«غولدمان ساكس»: مبيعات الأصول في مصر تخفف من الذروة التاريخية للدين

وزير المالية: «مبادرة السيارات» تجمع ما يزيد على 750 مليون دولار

أطفال يجمعون الزهور المعدة للتصدير في أحد الحقول بمحافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة (رويترز)
أطفال يجمعون الزهور المعدة للتصدير في أحد الحقول بمحافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة (رويترز)
TT

«غولدمان ساكس»: مبيعات الأصول في مصر تخفف من الذروة التاريخية للدين

أطفال يجمعون الزهور المعدة للتصدير في أحد الحقول بمحافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة (رويترز)
أطفال يجمعون الزهور المعدة للتصدير في أحد الحقول بمحافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة (رويترز)

توقع بنك الاستثمار الأميركي «غولدمان ساكس» تسارع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لمصر إلى 4.9 في المائة في السنة المالية 2024-2025 التي تبدأ في يوليو (تموز) المقبل، من تقديرات بنمو 3.5 في المائة في السنة المالية الحالية، وأن يتراوح في المتوسط بين 6 و6.5 في المائة بدءا من السنة المالية التالية فصاعدا.

وقال «غولدمان ساكس» في تقرير نشرته «وكالة أنباء العالم العربي»، إنه يتوقع أن تحقق مصر فائضا أوليا في الموازنة بنسبة 3.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية المقبلة وفقا لما تتوقعه الحكومة المصرية، وأن يظل الفائض عند هذا المستوى على مدى السنوات المالية الثلاث التالية. ولا يشمل الفائض الأولي مدفوعات الديون.

وقال البنك إن السلطات المصرية لها سجل قوي نسبيا على الصعيد المالي، إذ حققت وزارة المالية باستمرار فائضا أوليا في الموازنة على مدى السنوات الست الماضية بمتوسط 1.3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وهو أمر «يثير الإعجاب» أكثر عند الوضع في الحسبان أن تلك السنوات تشمل جائحة كورونا، حيث أدى تراجع الإيرادات وارتفاع ضغوط الإنفاق إلى عجز متسع في كثير من الأسواق المتقدمة والناشئة. وأضاف أنه بعد الثلاث سنوات المالية التالية في مصر، فإنه يتوقع أن يتقلص الفائض الأولي لكن يظل إيجابيا خلال فترة تمتد حتى السنة المالية 2033 - 2034.

لكن البنك قال إنه يتوقع أن يظل العجز الإجمالي للموازنة مرتفعا نسبيا بسبب ارتفاع تكاليف الفائدة، على أن يتراجع إلى خمسة بالمائة فقط من الناتج المحلي الإجمالي خلال السنوات العشر المقبلة، مرجحا أيضا أن يظل إجمالي احتياجات الحكومة التمويلية مرتفعا، وألا ينخفض دون 30 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في غياب تقدم في تمديد متوسط أجل الدين المحلي.

وبشأن أعباء الدين، قال «غولدمان ساكس» إنها ارتفعت بشكل حاد في السنوات الأخيرة بسبب مزيج من ضغوط التمويل الخارجية وتشديد الأوضاع المالية. وبحسب تقديراته، بلغ إجمالي نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي، بما في ذلك ودائع دول الخليج لدى البنك المركزي المصري، ذروة عند 112 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في السنة المالية 2022 - 2023، لكنه يتوقع انخفاض هذا الرقم بقوة في السنتين الماليتين التاليتين، ليسجل 103 في المائة في 2023 - 2024، و92 في المائة في 2024 - 2025، إذ تساهم مبيعات أصول الدولة في تمويل من غير الدين للميزانية وتوفر فرصة للحكومة لتخفيض ديونها.

وفي الأجل الطويل، من المتوقع أن تتراجع نسبة الدين إلى 68 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول السنة المالية 2033 - 2034 بفضل النمو الاقتصادي القوي وانخفاض تكاليف التمويل.

وأضاف أن مدفوعات الفائدة انخفضت إلى أقل من 50 في المائة من الإيرادات وفقا لبيانات «المالية» المصرية في السنة المالية 2022 - 2023، لكنه يتوقع أن ترتفع مرة أخرى في السنة المالية الحالية على خلفية زيادة رصيد الدين وتشديد أكبر للأوضاع المالية المحلية والعالمية.

