أسعار النفط تتراجع متجاهلة الهجوم الإيراني على إسرائيل

مع قيام السوق بسحب علاوة المخاطرة

مصفاة النفط «إيكوبترول» في قرطاغنة بكولومبيا (رويترز)
مصفاة النفط «إيكوبترول» في قرطاغنة بكولومبيا (رويترز)
TT

أسعار النفط تتراجع متجاهلة الهجوم الإيراني على إسرائيل

مصفاة النفط «إيكوبترول» في قرطاغنة بكولومبيا (رويترز)
مصفاة النفط «إيكوبترول» في قرطاغنة بكولومبيا (رويترز)

تراجعت أسعار النفط خلال التعاملات يوم الاثنين، مع تقليص المشاركين في السوق علاوات المخاطر في أعقاب الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل في وقت متأخر يوم السبت، الذي قالت الحكومة الإسرائيلية إنه تسبب في أضرار محدودة.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يونيو (حزيران) 23 سنتاً، أو 0.2 في المائة، إلى 90.22 دولار للبرميل، في حين نزلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط تسليم مايو (أيار) 29 سنتاً، أو 0.3 في المائة، إلى 85.37 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:30 بتوقيت غرينتش، وفق «رويترز».

وكان الهجوم الذي شمل أكثر من 300 صاروخ وطائرة من دون طيار هو الأول على إسرائيل من دولة أخرى منذ أكثر من ثلاثة عقود، مما أثار مخاوف بشأن صراع إقليمي أوسع يؤثر على حركة النفط عبر الشرق الأوسط.

وقال وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في «آي إن جي»: «لقد تم تسعير الهجوم إلى حد كبير في الأيام التي سبقته. كما أن الأضرار المحدودة وحقيقة عدم وقوع خسائر في الأرواح يعني أن رد إسرائيل ربما يكون أكثر قياساً... لكن من الواضح أنه لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين، والأمر كله يعتمد على كيفية رد إسرائيل الآن».

ونظراً لأن إيران تنتج حالياً أكثر من 3 ملايين برميل يومياً من النفط الخام بوصفها منتجاً رئيسياً داخل منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، فإن مخاطر العرض تشمل فرض عقوبات نفطية أكثر صرامة، وأن رد إسرائيل قد يشمل استهداف البنية التحتية للطاقة في إيران، وفق ما قال العميل في «آي إن جي» في مذكرة يوم الاثنين.

ولكن إذا كانت هناك خسارة كبيرة في الإمدادات، فيمكن للولايات المتحدة إطلاق المزيد من النفط الخام من احتياطاتها النفطية الاستراتيجية، في حين أن «أوبك» لديها أكثر من 5 ملايين برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية الفائضة.

وقال باترسون: «إذا ارتفعت الأسعار بشكل كبير على خلفية خسائر الإمدادات، فقد يتصور المرء أن المجموعة ستتطلع إلى إعادة بعض هذه الطاقة الفائضة إلى السوق. ولن ترغب (أوبك) في رؤية الأسعار ترتفع أكثر من اللازم نظراً لخطر تدمير الطلب».

وكانت أسعار النفط القياسية ارتفعت يوم الجمعة تحسباً للهجوم الانتقامي الإيراني، لتلامس أعلى مستوياتها منذ أكتوبر (تشرين الأول).

على الرغم من الأضرار المحدودة، كان المحللون يتوقعون على نطاق واسع ارتفاعاً قصير الأمد على الأقل في الأسعار هذا الصباح، لكن تأثيرات الأسعار الأكثر أهمية والأطول أمداً الناجمة عن التصعيد ستتطلب انقطاعاً جوهرياً للإمدادات، مثل القيود المفروضة على الشحن في مضيق هرمز بالقرب من إيران.

وحتى الآن، لم يكن للصراع بين إسرائيل و«حماس» تأثير ملموس يذكر على إمدادات النفط.

وقال محللو «إي إن زد» للأبحاث في مذكرة إن «الهجوم على سفارة إيران في سوريا ورد إيران الانتقامي أدى إلى زيادة التوتر في الشرق الأوسط. ومع ذلك، لا نتوقع رد فعل فورياً في أسعار النفط الخام، نظراً للطاقة الفائضة الوفيرة وعلاوة المخاطر الجيوسياسية المرتفعة بالفعل. سيحدد رد إسرائيل ما إذا كان التصعيد سينتهي أم سيستمر. لا يزال من الممكن احتواء الصراع في إسرائيل وإيران ووكلائها، مع احتمال تورط الولايات المتحدة. فقط في الحالة القصوى، نرى أنه يؤثر بشكل واقعي على أسواق النفط».

وقال محللون في «سيتي» للأبحاث إن التوترات التي طال أمدها خلال الربع الثاني من هذا العام أدت إلى تسعير النفط إلى حدٍ كبير عند 85-90 دولاراً للبرميل. وبما أن السوق كانت متوازنة على نطاق واسع من حيث العرض والطلب طوال الربع الأول، فإن أي تراجع في التصعيد قد يؤدي إلى انخفاض الأسعار بشكل حاد إلى نطاق 70 دولاراً أو 80 دولاراً للبرميل.

