موازنة باكستان قد تمهد الطريق لاتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي

بائع زيوت مستخرجة يدوياً ينتظر الزبائن عند مدخل سوق في كراتشي (رويترز)
بائع زيوت مستخرجة يدوياً ينتظر الزبائن عند مدخل سوق في كراتشي (رويترز)
TT

موازنة باكستان قد تمهد الطريق لاتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي

بائع زيوت مستخرجة يدوياً ينتظر الزبائن عند مدخل سوق في كراتشي (رويترز)
بائع زيوت مستخرجة يدوياً ينتظر الزبائن عند مدخل سوق في كراتشي (رويترز)

من المتوقع أن تضع الحكومة الباكستانية أهدافاً مالية أكثر طموحاً في موازنة 2024 - 2025، يوم الأربعاء؛ الأمر الذي يساعد في تعزيز موقفها التفاوضي مع صندوق النقد الدولي من أجل التوصل إلى اتفاق إنقاذ جديد، وفق محللين تحدثوا لوكالة «رويترز».

تبدأ السنة المالية في باكستان في شهر يوليو (تموز) وتنتهي في شهر يونيو (حزيران) من كل عام.

وتجري باكستان محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض يقدر بما يتراوح بين 6 و8 مليارات دولار لتجنب «التخلف عن السداد»، لاقتصاد ينمو بأبطأ وتيرة في المنطقة.

وقال الأستاذ بقسم الاقتصاد في جامعة لاهور للعلوم الإدارية، علي حسنين: «الموازنة لها أهمية حاسمة بالنسبة إلى (برنامج صندوق النقد الدولي الباكستاني)، ويجب أن تسد الفجوة بين تحصيل إيراداتنا وإجمالي الإنفاق؛ وبالتالي فمن المرجح أن تكون انكماشية».

وتجنبت باكستان التخلف عن السداد في الصيف الماضي بفضل خطة إنقاذ قصيرة الأجل من صندوق النقد الدولي بقيمة 3 مليارات دولار على مدى 9 أشهر.

وبينما جرت السيطرة على العجز المالي والخارجي في البلاد، فإنه جاء على حساب انخفاض حاد في النمو والنشاط الصناعي، فضلاً عن ارتفاع التضخم، الذي بلغ متوسطه نحو 30 في المائة في السنة المالية الماضية، و24.52 في المائة على مدى الـ11 سنة الماضية.

ومن المتوقع أن يكون هدف النمو الاقتصادي للعام المقبل أعلى بنسبة 3.6 في المائة مقارنة باثنين في المائة هذا العام.

وأعرب رئيس الوزراء، شهباز شريف، عن التزامه بإصلاحات صارمة منذ انتخابه في فبراير (شباط) الماضي، لكن ارتفاع الأسعار، ومعدل البطالة، ونقص فرص العمل الجديدة، أدت إلى تفاقم الضغوط السياسية على حكومته الائتلافية.

وقال بنك «ستاندرد تشارترد»، في مذكرة بشأن الموازنة الشهر الماضي، إن تنفيذ جميع الإجراءات التي من المرجح أن يوصي بها صندوق النقد الدولي، مثل «زيادة الإيرادات» من خلال توسيع القاعدة الضريبية، و«زيادة تعريفة الكهرباء»، سيكون صعباً بالنسبة إلى حكومة شريف، مما يدعو إلى «الحذر».

وأشار البنك إلى رد الفعل من الجمهور إزاء تنفيذ هذه الإجراءات، وقال إن «أحد المخاوف الرئيسية... كان خطر أن تواجه الإجراءات المالية الصارمة التي اتُّخذت في البداية برد فعل عنيف من الجمهور».

وسوف يكون تنفيذ هذه الإجراءات الصعبة الاختبار الأول لوزير المالية الجديد محمد أورنجزيب، الرئيس السابق لبنك «إتش بي إل»؛ أكبر بنك في باكستان، الذي عيّنه شريف لصياغة حلول جديدة لمعالجة المشكلات المستمرة في الاقتصاد الذي يبلغ حجمه 350 مليار دولار.

وابتعد وزراء المالية السابقون عن تلك الخطوات الشائكة، مثل خفض الدعم، وخفض الإنفاق الحكومي، وزيادة عائدات الضرائب من القطاعات الحساسة سياسياً مثل العقارات والزراعة والتجزئة.

ويعتقد كبير مسؤولي الاستثمار في شركة «لاكسون» للاستثمارات، مصطفى باشا، أن اتخاذ مثل هذه الخطوات «سيكون صعباً». وقال إن «الفشل في تلبية مطالب صندوق النقد الدولي، سيؤدي إلى تأخير برنامج الإنقاذ الجديد. ولا تستطيع باكستان تحمل ذلك لفترة طويلة».