غير أن البنك قال إنه بالنظر إلى توقعاته الإيجابية للتضخم وأسعار الفائدة، فإنه يتوقع انخفاض مدفوعات الفائدة على نحو مطرد على المدى الطويل لتتراجع إلى ما يقل عن 30 في المائة من الإيرادات على مدى العقد المقبل.

وفي سياق منفصل، قال وزير المالية المصري محمد معيط يوم الخميس إن مبادرة استيراد سيارات المصريين في الخارج، التي تنتهي بنهاية الشهر الحالي، جمعت ما يزيد على 750 مليون دولار حتى الآن.

وتسمح المبادرة للمصريين العاملين في الخارج باستيراد سيارات الركوب للاستخدام الشخصي دون رسوم جمركية، شريطة تحويل وديعة بالدولار تعادل قيمة الرسوم والضرائب في حساب حكومي لمدة خمس سنوات دون فوائد، على أن يتم استرداد الوديعة في نهاية المدة بالجنيه المصري بسعر العملة وقتها.

وأطلقت الحكومة المصرية هذه المبادرة العام الماضي بهدف زيادة حصيلة البلاد من العملة الصعبة في ظل شح العملات الأجنبية الذي تعاني منه البلاد بسبب الضغوط الاقتصادية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت تكلفة السلع المستوردة.

وقال معيط وفقا لبيان صادر عن وزارته إنه لن يتم تمديد هذه المبادرة مرة أخرى بصفة نهائية، موضحا أن الوزارة أصدرت 250 ألف موافقة استيرادية حتى الآن، وأن العمل جار على تسريع الإجراءات بأكبر قدر ممكن، خاصة أن هذه الموافقات صالحة لمدة خمس سنوات ويجوز خلالها اختيار أي سيارة واستبدالها في أي وقت.

وأضاف الوزير أن معدلات الإفراج النهائي عن السيارات المستوردة للمصريين بالخارج تزداد، وقد بلغت 27 ألف سيارة تسلمها المستفيدون بالضوابط الميسرة المقررة بالقانون.

وأشار معيط إلى أن قيمة الوديعة التي تمثل قيمة الضريبة الجمركية المخفضة المقررة للسيارات المستوردة للمصريين بالخارج ضمن هذه المبادرة، سارية طوال فترة صلاحية الموافقة الاستيرادية، لافتا إلى أنه يحق للمالك الأول أن يستورد السيارة دون التقيد بسنة الصنع ويجب على غيره ألا يتجاوز ثلاث سنوات وقت الإفراج الجمركي.

ولفت إلى أن التيسيرات المقررة للمصريين المقيمين بالخارج تسري على الاستيراد من المناطق الحرة داخل مصر، وتخضع لنفس الإجراءات المقررة لاستيراد سيارة من الخارج، وتوفر المنصة الإلكترونية إمكانية اختيار إحدى المناطق الحرة داخل مصر جهة وارد، على أن يتم تحويل المبلغ النقدي المستحق لقيمة السيارة بحساب البائع من الخارج بالعملة الأجنبية، موضحا أنه سيتم سداد ودائع المصريين بالخارج المستفيدين من مبادرة تيسير استيراد السيارات، في المواعيد المقررة بسعر الصرف وقت استحقاقها بوصفها التزاما على الخزانة العامة.

من جانبه قال الشحات غتورى رئيس مصلحة الجمارك المصرية، إن 490 ألفا من المصريين المقيمين بالخارج سجلوا إلكترونيا حتى الآن للاستفادة من هذه المبادرة بما تتضمنه من ضوابط وإجراءات ميسرة.


