«شل» تخفض هدف انبعاثات الكربون لـ2030 وتخطط لاستثمار 40 مليار دولار في النفط والغاز

قالت «شل» إنها حققت أكثر من 60 % من هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بحلول عام 2023 (رويترز)
قالت «شل» إنها حققت أكثر من 60 % من هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بحلول عام 2023 (رويترز)
TT

«شل» تخفض هدف انبعاثات الكربون لـ2030 وتخطط لاستثمار 40 مليار دولار في النفط والغاز

قالت «شل» إنها حققت أكثر من 60 % من هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بحلول عام 2023 (رويترز)
قالت «شل» إنها حققت أكثر من 60 % من هدفها المتمثل في خفض الانبعاثات بحلول عام 2023 (رويترز)

خفّضت شركة الطاقة البريطانية العملاقة «شل» هدفها لخفض كثافة انبعاثات الكربون الإجمالية بحلول عام 2030، بفعل توقعات بانخفاض مبيعات الطاقة، وفق ما قالت يوم الخميس.

وفي تحديث سنوي لاستراتيجيتها الخاصة بتحول الطاقة، أكدت شركة الطاقة طموحها في أن تصبح مصدراً لانبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وقالت إنها تستهدف خفض صافي كثافة الكربون في منتجات الطاقة لديها بنسبة 15 إلى 20 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات الكثافة في 2016. وكانت تهدف في السابق إلى خفض بنسبة 20 في المائة.

ويعني قياس الانبعاثات حسب الكثافة أنه يمكن للشركة من الناحية الفنية زيادة إنتاجها من الوقود الأحفوري والانبعاثات الإجمالية أثناء استخدام التعويضات أو إضافة الطاقة المتجددة أو الوقود الحيوي إلى مزيج منتجاتها، وفق «رويترز».

وقالت «شل»: «بحلول نهاية عام 2023، حققنا أكثر من 60 في المائة من هدفنا المتمثل في خفض الانبعاثات الناتجة عن عملياتنا إلى النصف مقارنة بعام 2016»، موضحة أنه بحلول نهاية العام الماضي، خفضت صافي كثافة الكربون في منتجات الطاقة التي تبيعها بنسبة 6.3 في المائة مقارنة بعام 2016، وهي السنة الثالثة على التوالي التي حققت فيها هدفها.

وتولى الرئيس التنفيذي وائل صوان منصبه في يناير (كانون الثاني) 2023 متعهداً بتجديد استراتيجية «شل» للتركيز على المشروعات ذات هوامش الربح المرتفعة وإنتاج النفط المطرد ونمو إنتاج الغاز الطبيعي.

وأوضحت الشركة أن نمو محفظة الغاز الطبيعي المسال بشكل أكبر سيؤدي إلى زيادة القدرة بنحو 11 مليون طن سنوياً خلال النصف الثاني من العقد. وكشفت أنه بين عامي 2023 و2025، تخطط لاستثمار نحو 40 مليار دولار في النفط والغاز.

وقالت «شل»: «تماشياً مع هذا التحول إلى إعطاء الأولوية للقيمة على الحجم في الطاقة، سنركز على أسواق وقطاعات مختارة. وهذا يشمل بيع المزيد من الطاقة للعملاء التجاريين وبيع كميات أقل لعملاء التجزئة... نظراً لهذا التركيز على القيمة، نتوقع انخفاض إجمالي نمو مبيعات الطاقة حتى عام 2030، مما أدى إلى تحديث هدفنا لصافي كثافة الكربون».

كما أعلنت «شل» عن «طموح جديد» لخفض انبعاثات العملاء الناجمة عن استخدام منتجاتها النفطية بنسبة 15-20 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بعام 2021.

راتب الرئيس التنفيذي

إلى ذلك، أظهر التقرير السنوي أن مجموع حزمة رواتب الرئيس التنفيذي للشركة وائل صوان في عام 2023 بلغ 7.9 مليون جنيه إسترليني (10.11 مليون دولار)، بما في ذلك مكافأة سنوية قدرها 2.7 مليون جنيه إسترليني.

وتم تعيين صوان براتب قدره 1.4 مليون جنيه إسترليني، وهو جزء من الراتب الذي تفوقه عادة مدفوعات إضافية مرتبطة بالأداء. وخلف صوان بن فان بوردن الذي حصل على أجر إجمالي قدره 9.7 مليون جنيه إسترليني في عام 2022.

