الصين: أوروبا طلبت معلومات «غير مسبوقة» في تحقيقات السيارات الكهربائية

بكين بصدد خطوات مؤقتة لمكافحة «إغراق الخنازير»

آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للشحن عبر ميناء شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للشحن عبر ميناء شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

الصين: أوروبا طلبت معلومات «غير مسبوقة» في تحقيقات السيارات الكهربائية

آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للشحن عبر ميناء شرق الصين (أ.ف.ب)
آلاف السيارات الكهربائية في طريقها للشحن عبر ميناء شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، إن كمية المعلومات التفصيلية المتعلقة بسلاسل توريد شركات صناعة السيارات الصينية التي طلبتها المفوضية الأوروبية خلال تحقيق مكافحة الدعم الذي استمر 8 أشهر كانت غير مسبوقة وقوّضت المنافسة العادلة.

وأعلنت المفوضية الأوروبية، التي تشرف على السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة، في 12 يونيو (حزيران) أنها ستفرض رسوماً إضافية تصل إلى 38.1 في المائة على السيارات الكهربائية الصينية المستوردة اعتباراً من يوليو (تموز) لمكافحة الدعم الصيني المفرط.

وقال متحدث باسم وزارة التجارة الصينية إن شركات صناعة السيارات الصينية «صُدمت، وخيبة أملها كبيرة» من القرار، بعد أن بذلت قصارى جهدها للتعاون.

قال المتحدث باسم وزارة التجارة هي يادونغ رداً على سؤال من وسائل الإعلام الحكومية الصينية حول ما إذا كانت المفوضية قد سعت للتجسس على صناعة السيارات الكهربائية لديها، إن «نوع ونطاق وكمية المعلومات التي جمعها الجانب الأوروبي كانت غير مسبوقة وأكثر بكثير مما هو مطلوب للتحقيق في الرسوم التعويضية».

وأضاف المتحدث أن المفوضية طلبت من شركات صناعة السيارات الصينية تسليم معلومات تتعلق بتوريد المواد الخام للبطاريات، وتصنيع المكونات، وتسعير وتطوير قنوات البيع. ونشرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية، يوم الأربعاء، مقالاً يشير إلى أن المفوضية سعت للتجسس على شركات السيارات الصينية، بالنظر إلى «عديد من المطالب غير المعقولة التي قُدمت خلال هذا التحقيق»، وأن التحقيق كان تحقيقاً بالاسم فقط. وقال هي يادونغ، يوم الخميس، إن تحرك المفوضية «يفتقر إلى الأساس القانوني، ويضر بالتحول الأخضر العالمي والتعاون المفتوح». وأضاف أن «الصين ستتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية الحقوق والمصالح المشروعة لشركاتها».

وفي جبهة أخرى لحرب التجارة التي بدأت تشتعل بين الجانبين، قالت وزارة التجارة الصينية، يوم الخميس، إن الصين قد تفرض إجراءات مؤقتة لمكافحة الإغراق على واردات لحوم الخنزير من الاتحاد الأوروبي بصفتها جزءاً من تحقيق يستمر عاماً بدأ في 17 يونيو.

وفتحت الصين تحقيقاً في لحوم الخنزير ومنتجاتها الثانوية من الاتحاد الأوروبي، وهي الخطوة التي يبدو أنها تستهدف بشكل رئيسي إسبانيا وهولندا والدنمارك، بعد أن فرض الاتحاد رسوماً جمركية لمكافحة الدعم على المركبات الكهربائية المصنعة في الصين.

ومن المتوقع أن يكتمل التحقيق بحلول 17 يونيو 2025، ولكن يمكن تمديده لمدة 6 أشهر أخرى إذا لزم الأمر.

وقال هي يادونغ رداً على سؤال الصحافيين بشأن التحقيق: «إذا ثبت بعد التحقيق الأولي أن الإغراق قد تم إثباته، وتسبب في ضرر للصناعة المحلية، فقد يتم اتخاذ تدابير مؤقتة لمكافحة الإغراق».

