واشنطن وحلفاؤها يواصلون البحث عن خيارات للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة

يلين: لا يوجد بديل عن المساعدات الأميركية المباشرة لأوكرانيا

أكّدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عدم وجود بديل للمساعدات الأميركية المباشرة لأوكرانيا مشيرة إلى أن المساعدات المجمدة في الكونغرس ضرورية (رويترز)
أكّدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عدم وجود بديل للمساعدات الأميركية المباشرة لأوكرانيا مشيرة إلى أن المساعدات المجمدة في الكونغرس ضرورية (رويترز)
TT

واشنطن وحلفاؤها يواصلون البحث عن خيارات للاستفادة من الأصول الروسية المجمدة

أكّدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عدم وجود بديل للمساعدات الأميركية المباشرة لأوكرانيا مشيرة إلى أن المساعدات المجمدة في الكونغرس ضرورية (رويترز)
أكّدت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين عدم وجود بديل للمساعدات الأميركية المباشرة لأوكرانيا مشيرة إلى أن المساعدات المجمدة في الكونغرس ضرورية (رويترز)

قالت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إن الولايات المتحدة وحلفاءها سيواصلون البحث عن خيارات للاستفادة من الأصول السيادية الروسية المجمدة بعد أيام من فشل المحادثات في التوصل إلى اتفاق لمساعدة جهود الحرب في أوكرانيا.

وأشارت إلى أن أي خطة للاستيلاء على أو استخدام نحو 282 مليار دولار، من الأصول الروسية المجمدة، لمساعدة أوكرانيا، لا يمكن النظر إليها بوصفها بديلاً عن المساعدة، التي تشتد الحاجة إليها للدولة المحاصرة، والتي تم تعليقها في الكونغرس.

وقالت يلين لـ«رويترز» في مقابلة أجريت يوم الخميس إن أي إجراء سيحتاج إلى مبرر قانوني قوي، وهو ما ظهر نقطة شائكة في المفاوضات هذا الأسبوع على هامش اجتماع وزراء مالية مجموعة العشرين الذي استضافته البرازيل.

وأضافت: «لا أرى بديلاً حقيقياً للكونغرس، لتزويد أوكرانيا، بالمساعدة التي تحتاج إليها هذا العام. لا أعتقد أن أي شخص يمكن أن يسد تلك الفجوة».

وقالت يلين إنه بينما قدم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا تمويلاً مفيداً للغاية وساهمت اليابان أيضاً، فإن الإجمالي لا يبدو كافياً. وأشارت إلى أن «تلك الأموال يمكن أن تساعد البلاد في التعامل على المدى القريب، بينما تنتظر كييف المزيد من المساعدات الشاملة».

وقالت إنها تحدّت وزير المالية الفرنسي برونو لومير للمساعدة في تطوير الخيارات التي يسعى إليها زعماء مجموعة السبع في الوقت المناسب لقمتهم في يونيو (حزيران) بعد أن رفض لومير علانية وجهة نظرها بأن هناك قضية قانونية لتسييل الأصول.

ويكافح مسؤولو مجموعة السبع منذ عام بشأن ما يجب فعله بالأصول السيادية الروسية لمساعدة أوكرانيا، التي غزتها موسكو قبل عامين. وخرج هذا الجدل إلى العلن خلال اجتماع مجموعة العشرين هذا الأسبوع، وكشف عن انقسامات عميقة بين حلفاء مجموعة السبع.

وهددت روسيا برد انتقامي كبير إذا استولى الغرب على أصولها. وتخشى بعض الدول الأوروبية أن يشكل هذا سوابق خطيرة ويقوض الثقة في العملات الغربية، على الرغم من أن يلين وصفت التحول الكبير بعيداً عن تلك العملات بأنه «غير مرجح إلى حد كبير».

وقالت في المقابلة إنه على الرغم من تشكيك بعض الأوروبيين في الاستيلاء على الأصول، فإن هناك خيارات، مثل استخدام الأصول كضمان للحصول على القروض ومقترح جديد لإصدار قرض مشترك، وهو ما وصفته بأنه «خيار مثير للاهتمام».

وقالت يلين: «هناك قضايا قانونية معقدة هنا. نتفق على أن أي شيء نفعله يجب أن يكون له أساس قانوني دولي ثابت، بالإضافة إلى أساس محلي».

وأضافت: «سنواصل العمل. يعمل موظفو لومير مع موظفينا. لقد حضضناه على مساعدتنا في الخروج بخيارات، خيارات يمكننا تقديمها إلى القادة».

