أستراليا تأمر مستثمرين صينيين بالتخلص من أسهم «نورثرن مينيرالز» لاستخراج المعادن

أوضحت «نورثرن مينيرالز» أن إجمالي عدد الأسهم المقرر التصرف فيها يبلغ 10.4 % من رأسمالها (من موقع الشركة)
أوضحت «نورثرن مينيرالز» أن إجمالي عدد الأسهم المقرر التصرف فيها يبلغ 10.4 % من رأسمالها (من موقع الشركة)
TT

أستراليا تأمر مستثمرين صينيين بالتخلص من أسهم «نورثرن مينيرالز» لاستخراج المعادن

أوضحت «نورثرن مينيرالز» أن إجمالي عدد الأسهم المقرر التصرف فيها يبلغ 10.4 % من رأسمالها (من موقع الشركة)
أوضحت «نورثرن مينيرالز» أن إجمالي عدد الأسهم المقرر التصرف فيها يبلغ 10.4 % من رأسمالها (من موقع الشركة)

قال متحدث باسم أستراليا اليوم الاثنين إن وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز أمر العديد من المستثمرين المرتبطين بالصين بالتخلص من أسهم شركة «نورثرن مينيرالز» لاستخراج المعادن النادرة لأسباب تتعلق بالمصلحة الوطنية.

وتقوم شركة نورثرن مينيرالز بتطوير مشروع «براونز رانج» للعناصر الأرضية النادرة الثقيلة في غرب أستراليا، في وقت أصبح فيه القطاع استراتيجياً بشكل متزايد لاستخداماته في الطاقة الخضراء والدفاع، وفق «رويترز».

وجاء في أمر التصرف الصادر عن تشالمرز يوم الأحد أن صندوق «يوشياو» لديه 60 يوماً للتخلص من 80 مليون سهم اشتراها في سبتمبر (أيلول). ويعد صندوق يوشياو أداة استثمارية خاصة مسجلة في سنغافورة مملوكة للمواطن الصيني وو يوشياو، حسبما ذكرت «رويترز» سابقاً.

وكان الصندوق قد سعى للحصول على موافقة مجلس مراجعة الاستثمارات الأجنبية (إف آي آر بي) لرفع ملكيته إلى 19.9 في المائة في عام 2022، من 9.81 في المائة من شركة «نورثرن مينيرالز»، لكنه رفض طلبه العام الماضي.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «نورثرن مينيرالز»، آدم هاندلي في بيان لـ«رويترز»، إن الشركة أحالت نشاط شراء أسهم معين إلى لجنة مراجعة الاستثمارات الأجنبية للتحقيق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأضاف: «قامت شركة (نورثرن مينيرالز) بالإحالة إلى لجنة مراجعة الاستثمارات الأجنبية بسبب واجبنا في التصرف وفقاً لأفضل مصالح جميع المساهمين، وضمان سلامة سجل أسهم الشركة والالتزام بمعاييرنا العالية في الحوكمة الرشيدة»، مضيفاً أن ذلك لن يؤثر على تطوير منجم «براونز رانج».

وأشارت الشركة إلى أن إجمالي عدد الأسهم التي يجب التخلص منها يبلغ نحو 10.4 في المائة من رأس مال شركة «نورثرن مينيرالز»، الذي سيقترب، بالإضافة إلى حيازات صندوق «يوشياو»، من 20 في المائة، وهي النقطة التي يتعين عندها على أحد الأطراف إعلان نواياه بموجب قانون الاستحواذ الأسترالي.

وقالت شركة «نورثرن مينيرالز» إن الصندوق يسيطر عليه وو تاو، رئيس مجلس إدارة مجموعة «جينان يوكسياو» ومقرها الصين.

وذكر الإشعار أن من بين المساهمين الأجانب الآخرين الذين صدرت لهم أوامر بالتخلص من الأسهم خلال 60 يوماً شيميه ليو، وشي وانغ، وبلاك ستون ريسورسز.

وقال متحدث باسم تشالمرز في بيان يوم الاثنين: «أصدر أمين الصندوق أوامر بأن تقلل شركة صندوق (يوشياو) وأربعة شركاء لها حصصهم في شركة (نورثرن مينيرالز)».