وبالإضافة إلى هذه الإجراءات الصعبة، تتطلع باكستان إلى إجراء أول عملية بيع كبيرة لها منذ نحو عقدين من الزمن، حيث تبيع حصة في شركة الطيران الوطنية. ومن المتوقع أن تكون الأولى في سلسلة مبيعات الكيانات الحكومية الخاسرة، خصوصاً في قطاع الطاقة المتعثر.


مقالات ذات صلة

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متسوقون يمشون في شارع أكسفورد في لندن (رويترز)

تراجع مبيعات التجزئة البريطانية أكثر من المتوقع قبيل موازنة ستارمر

تراجعت مبيعات التجزئة البريطانية بشكل أكبر من المتوقع في أكتوبر (تشرين الأول)، وفقاً للبيانات الرسمية التي أضافت إلى مؤشرات أخرى على فقدان الزخم الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )
الاقتصاد منظر عام لأفق مدينة عمان (رويترز)

الأردن يقر موازنة 2025 ويخفض العجز الأولي إلى 2%

أقر مجلس الوزراء الأردني مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2025، تمهيداً لإحالته إلى مجلس الأمة خلال الأيام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (عمان)

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT

عضو في «المركزي الأوروبي»: المصرف سيراقب من كثب خطر عدم بلوغ هدف التضخم

أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال رئيس البنك المركزي الفرنسي، فرنسوا فيليروي دي غالهاو يوم الجمعة، إن «المركزي الأوروبي» لم يتأخر في خفض أسعار الفائدة، لكنه يحتاج إلى مراقبة خطر عدم تحقيق هدفه للتضخم من كثب، وهو ما قد يؤدي إلى تثبيط النمو بشكل غير ضروري.

وخفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة ثلاث مرات هذا العام بالفعل، ويتوقع المستثمرون مزيداً من التيسير النقدي في كل اجتماع حتى يونيو (حزيران) المقبل، وهو ما قد يؤدي إلى خفض سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3.25 في المائة، إلى 2 في المائة على الأقل وربما أقل، وفق «رويترز».

ومع ذلك، تدعم البيانات الاقتصادية الضعيفة، كما يتضح من تقرير مسح الأعمال المخيّب للآمال الذي نُشر يوم الجمعة، الرأي القائل إن البنك المركزي الأوروبي قد يحتاج إلى تسريع إجراءات التيسير النقدي، وقد يضطر إلى اتخاذ تدابير إضافية لدعم الاقتصاد.

وقال دي غالهاو في فرنكفورت: «نحن لسنا متأخرين في المسار اليوم. الاقتصاد الأوروبي يسير نحو هبوط ناعم».

واعترف بوجود مخاطر على التوقعات المستقبلية، مشيراً إلى أنه يجب على صانعي السياسات التأكد من أن أسعار الفائدة لا تبقى مرتفعة لمدة طويلة، مما قد يضرّ بالنمو الاقتصادي.

وأضاف قائلاً: «سوف نراقب بعناية توازن المخاطر، بما في ذلك احتمال عدم بلوغ هدف التضخم لدينا، وكذلك تأثير ذلك في الحفاظ على النشاط الاقتصادي بمستويات منخفضة بشكل غير ضروري».

وكانت التوقعات تشير إلى خفض للفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في 12 ديسمبر (كانون الأول) بوصفه أمراً شبه مؤكد، لكن بعد نشر أرقام مؤشر مديري المشتريات الجديدة يوم الجمعة، أصبح هناك احتمال بنسبة 50 في المائة لخيار خفض أكبر يبلغ 50 نقطة أساس، نتيجة لتزايد المخاوف من ركود اقتصادي.

ومع ذلك، يشير صانعو السياسات إلى أن المسوحات الاقتصادية قد تكون قد قدّمت صورة أكثر تشاؤماً عن وضع الاقتصاد مقارنة بالبيانات الفعلية التي كانت أكثر تفاؤلاً.

ورغم التباطؤ في التضخم الذي وصل إلى أدنى مستوى له بنسبة 1.7 في المائة هذا الخريف، فإنه يُتوقع أن يتجاوز 2 في المائة هذا الشهر، مما يجعل من الصعب اتخاذ قرار بخفض أكبر في الفائدة.

ومع ذلك، شدّد دي غالهاو على أن التضخم في طريقه للعودة إلى الهدف المتمثل في 2 في المائة، وأنه من المتوقع أن يتحقّق بشكل مستدام قبل الموعد الذي حدّده البنك المركزي الأوروبي في نهاية 2025.

وقال: «نحن واثقون للغاية بأننا سنصل إلى هدفنا البالغ 2 في المائة بشكل مستدام». وأضاف: «من المرجح أن نحقّق هذا الهدف في وقت أقرب من المتوقع في 2025، مقارنة بتوقعاتنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».