خيارات لقادة مجموعة السبع

وقالت يلين إن زعماء مجموعة السبع طلبوا من موظفيهم «التوصل إلى أكبر عدد ممكن من الخيارات القابلة للتطبيق، وتحليل الفوائد والتكاليف المرتبطة بها».

وأضافت أن القرار بشأن «ما يجب فعله وما لا يجب فعله يعود إليهم»، مضيفة أنه ليس من الواضح ما إذا كان الزعماء سيتوصلون إلى مثل هذا القرار في قمتهم في إيطاليا في يونيو.

وأشارت يلين إلى أنه من الضروري عدم تعريض عمل غرفة المقاصة البلجيكية «يوروكلير» للخطر، والتي تمتلك معظم الأصول الروسية.

وأوضحت: «يوروكلير أداة مالية ذات أهمية لا تقدر بثمن، ويجب أن نكون حريصين بشكل استثنائي على عدم القيام بأي شيء يعرض عملها للخطر».

وقالت وزيرة الخزانة الأميركية إنها لا تزال مقتنعة بأن النظرية القانونية «للتدابير المضادة» توفر حجة قوية لفتح قيمة الأصول الروسية، وهي وجهة نظر يشترك فيها كثير من الخبراء البارزين.

وبموجب القانون الدولي، توفر التدابير المضادة وسيلة قانونية للدول للرد على انتهاكات حقوقها.

وقال مسؤول غربي إن جميع حكومات مجموعة السبع اتفقت على الحاجة الملحة للمضي قدما لمساعدة أوكرانيا التي واجهت انتكاسات عسكرية أمام روسيا.

ودعا لومير إلى اتباع نهج أكثر تواضعاً، يتمحور حول تحركات الاتحاد الأوروبي لاستخدام المكاسب غير المتوقعة من الأصول المجمدة لتوليد إيرادات لأوكرانيا.

وتدعم واشنطن فكرة فرض ضريبة غير متوقعة، لكنها تريد أن ترى ما إذا كان هناك ما يبرر اتخاذ إجراء أكثر أهمية، بالنظر إلى ما تسميه الطبيعة الفظيعة للغزو الروسي.

وقد تزايدت أهمية هذه القضية منذ أن تم حظر 61 مليار دولار من المساعدات الأميركية لأوكرانيا من قبل مجلس النواب الذي يقوده الجمهوريون.

تجدر الإشارة إلى أن مجموعة السبع ودول الاتحاد الأوروبي وأستراليا جمدت أصولاً روسية بقيمة 260 مليار يورو (282 مليار دولار) في صورة أوراق مالية وأرصدة نقدية، حيث يوجد أكثر من ثلثي هذه الأصول في الاتحاد الأوروبي.

وتتفق كل الأطراف على ضرورة استمرار هذه الأصول بعيدة عن يد موسكو إلا إذا وافقت على المساهمة في إعادة إعمار أوكرانيا بعد انتهاء الحرب، لكن هذه الدول تختلف بشأن مدى قانونية مصادرة هذه الأموال واستخدامها بعيدا عن إرادة روسيا.



تقرير التضخم الخميس يحدد خطوة «الفيدرالي» التالية بشأن الفائدة

صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
TT

تقرير التضخم الخميس يحدد خطوة «الفيدرالي» التالية بشأن الفائدة

صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)
صورة رجل تنعكس في النافذة أثناء سيره أمام مبنى مكاتب بالقرب من البنك الدولي في واشنطن العاصمة (أ.ف.ب)

تنتظر الأسواق بيانات اقتصادية أميركية مهمة خلال الأسبوع المقبل، بما في ذلك مؤشر أسعار المستهلك عن شهر سبتمبر (أيلول) ومؤشر أسعار المنتجين. في وقت سيتلقى المستثمرون تعليقات من العديد من مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي، بما في ذلك ميشال بومان، المحافِظة، والمعارِضة الوحيدة لخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس. كما سيصدر الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء محضر اجتماعه في سبتمبر (أيلول).

وقد توفر التعليقات والمحضر المرتقب نظرة ثاقبة للخطوة التالية التي سيتخذها الاحتياطي الفيدرالي في دورة خفض أسعار الفائدة الحالية.

