نائب محافظ «بنك إنجلترا»: خفض الفائدة ممكن هذا الصيف

«الأسهم البريطانية» تستهل الأسبوع بإيجابية بقيادة قطاع التعدين

منظر عام لمبنى «بنك إنجلترا» في لندن ببريطانيا (رويترز)
منظر عام لمبنى «بنك إنجلترا» في لندن ببريطانيا (رويترز)
TT

نائب محافظ «بنك إنجلترا»: خفض الفائدة ممكن هذا الصيف

منظر عام لمبنى «بنك إنجلترا» في لندن ببريطانيا (رويترز)
منظر عام لمبنى «بنك إنجلترا» في لندن ببريطانيا (رويترز)

قال نائب محافظ «بنك إنجلترا»، بن بروادبنت، الذي يتنحى عن منصبه في نهاية الشهر المقبل، إنه «من الممكن» خفض أسعار الفائدة في الأشهر القليلة المقبلة، مشيراً إلى إمكانية خفضها في المملكة المتحدة هذا الصيف.

وفي كلمة ألقاها قبل تصويته الأخير بصفته عضواً في «لجنة السياسة النقدية»، يوم الاثنين، قال بروادبنت إن التأثير المباشر لـ«كوفيد19» والحرب في أوكرانيا على التضخم قد تلاشى الآن، وإن «الأمر المهم حالياً هو مدى استمرار تأثيرات تلك الزيادة السابقة على التضخم المحلي». وأوضح أن الأعضاء التسعة في «لجنة السياسة النقدية» لا بد من أن يقيّموا كيفية تغير «تأثيرات الجولة الثانية» في الأسعار والأجور المحلية، وفق صحيفة «الغارديان».

وهناك وجهة نظر مفادها بأن «تأثيرات الجولة الثانية» هذه ستستغرق وقتاً أطول للتراجع مقارنة بالفترة التي استغرقتها للظهور. أما الرأي الآخر، فهو أن الشركات أقل قدرة على نقل الأجور المرتفعة إلى عملائها من خلال رفع الأسعار.

ووفق بروادبنت، فإن هناك مجموعة من الآراء حول هذه النقطة بين أعضاء اللجنة. وهذا أمر مفهوم تماماً بالنظر إلى ندرة مثل هذه الأحداث في الماضي، وعدم اليقين المصاحب بشأن المستقبل.

وبغض النظر عن آراء أعضائها الأفراد، فستواصل «لجنة السياسة النقدية» التعلم من البيانات الواردة، وإذا استمرت الأمور في التطور وفق توقعاتها (وهي التوقعات التي تشير إلى أن السياسة النقدية يجب أن تصبح أقل تشدداً في مرحلة ما) فعندئذٍ يكون من الممكن خفض سعر الفائدة في وقت ما خلال الصيف.

وهذا الشهر، صوتت «لجنة السياسة النقدية» بأغلبية 7 مقابل 2 على إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها في 16 عاماً، وهو 5.25 في المائة، وكان بروادبنت واحداً من 7 أعضاء صوتوا لـ«عدم التغيير».

وتشير أسواق النقد حالياً إلى وجود احتمال بنسبة 57 في المائة لخفض أسعار الفائدة إلى 5 في المائة في الاجتماع المقبل للبنك في يونيو (حزيران) المقبل، بينما يُتوقع خفض بحلول أغسطس (آب) بشكل شبه مؤكد.

وكانت «الأسهم البريطانية» افتتحت الأسبوع على ارتفاع طفيف، مدعومة بمكاسب قوية في قطاع التعدين للمعادن. وارتفع مؤشر «فوتسي 100» بنسبة 0.2 في المائة بدءاً من الساعة 07:11 (بتوقيت غرينيتش). وارتفع مؤشر «فوتسي 250» للأسهم المتوسطة بنسبة 0.3 في المائة.

وقاد قطاعا المعادن الثمينة والمعادن الصناعية مكاسب القطاعات الأخرى، فقد ارتفعت أسعار السبائك، ووصل النحاس إلى ذروة تاريخية جديدة، بعد أن طرحت الصين، أكبر مستهلك للمعادن، إجراءات تحفيز عقارية بالإضافة إلى بيانات إنتاج صناعي إيجابية.

وعلى صعيد أخبار الشركات، انخفضت أسهم شركة الأدوية العملاقة «أسترازينيكا» بنسبة 0.2 في المائة بعد أن أعلنت عن خطط لبناء منشأة تصنيع بقيمة 1.5 مليار دولار في سنغافورة.

