معنويات الأعمال الألمانية تتحسن بشكل غير متوقَّع في أبريل

أحد مواقع البناء في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
أحد مواقع البناء في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
TT

معنويات الأعمال الألمانية تتحسن بشكل غير متوقَّع في أبريل

أحد مواقع البناء في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)
أحد مواقع البناء في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

أظهر استطلاع للرأي أُجري يوم الأربعاء، تحسناً في معنويات الأعمال الألمانية أكثر من المتوقع في أبريل (نيسان)، مما عزَّز الآمال بأن أسوأ الأحوال قد تكون قد انقضت بالنسبة لأكبر اقتصاد في أوروبا، على الرغم من عدم توقع حدوث انتعاش قوي.

وقال معهد «إيفو» إن مؤشر مناخ الأعمال الخاص به بلغ 89.4 مقارنةً بالقراءة التي توقعها المحللون في استطلاع أجرته «رويترز» وهي 88.8. وفي مارس (آذار)، كانت القراءة 87.9 بعد تعديل طفيف.

وقال رئيس معهد «إيفو»، كليمنس فويست: «يتجه الاقتصاد نحو الاستقرار، خصوصاً بفضل مقدمي الخدمات».

وأضاف المعهد أن الشركات كانت أكثر رضاً عن أعمالها الحالية في أبريل، كما تحسنت التوقعات أيضاً.

وقال كبير الاقتصاديين في «إل بي بي دبليو»، ينس أوليفر نيكلاش: «هذه هي الزيادة الثالثة على التوالي والثانية القوية على التوالي. يبدو أن هذا يشبه عكس الاتجاه».

وأضاف: «يجب أن تظل حذراً في الأوقات الصعبة، ولكن على الأقل هناك الآن بعض الأدلة التي تشير إلى أننا شهدنا قاع الاقتصاد في الشتاء».

في وقت سابق من هذا الأسبوع، أظهر مؤشر مديري المشتريات الفوري (إتش سي أو بي) تعزيزاً بقيادة الخدمات في النشاط التجاري، حيث ارتفعت قراءة أبريل بشكل جيد فوق التوقعات إلى أعلى مستوى لها في 10 أشهر.

وقالت كبيرة الاقتصاديين الأوروبيين في «كابيتال إيكونوميكس»، فرنزيسكا بالماس، إن ارتفاع مؤشر «إيفو» الألماني في أبريل، إلى جانب القفزة في مؤشر مديري المشتريات المركَّب في الشهر نفسه، يشير إلى أن الاقتصاد الألماني قد تجاوز أسوأ مراحله.

لكن على عكس مؤشر مديري المشتريات، ظل مؤشر «إيفو» في منطقة الانكماش، كما أشارت بالماس.

وأظهر استطلاع «إيفو» أن المعنويات العامة تعززت من خلال تقارير الشركات عن رضاها الأكبر عن وضعها التجاري الحالي، بينما تحسنت التوقعات المستقبلية أيضاً بشكل ملحوظ.

ومن المقرر أن ترفع الحكومة الألمانية توقعاتها للنمو هذا العام إلى 0.3 في المائة، من 0.2 في المائة سابقاً، وفقاً لما قاله مصدر لـ«رويترز» الأسبوع الماضي.

ومن المتوقع على نطاق واسع أن تدخل ألمانيا ركوداً تقنياً آخر في الربع الأول من هذا العام، بعد أن انكمش اقتصادها بنسبة 0.3 في المائة في الربع الأخير من العام الماضي.

وكان أكبر اقتصاد في أوروبا الأضعف بين نظرائه الكبار في منطقة اليورو العام الماضي، حيث أثَّرت ارتفاع تكاليف الطاقة والطلبات العالمية الضعيفة ومعدلات الفائدة المرتفعة القياسية على أدائه.

وقال جيرون فان دن بروك، رئيس قسم أبحاث القطاعات العالمية في «آي إن جي»، إن الارتفاع الثالث على التوالي في مؤشر «إيفو» يقدم دليلاً إضافياً على تراجع الاقتصاد الألماني، مضيفاً أن ثلاث زيادات متتالية تميل إلى أن تشير إلى نقطة تحول في الاقتصاد.

وقال: «لقد تجاوزنا القاع الدوري ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن تعافياً قوياً وشيك الوقوع».