وقال بنك «يو بي إس» إن تقرير مؤشر أسعار المستهلك سيكون الحدث الكبير المقبل للأسواق. وقال كبير خبراء الاقتصاد في بنك «يو بي إس»، بريان روز، في مذكرة: «سيكون مؤشر أسعار المستهلك لشهر سبتمبر بمثابة إصدار بيانات رئيسي. وإذا ارتفعت الأسعار بشكل أسرع من المتوقع بالإضافة إلى بيانات العمل الأقوى، فإن فرص تخطي بنك الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة في اجتماع نوفمبر (تشرين الثاني) ستزداد».

ومن المرجح أن يكون معدل التضخم في الولايات المتحدة والمتوقع صدوره يوم الخميس قد تراجع في نهاية الربع الثالث، وهو ما يطمئن الاحتياطي الفيدرالي الذي يحول المزيد من تركيز سياسته نحو حماية سوق العمل، وفق «بلومبرغ».

فمن المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1 في المائة في سبتمبر، وهو أصغر مكسب له في ثلاثة أشهر. وبالمقارنة بالعام السابق، ربما ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 2.3 في المائة، وهو التباطؤ السادس على التوالي والأهدأ منذ أوائل عام 2021.

ومن المتوقع أن يرتفع المؤشر الذي يستبعد فئات الغذاء والطاقة المتقلبة، والذي يوفر رؤية أفضل للتضخم الأساسي، بنسبة 0.2 في المائة عن الشهر السابق و3.2 في المائة عن سبتمبر 2023.

في أعقاب النمو القوي المفاجئ للوظائف في سبتمبر والذي صدر يوم الجمعة، يشير التباطؤ التدريجي في التضخم إلى أن صناع السياسات سيختارون خفض أسعار الفائدة بشكل أصغر عندما يجتمعون في 6 و7 نوفمبر.

امرأة تتسوق في أحد المحال في كولورادو (أ.ب)

وقد شهدت الولايات المتحدة إضافة 254 ألف وظيفة جديدة الشهر الماضي، وهو رقم مذهل، متجاوزاً التقديرات التي كانت تشير إلى إضافة 147 ألف وظيفة. وانخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة. في حين أظهر متوسط الدخل في الساعة انتعاشاً مع ارتفاع بنسبة 0.4 في المائة على أساس شهري، مما دفع النمو السنوي للأجور إلى 4.0 في المائة.

وكتب محللو «بنك أوف أميركا» أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ربما أصيب بالذعر الشهر الماضي، وأن خفضاً كبيراً آخر ربما لا يكون مبرراً. وعدل توقعاته لاجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في نوفمبر ليدعو إلى تحرك بمقدار 25 نقطة أساس بعد أن توقع سابقاً 50 نقطة أساس.

وقالت المستشارة الاقتصادية للبيت الأبيض لايل برينارد في الإحاطة الأسبوعية، إن «هناك ثقة أكبر بكثير في أن أسعار الفائدة ستنخفض... وأن التضخم سينخفض». أضافت «إنه يوم جيد للعمال والأسر الأميركية. لقد شهدنا خلق أكثر من 250 ألف وظيفة جديدة في شهر سبتمبر. وشهدنا انخفاض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة في وقت عادت فيه معدلات التضخم إلى مستويات ما قبل الجائحة».

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن التوقعات التي أصدرها المسؤولون إلى جانب قرارهم بشأن أسعار الفائدة في سبتمبر يشيران إلى خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في الاجتماعين الأخيرين من العام.

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في مؤتمر صحافي سابق (رويترز)

ويتم استخدام مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين لإبلاغ مقياس التضخم المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، والذي من المقرر إصداره في وقت لاحق من هذا الشهر.

وتتوقع «بلومبرغ» قراءة خافتة لمؤشر أسعار المستهلك في سبتمبر، رغم قراءة أساسية أكثر قوة، مضيفة أنه «إذا ما وضعنا في الحسبان تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي، فمن المرجح أن يكون التضخم الأساسي قد نما بوتيرة تتفق مع الهدف البالغ 2 في المائة». وقالت «في المجمل، لا نعتقد أن التقرير سيفعل الكثير للتأثير على ثقة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية في أن التضخم يسير في اتجاه هبوطي دائم».

ومن المتوقع أيضاً أن يُظهِر تقرير أسعار المنتجين يوم الجمعة -وهو مقياس للضغوط التضخمية التي تواجهها الشركات- تضخماً أكثر هدوءاً. وفي اليوم نفسه، تصدر جامعة ميشيغان مؤشرها الأولي لثقة المستهلك لشهر أكتوبر (تشرين الأول).