انخفاض الدولار وارتفاع الذهب... والأسواق تترقب محضر «الفيدرالي»

ارتفعت أسعار الذهب للجلسة السادسة على التوالي (الأربعاء) مدعومةً بضعف الدولار ومشتريات الملاذ الآمن (رويترز)
ارتفعت أسعار الذهب للجلسة السادسة على التوالي (الأربعاء) مدعومةً بضعف الدولار ومشتريات الملاذ الآمن (رويترز)
TT

انخفاض الدولار وارتفاع الذهب... والأسواق تترقب محضر «الفيدرالي»

ارتفعت أسعار الذهب للجلسة السادسة على التوالي (الأربعاء) مدعومةً بضعف الدولار ومشتريات الملاذ الآمن (رويترز)
ارتفعت أسعار الذهب للجلسة السادسة على التوالي (الأربعاء) مدعومةً بضعف الدولار ومشتريات الملاذ الآمن (رويترز)

انخفض الدولار الأميركي مقابل العملات الرئيسية الأخرى، يوم الأربعاء، إذ يتماشى ذلك مع الانخفاض العالمي في عوائد السندات. في المقابل، ارتفعت أسعار الذهب للجلسة السادسة على التوالي، مدعومةً بضعف الدولار ومشتريات الملاذ الآمن.

وينتظر المستثمرون محضر اجتماع لجنة السياسة النقدية الفيدرالية الأميركية الأخير، المقرر صدوره في وقت لاحق، للحصول على مزيد من الإشارات حول آفاق أسعار الفائدة.

وأتى الانخفاض في الدولار على خلفية انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية تماشياً مع نظيراتها العالمية. وجاء ذلك عقب بيانات التضخم الكندية التي جاءت أقل من المتوقع ونمو الأجور في منطقة اليورو، وجميعها أدت إلى انخفاض العائدات المحلية مع زيادة توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل المصارف المركزية العالمية هذا العام، وفق «رويترز».

وانخفضت العملة الأميركية إلى ما دون 150 يناً في التعاملات الآسيوية، ووصلت إلى 149.97 ين في أحدث تعاملات، مما أعطى العملة اليابانية مجالاً للتنفس بعد أن ظلت قرب أدنى مستوياتها في 3 أشهر في الجلسات السابقة.

وقالت كبيرة استراتيجيي سوق الصرف الأجنبي في «رابوبنك»، جين فولي: «من المثير للاهتمام أن ترتيب ومدى تحركات السياسة التي تنطوي عليها أسعار السوق يبدو أنهما لا يحتويان إلا على ارتباطات غامضة مع مستويات النشاط الاقتصادي في كل اقتصاد من اقتصادات مجموعة الـ10. من الواضح أن عملية توقيت وتيرة تحركات سياسة المصرف المركزي هذا العام لا يزال أمامها طريق طويل لتجتازه».

ارتفاع الذهب

ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المائة إلى 2030.7 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 04:11 (بتوقيت غرينتش) وهو أعلى مستوياته منذ التاسع من فبراير (شباط).

وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 في المائة إلى 2041.3 دولار للأوقية. وواصل مؤشر الدولار خسائره لليوم الثالث على التوالي، مما جعل المعدن الأصفر المسعر بالعملة الأميركية أكثر جاذبية للمشترين الأجانب.

وقال كبير المحللين في «ريلاينس سيكيوريتيز»، جيغار تريفيدي: «تراجع مؤشر الدولار قليلاً، لذا فهو يدعم أسعار الذهب ونشهد بعض عمليات الشراء التي تعد ملاذاً آمناً أيضاً بسبب تصاعد التوترات في الشرق الأوسط».

وأضاف: «كل الأنظار تتجه نحو محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، ومن المتوقع أن تظل أسعار الذهب في الاتجاه الصعودي».

ومن المرجح أن يخفض «الاحتياطي الفيدرالي» سعر الفائدة في يونيو (حزيران)، وفقاً لأغلبية ضئيلة من الاقتصاديين الذين استطلعت «رويترز» آراءهم.


مقالات ذات صلة

رغم الارتفاع... الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في عام

الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع «أويغوسا» لفصل الذهب والفضة في فيينا (رويترز)

رغم الارتفاع... الذهب يتجه لتسجيل أكبر انخفاض شهري في عام

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الجمعة، بدعم من ضعف الدولار وتصاعد التوترات الجيوسياسية، لكنها لا تزال على مسار تسجيل أكبر انخفاض شهري في أكثر من عام بعد فوز ترمب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع ببيت الذهب «برو أوره» بميونيخ (رويترز)

الذهب يتراجع بضغط من قوة الدولار... وبيانات التضخم الأميركي تثير الحذر

تراجعت أسعار الذهب، الخميس، بضغط من ارتفاع الدولار، في وقت يعكف فيه المستثمرون على تقييم بيانات اقتصادية حول الفائدة الأميركية.

الاقتصاد بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)

الذهب يتحرك في نطاق ضيق قبيل بيانات التضخم الأميركية

تحركت أسعار الذهب في نطاق ضيق يوم الأربعاء، مع انتظار المستثمرين بيانات تضخم رئيسية في الولايات المتحدة.

