غانا تنوي تأجيل تسليم 350 ألف طن من الكاكاو وسط أزمة المحاصيل

حبوب الكاكاو بجوار مستودع بقرية أتروني في غانا (رويترز)
حبوب الكاكاو بجوار مستودع بقرية أتروني في غانا (رويترز)
TT

غانا تنوي تأجيل تسليم 350 ألف طن من الكاكاو وسط أزمة المحاصيل

حبوب الكاكاو بجوار مستودع بقرية أتروني في غانا (رويترز)
حبوب الكاكاو بجوار مستودع بقرية أتروني في غانا (رويترز)

تنوي غانا، ثاني أكبر منتج للكاكاو في العالم، تأجيل تسليم ما يصل إلى 350 ألف طن من الحبوب للموسم المقبل، بسبب ضعف المحاصيل، ما يزيد من تدهور التوقعات بالنسبة لصناعة الشوكولاته العالمية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكان صناع الشوكولاته في جميع أنحاء العالم قد رفعوا الأسعار للمستهلكين، بعد أن زادت قيمة الكاكاو بأكثر من الضعف هذا العام وحده، بعد عام ثالث من تراجع المحاصيل في غانا وساحل العاج، المسؤولين عن 60 في المائة من الإنتاج العالمي.

ووفق «رويترز»، توقعت الأسواق سابقاً أن تقوم غانا بتوريد نحو 250 ألف طن متري من الكاكاو، أي ما يعادل نحو نصف محصولها الحالي. وكانت شركة «كوكوبود»، الجهة المنظمة للكاكاو في غانا، قالت إن البلاد تتطلع إلى تجديد «بعض الكميات، ولكن ليس بهذا القدر (350 ألف طن)».

شوكولاته بأحد المعارض في برشلونة (رويترز)

وقد تضرر محصول الكاكاو في البلاد بسبب سوء الأحوال الجوية وأمراض المحاصيل والتعدين غير القانوني للذهب، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تهجير مزارع الكاكاو.

ويقوم المزارعون في غانا أيضاً بتهريب الكثير من الحبوب إلى البلدان المجاورة لبيعها بأسعار أعلى من سعر الشراء الحكومي، ما يؤدي إلى تآكل المحصول القليل المتاح للتسليم في غانا.

وقالت مصادر لـ«رويترز» إن غانا باعت مسبقاً ما قيمته 785 ألف طن من الحبوب للموسم الحالي 2023 / 2024 «أكتوبر (تشرين الأول) - سبتمبر (أيلول)»، لكن من المرجح أن تتمكن من تسليم نحو 435 ألف طن فقط.

وتبيع غانا بانتظام نحو 80 في المائة من محصولها بعد عام واحد، والذي يبلغ في العادة ما بين 750 ألفاً إلى 850 ألف طن، إلا أن محصولها انخفض إلى نحو 670 ألف طن الموسم الماضي، ولا يتوقع أن يتجاوز 500 ألف طن هذا الموسم، كما يخشى التجار من أنها قد لا تنتعش بشكل ملحوظ في الموسم المقبل أيضاً.

وتتوقع المنظمة الدولية للكاكاو أن ينخفض إنتاج الكاكاو العالمي بنسبة 10.9 في المائة إلى 4.45 مليون طن هذا الموسم، ما يعني أن شركات تصنيع الشوكولاته سيتعين عليها الاعتماد على مخزون الكاكاو لتغطية احتياجاتها بالكامل.

وتستخدم السلطات في غانا متوسط مبيعاتها الآجلة لتحديد الحد الأدنى للسعر، الذي يمكن للتجار شراء الكاكاو من المزارعين في الموسم التالي، ووفق الوكالة، قال التجار إنه مع اختفاء نحو 350 ألف طن من الحبوب المبيعة الآجلة من محصول هذا الموسم، فإن غانا تواجه صعوبات في المبيعات الآجلة للموسم المقبل.

وقال مصدران لـ«رويترز» إن البلاد باعت 100 ألف طن فقط، وهي مثل الـ350 ألف طن التي سيتم طرحها في الموسم المقبل، وتم بيعها بأقل من نصف أسعار الكاكاو العالمية الحالية، ما يعني أن شركة «كوكوبود» ستكافح من أجل زيادة أسعار المزارعين في الموسم المقبل، بناءً على هذه المبيعات.

من جانبها، أبانت شركة «كوكوبود» أن المبيعات الآجلة تتقدم كالمعتاد، لكنها امتنعت عن الكشف عن الأحجام أو الأسعار، وفقاً للوكالة.


