«فيتش»: الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية ارتفعت 60 % على أساس سنوي

السعودية في قائمة أكبر المصدرين بنسبة 45 %

يعتزم بنك التنمية الإسلامي إصدار صكوك خضراء بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2024 (رويترز)
يعتزم بنك التنمية الإسلامي إصدار صكوك خضراء بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2024 (رويترز)
TT

«فيتش»: الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية ارتفعت 60 % على أساس سنوي

يعتزم بنك التنمية الإسلامي إصدار صكوك خضراء بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2024 (رويترز)
يعتزم بنك التنمية الإسلامي إصدار صكوك خضراء بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2024 (رويترز)

توقعت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني أن تتجاوز إصدارات الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة 50 مليار دولار، في غضون العامين المقبلين، بعد أن ارتفعت 60.3 في المائة على أساس سنوي إلى 40 مليار دولار، بنهاية الربع الأول من العام الحالي، بكل العملات.

وأضافت الوكالة، في تقرير، أن المصدرين يهدفون من إصدار تلك الصكوك إلى تحقيق أهداف تنويع التمويل، لافتة إلى أن المخاطر التي تحيط بتلك الإصدارات تشمل تقلبات الأوضاع الجيوسياسية، وارتفاع أسعار النفط، مما قد يقلص احتياجات التمويل ببعض أسواق الصكوك الأساسية، وكذلك المتطلبات الجديدة المتعلقة بالشريعة التي قد تغير مخاطر الائتمان المرتبطة بالصكوك، وضعف دوافع الاستدامة بالأسواق الأساسية.

ونقل التقرير عن الرئيس العالمي للتمويل الإسلامي لدى «فيتش»، بشار الناطور، أن ما يقرب من 99 في المائة من جميع الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة، التي تُصنفها «فيتش»، هي عند درجة جديرة بالاستثمار. وأضاف أنه في العام الحالي بدأ بإصدار مبادرات تنظيمية رئيسية، مما قد يدعم توحيد المعايير، وتطوير نظام العمل وتعزيز الشفافية.

وأوضح التقرير أن «هناك إمكانات كبيرة لنمو الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة، وستمثل الجهود المستمرة وزيادة الثقة عاملين أساسيين في تحقيق ذلك».

وأوضحت «فيتش» أنه، في أبريل (نيسان)، مدَّدت هيئة الأوراق المالية والسلع الإماراتية الإعفاء من رسوم تسجيل السندات والصكوك الخضراء والمرتبطة بالاستدامة، كما استحدثت السعودية وسلطنة عمان أطراً للتمويل الأخضر.

وذكر التقرير أن إصدارات الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة شكلت 12 في المائة من إجمالي الصكوك القائمة عالمياً بالدولار، بنهاية الربع الأول من العام الحالي.

وتصنف «فيتش» نحو 90 في المائة من الصكوك المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة عالمياً المصدرة بالعملة الصعبة. وتتصدر السعودية قائمة أكبر المصدرين لتلك الصكوك التي تصنفها «فيتش» بنسبة 45 في المائة، تليها الإمارات بنسبة 33 في المائة.

وقالت «فيتش» إن الصكوك تُهيمن على حصة كبيرة من إصدارات الدَّين المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة في الأسواق الأساسية. وأضافت أنه في دول مجلس التعاون الخليجي، بلغت إصدارات تلك الصكوك 15.9 مليار دولار، تمثل 45 في المائة من مزيج الدين المرتبط بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة، في حين تتمثل النسبة الباقية في السندات المرتبطة بتلك الأهداف.

ولفتت الوكالة إلى أن إصدار الصكوك والسندات المرتبطة بأهداف بيئية ومجتمعية وبالحوكمة ما زال في مرحلة ناشئة بدول منظمة التعاون الإسلامي.

وكان بنك التنمية الإسلامي قد أعلن عزمه، في نهاية أبريل الماضي، إصدار صكوك خضراء بقيمة 5 مليارات دولار خلال عام 2024.


