انخفاض الدولار... والذهب يقترب من أعلى مستوياته في شهرين

وسط آمال متزايدة في خفض سعر الفائدة الأميركية

من المتوقع أن يظل الدولار يتحرك في نطاق ضيق حتى صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع (رويترز)
من المتوقع أن يظل الدولار يتحرك في نطاق ضيق حتى صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع (رويترز)
TT

انخفاض الدولار... والذهب يقترب من أعلى مستوياته في شهرين

من المتوقع أن يظل الدولار يتحرك في نطاق ضيق حتى صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع (رويترز)
من المتوقع أن يظل الدولار يتحرك في نطاق ضيق حتى صدور بيانات اقتصادية مهمة هذا الأسبوع (رويترز)

شهدت أسواق العملات والمعادن تحركات متباينة يوم الاثنين، حيث انخفضت قيمة الدولار الأميركي بشكل طفيف تحت ضغط انخفاض عوائد سندات الخزانة. وينتظر المتداولون بيانات اقتصادية مهمة لتحديد اتجاه الدولار، بينما ارتفعت أسعار الذهب واستقرت قرب أعلى مستوى لها في شهرين مدعومة بقراءات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، مما عزز توقعات خفض أسعار الفائدة في يونيو (حزيران).

ولم يتغير مؤشر الدولار - الذي يقيس العملة مقابل ست عملات رئيسية أخرى، بما في ذلك اليورو والين - كثيراً عند 103.85 اعتباراً من الساعة 05:30 (بتوقيت غرينتش)، متذبذباً بشكل ضيق في النصف السفلي من نطاقه 103.43-104.97 في الشهر الماضي، وفق «رويترز».

وخسر المؤشر 0.26 في المائة يوم الجمعة بعد بعض بيانات الإنفاق الضعيفة على التصنيع والبناء.

كما أن ذلك أثر على عوائد سندات الخزانة، مما أدى إلى إزالة دعم إضافي للدولار، حيث انخفض العائد القياسي لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 4.178 في المائة. واستقر العائد عند نحو 4.2 في المائة يوم الاثنين.

وكتب استراتيجيو «وست باك» في مذكرة للعملاء: «يبدو أن التحيز يتأرجح نحو اختبار دعم النطاق، في الفترة التي تسبق إصدارات البيانات الاقتصادية الرئيسية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى شهادة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونغرس».

ويشهد هذا الأسبوع قراءات «آي إس إم» للتصنيع والخدمات يوم الثلاثاء، مع الحدث الرئيسي يوم الجمعة في شكل أرقام الرواتب الشهرية.

وفي غضون ذلك، ارتفع الدولار بنسبة 0.1 في المائة إلى 150.28 ين ياباني، حيث قيم المتداولون التعليقات الحذرة من محافظ بنك اليابان كازو أويدا في أواخر الأسبوع الماضي بأنه من السابق لأوانه استنتاج أن هدف التضخم الذي حدده المصرف المركزي على وشك التحقق. وتناقض ذلك مع تصريحات متشددة من عضو مجلس إدارة بنك اليابان هاجيمي تاكاتا في وقت سابق، التي دفعت الين إلى أعلى مستوى له في أكثر من أسبوعين عند 149.21 ين للدولار.

ويوازن السوق ما إذا كان بنك اليابان سينهي سياسته النقدية السلبية في اجتماعه الذي سيُعقد بين 18 و19 مارس (آذار)، أم ينتظر حتى أبريل (نيسان) أو بعد ذلك.

وأكد صانعو السياسات مراراً وتكراراً على ضرورة رؤية استمرار نمو الأجور، وستعرف نتائج مفاوضات الرواتب الرئيسية في الربيع في 13 مارس بالنسبة لأكبر الشركات اليابانية.

ولم يطرأ تغير يذكر على اليورو عند 1.08435 دولار، حيث كان بالقرب من أعلى نطاقه الأخير.

ويتوقع معظم الاقتصاديين أن يقوم «المركزي الأوروبي» بخفض أسعار الفائدة أولاً في اجتماعه في يونيو، لكنهم يأملون في الحصول على أدلة إضافية حول التوقيت من المؤتمر الصحافي لرئيسة «المركزي» كريستين لاغارد.

وارتفع الجنيه الإسترليني 0.08 في المائة إلى 1.2663 دولار.

