أسعار المعادن الصناعية تقفز مع مراهنة المستثمرين على ارتفاع الطلب الصيني

ارتفع النحاس بنسبة 10 % تقريباً منذ بداية العام ووصل إلى أعلى مستوى له في 15 شهراً (رويترز)
ارتفع النحاس بنسبة 10 % تقريباً منذ بداية العام ووصل إلى أعلى مستوى له في 15 شهراً (رويترز)
TT

أسعار المعادن الصناعية تقفز مع مراهنة المستثمرين على ارتفاع الطلب الصيني

ارتفع النحاس بنسبة 10 % تقريباً منذ بداية العام ووصل إلى أعلى مستوى له في 15 شهراً (رويترز)
ارتفع النحاس بنسبة 10 % تقريباً منذ بداية العام ووصل إلى أعلى مستوى له في 15 شهراً (رويترز)

تفوّق أداء المعادن الصناعية، بما في ذلك النحاس والزنك، على الأسهم العالمية هذا العام؛ إذ أدت علامات انتعاش الطلب من المصنّعين الصينيين إلى تفاقم المخاوف بشأن نقص الإمدادات العالمية.

وارتفع مؤشر يتتبع أداء 6 معادن صناعية في بورصة لندن للمعادن بنسبة 8 في المائة منذ بداية عام 2024، متجاوزاً ارتفاعاً بنسبة 6.3 في المائة لمؤشر MSCI للأسهم العالمية، وفق صحيفة «فايننشيال تايمز».

وارتفع المؤشر، الذي يشمل أيضاً الرصاص والألومنيوم والقصدير والنيكل، بشكل حاد هذا الشهر مع ازدياد ثقة المستثمرين بأن فترة طويلة من أسعار الفائدة العالمية المرتفعة، التي تهدف إلى كبح التضخم، لن تخنق النمو الاقتصادي. وفي الوقت نفسه، أثار المحللون مخاوف من أن عقبات الإنتاج من عمال المناجم ستقيد الإمدادات.

ورحب التجار بالعلامات الأولى على عودة الطلب من الصين، التي تعثر أداءها الاقتصادي منذ أن خرجت من سياساتها المتشددة المتعلقة بفيروس كورونا في ديسمبر (كانون الأول) 2022. وأشار أحدث مؤشر لمديري المشتريات الصينيين، الذي نُشر في نهاية مارس (آذار)، إلى تحسن توسع نشاط المصانع في مارس للمرة الأولى منذ سبتمبر (أيلول).

وارتفع النحاس نحو 10 في المائة منذ بداية عام 2024 ووصل إلى أعلى مستوى في 15 شهراً عند 9523 دولاراً للطن المتري يوم الثلاثاء.

ويُنظر إلى المعدن، الذي يدخل في مجموعة واسعة من الاستخدامات، بما في ذلك في البناء وخطوط الكهرباء والمركبات الكهربائية، على نطاق واسع بوصفه مقياساً رئيسياً لصحة الاقتصاد العالمي.

وجاءت المكاسب في وقت يخشى فيه المحللون من تأثير قلة الإمدادات من عمال المناجم. وفي مارس، وافقت مصاهر النحاس الصينية، التي تعالج أكثر من نصف الإمدادات العالمية من المعدن الأحمر، على الشروع في تخفيضات مشتركة نادرة في الإنتاج من أجل مواجهة النقص في المواد الخام، على الرغم من عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد.

ويتوقع «مورغان ستانلي» الآن أن ينخفض إنتاج النحاس المستخرج بنسبة 0.7 في المائة هذا العام. في غضون ذلك، توقع «ماكواري» هذا الأسبوع أن ينخفض نمو إنتاج الزنك المكرر بنسبة 0.4 في المائة.

وارتفعت أسعار الزنك في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.8 في المائة ليتم تداولها عند 2756 دولاراً للطن المتري يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2023. كما وصل القصدير والألمنيوم والرصاص إلى أعلى مستوياته في أشهر عدة، هذا الأسبوع.


مقالات ذات صلة

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

الاقتصاد أحد المصانع المنتجة في المدينة المنورة (واس)

«كي بي إم جي»: السياسات الصناعية في السعودية ستضعها قائداً عالمياً

أكدت شركة «كي بي إم جي» العالمية على الدور المحوري الذي تلعبه السياسات الصناعية في السعودية لتحقيق «رؤية 2030».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة «هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية» بندر الخريف (واس)

السعودية… حوكمة عمليات الشراء الحكومية ورفع كفاءة أداء المحتوى المحلي

ركزت السعودية على تحفيز الفئات المستهدفة في تبني المحتوى المحلي وإعطائه الأولوية، إلى جانب تحسين حوكمة عمليات الشراء الحكومية، ورفع كفاءة الأداء في هذا المجال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي صورة نشرها الجيش الإسرائيلي على موقع "إكس" يقول إنها لموقع إنتاج أسلحة بالضاحية الجنوبية لبيروت (الجيش الإسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير معظم منشآت إنتاج صواريخ «حزب الله»