استقرار الدولار قرب أدنى مستوى له في 5 أشهر

أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
TT

استقرار الدولار قرب أدنى مستوى له في 5 أشهر

أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق نقدية من فئة الدولار الأميركي (رويترز)

استقر الدولار الأميركي قرب أدنى مستوى له في خمسة أشهر مقابل العملات الرئيسية يوم الاثنين، متأثراً بسياسات الرئيس دونالد ترمب التجارية المتقلبة وسلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة. في المقابل، اقترب اليورو من أعلى مستوى له في خمسة أشهر بعد الاتفاق المالي الذي توصلت إليه الأحزاب الألمانية يوم الجمعة، والذي يتوقع أن يعزز الإنفاق الدفاعي وينعش النمو في أكبر اقتصاد في أوروبا.

وشهدت الأسواق تحولات كبيرة خلال الشهر الماضي، وفقاً لمحللي «غولدمان ساكس»، حيث تمثلت الأولى في «إعادة التقييم الحادة السلبية» للأصول الأميركية بسبب تقلبات التعريفات الجمركية والبيئة السياسية غير المستقرة التي خلقتها الإدارة الأميركية الجديدة، بينما تمثل التحول الثاني في «إعادة التقييم الحادة الإيجابية» للدافع المالي في ألمانيا. وقال المحللون إن هذين التحولين يشكلان تحدياً كبيراً لرواية «الاستثنائية الأميركية» التي كانت سائدة في الأسواق، وفق «رويترز».

وبلغ سعر اليورو 1.0879 دولار، منخفضاً بشكل طفيف عن 1.0947 دولار الذي سجله في الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول). من جهته، أعلن المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن دعم حزب الخضر لزيادة كبيرة في الاقتراض الحكومي، ما يعزز من فرص تمرير الاتفاق هذا الأسبوع في البرلمان. ويشمل الاتفاق صندوقاً بقيمة 500 مليار يورو (540 مليار دولار) للبنية التحتية، بالإضافة إلى تغييرات كبيرة في قواعد الاقتراض.

وفي الصين، عاد اليوان إلى أقوى مستوى له في أربعة أشهر، حيث تم تداوله عند 7.2400 يوان للدولار. كما ارتفع الجنيه الإسترليني إلى 1.2927 دولار، وهو الأعلى منذ نوفمبر (تشرين الثاني). في الوقت نفسه، أعلن مجلس الدولة الصيني عن «خطة عمل خاصة» لتعزيز الاستهلاك المحلي، والتي تشمل إجراءات لزيادة دخل الأفراد وإنشاء برامج لدعم رعاية الأطفال.

من ناحية أخرى، استقر مؤشر الدولار الأميركي عند 103.71، بفارق أقل من 0.5 في المائة عن أدنى مستوى له في خمسة أشهر، وهو 103.21، الذي سجله الأسبوع الماضي. وقد تراجع المؤشر بنحو 6 في المائة عن أعلى مستوى له في أكثر من عامين، الذي بلغ 110.17 في منتصف يناير (كانون الثاني)، مع تحول التفاؤل حول رئاسة ترمب إلى مخاوف من أن سياساته التجارية قد تؤدي إلى ركود اقتصادي. وفي هذا السياق، أظهرت بيانات الجمعة تراجع ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى لها في عامين ونصف، مع ارتفاع توقعات التضخم بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.

وأشار استراتيجيو بنك «إتش إس بي سي» إلى أن بيانات مبيعات التجزئة الأميركية، التي سيتم نشرها لاحقاً، ستشكل اختباراً حاسماً للدولار في ظل تراجع استطلاعات ثقة المستهلك. رغم توقعاتهم بقدرة الدولار على التعافي، إلا أن ذلك لن يكون بالأمر السهل.

كما استقر الدولار مقابل الين الياباني عند 148.70، مبتعداً عن أدنى مستوى له الذي سجله الأسبوع الماضي عند 146.545، وهو الأضعف منذ أكتوبر. ومن المتوقع أن يُبقي مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» على سياسته النقدية دون تغيير يوم الأربعاء، كما يُتوقع أن يُبقي بنك اليابان أسعار الفائدة ثابتة، رغم التوقعات بتشديد السياسة النقدية في وقت لاحق هذا العام.

كذلك، استقر الجنيه الإسترليني عند 1.2927 دولار، في انتظار قرار بنك إنجلترا بشأن السياسة النقدية يوم الخميس، بينما لم يشهد سعر «البتكوين» تغيراً يُذكر عند حوالي 83 ألف دولار.