صناديق التحوط الصينية تسعى لتهدئة المستثمرين

وسط خسائر فادحة وضغوط تنظيمية

مستثمر يتابع حركة الأسهم الصينية في العاصمة بكين (أ.ف.ب)
مستثمر يتابع حركة الأسهم الصينية في العاصمة بكين (أ.ف.ب)
TT

صناديق التحوط الصينية تسعى لتهدئة المستثمرين

مستثمر يتابع حركة الأسهم الصينية في العاصمة بكين (أ.ف.ب)
مستثمر يتابع حركة الأسهم الصينية في العاصمة بكين (أ.ف.ب)

وسط قلق متنام، يسعى مديرو صناديق التحوط الصينية إلى تهدئة المستثمرين بعد تراجع الأسهم ذات القيمة الصغيرة، حتى مع تكثيف المنظمين التدقيق في أنشطة اللاعبين الرئيسيين في السوق في محاولتهم إنعاش أسواق الأسهم المتعثرة في البلاد.

وفي مذكرات للمستثمرين هذا الأسبوع، فإن شركات على غرار «هاي - فلاير كوانت إنفستمنت» و«بايونت كوانت»، وهي صناديق تحوط تنشر استراتيجيات كمية باستخدام تقنيات رياضية وإحصائية، حاولت شرح ضعف أدائها الصارخ في الآونة الأخيرة، ووعدت بتعزيز إدارة المخاطر، وفقاً للرسائل التي تم الاطلاع عليها والتحقق منها، بواسطة «رويترز».

والصناديق الكمية الصينية - التي تتداول باستخدام نماذج الكومبيوتر المستندة إلى البيانات - معرضة بشكل كبير للأسهم الصغيرة التي بدأت في الانخفاض في أوائل فبراير (شباط)، مما أدى إلى عمليات بيع بدافع الذعر. وفقد كثير من المنتجات الكمية أكثر من 15 في المائة من قيمتها خلال أسبوع واحد فقط.

وفي الوقت نفسه، يواجه القطاع، الذي تبلغ قيمته 260 مليار دولار حسب تقديرات بنك «يو بي إس»، تدقيقاً تنظيمياً أكثر صرامة. وقالت البورصات الصينية هذا الأسبوع إن شركة «لينغجون إنفستمنت» العملاقة للصناديق الكمية قد انتهكت قواعد التداول المنظم، ومنعتها من البيع والشراء لمدة ثلاثة أيام؛ وفق «رويترز».

وقال بنك «يو بي إس» في مذكرة: «تواجه الصناديق الكمية الداخلية خسائر فادحة وضغوط تصفية، بصرف النظر عن التدقيق التنظيمي الأكثر صرامة... إذا خفضت السلطات حجم الصندوق وخفضت أنشطة التداول، فقد يؤثر ذلك على سيولة السوق، خصوصاً بالنسبة للشركات الصغيرة».

وانتعشت أسهم الشركات المتوسطة والكبيرة في الصين بشكل حاد في وقت سابق من هذا الشهر بسبب الدعم الحكومي، لكن ذلك أدى إلى تسريع عمليات البيع في الشركات الصغيرة، مما أدى إلى تعميق أزمة السيولة في ركن من أركان السوق التي تتعرض لها الصناديق الكمية بشكل كبير.

وفي رسالة إلى المستثمرين، أرجعت شركة «هاي - فلاير» العملاقة للصناديق الكمية انتكاستها الأخيرة إلى الاستراتيجيات التي فشلت في التكيف مع ظروف السوق «المتطرفة». وقالت: «يظهر الانسحاب أن استراتيجيتنا بحاجة إلى التحسين»، مضيفة أنها شددت بالفعل إدارة المخاطر.

وانخفض مؤشر يتتبع «الأسهم الصغيرة»، أو أصغر 400 شركة مدرجة في الصين، بنسبة 31 في المائة خلال أيام التداول الخمسة الأولى في فبراير، وهو أداء أقل بكثير من أداء مؤشر الأسهم القيادية، ويوجه ضربة لصناديق التحوط التي تفضلها.

وقالت شركة «بايونت كوانت» التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في الاستثمار، إن استراتيجياتها عانت من عمليات سحب قياسية وسط «تسونامي» السوق، مما أدى إلى «تنبيهات حمراء»، وموجة أوامر لوقف الخسارة... لكنها أكدت في رسالة إلى العملاء «تظل استراتيجيتنا فعالة. وعندما ينتهي التسونامي، سوف تتألق الاستراتيجيات الكمية مرة أخرى».

وتواجه الصناديق الكمية أيضاً رياحاً تنظيمية معاكسة. وقالت بورصتا شانغهاي وشنتشن يوم الثلاثاء إنهما ستكثفان مراقبة الصناديق الكمية والمتداولين «عالي التردد»، الذين يتمتعون بميزة على صغار المستثمرين. وذكرت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» يوم الخميس أن السلطات ستطرح سلسلة من الإجراءات لتحسين تنظيم التداول الكمي.