وقفزت أسهم شركة «كي ووردز استوديوز» بنسبة 63.3 في المائة حيث دخلت مجموعة الأسهم الخاصة الأوروبية «إي كيو تي» في محادثات متقدمة لشراء شركة خدمات ألعاب الفيديو، ومقرها دبلن، مقابل 2.79 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

الاقتصاد امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة، كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد فنّيون بجانب خطوط الإنتاج في أحد مصانع ألمانيا (رويترز)

رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي متفائل بشأن الاقتصاد الألماني

أعرب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورغه برنده، عن ثقته بالتنمية الاقتصادية في ألمانيا على الرغم من الانكماش الاقتصادي الحالي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد طابور طويل أمام وزارة الهجرة السريلانكية للحصول على جوازات للسفر خارج البلاد التي كانت تعاني من إفلاس في فبراير 2023 (إ.ب.أ)

سريلانكا تصادق على اتفاق إعادة هيكلة ديونها

أعلنت حكومة سريلانكا الجديدة أنها صادقت على اتفاق وقَّعه الرئيس السابق مع الجهات الخاصة الدائنة، لإعادة هيكلة ديون بقيمة 12.5 مليار دولار من السندات السيادية.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في سوق مفتوح في إسطنبول (رويترز)

رغم تراجعه... اقتصاديون يرون التضخم في تركيا بات هيكلياً

رغم تباطئه في سبتمبر (أيلول)، ما زال التضخم في تركيا مرتفعاً بشكل كبير، في ظل إحجام الحكومة عن اتخاذ قرارات صعبة قادرة على لجم ارتفاع الأسعار، بحسب محللين.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد منظر عام لبنك إنجلترا في لندن (رويترز)

كبير اقتصاديي بنك إنجلترا يدعو إلى الحذر عند خفض الفائدة

أكد كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، ضرورة أن يتخذ المصرف المركزي البريطاني خطوات تدريجية عند خفض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
TT

لهذه الأسباب... ارتفعت الصفقات العقارية للوحدات السكنية الصغيرة 151 % في السعودية

بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)
بناية تحتوي على وحدات سكنية صغيرة بالعاصمة السعودية الرياض (دار الأركان العقارية)

تشهد السوق العقارية في السعودية مؤخراً إقبالاً على الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي تتراوح مساحاتها بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث ارتفعت الصفقات العقارية لتلك المساحات بنسبة 151 في المائة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأرجع عدد من الخبراء والاختصاصيين العقاريين خلال حديثهم مع «الشرق الأوسط»، هذا الإقبال، إلى 4 أسباب، مشيرين إلى أن المستقبل في المدن الكبرى مثل الرياض، ومكة المكرمة، والمدينة المنورة وجدة، والدمام سيكون للوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة، التي ستخلق فرصاً استثمارية جديدة للمطورين العقاريين في التوسع في هذه الوحدات وزيادة نصيبها ضمن مَحافظهم الاستثمارية والخاصة بمشروعات التطوير العقاري.

ويرى الخبير والمُقيّم العقاري المهندس أحمد الفقيه، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، أن المستقبل في المدن الكبرى للوحدات السكنية من الشقق الصغيرة بمتوسط مساحة 35 متراً مربعاً، مضيفاً أن مبيعات غالبية المطورين والمسوّقين العقاريين في المدن الكبيرة تتركز في الوحدات السكنية الصغيرة التي تتكون من غرفة أو غرفتين واستوديو.

وأرجع الفقيه هذا التوجه نحو الوحدات السكنية الصغيرة، إلى 4 أسباب، تتمثل في تغير التركيبة السكانية في المدن الرئيسية وعلى رأسها مدينة الرياض ومحافظة جدة؛ بسبب الهجرة الكبيرة نحو المدن التي أصبحت مركز جذب، ولارتفاع جودة الحياة فيها، ولزيادة الفرص الوظيفية فيها للسعوديين وغير السعوديين، كما أن هذه الفئات قليلة العدد ومتوسط عدد أفرادها 3 أشخاص. بالإضافة إلى ظهور فئات جديدة في المجتمع لم يعهدها سابقاً، من الذين يُفضّلون الاستقلالية في السكن، حيث إن بعضهم سيدات، سواء منفصلات أو موظفات قادمات من خارج المدن، أو رجال يفضلون الاستقلالية في السكن.