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الثلاثاء)، إنه دمّر أغلب منشآت الأسلحة والصواريخ التابعة لجماعة "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد منظر لمطعم في ماربورغ (رويترز)

في ظل تراجع الصناعة... ألمانيا تغفل فرص النمو بقطاع الخدمات

ربما تكون السياسات الألمانية، التي ركزت بشكل أساسي على محاولة إنقاذ الشركات الصناعية الكبرى بالبلاد، قد تجاهلت إمكانات النمو غير المستغَلة في قطاع الخدمات.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد منظر عام لمنجم «كوبري بنما» المملوك لشركة «فيرست كوانتوم مينيرالز» الكندية في دونوسو (رويترز)

تقرير: قطاع المعادن والتعدين يحافظ على مرونته في مواجهة التحديات الحالية

أكد التقرير الدولي الذي نشرته شركة «كي بي إم جي» حول المعادن والتعدين، التزام القطاع الراسخ بالاستدامة والتحول الرقمي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
TT

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)
يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة وتطبيق سياسات أكثر ملاءمة للأعمال من إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب في العام المقبل.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»، يوم الجمعة، إن القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة، الذي يتتبع قطاعي التصنيع والخدمات، ارتفعت إلى 55.3 هذا الشهر. وكان هذا أعلى مستوى منذ أبريل (نيسان) 2022، مقارنة بـ54.1 نقطة في أكتوبر (تشرين الأول)، وفق «رويترز».

ويشير الرقم الذي يتجاوز 50 إلى التوسع في القطاع الخاص. ويعني هذا الرقم أن النمو الاقتصادي ربما تسارع في الربع الرابع. ومع ذلك، تشير البيانات الاقتصادية «الصعبة» مثل مبيعات التجزئة إلى أن الاقتصاد حافظ على وتيرة نمو قوية هذا الربع، مع استمرار ضعف في قطاع الإسكان وتصنيع ضعيف.

ونما الاقتصاد بمعدل نمو سنوي قدره 2.8 في المائة في الربع من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول). ويقدّر الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا حالياً أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع سيرتفع بمعدل 2.6 في المائة.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في شركة «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «يشير مؤشر مديري المشتريات الأولي إلى تسارع النمو الاقتصادي في الربع الرابع. وقد أدت التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة والإدارة الأكثر ملاءمة للأعمال إلى تعزيز التفاؤل، مما ساعد على دفع الإنتاج وتدفقات الطلبات إلى الارتفاع في نوفمبر».

وكان قطاع الخدمات مسؤولاً عن معظم الارتفاع في مؤشر مديري المشتريات، على الرغم من توقف التراجع في قطاع التصنيع.

وارتفع مقياس المسح للطلبات الجديدة التي تلقتها الشركات الخاصة إلى 54.9 نقطة من 52.8 نقطة في أكتوبر. كما تباطأت زيادات الأسعار بشكل أكبر، إذ انخفض مقياس متوسط ​​الأسعار التي تدفعها الشركات مقابل مستلزمات الإنتاج إلى 56.7 من 58.2 في الشهر الماضي.

كما أن الشركات لم تدفع لزيادة الأسعار بشكل كبير في ظل ازدياد مقاومة المستهلكين.

وانخفض مقياس الأسعار التي فرضتها الشركات على سلعها وخدماتها إلى 50.8، وهو أدنى مستوى منذ مايو (أيار) 2020، من 52.1 في أكتوبر.

ويعطي هذا الأمل في أن يستأنف التضخم اتجاهه التنازلي بعد تعثر التقدم في الأشهر الأخيرة، وهو ما قد يسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة. وبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي دورة تخفيف السياسة النقدية في سبتمبر (أيلول) بخفض غير عادي بلغ نصف نقطة مئوية في أسعار الفائدة.

وأجرى بنك الاحتياطي الفيدرالي خفضاً آخر بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر، وخفض سعر الفائدة الرئيسي إلى نطاق يتراوح بين 4.50 و4.75 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت الشركات تردداً في زيادة قوى العمل رغم أنها الأكثر تفاؤلاً في سنتين ونصف السنة.

وظل مقياس التوظيف في المسح دون تغيير تقريباً عند 49. وواصل التوظيف في قطاع الخدمات التراجع، لكن قطاع التصنيع تعافى.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات التصنيعي السريع إلى 48.8 من 48.5 في الشهر السابق. وجاءت النتائج متوافقة مع توقعات الاقتصاديين. وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 57 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) 2022، مقارنة بـ55 نقطة في أكتوبر، وهذا يفوق بكثير توقعات الاقتصاديين التي كانت تشير إلى قراءة تبلغ 55.2.