وفي الأسبوع الماضي، قالت منافستها شركة «بريتيش بتروليوم» إنها استردت 1.8 مليون جنيه إسترليني من حزمة رواتب الرئيس التنفيذي السابق برنارد لوني لعام 2023 بعد إقالته في 13 ديسمبر (كانون الأول) لفشله في الكشف عن العلاقات السابقة مع الموظفين.

وكانت «شل» أعلنت الشهر الماضي أن أرباحها انخفضت بنسبة 30 في المائة إلى 28 مليار دولار، بسبب انخفاض المواد الكيميائية وهوامش ربح التكرير وتباطؤ مبيعات الوقود بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي العالمي.


مقالات ذات صلة

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

الاقتصاد بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

بوتين يبحث مع رئيس وزراء العراق التنسيق في «أوبك بلس» لضمان استقرار أسعار النفط

قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ناقشا خلاله اتفاق «أوبك بلس» الخاص بإنتاج النفط.

«الشرق الأوسط» (بغداد) «الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار «وكالة الطاقة الدولية»... (رويترز)

هل تراجع إدارة ترمب دور الولايات المتحدة في تمويل «وكالة الطاقة الدولية»؟

يضع الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، والجمهوريون في الكونغرس «وكالة الطاقة الدولية» في مرمى نيرانهم، حيث يخططون لمراجعة دور الولايات المتحدة فيها وتمويلها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ناقلة نفط خام في محطة نفط قبالة جزيرة وايدياو في تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية

ارتفعت أسعار النفط، يوم الخميس، وسط مخاوف بشأن الإمدادات بعد تصاعد التوتر الجيوسياسي المرتبط بالحرب الروسية - الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد مشهد جوي لمصفاة تكرير نفط تابعة لشركة «إكسون موبيل» بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفاع مخزونات الخام والبنزين الأميركية بأكثر من التوقعات

قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، (الأربعاء)، إن مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت، بينما انخفضت مخزونات المقطرات، الأسبوع الماضي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رجل يقف بجوار شعار مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ «كوب 29» في أذربيجان (رويترز)

«أوبك» في «كوب 29»: التحول المتوازن في مجال الطاقة مفتاح الاستدامة العالمية

قال أمين عام «أوبك» إن النفط والغاز الطبيعي «هبة من الله»، وإن محادثات الحد من الاحتباس الحراري يجب أن تركز على خفض الانبعاثات وليس اختيار مصادر الطاقة.

«الشرق الأوسط» (باكو)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
TT

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)
شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

رغم عدم إعلان العديد من الدول الحليفة لواشنطن بـ«شكل مباشر» لاعتراضها على جوانب من أحدث حلقات العقوبات الأميركية ضد روسيا، فإن التصريحات المتوالية أشارت إلى تضرر هذه الدول وبحثها عن حلول لتجاوز شظايا العقوبات.

وعقب إعلان واشنطن يوم الخميس عن فرض عقوبات على حزمة من البنوك الروسية، قفزت إلى السطح مشكلة معقدة، إذ إن أحد تلك البنوك هو «غازبروم بنك»، المملوك من شركة الغاز الحكومية «غازبروم»، ويعد من أهم الحلقات المالية للتحويلات مقابل شراء الغاز الروسي من الدول الخارجية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة على بنك غازبروم، في الوقت الذي يكثف فيه الرئيس جو بايدن الإجراءات لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا قبل أن يترك منصبه في يناير (كانون الثاني).

وبفرض العقوبات الأميركية، وتجريم التعامل مع البنك الروسي، فإن واشنطن حكمت عرضيا باحتمالية وقف إمداد دول كثيرة حليفة لها بالغاز الروسي.

وفي ردود الفعل الأولية، قالت وزارة الاقتصاد في سلوفاكيا إنها تحلل العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستعرف تأثيرها المحتمل على سلوفاكيا قريبا. وتمتلك شركة «إس بي بي»، المشتري الحكومي للغاز في سلوفاكيا، عقدا طويل الأجل مع «غازبروم».

كما قالت وزارة الخارجية المجرية في رد بالبريد الإلكتروني على «رويترز» يوم الخميس إنها تدرس تأثير العقوبات الأميركية الجديدة ضد «غازبروم بنك»، وستتصل بمورد الغاز الطبيعي إذا لزم الأمر. وبموجب اتفاق مدته 15 عاماً تم توقيعه في عام 2021، تحصل المجر على 4.5 مليار متر مكعب سنوياً من روسيا من خلال شركة غازبروم.