وأضاف البيان: «إن القرار، الذي استند إلى نصيحة من مجلس مراجعة الاستثمارات الأجنبية، يهدف إلى حماية مصالحنا الوطنية وضمان الامتثال لإطار عمل الاستثمار الأجنبي لدينا».

ومن المقرر أن تقوم شركة «براونز رانج» بتزويد مصفاة «إنيبة» للأتربة النادرة التابعة لشركة «إيلوكا ريسورسيز» قيد الإنشاء في غرب أستراليا، والتي لديها بالفعل تعهد بتمويل بقيمة مليار دولار أسترالي (665.10 مليون دولار) من الحكومة الأسترالية وتنتظر قراراً بشأن المزيد.

وقالت أستراليا إنها تتطلع إلى دول صديقة لبناء صناعة المعادن الأساسية الخاصة بها مع تحول الغرب بعيداً عن الصين، المنتج الرئيسي.

وفي الأسبوع الماضي، استقال رئيس مجلس إدارة شركة «نورثرن مينيرالز» نيك كورتيس من مجلس إدارة الشركة. ورفض كورتيس التعليق. ولم يطرأ تغيير يذكر على أسهم الشركة حيث استقرت عند 0.035 دولار أسترالي. ويعقد الاجتماع العام السنوي للشركة في 6 يونيو (حزيران).

وتحقق كانبرا من الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الرئيسية لأسباب الأمن القومي، بما في ذلك المعادن الأساسية، وقد أوقفت بعض الصفقات الصينية مما أثار غضب بكين. وتستعد أستراليا لاستقبال رئيس الوزراء الصيني لي شيانغ في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي خلال زيارة قام بها في مارس (آذار) أنه يأمل أن تلتزم أستراليا بضمان عدم التمييز في بيئة السوق ضد الشركات الصينية. وقال المتحدث باسم تشالمرز إن إطار عمل الاستثمار الأجنبي الأسترالي لا يميز ضد أي دولة.



محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

TT

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)
ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس)

قال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة، وهو ينمو بوتيرة متسارعة ويوجد فرصاً غير مسبوقة، من خلال المحافظة على مستويات مستدامة من الدَّيْن العام واحتياطيات حكومية معتبرة، إضافةً إلى سياسة إنفاق مرنة تمكّنها من مواجهة التحديات والتقلبات في الاقتصاد العالمي.

وشدد ولي العهد، عقب إقرار مجلس الوزراء ميزانية العام المالي لعام 2025، على أن الإصلاحات المالية التي نفّذتها المملكة انعكست إيجابياً على تصنيفاتها الائتمانية؛ نتيجة تبني الحكومة سياسات مالية تسهم في المحافظة على الاستدامة المالية وكفاءة التخطيط المالي.

وأشار محمد بن سلمان إلى أن ميزانية العام المالي 2025 تؤكد استهداف حكومة المملكة الاستمرار في عملية تنفيذ الإصلاحات التنظيمية والهيكلية وتطوير السياسات الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة وتمكين القطاع الخاص وبيئة الأعمال، والعمل على إعداد خطة سنوية للاقتراض وفق استراتيجية الدّيْن متوسطة المدى التي تهدف إلى الحفاظ على استدامة الدّيْن وتنويع مصادر التمويل بين محلية وخارجية والوصول إلى أسواق الدين العالمية.

ونوه بالدور المحوري للمملكة في دعم الاستقرار الاقتصادي والمالي إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من متانة اقتصادها القادر على تجاوز التحديات.

وأوضح أن الحكومة ملتزمة مواصلة دعم النمو الاقتصادي من خلال الإنفاق التحولي مع الحفاظ على الاستدامة المالية على المديين المتوسط والطويل، وتواصل الحكومة تعزيز دور القطاع الخاص وتمكينه ليصبح المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي من خلال توفير البيئة الاستثمارية المحفّزة، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة لتكوين قطاع عمل قوي وواعد يعزز قدرات الكوادر البشرية في المشاريع المختلفة، ويُمكّن الحكومة من مواصلة العمل على تعزيز نموها الاقتصادي بما يحقق للاقتصاد استدامةً مالية، واستمرارية المشاريع ذات العائدَين الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى مواصلة العمل على تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات المتعلقة بتطوير البنية التحتية، ورفع جودة الخدمات الأساسية المقدَّمة للمواطنين والمقيمين والزائرين.

