لم يطرأ أي تغير يذكر على أسعار النفط يوم الثلاثاء، بعد ارتفاعها في الجلسة السابقة، حيث اتخذ المستثمرون نظرة أكثر تبايناً تجاه فقدان طاقة التكرير الروسية بعد الهجمات الأخيرة في أوكرانيا، على الرغم من أن ضعف الدولار الأميركي قليلاً قدم بعض الدعم.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم شهر مايو (أيار) 6 سنتات، لتصل إلى 86.69 دولار للبرميل، بينما انخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 4 سنتات، لتصل إلى 81.91 دولار للبرميل عند الساعة 07:01 بتوقيت غرينيتش، وفق «رويترز».
وارتفع برنت بنسبة 1.5 في المائة في جلسة يوم الاثنين، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.6 في المائة، بعد أن أمرت الحكومة الروسية الشركات بخفض الإنتاج في الربع الثاني، لتحقيق هدف 9 ملايين برميل يومياً، امتثالاً لتعهدات مجموعة «أوبك بلس».
وتواجه روسيا، وهي واحدة من أكبر 3 منتجين للنفط في العالم، وواحدة من أكبر مصدري المنتجات النفطية، الهجمات الأخيرة على مصافيها النفطية، التي قال محللو «غولدمان ساكس»، إنها أدت إلى توقف نحو 900 ألف برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية، ربما لأسابيع وحتى بشكل دائم في بعض الحالات.
وقال المحللون في مذكرة، إن «تأثير تعطل مصافي التكرير على أسعار الخام مختلط، حيث يكون التأثير السلبي ناتجاً عن انخفاض الطلب على المصافي، والتأثير الإيجابي ناتجاً عن الانخفاض المحتمل في صادرات النفط الروسية».
وبعد هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية يوم السبت، أغلقت شركة النفط الروسية «روسنفت» وحدة للخام تبلغ طاقتها 70 ألف برميل يومياً في مصفاة «كويبيشيف» بمدينة سامارا.
وفي حين أن عواقب الهجمات والتخفيضات الروسية تبدو غير واضحة، فإن ضعف الدولار الأميركي قليلاً عن الجلسة السابقة دعم الأسعار إلى حد ما.
وعادةً ما يؤدي ضعف الدولار إلى خفض سعر مشتريات النفط بعملات أخرى، مما قد يعزز الطلب بشكل عام.
وقالت المحللة المستقلة بالأسواق تينا تينغ: «قد يواصل الدولار الأميركي مواجهة ضغوط هبوطية، حيث يتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام، الأمر الذي يوفر عاملاً صعودياً لأسعار النفط».
وكانت العلاوات الجيوسياسية المتصاعدة مع استمرار الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني داعمة للأسعار أيضاً، على الرغم من أنه لم يتضح بعد التأثير المباشر على الإمدادات بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال كبير المحللين في «أواندا»، كيلفن وون، إن «علاوة المخاطر الجيوسياسية الإيجابية، حيث لا يوجد اختراق واضح لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و(حماس)، تظل عاملاً داعماً رئيسياً لسعر النفط في هذه المرحلة».