توقعات خفض أسعار الفائدة تدعم الذهب

وبحلول الساعة 06:30 (بتوقيت غرينتش)، انخفض الذهب في المعاملات الفورية 0.1 في المائة إلى 2081.34 دولار للأوقية، لكنه يحوم بالقرب من 2088.19 دولار، وهو المستوى الذي شهده يوم الجمعة عندما بلغ العقد أعلى مستوياته منذ 28 ديسمبر (كانون الأول). وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.3 في المائة إلى 2090.10 دولار.

وقال المحلل إدوارد مير، في «ماريكس»: «المحركات الرئيسية للذهب هي ما سيحدث على صعيد أسعار الفائدة - وقد شهدنا ارتفاعاً في أسعار الذهب يوم الجمعة لأن سلسلة من الإصدارات الكلية الأميركية حولت الرواية إلى مجلس الاحتياطي الفيدرالي المحتمل خفض الأسعار أسرع من المتوقع».

وارتفعت أسعار الذهب بنحو 50 دولاراً الأسبوع الماضي، وجاءت جميع المكاسب بالكامل في اليومين الماضيين على خلفية بيانات ضعيفة عن إنفاق التصنيع والبناء في الولايات المتحدة وتخفيف ضغوط الأسعار، وفقاً لمقياس التضخم المفضل لدى «الاحتياطي الفيدرالي».

وربما كان الارتفاع أيضاً بسبب عمليات تغطية مراكز البيع القصيرة، حيث يشير هذا الارتفاع الكبير في فترة قصيرة إلى أن بعض عمليات البيع على المكشوف قد أخذت على حين غرة، كما قال مير.

ورفع المتداولون آمالهم بخفض أسعار الفائدة في يونيو، حيث يرون الآن فرصة بنسبة 74 في المائة، مقارنة بنسبة 65 في المائة تقريباً يوم الاثنين الماضي، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي».

وسيكون الإصدار الاقتصادي الأميركي الرئيسي التالي هو تقرير التوظيف لشهر فبراير (شباط) والمستحق يوم الجمعة.

وانخفض البلاتين الفوري بنسبة 0.6 في المائة إلى 881.22 دولاراً للأوقية، وكان البلاديوم مستقراً عند 955.71 دولار. وانخفض كل من المعدنين بأكثر من 10 في المائة حتى الآن هذا العام. وتواجه شركات تعدين البلاتين في جنوب أفريقيا أزمة مع تراجع أسعار معدن تحفيز السيارات.

وانخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.6 في المائة إلى 23.01 دولار.


مقالات ذات صلة

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع الآمنة في دار «برو أوروم» للذهب في ميونيخ (رويترز)

الذهب يسجل مكاسب ملحوظة مع تزايد المخاوف حول سياسات ترمب

ارتفعت أسعار الذهب يوم الجمعة مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مما زاد من الطلب على السبائك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد امرأة تنظر إلى سوار ذهبي داخل صالة عرض مجوهرات في سوق في مومباي (أرشيفية - رويترز)

الذهب يتراجع وسط ترقب لتقرير الوظائف في أميركا

انخفضت أسعار الذهب، يوم الخميس، بفعل عمليات جني الأرباح بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها في 4 أسابيع تقريباً في الجلسة الماضية.

الاقتصاد عرض قلادة ذهبية في صالة للمجوهرات بمناسبة «أكشايا تريتيا» في كولكاتا - الهند (رويترز)

الهند تخفض تقديرات واردات الذهب بـ5 مليارات دولار في نوفمبر

أظهرت بيانات حكومية، الأربعاء، أن الهند قد خفضت تقديراتها لواردات الذهب في نوفمبر (تشرين الثاني) بشكل غير مسبوق بمقدار خمسة مليارات دولار.

«الشرق الأوسط» (مومباي )
الاقتصاد نماذج ذهبية لآلهة الهندوس في جناح المجوهرات خلال النسخة السابعة عشرة من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

ارتفاع عوائد السندات الأميركية والدولار يخفّض أسعار الذهب

انخفضت أسعار الذهب تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية وصعود الدولار، بعد أن أشارت بيانات إلى أن «الاحتياطي الفيدرالي» قد يبطئ وتيرة خفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد قطع شطرنج ذهبية معروضة في كشك المجوهرات خلال النسخة الـ17 من معرض الهند الدولي للمجوهرات (إ.ب.أ)

الذهب يرتفع بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب لرسوم ترمب الجمركية

ارتفعت أسعار الذهب الثلاثاء بدعم من تراجع الدولار وسط ترقب المتعاملين لما ستكون عليه خطط الرسوم الجمركية للرئيس الأميركي المنتخب التي ستكون أقل حدة من المتوقع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