وخارج القارة الأوروبية، قال وزير الصناعة الياباني يوجي موتو يوم الجمعة إن اليابان ستتخذ كافة التدابير الممكنة لمنع حدوث اضطرابات في تأمين إمدادات مستقرة من الغاز الطبيعي المسال من مشروع «سخالين-2» الروسي في أعقاب العقوبات الأميركية الجديدة.

ومنحت العقوبات الأميركية إعفاءات للمعاملات المتعلقة بمشروع النفط والغاز سخالين-2 في أقصى شرق روسيا حتى 28 يونيو (حزيران) 2025، وفقاً لرخصة عامة محدثة نشرتها وزارة الخزانة.

وقال موتو في مؤتمر صحافي يوم الجمعة: «إن سخالين-2 مهم لأمن الطاقة في اليابان»، مشيراً إلى أنه لا يوجد انقطاع فوري، حيث يتم استبعاد المعاملات من خلال «غازبروم بنك» مع «سخالين-2» أو «سخالين إنرجي» من العقوبات. وقال: «سنستمر في تقديم تفسيرات مفصلة للولايات المتحدة وأعضاء مجموعة السبع الآخرين كما فعلنا في الماضي، واتخاذ جميع التدابير الممكنة لضمان عدم وجود عقبات أمام تأمين إمدادات مستقرة لليابان».

من ناحية أخرى، قال رئيس شركة «أوساكا» للغاز، وهي مشتري للغاز الطبيعي المسال «سخالين-2»، إن العقوبات الأميركية الجديدة لن تؤثر على عملية تسوية شراء الوقود.

ولا تتوقع الشركة، وهي ثاني أكبر مزود للغاز في اليابان، والتي تشتري الوقود المبرد للغاية من «سخالين-2» بموجب عقد طويل الأجل، أن تؤثر العقوبات الأميركية على معاملاتها، كما قال رئيس شركة أوساكا للغاز ماساتاكا فوجيوارا للصحافيين يوم الجمعة، مشيراً إلى أن الشركة لا تستخدم «غازبروم بنك» للتسوية.

وبحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي استخدمت أقوى أداة عقوبات لديها، فإن «غازبروم بنك» لا يمكنه التعامل مع أي معاملات جديدة متعلقة بالطاقة تمس النظام المالي الأميركي، وتحظر تجارته مع الأميركيين وتجمد أصوله الأميركية.

وتحث أوكرانيا الولايات المتحدة منذ فبراير (شباط) 2022 على فرض المزيد من العقوبات على البنك، الذي يتلقى مدفوعات مقابل الغاز الطبيعي من عملاء «غازبروم» في أوروبا.

كما فرضت وزارة الخزانة عقوبات على 50 بنكاً روسياً صغيراً ومتوسطاً لتقليص اتصالات البلاد بالنظام المالي الدولي ومنعها من إساءة استخدامه لدفع ثمن التكنولوجيا والمعدات اللازمة للحرب. وحذرت من أن المؤسسات المالية الأجنبية التي تحافظ على علاقات مراسلة مع البنوك المستهدفة «تنطوي على مخاطر عقوبات كبيرة».

وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين: «إن هذا الإجراء الشامل سيجعل من الصعب على الكرملين التهرب من العقوبات الأميركية وتمويل وتجهيز جيشه. سنواصل اتخاذ خطوات حاسمة ضد أي قنوات مالية تستخدمها روسيا لدعم حربها غير القانونية وغير المبررة في أوكرانيا».

كما أصدرت وزارة الخزانة ترخيصين عامين جديدين يسمحان للكيانات الأميركية بإنهاء المعاملات التي تشمل «غازبروم بنك»، من بين مؤسسات مالية أخرى، واتخاذ خطوات للتخلص من الديون أو الأسهم الصادرة عن «غازبروم بنك».

وقالت وزارة الخزانة إن «غازبروم بنك» هو قناة لروسيا لشراء المواد العسكرية في حربها ضد أوكرانيا. وتستخدم الحكومة الروسية البنك أيضاً لدفع رواتب جنودها، بما في ذلك مكافآت القتال، وتعويض أسر جنودها الذين قتلوا في الحرب.