وأشار الفقيه إلى أن السبب الثالث، يكمن في تغير العادات الاجتماعية، بحيث أصبحت الأسر الجديدة وحديثو الزواج يميلون إلى عدم إنجاب الأطفال بعدد كبير جداً، ويفضّلون وجود فترة زمنية تتجاوز 3 سنوات لإنجاب طفلهم الأول، بعد الاستقرار المادي والسكني، مضيفاً أن السبب الرابع يتمثل في ارتفاع أسعار الوحدات السكنية في المدن الكبرى؛ مما دفع كثيراً من العائلات الصغيرة والمستقلين إلى تفضيل الوحدات السكنية ذات المساحات الصغيرة.

واستشهد الفقيه بلغة الأرقام، مشيراً إلى أن بيانات البورصة العقارية توضح تضاعف الصفقات العقارية للوحدات السكنية بين 30 متراً مربعاً و65 متراً مربعاً، حيث سجّلت البورصة خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الماضي نحو 242 وحدة سكنية، بينما قفزت خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 608 وحدات سكنية، وهو مؤشر قوي على ازدياد وتفضيل هذا النوع من المساكن.

الوحدات الصغيرة... نجم صاعد

من جانبه، وصف المستشار والخبير العقاري العبودي بن عبدالله، خلال حديثه مع «الشرق الأوسط»، الوحدات السكنية الصغيرة بأنها نجم صاعد في السوق العقارية السعودية، واستطاعت خلال الفترة الماضية جذب اهتمام المطورين والمستثمرين على حد سواء، مشيراً إلى أنه مع تنامي عدد السكان وزيادة الطلب على السكن فرضت هذه الوحدات نفسها حلاً مبتكراً وذكياً يلبي احتياجات الطلب الكبير والعصر الحديث في السوق العقارية السعودية، ويتواكب مع ما يشهده من تحولات ديناميكية، كما يجمع بين المرونة والكفاءة والاستدامة.

وأضاف أنه «في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها المملكة تظهر الحاجة إلى تنوع في الخيارات السكنية بشكل متزايد من الجيل الجديد من السعوديين الذين يفضّلون الاستقلالية والمرونة، ويسعون للحصول على وحدات سكنية تلبي احتياجاتهم الفردية بأسعار تتناسب مع قدراتهم الشرائية». ولفت إلى أن الوحدات السكنية الكبيرة لم تعد الخيار الأوحد، بل باتت الوحدات الصغيرة تجذب الأنظار، خصوصاً للشباب والعائلات الصغيرة والمهنيين غير المتزوجين الذين يبحثون عن أسلوب حياة يتناسب مع احتياجاتهم، دون الإخلال بالجودة أو الراحة؛ مما يجعلها خياراً مثالياً لمَن يسعون للحصول على نمط حياة عصري ومستدام، يتماشى مع التوجهات العالمية نحو التصميم الذكي واستخدام المساحات بشكل أكثر فعالية.

ويرى العبودي أن النمو السكاني وتنامي تدفق موظفي الشركات العالمية والمستثمرين، زادا من الطلب على الوحدات السكنية الصغيرة بشكل لافت في المملكة، خصوصاً للفئات الباحثة عن سكن بأسعار معقولة وبمواقع استراتيجية داخل المدن الكبرى مثل الرياض وجدة والدمام، لافتاً إلى أن الأرقام والإحصاءات تشير إلى أن الطلب على الوحدات الصغيرة سيرتفع بشكل مستمر خلال السنوات المقبلة؛ حيث يسهم ذلك في تخفيف الضغط على الوحدات السكنية الكبيرة ويفتح أبواباً جديدة للاستثمار في قطاع العقارات، كما أن المستثمرين العقاريين بدأوا في استيعاب ذلك، وهو ما أدى إلى زيادة المشروعات السكنية التي تركز على تقديم وحدات صغيرة تتسم بالجودة والكفاءة.

وأضاف أنها تعدّ خياراً اقتصادياً ممتازاً سواء للمطورين أو للمشترين، فالمساحات الأصغر تعني تكاليف أقل للبناء وبالتالي تقديم وحدات بأسعار تنافسية تتيح لشريحة أوسع من السكان إمكانية التملك أو الإيجار، وهذا يسهم في تحقيق أهداف «رؤية 2030» في زيادة نسبة تملك السعوديين للمساكن، كما أنها ستصبح جزءاً أساسياً من النسيج العقاري للمملكة.