الاتحاد الأوروبي يحقق بشأن مخالفات محتملة لقانون الأسواق الرقمية من قبل عمالقة التكنولوجيا

غرامات ضخمة تلوح في الأفق تصل إلى 10 % من إجمالي مبيعات الشركات السنوية

رئيسة المنافسة في الكتلة مارغريت فيستاغر والمفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون يعقدان مؤتمراً صحافياً في بروكسل في 25 مارس 2024 (رويترز)
رئيسة المنافسة في الكتلة مارغريت فيستاغر والمفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون يعقدان مؤتمراً صحافياً في بروكسل في 25 مارس 2024 (رويترز)
TT

الاتحاد الأوروبي يحقق بشأن مخالفات محتملة لقانون الأسواق الرقمية من قبل عمالقة التكنولوجيا

رئيسة المنافسة في الكتلة مارغريت فيستاغر والمفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون يعقدان مؤتمراً صحافياً في بروكسل في 25 مارس 2024 (رويترز)
رئيسة المنافسة في الكتلة مارغريت فيستاغر والمفوض الأوروبي للسوق الداخلية تييري بريتون يعقدان مؤتمراً صحافياً في بروكسل في 25 مارس 2024 (رويترز)

كشف المنظمون في الاتحاد الأوروبي، يوم الاثنين، أن شركات «أبل» و«ألفابت» و«غوغل» و«ميتا بلاتفورم» ستخضع للتحقيق بشأن مخالفات محتملة لقانون الأسواق الرقمية، ما قد يؤدي إلى فرض غرامات باهظة على هذه الشركات.

وقالت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للكتلة المكونة من 27 دولة، إنها تحقق مع الشركات بتهمة «عدم امتثالها» لقانون الأسواق الرقمية، وفق وكالة «أسوشيتد برس».

القانون، الذي دخل حيز التنفيذ في 7 مارس (آذار)، يتطلب من 6 «حراس البوابة» الامتثال للإرشادات لضمان تكافؤ الفرص لمنافسيها، ومنح المستخدمين مزيداً من الخيارات، وفق «رويترز».

ويشير وصف «حارس البوابة» إلى شركة تتمتع بمكانة قوية وراسخة في الاقتصاد الرقمي للاتحاد الأوروبي، وتعمل وسيطاً بين كثير من المستخدمين والشركات، وتقدم خدمات مثل محركات البحث والشبكات الاجتماعية وتطبيقات الدردشة التي تستخدمها الشركات الأخرى.

ويمكن أن تؤدي الانتهاكات إلى غرامات تصل إلى 10 في المائة من إجمالي مبيعات الشركات السنوية على مستوى العالم.

وقالت المفوضية الأوروبية إنها تشك في أن الإجراءات التي تضعها هذه البوابات لا ترقى إلى الامتثال الفعال بموجب القانون، مؤكدة بذلك تقرير «رويترز».

وسيحقق مسؤولو المنافسة في الاتحاد الأوروبي في قواعد «ألفابت» بشأن التوجيه في «غوغل بلاي» إعطاء الأفضلية لأنفسهم على «غوغل سيرش»، وقواعد «أبل» بشأن التوجيه في «أب ستور»، وشاشة الاختيار الخاصة بـ«سفاري»، ونموذج «الدفع أو الموافقة» لشركة «ميتا».

وقالت نائبة رئيس المفوضية الأوروبية ورئيسة المنافسة في الكتلة، مارغريت فيستاغر في مؤتمر صحافي في بروكسل، إن المفوضية استمعت إلى شكاوى من أن إجراءات شركات التكنولوجيا للامتثال لم تكن كافية.

وأضافت: «اليوم، قررنا التحقيق في عدد من قضايا عدم الامتثال المشتبه بها. وبينما نكتشف مشكلات أخرى، سنعالجها أيضاً».

وأشارت إلى أنه جرى إصدار أوامر للشركات بالاحتفاظ بوثائق معينة يمكن للجنة الوصول إليها في التحقيقات الحالية والمستقبلية.

وعندما سُئل عما إذا كانت المفوضية تسرع العملية، قال رئيس صناعة الاتحاد الأوروبي، تيري بريتون إن التحقيقات لا ينبغي أن تكون مفاجئة.

وقال في مؤتمر صحافي: «القانون هو القانون. لا يمكننا مجرد الجلوس والانتظار».

وأشار إلى أن شركة «ميتا»، التي قدمت خدمة اشتراك من دون إعلانات في أوروبا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والتي أثارت انتقادات من المنافسين والمستخدمين، يجب أن تقدم خيارات بديلة مجانية. وقد أدخلت كل من «غوغل» و «أبل» رسوماً جديدة على بعض الخدمات.

