شركات السيارات اليابانية لا تزال تراهن على محركات الاحتراق الداخلي الجديدة

«فولفو» تصدر أول «جواز سفر» لبطاريات المركبات الكهربائية في العالم

الرئيس التنفيذي لـ«تويوتا» كوجي ساتو خلال تقديم المحرك الجديد في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (أ.ب)
الرئيس التنفيذي لـ«تويوتا» كوجي ساتو خلال تقديم المحرك الجديد في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

شركات السيارات اليابانية لا تزال تراهن على محركات الاحتراق الداخلي الجديدة

الرئيس التنفيذي لـ«تويوتا» كوجي ساتو خلال تقديم المحرك الجديد في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (أ.ب)
الرئيس التنفيذي لـ«تويوتا» كوجي ساتو خلال تقديم المحرك الجديد في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي (أ.ب)

رغم أن نهاية عصر محركات الاحتراق الداخلي تبدو قريبة بالنسبة لكثير من شركات صناعة السيارات، يبدو أيضا أن جيلاً جديداً قادم من محركات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالبنزين أو الديزل (السولار).

وأقامت شركات صناعة السيارات اليابانية «تويوتا»، و«مازدا»، و«سوبارو»، تحالفاً لتطوير محركات احتراق داخلي جديد، بينما يتجه العالم نحو السيارات الكهربائية، وهو ما يعني أن الحديث عن انتهاء عصر هذه المحركات قريباً سابق لأوانه.

وأعلنت الشركات الثلاث تحالفها الجديد خلال ورشة عمل بالعاصمة اليابانية طوكيو، وقالت إن «محركات الاحتراق الداخلي الجديدة ستظهر بوصفها سلاحاً فعالاً في الحرب على الانبعاثات الكربونية في عالم السيارات، حتى في عصر السيارات الكهربائية. كما ستعمل المحركات الجديدة بالهيدروجين والإيثانول الحيوي».

وتم عرض 3 محركات جديدة في طوكيو بسعات 1.5 لتر و2 لتر و2.5 لتر. ورغم أنه ما زال هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بكفاءة هذه المحركات، يعتقد خبراء بأنها ستكون مثالية كي ترافق المحركات الكهربائية في الأجيال الجديدة من السيارات الهجين.

وقال كوجي ساتو، الرئيس التنفيذي لشركة «تويوتا»: «لكي نوفر لعملائنا خيارات متنوعة من أجل تحقيق الحياد الكربوني، من الضروري القيام بتحدي تطوير محركات تتفق مع بيئة الطاقة في المستقبل». وأضاف أن «الشركات الثلاث تمتلك الطموحات نفسها، وسنحسن تكنولوجيا المحركات من خلال المنافسة الودية».

وقال أتسوشي أوسا، الرئيس التنفيذي لشركة «سوبارو»: «في الوقت الذي نواصل فيه تحسين تكنولوجيا المحركات الكهربائية، سنعمل أيضاً على تحسين محركاتنا المضادة؛ بهدف استخدام أنواع الوقود المحايدة كربونياً في المستقبل».

وتقول الشركات الثلاث إن المحركات الجديدة ستكون أصغر حجماً من الطرز الحالية، لكنها في الوقت نفسه ستكون أكفأ وأقوى. وأضافت أن صغر حجم هذه المحركات الجديدة سيسمح بتقليل المساحة المخصصة لها في مقدمة السيارات، وبالتالي تحسين إمكانيات التصميم، وزيادة كفاءة السيارة في مقاومة الهواء، وهو ما يسهم في الحد من استهلاك الوقود.

يُذكر أن أوروبا قرّرت وقف بيع السيارات الجديدة التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي بداية من عام 2035، رغم أن ساسة بالاتحاد الأوروبي بدأوا يطالبون بتمديد هذه المهلة.

وفي الوقت نفسه، لا يزال الطلب على سيارات الاحتراق الداخلي قوياً في مناطق كثيرة من العام، في حين تراجع الطلب على السيارات الكهربائية في ظل قلة محطات الشحن.

وتقول شركة «مازدا» إنها ستواصل تطوير محركات الاحتراق الداخلي، رغم تحرك العالم بشكل عام نحو السيارات الكهربائية في المستقبل.