مجلس الأعمال السعودي الياباني يستعرض فرص تعزيز الشراكة الاستثمارية

اجتماع مجلس الأعمال السعودي الياباني المشترك في الرياض (واس)
اجتماع مجلس الأعمال السعودي الياباني المشترك في الرياض (واس)
TT

مجلس الأعمال السعودي الياباني يستعرض فرص تعزيز الشراكة الاستثمارية

اجتماع مجلس الأعمال السعودي الياباني المشترك في الرياض (واس)
اجتماع مجلس الأعمال السعودي الياباني المشترك في الرياض (واس)

أعلن وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح أن التعاون بين المملكة واليابان توسَّع ليشمل قطاعات غير تقليدية، كالطاقة المتجددة، وصناعة السيارات، والتقنية الحيوية، والخدمات المالية، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والمياه، والألعاب الإلكترونية.

كلام الفالح جاء، خلال فعاليات اجتماع مجلس الأعمال السعودي الياباني المشترك الذي حضره من الجانب الياباني وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة موتو يوجي، بمشاركة أكثر من 80 من ممثلي الجهات والشركات من البلدين. وضمَّ الوفد الياباني ممثلين من الشركات اليابانية الصناعية والتجارية والمؤسسات المالية التي تركز على التقنيات الحديثة الموجهة للسوق السعودية. وجرى، خلال الاجتماع، استعراض ودراسة فرص تعزيز الشراكات الاستثمارية بين البلدين في مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية المستهدفة في الرؤية السعودية اليابانية 2030. ونوه وزير الاستثمار بدور مجلس الأعمال السعودي الياباني ومركز التعاون الياباني للشرق الأوسط في تعزيز العلاقات الثنائية، ودفع التعاون الاقتصادي، وما تؤديه الرؤية السعودية اليابانية 2030 من دور بوصفها محركاً رئيسياً للشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح يتحدث خلال اجتماع المجلس المشترك (واس)

وأشاد بالعلامات التجارية اليابانية، وما تحظى به من إعجاب في السوق السعودية، لتميزها وابتكارها، داعياً الشركات السعودية للاستفادة منها، موضحاً أن التعاون بين المملكة واليابان توسَّع ليشمل قطاعات غير تقليدية، كالطاقة المتجددة، وصناعة السيارات، والتقنية الحيوية، والخدمات المالية، والذكاء الاصطناعي، والصحة، والمياه، والألعاب الإلكترونية، مستعرضاً الحوافز الاستثمارية الجاذبة بالمملكة. في حين أكد وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني أهمية مشاركة القطاع الخاص بالبلدين في اللقاءات الثنائية ودوره في دعم العلاقات التجارية والاقتصادية، منوهاً بالآفاق الواعدة للشراكة السعودية اليابانية في قطاعات الرؤية المشتركة، وخاصة الصناعة والتقنيات الصناعية.

وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة الياباني موتو يوجي متحدثاً خلال الاجتماع (واس)

بدوره، أكد أمين عام اتحاد الغرف السعودية وليد بن حمد العرينان أن العلاقات بين المملكة واليابان تتسم بالتطور والتعاون في مختلف المجالات، وأن الرؤية المشتركة تمثل أهم خطوة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية، منوهاً بدور مجلس الأعمال المشترك بوصفه ركيزة أساسية في تنمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين. من جهته، دعا رئيس مجلس الأعمال السعودي الياباني طارق بن عبد الهادي القحطاني الشركات اليابانية للاستفادة من المزايا التحفيزية التي تقدمها المملكة، مضيفاً أن استراتيجيتها تتقاطع مع المزايا التنافسية لليابان في مجالات كالصناعات الثقيلة والمتطورة، وصناعة الرقائق الإلكترونية، والألعاب الإلكترونية، والتعليم، منوهاً بحجم التبادل التجاري الذي بلغ 41 مليار دولار. يُشار إلى أن الاجتماع ينعقد في وقت أصبحت فيه اليابان الشريك التجاري الثاني للمملكة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري 41.1 مليار دولار في عام 2023، وبلغت صادرات المملكة إلى اليابان 34.7 مليار دولار، بينما بلغت وارداتها 6.3 مليار دولار، بفائض ميزان تجاري قدره 28.4 مليار دولار لمصلحة المملكة. وتهدف الرؤية السعودية اليابانية 2030 إلى تنمية التعاون في قطاعات مثل البنية التحتية، والصناعات المنافسة، والطاقة والاستثمار، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، والرعاية الطبية والإعلام والترفيه، وتتضمن عدداً من الاتفاقيات والمبادرات الاقتصادية المهمة.