مقالات ذات صلة

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

الاقتصاد مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

حثت الصين الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد دعوات إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني

«الشرق الأوسط» (بكين)
خاص وضعت السعودية كثيراً من المبادرات لمكافحة التصحر (برنامج الأمم المتحدة للبيئة) play-circle 01:48

خاص «فاو»: شح التمويل والنزاعات يهددان الأمن الغذائي في الشرق الأوسط

قدّرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) التمويل المطلوب لمشروعات الزراعة في المنطقة بـ500 مليون دولار سنوياً.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد عمال بحقل للشاي في ناندي هيلز غرب نيروبي عاصمة كينيا (رويترز)

أميركا والإمارات: تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ يتجاوز 29 مليار دولار

أعلنت الولايات المتحدة والإمارات خلال «كوب 29» في باكو، أن تمويل مهمة الابتكار الزراعي للمناخ التي تقودها الدولتان وصل إلى 29.2 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (باكو)
يوميات الشرق ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

ياسمين مصر: عطر الأجيال وسر البقاء في دلتا النيل

تحتل زراعة الياسمين مكانة خاصة، حيث يُعد هذا النبات العطري جزءاً من تقاليد متوارثة وعصباً اقتصادياً للعديد من العائلات.


محافظ «المركزي المصري»: نطبق أدوات السياسة الاحترازية الكلية في الوقت الراهن

محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله (البنك المركزي)
محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله (البنك المركزي)
TT

محافظ «المركزي المصري»: نطبق أدوات السياسة الاحترازية الكلية في الوقت الراهن

محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله (البنك المركزي)
محافظ البنك المركزي المصري حسن عبد الله (البنك المركزي)

قال محافظ البنك المركزي المصري، حسن عبد الله، إن البنوك المركزية العربية تقوم بدور رئيسي في الوقت الراهن، لتعزيز الاستقرار المالي، ومرونة القطاعات المصرفية العربية، وذلك من خلال «ضمان تبني البنوك لسياسات ديناميكية ودقيقة لإدارة المخاطر، واستعدادها للتكيف مع الظروف المتغيرة والصدمات المتلاحقة، والمخاطر الناشئة المتعلقة بتغيرات المناخ والتحديات السيبرانية، وذلك عبر تطبيق أدوات السياسة الاحترازية الكلية».

وأكد عبد الله -خلال مشاركته في «الاجتماع السنوي التاسع عشر عالي المستوي حول الاستقرار المالي والأولويات التنظيمية والرقابية» بأبوظبي- على ضرورة التنسيق بين السياسة المالية والسياسة النقدية لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، واحتواء الضغوط التضخمية، وتوجيه مزيد من التمويل للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي.

وأشار المحافظ، إلى أن البنك المركزي المصري يقوم بصورة دورية بتقييم صلابة القطاع المصرفي في مواجهة المخاطر المختلفة التي قد تهدد الاستقرار المالي، وذلك من خلال منظور احترازي كلي؛ حيث «يتم تطبيق اختبارات الضغوط الكلية، ضمن سيناريو متكامل للمخاطر الاقتصادية والمالية والجيوسياسية والمناخية، بهدف قياس مدى تأثر القطاع المصرفي بالمخاطر النظامية التي قد تنتج عن تلك الصدمات. وقد أظهرت هذه الاختبارات مرونة القطاع المصرفي المصري في مواجهة مختلف المخاطر، وفاعلية السياسة الاحترازية الكلية والجزئية للبنك المركزي المصري في تعزيز الاستقرار المالي».

تضمن الاجتماع كثيراً من الجلسات التي ناقشت عدداً من القضايا والموضوعات ذات الأولوية للبنوك المركزية والأنظمة المصرفية العربية، منها اتجاهات المخاطر في الأنظمة المالية بالدول العربية، والأولويات الرقابية في ظل التغيرات الاقتصادية والتداعيات الجيوسياسية، ودور البنوك المركزية في ضوء ازدياد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والتطورات التكنولوجية، وتعزيز حوكمة البنوك المركزية، والمبادئ الأساسية المعدَّلة للرقابة المصرفية الفعالة، وانعكاساتها على الأطر الرقابية والاحترازية.

حضر الاجتماع خالد محمد بالعمى، محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، والدكتور فهد بن محمد التركي، المدير العام رئيس مجلس إدارة صندوق النقد العربي، وفرناندو ريستوي، رئيس معهد الاستقرار المالي، وعدد كبير من محافظي البنوك المركزية بالدول العربية.

جدير بالذكر أن هذا الاجتماع السنوي يمثل أهمية كبيرة لصانعي السياسات ومتخذي القرار في البنوك المركزية والمؤسسات المالية والمصرفية، وكبار مسؤولي الرقابة المصرفية في المنطقة العربية، باعتباره لقاءً دورياً يضم خبرات متميزة ومسؤولين رفيعي المستوى، ويناقش أهم المستجدات في قضايا الاستقرار المالي والتشريعات الرقابية، بما يساهم في الخروج برؤى قيِّمة تتم ترجمتها إلى قرارات فاعلة، تعمل على تعزيز الاستقرار المالي في الدول العربية.