أما على الجهة الأخرى، وفيما يخص التطورات بعالم السيارات الكهربائية، فقد أعلنت شركة صناعة سيارات الركوب السويدية «فولفو كارز» إصدار أول «جواز سفر» لبطاريات السيارات الكهربائية، الذي يوثق بدقة سلسلة المواد الخام والمكونات والمحتويات المعاد تدويرها في البطارية والبصمة الكربونية، وذلك لسيارتها الكهربائية المقبلة «إي إكس 90» من فئة السيارات متعددة الأغراض ذات التجهيز الرياضي (إس يو في)، وقبل بدء تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي ذات الصلة.

ويمكن لأصحاب سيارات «فولفو» الكهربائية الحصول على نسخة من جواز السفر باستخدام شفرة «كيو آر» الموجودة داخل باب السائق في السيارة.

يُذكر أن جواز سفر بطارية السيارة الكهربائية هو نتاج تعاون بين «فولفو»، وشركة «سيركلر» الناشئة - مقرها بريطانيا - والتي تستخدم تكنولوجيا البيانات المتسلسلة لرسم خريطة سلاسل الإمداد للشركات.

ويسبق طرح «فولفو» لجواز سفر البطاريات، بدء تطبيق «قواعد البطاريات الجديدة» للاتحاد الأوروبي التي اقترحتها المفوضية الأوروبية لأول مرة في 2020، ويشترط الاتحاد الأوروبي ضرورة توافر مثل هذه الجوازات لجميع السيارات الكهربائية المبيعة في الاتحاد الأوروبي بداية من فبراير (شباط) 2027.

ووفق «فولفو كارز»، المملوكة لمستثمرين من الصين، فإن الهدف من جواز سفر بطارية السيارة الكهربائية في السيارة «إكس إي 90» هو زيادة الوعي، وتحسين درجة الشفافية بشأن السيارات.

وقالت الشركة إن «هذه الخطوة مهمة كي نكون رائداً وقائداً في السوق». كما أكدت أنه سيتم تعميم تصنيع السيارة «إي إكس 90» بجواز السفر بعد فترة قصيرة في مصنع الشركة بولاية ساوث كارولينا بالولايات المتحدة، وسيبدأ تسليم هذه السيارات للعملاء في أميركا الشمالية وأوروبا في وقت لاحق من العام الحالي. ويستطيع العملاء الوصول إلى جواز سفر البطارية من خلال المسح الضوئي لشفرة «كيو آر» الموجودة داخل باب السيارة. وسيتم توفير نسخة شاملة من جواز سفر كل بطارية للسلطات الرقابية.


مقالات ذات صلة

الإقراض المصرفي للقطاع الخاص الكويتي ينمو 4 % في أغسطس

الاقتصاد منظر عام لمدينة الكويت (رويترز)

الإقراض المصرفي للقطاع الخاص الكويتي ينمو 4 % في أغسطس

أعلن البنك المركزي الكويتي أن الإقراض المصرفي للقطاع الخاص ارتفع بنسبة 4.17 في المائة، بنهاية أغسطس (آب) الماضي ليصل إلى 46.52 مليار دينار (152.68 مليار دولار).

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد «مشروع الرس» للطاقة الشمسية الكهروضوئية (أكوا باور)

«أكوا باور» و«بديل» و«أرامكو للطاقة» تحقق الإغلاق المالي لـ3 مشروعات بالسعودية

حققت شركة «أكوا باور» السعودية، و«بديل»، وشركة «أرامكو السعودية للطاقة» الإغلاق المالي لـ3 مشروعات للطاقة الشمسية الكهروضوئية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة السعودي يجتمع في أميركا مع قادة أبرز الشركات التعدينية العالمية (واس)

السعودية تبحث توطين الحلول الذكية للعمليات التعدينية مع كبرى الشركات العالمية

بحث وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، توطين أحدث الحلول الذكية في عمليات التعدين، مع قادة أبرز الشركات العالمية.

