إلى أن شدة النزاع بين إسرائيل و«حزب الله» تزايدت بشكل ملموس خلال الأسابيع الأخيرة، مع إمكانية حدوث تصعيد خطير آخر».

وأضافت «موديز» أنه «في الوقت نفسه، تراجعت احتمالات التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة».

وتابعت الوكالة «لا توجد رؤية واضحة لاستراتيجية خروج من النزاع العسكري من شأنها استعادة مستوى اليقين والأمن الذي يعتمد عليه الاقتصاد والاستثمار التجاري في نهاية المطاف».