تراجع الذهب مع تعافي الدولار بعد بيانات أميركية قوية

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 2253.94 دولار للأوقية (رويترز)
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 2253.94 دولار للأوقية (رويترز)
TT

تراجع الذهب مع تعافي الدولار بعد بيانات أميركية قوية

ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 2253.94 دولار للأوقية (رويترز)
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 2253.94 دولار للأوقية (رويترز)

تراجعت أسعار الذهب يوم الثلاثاء، عن مستوى قياسي جديد سجلته في الجلسة السابقة، حيث تماسك الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن أثارت البيانات الأميركية القوية الشكوك حول ما إذا كان مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة 3 مرات هذا العام، أم لا.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 2253.94 دولار للأوقية، بدءاً من الساعة 06:24 (بتوقيت غرينيتش)، حيث يتراجع عن أعلى مستوى له على الإطلاق البالغ 2265.49 دولار، والذي تم تسجيله يوم الاثنين.

وارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 0.8 في المائة إلى 2274.60 دولار، وفق «رويترز».

وقال كبير المحللين الفنيين في «كيه سي إم تريد»، تيم واتر: «حقق الذهب سعراً قياسياً جديداً، ولكن مع هذا المستوى المرتفع جاءت أيضاً بعض ظروف ذروة الشراء، والتي أدت إلى تراجع طفيف. ومع ذلك، كانت التراجعات الأخيرة بالذهب ضحلة في طبيعتها بسبب المشترين المحتملين الذين ينتظرون على الهامش نقاط دخول أفضل».

وتم كبح مكاسب السبائك مع ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر ونصف الشهر، بينما كانت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات تتداول بالقرب من أعلى مستوياتها في أسبوعين، بعد أن أظهرت البيانات نمو قطاع الصناعات التحويلية الأميركية لأول مرة منذ عام ونصف العام في مارس (آذار).

وخفض المتداولون الرهانات على خفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران)، إلى 59 في المائة بعد البيانات، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».

وأشار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يوم الجمعة، إلى أن أحدث بيانات التضخم الأميركية لم تقوض التوقعات الأساسية للمصرف المركزي، لكنه قال مع قوة الاقتصاد: «هذا يعني أننا لسنا بحاجة إلى التسرع في الخفض».

وقال واتر: «سيراقب المتداولون عن كثب صدور بيانات الرواتب الأميركية غير الزراعية يوم الجمعة، لأنه إذا شهدنا تقرير وظائف قوياً آخر، فقد يؤدي ذلك إلى تحفيز تراجع الذهب».

ويميل الذهب إلى الارتفاع عندما يتم خفض أسعار الفائدة، حيث يقلل من تكلفة الفرصة الضائعة لحيازة السبائك.

وفي مكان آخر، ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 1.1 في المائة إلى 25.37 دولار للأوقية، والبلاتين ارتفع بنسبة 0.6 في المائة إلى 907.45 دولار، والبلاديوم ارتفع بنسبة 1.2 في المائة إلى 1.008.44 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يتجه نحو تحقيق سادس مكسب أسبوعي

الاقتصاد حبيبات من الذهب النقي في مصنع كراستسفيتميت للمعادن الثمينة في كراسنويارسك (رويترز)

الذهب يتجه نحو تحقيق سادس مكسب أسبوعي

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، مقتربة من مستويات قياسية مرتفعة، واتجهت نحو تحقيق سادس مكسب أسبوعي على التوالي، مدعومة بمخاوف الحرب التجارية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع كراستسفتميت بمدينة كراسنويارسك الروسية (رويترز)

«سيتي للأبحاث» ترفع توقعاتها لأسعار الذهب في 2025

رفعت «سيتي للأبحاث» توقعاتها لأسعار الذهب على المدى القريب وفي عام 2025، مشيرة إلى تأثير الحروب التجارية والمخاطر الجيوسياسية في عهد الرئيس الأميركي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سبائك الذهب من قبو أحد البنوك في هذه الصورة الملتقطة في زيورخ (رويترز)

الذهب يستقرّ قرب مستويات قياسية

ظلّت أسعار الذهب مستقرة بالقرب من مستويات قياسية مرتفعة يوم الثلاثاء، مدعومة بالطلب على الملاذ الآمن، بعد أن أعلنت الصين فرض رسوم جمركية انتقامية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك الذهب مكدسة في غرفة صناديق الأمانات في بيت الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (روترز)

الذهب يتراجع مع ارتفاع الدولار بسبب رسوم ترمب الجمركية

انخفضت أسعار الذهب بنسبة 1 في المائة تقريباً يوم الاثنين بعد ارتفاعها إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في الجلسة السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في بورصة المعادن النفيسة الأميركية في نيويورك (رويترز)

الذهب يحلق إلى مستوى قياسي جديد

سجَّلت أسعار الذهب أعلى مستوى على الإطلاق، يوم الجمعة، محققةً أفضل أداء شهري لها منذ مارس (آذار) 2024، مدفوعةً بازدياد تدفقات المستثمرين نحو المعدن الآمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

وظائف أميركية أقل من المتوقع في يناير مع انخفاض معدل البطالة

عرض لافتة توظيف في نورثبروك بإلينوي (أ.ب)
عرض لافتة توظيف في نورثبروك بإلينوي (أ.ب)
TT

وظائف أميركية أقل من المتوقع في يناير مع انخفاض معدل البطالة

عرض لافتة توظيف في نورثبروك بإلينوي (أ.ب)
عرض لافتة توظيف في نورثبروك بإلينوي (أ.ب)

سجّل أرباب العمل في الولايات المتحدة إضافة 143 ألف وظيفة فقط في يناير (كانون الثاني)، في حين انخفض معدل البطالة إلى 4 في المائة في بداية عام 2025، مع مراجعة الحكومة بيانات الرواتب لشهرَي نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) بالزيادة.