وكانت شركات الأغذية العالمية في حالة تأهب قصوى للتعريفات الجمركية الانتقامية من الصين منذ أعلنت المفوضية الأوروبية في 12 يونيو أنها ستفرض رسوماً لمكافحة الدعم تصل إلى 38.1 في المائة على السيارات الصينية المستوردة اعتباراً من يوليو.

واستوردت الصين لحوم خنزير بقيمة 6 مليارات دولار، بما في ذلك المخلفات، في عام 2023 وأكثر من نصفها جاء من الاتحاد الأوروبي، وفقاً لبيانات الجمارك الصينية. وإسبانيا وفرنسا والدنمارك وهولندا هي أكبر موردي لحوم الخنزير من الاتحاد الأوروبي إلى الصين.

ويمكن أن تؤثر هذه التدابير بشكل سيئ في أوروبا لأن جزءاً كبيراً من شحنات لحم الخنزير من الكتلة إلى الصين عبارة عن آذان وأنوف وأقدام الخنازير التي نادراً ما يستهلكها الأوروبيون.

وقال ألبرتو هيرانز، مدير «جمعية منتجي لحوم الخنزير الإسبانية (Interporc)»، إن قطاع لحم الخنزير الإسباني مستعد للتحول إلى أسواق أخرى مرة أخرى.

وقال تجار ومحللون إن بكين قد تلجأ إلى موردي لحوم الخنزير في روسيا، التي بدأت في تصدير لحوم الخنزير إلى الصين في فبراير (شباط)، وكذلك البرازيل والأرجنتين والولايات المتحدة لتحل محل الإمدادات الأوروبية.

وقال مسؤول تنفيذي في مزرعة خنازير صينية كبيرة: «إن قدرة إنتاج لحوم الخنزير المحلية في الصين كافية، وحتى إذا كانت هناك بعض الفجوات، فسوف يتم تعويضها بسرعة من خلال الإمدادات المحلية».

كما تتعامل أكبر دولة منتجة ومستهلكة للحوم الخنازير في العالم مع فائض في المعروض من الخنازير أثّر في أسعار لحوم الخنزير المحلية. وتمثل الواردات نحو 5 في المائة من إجمالي إمدادات لحوم الخنزير في الصين... وتفرض الحكومات عادة رسوم إغراق على السلع المستوردة؛ لحماية الشركات المحلية عندما تشك في أن السلع المعنية تباع بأقل من تكلفة إنتاجها.


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد إحدى جولات الامتياز التجاري التابعة للهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (الشرق الأوسط)

866 % نمو الامتياز التجاري بالسعودية خلال 3 سنوات... والسياحة والمطاعم في الصدارة

نَمَت قيود الامتياز التجاري، خلال السنوات الثلاث الماضية 866 في المائة بنهاية الربع الثالث من العام الحالي، ليصل إجمالي تلك القيود إلى 1788.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان خلال قمة «بريكس» في 23 أكتوبر 2024 (رويترز)

بعد إلغاء نظام «سويفت»... إيران تعلن استخدام العملات الوطنية مع أعضاء «بريكس»

أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني، إلغاء استخدام نظام «سويفت» في التبادلات التجارية الإيرانية واستخدام العملات الوطنية في تسوية المعاملات مع دول «بريكس».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد ميناء جدة الإسلامي (الشرق الأوسط)

ارتفاع الصادرات السعودية غير النفطية 16.8 % خلال الربع الثالث

أعلنت «الهيئة العامة للإحصاء» السعودية، اليوم، ارتفاع الصادرات غير النفطية بنسبة 16.8 في المائة خلال الربع الثالث من العام الحالي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، عن اعتقاده بأن ألمانيا على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب، لكنه حذر من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين.