مقالات ذات صلة

البحرين تقترح إصدار سندات تنمية حكومية بـ398 مليون دولار

الاقتصاد بنك البحرين المركزي (الموقع الإلكتروني)

البحرين تقترح إصدار سندات تنمية حكومية بـ398 مليون دولار

قال البنك المركزي البحريني، الخميس، إن المملكة تقترح إصدار سندات تنمية حكومية بقيمة 150 مليون دينار (398 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (المنامة)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تشهد ارتفاعاً في إصدارات الصكوك لتمويل مشاريع التحول الاقتصادي

شهدت إصدارات الصكوك في السعودية ارتفاعاً خلال النصف الأول من العام الحالي، نتيجةً لمواصلة الحكومة والبنوك الاستفادة من السوق لتمويل مختلف المشاريع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى وزارة المالية السعودية في العاصمة الرياض (واس)

بدء الاشتراك بإصدار يونيو لصكوك «صح» في السعودية بعائد 5.55 %

أعلن المركز الوطني لإدارة الدَين في السعودية، عن فتح الاشتراك في إصدار شهر يونيو (حزيران) لمنتج «صح» للصكوك الحكومية والمخصص للأفراد اعتباراً من اليوم الأحد.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
الاقتصاد منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

«مركز الدين» السعودي يعلن إتمام إصدار صكوك دولية بـ 5 مليارات دولار

أعلن «المركز الوطني لإدارة الدين» السعودي، يوم الأربعاء، الانتهاء من استقبال طلبات المستثمرين للإصدار الدولي لصكوك حكومة المملكة بالدولار بقيمة 5 مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى وزارة المالية السعودية في الرياض (الشرق الأوسط)

بدء الجولة الرابعة من الصكوك الادخارية الحكومية السعودية

أُتيحت، الأحد، فترة الاشتراك في الجولة الرابعة من الصكوك الحكومية السعودية (صح) عن شهر مايو (أيار)، من خلال القنوات الرقمية للمؤسسات المالية المعتمدة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
TT

الحكومة الأميركية تدافع أمام القضاء عن إلزام مالكي «تيك توك» ببيعه

شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)
شعار «تيك توك» (أ.ف.ب)

في فصل جديد من المواجهة بين شبكة التواصل الاجتماعي الصينية «تيك توك» والحكومة الأميركية، قدمت وزارة العدل الأميركية الجمعة حججها إلى المحكمة الفيدرالية التي ستقرر ما إذا كان القانون الهادف إلى البيع القسري للتطبيق يتماشى مع الدستور أم لا.

واعتمد الكونغرس الأميركي في أبريل (نيسان)، قانوناً يجبر «بايتدانس»؛ الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك»، على بيعه لمستثمرين غير صينيين خلال 9 أشهر، وإلا تواجه خطر حظرها في الولايات المتحدة.

ويرى التطبيق أن هذا القانون ينتهك حرية التعبير التي يكفلها الدستور الأميركي في التعديل الأول منه.

لكن الحكومة الأميركية تؤكد أن القانون يهدف إلى الاستجابة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي، وليس إلى الحد من حرية التعبير، عادّة أن ليس بإمكان «بايتدانس» الاستفادة في هذه الحالة من الحماية التي ينص عليها التعديل الأول من الدستور.

ووفقاً للحجج التي قدمتها وزارة العدل الأميركية، تتعلق المخاوف بأن «بايتدانس» ملزمة على الاستجابة لطلبات السلطات الصينية في الوصول إلى بيانات المستخدمين الأميركيين، كما يمكن للتطبيق أيضاً فرض رقابة على محتوى معين على منصته أو تسليط الضوء على آخر.

وكتبت وزارة العدل في ملف حججها، أنه «نظراً لانتشار (تيك توك) الواسع في الولايات المتحدة، فإن قدرة الصين على استخدام ميزات (تيك توك) لتحقيق هدفها الأساسي المتمثل في الإضرار بالمصالح الأميركية يخلق تهديداً عميقاً وواسع النطاق للأمن القومي».

وذكر الملف أيضاً أن «تيك توك» يمنح بكين «الوسائل لتقويض الأمن القومي الأميركي» من خلال جمع كميات كبيرة من البيانات الحساسة من المستخدمين الأميركيين واستخدام خوارزمية خاصة للتحكم في مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون.