مقالات ذات صلة

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

مشاة في إحدى الطرقات بالحي المالي وسط العاصمة الصينية بكين (أ.ب)

بكين تستقبل وفد شركات أميركية كبرى... وتغازل أوروبا

قالت غرفة التجارة الأميركية في الصين إن مجموعة من المسؤولين التنفيذيين من الشركات الأجنبية والصينية التقت رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في بكين.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أفق فرانكفورت مع الحي المالي (رويترز)

معنويات الأعمال في ألمانيا تتراجع... مؤشر «إيفو» يشير إلى ركود محتمل

تراجعت المعنويات الاقتصادية في ألمانيا أكثر من المتوقع في نوفمبر (تشرين الثاني)، مما يمثل مزيداً من الأخبار السلبية لبلد من المتوقع أن يكون الأسوأ أداءً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد زوار إحدى الحدائق الوطنية في العاصمة اليابانية طوكيو يتابعون التحول الخريفي للأشجار (أ.ف.ب)

عائد السندات اليابانية العشرية يتراجع عقب اختيار بيسنت للخزانة الأميركية

تراجع عائد السندات الحكومية اليابانية لأجل 10 سنوات الاثنين مقتفياً أثر تراجعات عائد سندات الخزانة الأميركية

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعضاء المؤتمر الهندي للشباب يحتجون ضد غوتام أداني ويطالبون باعتقاله (رويترز)

المعارضة الهندية تعطّل البرلمان بسبب «أداني»

تم تعليق عمل البرلمان الهندي بعد أن قام نواب المعارضة بتعطيله للمطالبة بمناقشة مزاعم الرشوة ضد مجموعة «أداني»، فيما انخفضت أسعار سندات «أداني»

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
الاقتصاد شخص يمشي أمام بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خطر ارتفاع التضخم أكبر من انخفاضه

عبّرت نائبة محافظ بنك إنجلترا، كلير لومبارديللي، يوم الاثنين، عن قلقها بشأن احتمال ارتفاع التضخم إلى مستويات أعلى من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين، إثر ترشيح سكوت بيسنت لمنصب وزير الخزانة.

وأنهى دونالد ترمب أسابيع من التكهنات عندما أعلن عن اختياره مساء يوم الجمعة؛ حيث أشار بعض استراتيجيي الاستثمار إلى أن بيسنت قد يتخذ إجراءات للحد من مزيد من الاقتراض الحكومي، حتى في الوقت الذي يواصل فيه تنفيذ تعهدات الرئيس المنتخب بشأن السياسة المالية والتجارية، وفق «رويترز».

وفي هذا السياق، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أسيمترك» في ميامي، جو ماكان: «إن جمال هذا الترشيح هو أن بيسنت يعدُّ محافظاً مالياً. وهذه الخطوة تمهد الطريق لمزيد من الانضباط المالي، وهو ما سيحظى بقبول كبير من جانب السوق. وتشكِّل خلفيته في تداول العملات الأجنبية والسندات، بما في ذلك السندات العالمية، ميزة إضافية».

في الساعة 05:08 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ارتفعت عقود «داو إي-ميني» بمقدار 302 نقطة، أي بنسبة 0.68 في المائة، بينما ارتفعت عقود «ستاندرد آند بورز 500 إي-ميني» بمقدار 28.5 نقطة، أو بنسبة 0.48 في المائة، وارتفعت عقود «ناسداك 100 إي-ميني» بمقدار 114.75 نقطة، أو بنسبة 0.55 في المائة.

كما شهدت العقود المستقبلية التي تتبع مؤشر الأسهم الصغيرة المحلية ارتفاعاً بنسبة 1.2 في المائة، في حين تصدَّرت عوائد سندات الخزانة لأجل 30 عاماً الانخفاضات عبر منحنى العوائد.

وحققت البنوك الكبرى مكاسب؛ حيث ارتفع سهم «ويلز فارغو» بنسبة 1.1 في المائة، بينما أضاف سهم «مورغان ستانلي» 1.2 في المائة في تداولات ما قبل السوق.

من جهة أخرى، ارتفع سهم «تسلا» الذي يُعد من أبرز أسهم «ترمب ترايد»، بنسبة 2 في المائة.

بين الأسهم الكبرى، سجل كل من سهم «ألفابت» وسهم «أمازون دوت كوم» ارتفاعاً بنسبة 0.75 في المائة لكل منهما.

وارتفعت عوائد سندات الخزانة بعد فوز ترمب، وسط توقعات بأن سياساته التي يُنظر إليها بشكل عام على أنها إيجابية للنمو الاقتصادي والشركات الكبرى، قد تزيد من ضغوط التضخم، وتبطئ وتيرة تخفيف السياسة النقدية من قبل «الاحتياطي الفيدرالي».