وقال متحدث باسم «ميتا» إن الشركة تسعى جاهدة للالتزام بإرشادات القانون، وأضاف: «الاشتراكات بديلاً للإعلانات هي نموذج أعمال راسخ في كثير من الصناعات، وقد صممنا الاشتراك من دون إعلانات لمعالجة كثير من الالتزامات التنظيمية المتداخلة، بما في ذلك (دي إم إيه)».

وقالت «غوغل»، التي ذكرت أنها أجرت تغييرات كبيرة على خدماتها، إنها ستدافع عن نهجها في الأشهر المقبلة. وقالت «أبل» إنها على ثقة بأن خطتها تتوافق مع «دي إم إيه».

وتتحرك المفوضية أيضاً للتحقيق في هيكل الرسوم الجديد لشركة «أبل» لمتاجر التطبيقات البديلة وممارسات «أمازون» في التصنيف على سوقها.

وقالت الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي، التي تهدف إلى الانتهاء من التحقيقات في غضون عام، وهي الإطار الزمني المنصوص عليه في «دي إم إيه»، إنها أمرت الشركات بالاحتفاظ بوثائق معينة، ما يسمح لها بالوصول إلى المعلومات ذات الصلة في تحقيقاتها الحالية والمستقبلية.

وجاءت تحقيقات الاتحاد الأوروبي وسط انتقادات متصاعدة من مطوري التطبيقات ومستخدمي الأعمال بشأن أوجه القصور في جهود امتثال الشركات.

وقالت المفوضية إنها تهدف إلى إنهاء تحقيقاتها في غضون 12 شهراً.


مقالات ذات صلة

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

أوروبا المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي؛ لأنه غير آمن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي (د.ب.أ)

بوريل: قرار إسرائيل تجريم الأونروا «هراء»

حثّ جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إسرائيل على إبطال قرارها تجريم وكالة «الأونروا».

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل (د.ب.أ)

بوريل: المجر لن تستضيف اجتماع وزراء الخارجية

قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أمس (الاثنين)، إن المجر لن تستضيف اجتماع وزراء خارجية الاتحاد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية (أ.ب)

بوريل يقاطع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بودابست

أعلن جوزيب بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، الاثنين، مقاطعة الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المزمع.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
TT

هل تنجح خطة ترمب لخفض قيمة الدولار؟

ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)
ترمب يُلوِّح بيده بعد أن تحدث خلال تجمع انتخابي في مركز «هيرب بروكس» الوطني للهوكي في سانت كلاود بولاية مينيسوتا (أ.ف.ب)

يرى المستثمرون أن خطة دونالد ترمب لخفض قيمة الدولار إذا فاز في الانتخابات الأميركية «من غير المرجح للغاية» أن تنجح حيث سيجري تقويضها من خلال سياسات مثل التعريفات الجمركية وتخفيضات الضرائب.

في الأسابيع الأخيرة، تحدث الرئيس السابق وزميله في الترشح، جيه دي فانس، عن فوائد إضعاف العملة لتعزيز التصنيع في البلاد وخفض العجز التجاري.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذرون من أن خطط خفض قيمة الدولار ستكون مكلِّفة وقصيرة الأجل، في حين أن السياسات الشعبوية مثل الرسوم الجمركية على السلع الخارجية من شأنها أن تعاكس تأثيرها، وفق صحيفة «فاينانشيال تايمز».

أوراق نقدية بالدولار الأميركي (د.ب.أ)

وقال مدير صندوق في «إدموند دي روتشيلد» مايكل نيزارد: «هناك تناقض كبير في السوق اليوم - كان ترمب صريحاً بشأن خفض قيمة الدولار ولكن سياساته يجب أن تدعم العملة، على الأقل في الأمد القريب».

كان ترمب قد قال في مقابلة مع «بلومبرغ» الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة لديها «مشكلة عملة كبيرة» فرضت «عبئاً هائلاً» على الشركات المصنعة التي تبيع السلع في الخارج.

وتتركز رؤية فانس لأميركا، التي وضعها في خطابه في المؤتمر الوطني الجمهوري الأسبوع الماضي، أيضاً على ضعف الدولار -إعادة بناء التصنيع الأميركي على البر والتراجع عن بعض العولمة في العقود الماضية.

وتأتي دعوات ترمب لإضعاف العملة في الوقت الذي ارتفع فيه الدولار، على الرغم من الانخفاض الأخير، بنسبة 15 في المائة مقابل سلة من العملات منذ تولى الرئيس جو بايدن، منصبه في يناير (كانون الثاني) 2021، والعجز التجاري الأميركي أكبر بمقدار الثلث مقارنةً بعام 2019 وبلغ 773 مليار دولار العام الماضي. ويرجع ذلك أيضاً إلى قوة الاقتصاد الأميركي ووصول أسعار الفائدة إلى أعلى مستوياتها في 23 عاماً.