وأضافت وزارة العدل الأميركية «يمكن التحكم بهذه الخوارزمية يدوياً». وتابعت: «موقعها في الصين من شأنه أن يسمح للحكومة الصينية بالتحكم سراً في الخوارزمية - وبالتالي تشكيل المحتوى الذي يتلقاه المستخدمون الأميركيون سراً».

علم الولايات المتحدة وأعلاه شعار التطبيق الصيني «تيك توك» (رويترز)

وردت الشركة المالكة لتطبيق «تيك توك» السبت بالقول إن «الدستور إلى جانبنا».

وعدّت الشركة أن «حظر تيك توك من شأنه إسكات أصوات 170 مليون أميركي، في انتهاك للتعديل الأول للدستور»، في إشارة إلى مستخدميه بالولايات المتحدة.

وأضاف التطبيق: «كما قلنا في السابق، لم تقدم الحكومة أبداً دليلاً على تأكيداتها»، بما في ذلك أثناء اعتماد القانون.

ولكن أوضح مسؤول أميركي أن أجهزة الاستخبارات الأميركية تشعر بالقلق بشأن إمكانية قيام بكين «باستخدام تطبيقات الهاتف الجوال سلاحاً».

وشدّد المسؤول على أن «الهدف من القانون هو ضمان أنه يمكن للصغار والمسنين على حد سواء، وكل (الفئات العمرية) بينهم، استخدام التطبيق بكل أمان، مع الثقة في أن بياناتهم ليست في متناول الحكومة الصينية أو أن ما يشاهدونه لم تقرره الحكومة الصينية».

ورأى مسؤول في وزارة العدل الأميركية أن «من الواضح أن الحكومة الصينية تسعى منذ سنوات إلى وضع يدها على كميات كبيرة من البيانات الأميركية بأي طرق ممكنة، بينها هجمات سيبرانية أو شراء بيانات عبر الإنترنت، وتدرِّب نماذج من الذكاء الاصطناعي لاستخدام هذه البيانات».

ويرى «تيك توك» أن طلب بيع التطبيق «مستحيل ببساطة»، خصوصاً خلال فترة زمنية محدد.

وجاء في الشكوى المقدمة من «تيك توك» و«بايتدانس»، أنه «لأول مرة في التاريخ، اعتمد الكونغرس تشريعاً يستهدف منصة واحدة لفرض حظره على مستوى البلاد ومنع كل أميركي من المشاركة في مجتمع عالمي واحد يضم أكثر من مليار شخص».

وأكدت «بايتدانس» أنها لا تنوي بيع «تيك توك»، معتمدة المسار القضائي وصولاً إلى المحكمة العليا الأميركية، باعتباره الرد الوحيد لمنع الحظر في 19 يناير (كانون الثاني) 2025.

وظل «تيك توك» لسنوات في مرمى السلطات الأميركية لوضع حد لاستخدامه في البلاد.

وفي عام 2020، نجح «تيك توك» في تعليق قرار بحظره أصدرته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من خلال طلب استئناف. وعلّق قاضٍ القرار مؤقتاً، عادّاً أن الأسباب المقدمة للحظر مبالغ فيها، وأن حرية التعبير مهددة.

لكن يهدف القانون الأميركي الجديد إلى التغلب على الصعوبات التي تمت مواجهتها سابقاً.

ويرى خبراء أن المحكمة العليا قد تأخذ في الحسبان حججاً تشير إلى إمكانية تهديد التطبيق للأمن القومي يقدمها مسؤولون في الولايات المتحدة.

ولكن من الصعب حالياً تصور إمكانية استحواذ طرف آخر على «تيك توك»، حتى لو كانت «بايتدانس» منفتحة على إمكانية بيعه، إذ لم يتقدم أحد بالفعل لشرائه.

وليس من السهل توفر طرف لديه أموال كافية للاستحواذ على تطبيق يضم 170 مليون مستخدم في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم في كل أنحاء العالم، في حين أن الشركات الرقمية العملاقة هي بلا شك الوحيدة التي تمتلك الإمكانات اللازمة للاستحواذ على التطبيق.