مقالات ذات صلة

البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 1.2 % في 2024

الاقتصاد منظر عام لشارع الحبيب بورقيبة في وسط تونس (رويترز)

البنك الدولي يتوقع نمو الاقتصاد التونسي 1.2 % في 2024

توقّع البنك الدولي أن ينمو الاقتصاد التونسي بنسبة 1.2 في المائة في 2024، وهو أقل من توقعاته السابقة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
الاقتصاد جناح «الدرعية» في معرض «سيتي سكيب 2024» (الشرق الأوسط)

«الدرعية للتطوير» تكشف عن توقيع عقود بقيمة 6.7 مليار دولار خلال أشهر

تعتزم شركة «الدرعية للتطوير» السعودية توقيع عقود بقيمة 25 مليار ريال (6.7 مليار دولار)، خلال الأشهر القليلة المقبلة، وفق تصريح رئيسها محمد سعد.

آيات نور (الرياض)
الاقتصاد رئيس «المركزي الألماني» يواكيم ناغل يتحدث في مبنى مكاتب البنك بهامبورغ (د.ب.أ)

البوندسبانغ: رسوم ترمب المقترحة قد تُكلف ألمانيا 1 % من الناتج الاقتصادي

قال البنك المركزي الألماني إن رسوم ترمب الجمركية المقترحة قد تكلف ألمانيا 1 % من الناتج الاقتصادي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد العَلم الصيني خارج مبنى لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (رويترز)

«بلومبرغ»: الصين تتلقى طلبات بـ25.7 مليار دولار من طرح سنداتها في السعودية

ذكرت وكالة «بلومبرغ» أن الصين بدأت تسويق سنداتها الدولارية في السعودية، والتي تُعد أول عملية بيع للديون بالعملة الأميركية تقوم بها منذ عام 2021.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا العاهل المغربي مستقبلاً الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة للمغرب (أ.ف.ب)

«أيام اقتصادية» بالأقاليم الجنوبية لدعم الشراكة بين المغرب وفرنسا

لقاءات اقتصادية بالأقاليم الجنوبية بمشاركة نحو خمسين من رؤساء الشركات وصناع القرار الاقتصادي من المغرب وفرنسا.


«بتكوين» تتجاوز مستوى 93 ألف دولار للمرة الأولى

عملات «بتكوين» على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
عملات «بتكوين» على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
TT

«بتكوين» تتجاوز مستوى 93 ألف دولار للمرة الأولى

عملات «بتكوين» على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)
عملات «بتكوين» على أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

تجاوزت عملة «بتكوين» مستوى 93 ألف دولار للمرة الأولى يوم الأربعاء؛ حيث لم تظهر أي علامات على تراجع ارتفاعها المستمر على خلفية التوقعات بأن دونالد ترمب بوصفه رئيساً للولايات المتحدة وإدارته سيكونان نعمة للعملات المشفرة.

وأصبحت أكبر عملة مشفرة في العالم واحدة من أكثر العملات تحركاً في الأسبوع منذ الانتخابات.

وبحسب شبكة «سي إن بي سي»، وصلت العملة المشفرة إلى 92984.53 دولار. في مرحلة ما، ارتفعت لفترة وجيزة إلى مستوى قياسي جديد عند 93469.08 دولار.

ويرى العديد من المستثمرين أن عملة «بتكوين»، التي استفادت مؤخراً من ارتفاع كبير بعد الانتخابات عبر الأصول الخطرة، بمثابة تحوط ضد السياسة المالية المحتملة التي قد تؤدي إلى التضخم.

وبارتفاعاتها المتكررة، باتت القيمة السوقية لـ«بتكوين» تبلغ 1.850 تريليون دولار، لتصبح ثامن أكبر أصل في العالم. وحققت ارتفاعاً بنسبة 7.26 في المائة في الساعات الـ24 الأخيرة.

تبنى الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الأصول الرقمية خلال حملته، ووعد بجعل الولايات المتحدة «عاصمة التشفير على هذا الكوكب» وتجميع مخزون وطني من «بتكوين».

وأعلنت شركة البرمجيات المستثمرة في بتكوين «مايكروستراتيجي» أنها أنفقت نحو ملياري دولار لشراء «بتكوين» بين 31 أكتوبر (تشرين الأول) و10 نوفمبر (تشرين الثاني). وسجلت الأسهم أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الثلاثاء.

ويرى مستثمرو العملات المشفرة نهاية للتدقيق المتزايد تحت رئاسة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية جاري غينسلر، الذي قال ترمب إنه سيعين بديلاً له. كما كشف ترمب عن شركة تشفير جديدة «وورلد فاينانشيال تاور»، في سبتمبر (أيلول).

وقال كارل سزانتير، الشريك الإداري لصندوق التحوط للأصول الرقمية «بلوك ستون كابيتال»: «تشمل المجالات الرئيسية التي يجب مراقبتها التغييرات التنظيمية المحتملة، وزيادة المشاركة المؤسسية، وارتفاع نشاط الدمج والاستحواذ... قد يجلب المشهد السياسي الجديد لوائح أكثر وضوحاً للأصول المشفرة وقد يدفع إلى تطورات استراتيجية، مثل الاحتياطي الوطني لـ(بتكوين) والنمو في قطاع التعدين».

وفي غضون ذلك، قال رئيس بنك فرنسا وعضو البنك المركزي الأوروبي فرنسوا فيليروي دي غالهاو، في مقابلة مع إذاعة «فرنس إنتر»، يوم الأربعاء، إن عملة «بتكوين» لا تزال تمثل أصلاً محفوفاً بالمخاطر.