«الشرق الأوسط» (برلين)

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)
جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)
TT

السعودية تعلن الميزانية العامة للدولة لعام 2025

جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)
جلسة سابقة لمجلس الوزراء السعودي (واس)

تعلن السعودية غداً (الثلاثاء) الميزانية العامة للدولة للعام المالي الجديد 1446 / 1447هـ (2025م).

وسيعقد مجلس الوزراء السعودي، يوم غدٍ (الثلاثاء)، جلسة مخصصة للميزانية العامة للدولة للسنة المالية 2025م.

ووفقاً للبيان التمهيدي لميزانية عام 2025 الصادر في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، توقعت حكومة المملكة تسجيل عجز عند 118 مليار ريال (31.4 مليار دولار) هذا العام، على أن يستمر للسنوات الثلاث المقبلة ليبلغ ذروته في 2027 عند 140 مليار ريال، بوصفه عجزاً مُقدّراً.

وتركز الحكومة على الإنفاق الاستراتيجي على برامج «رؤية 2030»، وهو ما أوضحه وزير المالية محمد الجدعان، عند الإفصاح عن البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل، بتأكيده أن الحكومة ستواصل الإنفاق على المشاريع الكبرى ذات العائد الاقتصادي المستدام، إضافة إلى زيادة الصرف على البنية التحتية والخدمات العامة.

كما ارتفعت الإيرادات الحكومية بنسبة 20 في المائة في الربع الثالث مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي، لتبلغ 309.21 مليار ريال (82.4 مليار دولار)، وارتفعت النفقات بنسبة 15 في المائة لتبلغ 339.44 مليار ريال في الفترة ذاتها.

وبلغت الإيرادات غير النفطية ما قيمته 118.3 مليار ريال بارتفاع 6 في المائة على أساس سنوي، لكنها كانت أقل بنحو 16 في المائة مقارنة بالربع الثاني من هذا العام. وفي المقابل، سجلت الإيرادات النفطية 190.8 مليار ريال، بنمو 30 في المائة على أساس سنوي، لكنها كانت أقل بنسبة 10 في المائة عن الربع الثاني من 2024.

وحتى الربع الثالث من العام الحالي، أظهرت الميزانية السعودية لـ2024 ارتفاع الإيرادات الفعلية لتصل إلى 956.233 مليار ريال (254.9 مليار دولار)، مقارنة بالفترة نفسها من 2023 عندما سجلت نحو 854.306 مليار ريال (227.8 مليار دولار)، بزيادة قدرها 12 في المائة.

وتجاوز حجم النفقات نحو التريليون ريال (266.6 مليار دولار) حتى نهاية الربع الثالث من العام الحالي، قياساً بالفصل الثالث من العام الماضي، حيث كان حجم النفقات 898.259 مليار ريال (239.5 مليار دولار)، بنسبة 13 في المائة. وبالتالي يصل حجم العجز في الميزانية خلال هذه الفترة إلى 57.962 مليار ريال (15.4 مليار دولار).

وتوقعت وزارة المالية السعودية في تقريرها الربعي، بلوغ حجم الإيرادات في العام الحالي 1.172 تريليون ريال (312.5 مليار دولار)، مقارنة بالنتائج الفعلية للميزانية في 2023 عند 1.212 تريليون ريال (323.2 مليار دولار)، وإجمالي مصروفات يصل إلى 1.251 تريليون ريال (333.6 مليار دولار)، قياساً بالعام الماضي عند 1.293 تريليون ريال (344.8 مليار دولار)، وبعجز يبلغ 79 مليار ريال (21 مليار دولار)، بعد أن سجل نحو 80.9 مليار ريال (21.5 مليار دولار) في السنة السابقة.

وكشفت بيانات وزارة المالية وصول رصيد الاحتياطي العام للدولة حتى نهاية الربع الثالث إلى 390.079 مليار ريال (104 مليارات دولار)، والحساب الجاري إلى 76.675 مليار ريال (20.4 مليار دولار)، وتسجيل الدين العام سواء الداخلي أو الخارجي لآخر الفترة نحو 1.157 تريليون ريال (308.7 مليار دولار).