«الشرق الأوسط» (لاس فيغاس)
الاقتصاد مسؤولون من رئاسات النسخ الثلاث المقبلة لـ«مؤتمر الأطراف»... (الشرق الأوسط)

تحركات دولية تقودها السعودية لمكافحة التغيّر المناخي وتدهور الأراضي

اجتمعت رئاسات النسخ الثلاث المقبلة من «مؤتمر الأطراف» وهي السعودية وأذربيجان وكولومبيا؛ لتحديد إطار طموحاتها المتعلقة بالاتفاقيات الثلاث لـ«مبادرة ريو البيئية».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)

رئيس وزراء اليابان الجديد يدعو إلى سياسة نقدية مرنة لدعم الانتعاش

قال رئيس وزراء اليابان الجديد، شيرغو إشيبا، يوم الأحد، إن السياسة النقدية في البلاد يجب أن تظل مرنة كخط أساسي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

رئيس وزراء اليابان الجديد يدعو إلى سياسة نقدية مرنة لدعم الانتعاش

شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)
شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)
TT

رئيس وزراء اليابان الجديد يدعو إلى سياسة نقدية مرنة لدعم الانتعاش

شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)
شيرغو إشيبا الزعيم المنتخب حديثاً للحزب الحاكم في اليابان يعقد مؤتمراً صحافياً بعد انتخابات قيادة الحزب 27 سبتمبر 2024 (رويترز)

قال رئيس وزراء اليابان الجديد، شيرغو إشيبا، يوم الأحد، إن السياسة النقدية في البلاد يجب أن تظل مرنة كخط أساسي، مما يعكس الحاجة الملحة للحفاظ على تكاليف الاقتراض منخفضة لدعم الانتعاش الاقتصادي الهش.

ولم يتضح على الفور ما إذا كان إشيبا، الذي كان ناقداً صريحاً للتخفيف النقدي العدواني لبنك اليابان في الماضي، يتبنى توجهاً أكثر ليونة في تصريحاته الحالية، أم لا.

وفي حديثه لهيئة الإذاعة العامة «إن إتش كيه»، عندما سُئل عن احتمال زيادة أسعار الفائدة من قبل المصرف المركزي، قال إن «القرار يعود إلى بنك اليابان، الذي يتولى مسؤولية تحقيق استقرار الأسعار، وسنعمل بشكل وثيق مع الحكومة».

وأضاف: «من منظور الحكومة، يجب أن تظل السياسة النقدية مرنة كخط أساسي بالنظر إلى الظروف الاقتصادية الراهنة».

وفيما يتعلق بالسياسة المالية، أكد إشيبا عزيمته في إعداد حزمة من التدابير في أقرب وقت ممكن لتخفيف الضغوط الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع تكاليف المعيشة، مع التركيز بشكل خاص على دعم الأسر ذات الدخل المنخفض.

إشيبا، الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقاً، من المقرر أن يتولى رئاسة الوزراء يوم الثلاثاء، بعد فوزه برئاسة الحزب الحاكم، الحزب الليبرالي الديمقراطي، يوم الجمعة.

وبعد فوزه، أوضح إشيبا أن السياسة النقدية ستبقى بشكل عام مرنة، ولكنه أشار إلى أنه لن يعارض مزيداً من الزيادات في أسعار الفائدة التي تظل قريبة من الصفر.

وقد أنهى بنك اليابان معدلات الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع تكاليف الاقتراض القصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز)، في تحول تاريخي بعيداً عن برنامج التحفيز الجذري الذي استمر عقداً من الزمن.

وأشار محافظ بنك اليابان، كازو أويادا، إلى استعداد البنك لرفع معدلات الفائدة بشكل أكبر، إذا أحرزت اليابان تقدماً نحو تحقيق هدف البنك المتعلق بالتضخم بنسبة 2 في المائة بشكل مستدام، كما تتوقع اللجنة.

وفي تصريح لوكالة «رويترز» في أغسطس (آب)، قال إشيبا إن بنك اليابان على «المسار الصحيح» بإنهاء الفائدة السلبية، وأيد مزيداً من تطبيع السياسة النقدية، مشيراً إلى أن ذلك قد يعزز من تنافسية الصناعة. ومع ذلك، حذر في مقابلة هذا الشهر من أن اليابان يجب أن تعطي الأولوية للخروج الكامل من الانكماش، مشدداً على وجود علامات ضعيفة في الاستهلاك.

وتعافى الين، الذي انخفض يوم الجمعة بسبب أنباء عن انضمام منافس ضعيف إلى إشيبا في جولة الإعادة على زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي، بعد فوزه.