وقال المحللون في المذكرة: «ما لا يتم تسعيره في السوق الحالية، من وجهة نظرنا، هو استمرار محتمل للصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، الذي نقدر أنه قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل اعتماداً على طبيعة الأحداث».


مقالات ذات صلة

«أديس» السعودية تبرم عقد إيجار لمنصة حفر بحرية في نيجيريا بـ21.8 مليون دولار

الاقتصاد إحدى منصات «أديس» البحرية (موقع الشركة الإلكتروني)

«أديس» السعودية تبرم عقد إيجار لمنصة حفر بحرية في نيجيريا بـ21.8 مليون دولار

أعلنت شركة «أديس القابضة» السعودية فوز منصتها البحرية المرفوعة «أدمارين 504» بعقد حفر مع شركة «بريتانيا-يو» في نيجيريا بنحو 81.8 مليون ريال (21.8 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد خزانات تخزين النفط الخام في منشأة «إينبريدج» في شيروود بارك في أفق مدينة إدمونتون في كندا (رويترز)

الزيادة الكبيرة في مخزونات الوقود الأميركية تخفّض أسعار النفط

انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي، يوم الخميس، بعد زيادة كبيرة في مخزونات الوقود في الولايات المتحدة أكبر مستخدم للنفط في العالم.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد العلم الإيراني مع نموذج مصغر لرافعة مضخة للنفط (أرشيفية- رويترز)

«رويترز»: إيران تضغط على الصين لبيع نفط عالق بقيمة 1.7 مليار دولار

قالت مصادر مطلعة، 3 منها إيرانية وأحدها صيني، إن طهران تسعى لاستعادة 25 مليون برميل من النفط عالقة في ميناءين بالصين منذ 6 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار «شل» خلال المؤتمر والمعرض الأوروبي لطيران رجال الأعمال في جنيف (رويترز)

«شل» تحذر من ضعف تداول الغاز الطبيعي المسال والنفط في الربع الأخير من العام

قلّصت شركة شل توقعاتها لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال للربع الأخير وقالت إن نتائج تداول النفط والغاز من المتوقع أن تكون أقل بكثير من الأشهر الـ3 الماضية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سفن الشحن راسية قبالة الساحل وتتقاسم المساحة مع منصات النفط قبل التوجه إلى ميناء لوس أنجليس (أرشيفية - أ.ب)

النفط يرتفع بدعم تراجع المخزونات الأميركية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الأربعاء، مع تقلص الإمدادات من روسيا وأعضاء منظمة «أوبك»، وبعد أن أشار تقرير إلى انخفاض آخر بمخزونات النفط الأميركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
TT

سندات لبنان الدولارية تعزز مكاسبها بعد انتخاب رئيس للجمهورية

نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)
نائب لبناني يدلي بصوته لانتخاب رئيس جديد للدولة في مبنى مجلس النواب وسط بيروت (أ.ب)

واصلت سندات لبنان الدولارية مكاسبها بعد انتخاب قائد الجيش، العماد جوزيف عون، رئيساً للجمهورية بعد أكثر من عامين من الفراغ الرئاسي، في خطوة يعدّها كثيرون بداية للانفراج السياسي بالبلاد.

يأتي هذا التحول بعد 12 محاولة فاشلة لاختيار رئيس، مما عزز الأمل في أن لبنان قد يبدأ معالجة أزماته الاقتصادية العميقة.

ومنذ الإعلان عن فوز عون، شهدت «سندات لبنان الدولارية (اليوروباوندز)» ارتفاعاً ملحوظاً، مما يعكس التفاؤل الحذر حيال استقرار البلاد.

ومع ذلك، تبقى أسعار السندات اللبنانية من بين الأدنى عالمياً، في ظل التحديات الاقتصادية المستمرة التي يواجهها لبنان نتيجة الانهيار المالي الذي بدأ في عام 2019. وفي التفاصيل، انتعش معظم سندات لبنان الدولية، التي كانت متعثرة منذ عام 2020، بعد الإعلان عن فوز عون، لترتفع أكثر من 7 في المائة وبنحو 16.1 سنتاً على الدولار. منذ أواخر ديسمبر (كانون الأول)، كانت سندات لبنان الدولارية تسجل ارتفاعات بشكل ملحوظ.

وتأتي هذه الزيادة في قيمة السندات خلال وقت حساس، فلا يزال الاقتصاد اللبناني يترنح تحت وطأة تداعيات الانهيار المالي المدمر الذي بدأ في عام 2019. فقد أثرت هذه الأزمة بشكل عميق على القطاعات المختلفة، مما جعل من لبنان أحد أكثر البلدان عرضة للأزمات المالية في المنطقة.