ويشير أول تقرير وظائف لرئاسة دونالد ترمب الثانية إلى سوق عمل قوية، ولكن غير مذهلة؛ حيث كانت التوقعات تشير إلى إضافة نحو 170 ألف وظيفة في يناير. ويمثّل هذا انخفاضاً مقارنة بمتوسط عام 2024 الذي بلغ 186 ألف وظيفة شهرياً، بما في ذلك إضافة 256 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

ويظلّ المستقبل غامضاً، حيث منع قاضٍ فيدرالي مؤقتاً خطة ترمب لطرد العمال الفيدراليين عبر تقديم حوافز مالية لهم. كما أن تجميد التوظيف الفيدرالي الذي فرضه ترمب في 20 يناير يُعد «سلبياً لنمو العمالة»، وفقاً للخبير الاقتصادي في «كابيتال إيكونوميكس»، برادلي سوندرز. وسوف يظهر تأثير تجميد التوظيف في بيانات التوظيف المقبلة.

بالإضافة إلى ذلك، من المحتمل أن تؤثر موجة برد في الغرب الأوسط والشمال الشرقي في عمليات التسريح الموسمية في أواخر يناير، ولن تظهر هذه التأثيرات في البيانات الحكومية حتى أرقام فبراير (شباط).

وتزداد المخاوف بين الاقتصاديين أيضاً بشأن تهديدات ترمب بشن حرب تجارية ضد دول أخرى. فقد فرض ضريبة بنسبة 10 في المائة على واردات الصين، في حين لا تزال كندا والمكسيك، أكبر شريكَيْن تجاريين للولايات المتحدة، تحت تهديد فرض الرسوم الجمركية بنسبة 25 في المائة التي كان يخطط لفرضها عليهما في وقت سابق، رغم أنه منحها مهلة مدتها 30 يوماً للتفاوض. كما يهدد ترمب بفرض رسوم على الاتحاد الأوروبي بسبب عجز التجارة الأميركي الكبير مع الاتحاد، الذي بلغ 236 مليار دولار في العام الماضي.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية التي يدفعها المستوردون الأميركيون الذين يحاولون عادةً تمرير التكلفة إلى العملاء، إلى إعادة إشعال فتيل التضخم، الذي تراجع من أعلى مستوى له في أربعة عقود في منتصف عام 2022، لكنه لا يزال أعلى من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة. وإذا أدت الرسوم الجمركية إلى ارتفاع الأسعار، فقد يقرر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلغاء أو تأجيل تخفيضات أسعار الفائدة لهذا العام، وهو ما سيكون سيئاً للنمو الاقتصادي ولخلق الفرص الوظيفية.

وحسب مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل الأميركية، فقد أضاف الاقتصاد الأميركي 598 ألف وظيفة أقل في الاثني عشر شهراً حتى مارس (آذار)، مقارنة بالتقديرات السابقة. وجاء التعديل النهائي لمؤشر الوظائف غير الزراعية أقل من الانخفاض المتوقع في أغسطس (آب)، الذي كان 818 ألف وظيفة. ومن الجدير بالذكر أن هذه الأرقام لم تخضع لتعديل موسمي. وكان خبراء الاقتصاد قد توقعوا انخفاضاً في مستوى التوظيف بمقدار 668 ألف وظيفة على مدار الفترة نفسها، بناءً على التحديثات الأخيرة لبيانات التعداد ربع السنوي للتوظيف والأجور للربع الأول، التي اعتمد عليها مكتب إحصاءات العمل في تعديل مؤشر الوظائف، وفق «رويترز».

وقد تباطأ سوق العمل بالفعل مقارنة بالسنوات 2021-2023، مع زيادة الرواتب في الولايات المتحدة بمقدار 2.2 مليون وظيفة في العام الماضي، مقارنة بـ3 ملايين في عام 2023، و4.5 مليون في عام 2022، في حين أبلغت وزارة العمل عن انخفاض في عدد الوظائف المعلنة. وانخفضت فرص العمل الشهرية أيضاً من مستوى قياسي بلغ 12.2 مليون في مارس (آذار) 2022 إلى 7.6 مليون في ديسمبر، وهو ما يزال جيداً وفقاً للمعايير التاريخية.

ومع تباطؤ سوق العمل، يفقد العمال الأميركيون الثقة بقدرتهم على إيجاد أجور أو ظروف عمل أفضل من خلال تغيير وظائفهم. وانخفض عدد الاستقالات من 4.5 مليون في أبريل (نيسان) 2022 إلى 3.2 مليون في ديسمبر، وهو أقل من مستويات ما قبل الجائحة.

وعقب صدور البيانات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار 3.4 نقطة أساس، ليصل إلى 4.473 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنتين، التي تتحرك عادة بما يتماشى مع توقعات أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بمقدار 3.3 نقطة أساس ليصل إلى 4.241 في المائة. كما ارتفع منحنى العائد بين سندات السنتين والسنوات العشر بنحو نقطة أساس ليصل إلى 23.3 نقطة أساس.

كما انخفضت العقود الآجلة في «وول ستريت»، حيث تراجع كل من العقود الآجلة لمؤشري «ستاندرد آند بورز 500» و«ناسداك» بنسبة تراوحت بين 0.1 في المائة و0.2 في المائة. في المقابل، ارتفع الدولار مقابل سلة من العملات؛ فسجّل مؤشر الدولار الأميركي زيادة بنسبة 0.26 في المائة، ليصل إلى 107.92، بعد أن كان عند 107.8 في وقت سابق. من جهة أخرى، تراجع اليورو، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.28 في المائة، ليصل إلى 1.035 دولار.