وقال ولي العهد: «إن الاقتصاد السعودي جزء لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي، ويتأثر بالتطورات العالمية كأي اقتصاد آخر؛ وهذا ما يدعونا إلى مواصلة العمل على مواجهة أي تحديات أو متغيرات عالمية عبر التخطيط المالي طويل المدى للاستمرار على وتيرتنا المتصاعدة نحو تحقيق وتنفيذ البرامج والمبادرات، مع الالتزام بكفاءة الإنفاق، والتنفيذ المتقن والشفاف لجميع البنود الواردة في الميزانية، وإتمام البرامج والمشاريع المخطط لها في برامج (رؤية السعودية 2030) والاستراتيجيات الوطنية والقطاعية».

وقال إن المؤشرات الإيجابية للاقتصاد السعودي تأتي امتداداً للإصلاحات المستمرة في المملكة في ظل "رؤية 2030"؛ إذ يقدر أن تسجل المملكة ثاني أسرع معدل نمو في الناتج المحلي الإجمالي بين الاقتصادات الكبرى خلال العام القادم عند 4.6 في المائة، مدفوعة باستمرار ارتفاع مساهمة الأنشطة غير النفطية والتي بلغت مستوى قياسياً جديداً لها خلال العام 2024 عند 52 في المائة، وانخفض معدل بطالة السعوديين إلى مستوى قياسي بلغ 7.1 في المائة حتى الربع الثاني وهو الأدنى تاريخياً، مقترباً من مستهدف 2030 عند 7 في المائة.

كما ارتفع معدل مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل ليصل إلى 35.4 في المائة حتى الربع الثاني متجاوزاً مستهدف الرؤية البالغ 30 في المائة، وبلغ صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي 21.2 مليار ريال (5.6 مليار دولار) خلال النصف الأول من العام الجاري، ويعكس ذلك اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بجميع فئات المجتمع.

ولفت ولي العهد إلى الدور المحوري لصندوق الاستثمارات العامة وصندوق التنمية الوطني والصناديق التنموية التابعة له في دعم الاستقرار الاقتصادي وتحقيق التنمية الشاملة، كما يمثل الصندوقان قوة فاعلة لتنويع الاقتصاد والاستثمار في المملكة بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأضاف: «إن المملكة تسير على نهجٍ واضح، وهدف حكومتها -بقيادة وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين- في المقام الأول هو خدمة المواطنين والمقيمين، والمحافظة على مكتسباتنا التنموية، والاستمرار في أعمالنا الإنسانية في الداخل والخارج، التزاماً بتعاليم ديننا الحنيف، ومواصلة العمل بكل الموارد والطاقات لتحقيق أهدافنا، مستعينين بالله -عز وجل- ومتوكلين عليه، وواثقين بطاقات وقدرات أبناء وبنات هذه البلاد الذين تسابقوا على الابتكار والإنتاج والإسهام في تحقيق رؤيتنا للوصول إلى مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح».

كان مجلس الوزراء السعودي برئاسة ولي العهد قد أقرَّ ميزانية العام المالي 2025، التي تتوقع إيرادات بقيمة 1.184 تريليون ريال (315.7 مليار دولار)، ونفقات بقيمة 1.285 تريليون ريال (342.6 مليار دولار)، وعجزاً بقيمة 101 مليار ريال (26.9 مليار دولار) الذي يمثل انخفاضاً نسبته 14.4 في المائة عن العجز المتوقع لهذا العام.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن ولي العهد وجّه الوزراء والمسؤولين، كلاً فيما يخصه، بالالتزام بتنفيذ ما تضمنته الميزانية من برامج واستراتيجيات ومشاريع تنموية واجتماعية ضمن رحلة «رؤية 2030».

وتتوافق الأرقام مع البيان التمهيدي لميزانية العام المقبل الذي كان وزارة المالية قد أصدرته في سبتمبر (أيلول) الماضي.