وقال رئيس استراتيجية العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «يو بي إس» شهاب غالينوس، إنه لا توجد طريق واضحة للرئيس لاتخاذها لخفض قيمة العملة. وقال: «المشكلة الأساسية هي أنه لا يوجد شعور بأن الدولار الأميركي مُبالَغ في قيمته».

إن العقبة الكبيرة التي يواجهها ترمب وفانس في محاولتهما لإضعاف العملة هي أن سياساتهما الأخرى قد تدعم الدولار، وفق «فاينانشيال تايمز». وقال ترمب إنه يريد فرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على الواردات الصينية ورسوم بنسبة 10 في المائة على الواردات من بقية العالم إذا عاد إلى البيت الأبيض.

مبنى بورصة نيويورك (أ.ب)

ويقول الاستراتيجيون إن هذا يفرض عبئاً أكبر على العملات خارج الولايات المتحدة، حيث التجارة عبر الحدود أكبر نسبياً لحجم الاقتصاد.

وهذا يشير إلى أن التعريفات الجمركية المرتفعة من شأنها أن تُلحق مزيداً من الضرر بالاقتصادات غير الأميركية، وتحدّ من نموها وتُضعف عملاتها. في الأسبوع الماضي، أوضحت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد، أن التعريفات الجمركية من المرجح أن تدفع البنك المركزي الأوروبي نحو خفض أسعار الفائدة وإضعاف اليورو.

وقد تؤدي التعريفات الجمركية أيضاً إلى زيادة التكاليف المحلية، مما يدفع التضخم إلى الارتفاع ويُبقي أسعار الفائدة مرتفعة. وفي حين يصعب التنبؤ بالتأثير، قدّر رئيس أبحاث العملات الأجنبية لمجموعة العشرة في «ستاندرد تشارترد» ستيف إنغلاندر، أن اقتراح ترمب للتعريفات الجمركية قد يرفع الأسعار بنسبة 1.8 في المائة على مدى عامين، في غياب تأثيرات الجولة الثانية.

وقال رئيس النقد الأجنبي العالمي في «مورغان ستانلي» جيمس لورد: «ستؤدي التعريفات الجمركية، إذا كان كل شيء آخر متساوياً، إلى زيادة قوة الدولار، خصوصاً إذا أدى الانتقام من الشركاء التجاريين في شكل تعريفات جمركية إلى زيادة مخاطر النمو الإضافية للاقتصاد العالمي».

كما قال ترمب إنه سيمدد التخفيضات الضريبية التي من المقرر أن تنتهي العام المقبل، ولمّح إلى مزيد من التخفيضات الضريبية التي قد تضيف ضغوطاً إلى العجز المالي الهائل في الولايات المتحدة وتبطئ وتيرة دورة خفض أسعار الفائدة في بنك الاحتياطي الفيدرالي.

لكنَّ الاستراتيجيين يُحذّرون أيضاً من أن خيارات ترمب الأخرى لخفض قيمة الدولار محدودة بسبب الاضطرابات التي قد تشعر بها الأسواق العالمية.

لم تتم محاولة خفض قيمة الدولار منذ اتفاق بلازا في عام 1985، الذي حقق بعض النجاح ولكنه كان مدعوماً بانخفاض أسعار الفائدة الأميركية.

يمكن لترمب أن يضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، حتى لو لم يكن تآكل استقلال بنك الاحتياطي الفيدرالي سياسةً رسميةً لحملته... ومع ذلك، من المرجح أن يثير هذا قلق الأسواق.

وحسب رئيس أبحاث النقد الأجنبي في «دويتشه بنك» جورج سارافيلوس، فإن الدولار يجب أن ينخفض ​​بنسبة تصل إلى 40 في المائة لإغلاق العجز التجاري الأميركي.

وقال استراتيجي أسعار الفائدة العالمية في «كولومبيا ثريدنيدل» إدوارد الحسيني: «إن تكلفة الاضطراب هائلة للغاية... السوق هنا ستكون قوة موازنة قوية»، مضيفاً أن أي تدخل لإضعاف الدولار «غير مرجح للغاية».

كان أحد المقترحات لإضعاف العملة هو أن تستخدم الولايات المتحدة صندوق تثبيت سعر الصرف التابع لوزارة الخزانة. ومع ذلك، فإن الصندوق لديه نحو 200 مليار دولار من الأصول لشراء العملات الأجنبية، التي يخشى المحللون أن تنفد قريباً.

وقد يواجه ترمب وفانس مشكلات مع ناخبيهما. وقال غالينوس: «الطريقة الأكثر وضوحاً لحدوث هذا التخفيض في القيمة هي أن تفقد الولايات المتحدة استثنائيتها الاقتصادية. لكنَّ الدولار يظل عملة الاحتياطي العالمي وملاذاً في أوقات الاضطرابات الاقتصادية. ومن بين تعهدات الحزب الجمهوري لعام 2024 الحفاظ على الدولار الأميركي عملةً احتياطية عالمية».