باتت المنظومة الصحية في السعودية بيئة استثمارية جاذبة للقطاع الخاص محلياً ودولياً، وذلك بعد التحركات الحكومية المتسارعة في إعادة الهيكلة متسلحةً بالبنية التحتية الرقمية لتعزز تبني التقنيات الحديثة بما فيها الذكاء الاصطناعي لدى الشركات.
وكان وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، صرح مؤخراً أنه بحلول عام 2024، ستنتقل جميع التجمعات من الوزارة إلى شركة الصحة القابضة، ضمن مشروع الخصخصة في المملكة، مشيراً في الوقت ذاته إلى قرب إطلاق «التأمين الوطني» للمواطنين، وذلك عبر التجمعات الصحية.
وتشكل تلك الجهود نظام قادر على مواجهة تحديات الرعاية الصحية الحالية والمستقبلية، ويخفض نسبة التكاليف التشغيلية لتعود إيجاباً على المستفيدين في المملكة.
ويساهم ملف خصخصة القطاع الصحي في تحسين جودة الخدمات الصحية وضمان استدامتها المالية، ويحفز الشركات على تبني أحدث التقنيات والتطورات التكنولوجية بما فيها الذكاء الاصطناعي.
تعزيز الاستثمار
وقال الرئيس التنفيذي لمستشفيات ومراكز مغربي، معتصم علي رضا لـ«الشرق الأوسط»، إن المملكة تشهد تحولاً جذرياً في قطاع الرعاية الصحية، يتماشى مع أهداف «رؤية 2030»، لتعزيز مجتمع ديناميكي واقتصاد قوي، مبيناً أن هذا التحول يركز على تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتحديث المرافق والمعدات، وتعزيز دور الاستثمار الخاص في القطاع.
وأشار إلى أن قطاع الصحة بالمملكة يقف على عتبة مرحلة تطورية غير مسبوقة، خصوصاً بتبنيه التقنيات المتطورة، وتعهد بتطوير خدمات الصحة الإلكترونية، والمنصات الرقمية، وإطلاق إطار عمل صحي مبتكر، لتشكيل نظام قادر على مواجهة تحديات الرعاية الصحية الحالية والمستقبلية.
وتكفل هذه الخطة أن تكون البنية التحتية للرعاية الصحية متجاوبة وقابلة للاستدامة، ويزداد التركيز على تعزيز خدمات الرعاية الأولية، بهدف إرساء أسس لنظام رعاية شاملة.
وأفاد أن تقوية نظام الرعاية الأولية يعد خطوة مهمة نحو تحقيق أكثر عدالة للخدمات الصحية، ضامناً لكل فرد الوصول والسريع إلى العلاجات الطبية، مؤكداً أن ذلك لا يسهم فقط في خفض التكاليف الصحية الكلية، بل يعمل على تحسين سلامة المرضى ونوعية النتائج الصحية، موسعاً بذلك نطاق الوصول الشامل للخدمات لأفراد المجتمع كافة.
مشاركة القطاع الخاص
وأضاف الرئيس التنفيذي لمستشفيات مغربي، أن القطاع الخاص يؤدي دوراً محورياً في دفع عجلة جهود المملكة نحو تحقيق أهدافها الصحية الوطنية، ضامناً الوصول الشامل للجميع إلى خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة العالية.
وأبان أن هذه التطورات شملت جوانب عدة كالتحول الرقمي، توفير التأمين الصحي، الخصخصة، وتشجيع الاستثمارات في القطاع الصحي، كل ذلك بهدف جذب الشركات العالمية وتحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين.
وأكمل أن المملكة تضع تأكيداً كبيراً على أهمية الصحة الرقمية، مع توقعات بنمو كبير في هذه السوق، وهو ما يعكس اتجاهاً نحو التحديث والكفاءة من خلال الرقمنة ومشاركة القطاع الخاص، متوقعاً أن يضع المملكة في موقع الريادة في خدمات الصحة وأمان الأدوية.
ولفت إلى أن المملكة تعمل على تشجيع الاستثمار في القطاع الصحي، وذلك لتعزيز البنية التحتية الصحية وجذب الخبرات العالمية، وتهدف هذه الجهود إلى تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة ودعم الابتكار في هذا المجال.