الاقتصاد سبائك ذهبية في مصنع «كراستسفيتمت» في مدينة كراسنويارسك السيبيرية (رويترز)

انخفاض أسعار الذهب يعزز الطلب الفعلي ويعيد تشكيل السوق

أسهم انخفاض أسعار الذهب هذا الشهر في جذب المشترين الذين كانوا ينتظرون تراجع الارتفاع الكبير الذي شهدته السوق هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن - موباي)
الاقتصاد سبائك ذهبية معروضة في بورصة الذهب بسيول لدى كوريا الجنوبية (رويترز)

الذهب يتراجع 3 % على خلفية تقارير عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله»

انخفضت أسعار الذهب بنحو 3 في المائة يوم الاثنين، كاسرةً بذلك موجة صعود استمرت خمس جلسات إلى أعلى مستوياتها في نحو ثلاثة أسابيع.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
TT

«المركزي الروسي»: الاقتصاد آمن بأسعار النفط الحالية ومهدد دون 60 دولاراً

العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)
العلم الروسي يرفرف فوق مقر البنك المركزي في موسكو (رويترز)

قال البنك المركزي الروسي إن مستويات أسعار النفط الحالية لا تشكل تهديداً لاستقرار الاقتصاد الروسي، لكنها قد تتحول إلى تحدٍّ خطير إذا انخفضت الأسعار دون الهدف الذي حُدد في الموازنة والذي يبلغ 60 دولاراً للبرميل.

وتشكل عائدات النفط والغاز نحو ثلث إيرادات الموازنة الروسية، وعلى الرغم من التوقعات بتراجع هذه النسبة في السنوات المقبلة، فإن إيرادات السلع الأساسية تظل تلعب دوراً محورياً في الاقتصاد الروسي، كما أن سعر النفط بالروبل يعد عنصراً مهماً في الحسابات المالية للموازنة.

ووفقاً لحسابات «رويترز»، فإن سعر مزيج النفط الروسي «أورال» في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) قد تجاوز السعر المُستخدم في حسابات موازنة الدولة لعام 2024، وذلك بفضل الانخفاض الحاد في قيمة الروبل. وأكد البنك المركزي أن سعر النفط «أورال» بلغ 66.9 دولار للبرميل بداية من 15 نوفمبر.

وفي مراجعته السنوية، قال البنك المركزي: «لا تشكل مستويات أسعار النفط الحالية أي مخاطر على الاستقرار المالي لروسيا»، لكنه حذر من أنه «إذا انخفضت الأسعار دون المستوى المستهدف في الموازنة، البالغ 60 دولاراً للبرميل، فإن ذلك قد يشكل تحديات للاقتصاد والأسواق المالية، بالنظر إلى الحصة الكبيرة التي تمثلها إيرادات النفط في الصادرات الروسية».

كما أشار البنك إلى أن روسيا قد خفضت إنتاجها من النفط بنسبة 3 في المائة ليصل إلى 9.01 مليون برميل يومياً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى أكتوبر (تشرين الأول)، وذلك في إطار التزامها باتفاقات مجموعة «أوبك بلس». وأضاف أن الخصم في سعر النفط الروسي مقارنة بسعر المؤشر العالمي قد تقلص إلى 14 في المائة في أكتوبر، مقارنة بـ 16-19 في المائة في الفترة من أبريل (نيسان) إلى مايو (أيار).

الإجراءات لدعم الروبل فعّالة

من جانبه، قال نائب محافظ البنك المركزي الروسي، فيليب جابونيا، إن البنك سيواصل اتباع سياسة سعر صرف الروبل العائم، مؤكداً أن التدابير التي اتخذها لدعم قيمة الروبل كافية وفعالة.

ووصل الروبل إلى أدنى مستوى له منذ مارس (آذار) 2022، إثر فرض أحدث جولة من العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي. وفي خطوة لدعم العملة الوطنية، تدخل البنك المركزي، وأوقف شراء العملات الأجنبية بداية من 28 نوفمبر.

وفي مؤتمر صحافي، صرح جابونيا: «نعتقد أن التدابير المتبعة حالياً كافية، ونحن نلاحظ وجود مؤشرات على أن الوضع بدأ في الاستقرار». وأضاف: «إذا كانت التقلبات قصيرة الأجل الناجمة عن مشكلات الدفع تشكل تهديداً للاستقرار المالي، فنحن نمتلك مجموعة من الأدوات الفعّالة للتعامل مع هذا الوضع».

وأكد جابونيا أن سعر الفائدة القياسي المرتفع، الذي يبلغ حالياً 21 في المائة، يسهم في دعم الروبل، من خلال تعزيز جاذبية الأصول المقومة بالروبل، وتهدئة الطلب على الواردات.

وكانت أحدث العقوبات الأميركية على القطاع المالي الروسي قد استهدفت «غازبروم بنك»، الذي يتولى مدفوعات التجارة الروسية مع أوروبا، ويعد المصدر الرئيسي للعملات الأجنبية في السوق المحلية. وقد أدت هذه العقوبات إلى نقص حاد في سوق العملات الأجنبية الروسية، ما تَسَبَّبَ في حالة من الهلع واندفاع المستثمرين نحو شراء العملات الأجنبية. ورغم هذه التحديات، أصر المسؤولون الروس على أنه لا توجد أسباب جوهرية وراء تراجع قيمة الروبل.

النظام المصرفي يتمتع بمرونة عالية

وفي مراجعة للاستقرار المالي، يوم الجمعة، قال المركزي الروسي إن الشركات الصغيرة فقط هي التي تواجه مشكلات في الديون في الوقت الحالي، في وقت يشكو فيه بعض الشركات من تكاليف الاقتراض المرتفعة للغاية مع بلوغ أسعار الفائدة 21 في المائة.

وأضاف أن نمو المخاطر الائتمانية قد أدى إلى انخفاض طفيف في نسبة كفاية رأس المال للبنوك الروسية في الربعين الثاني والثالث، لكنه وصف القطاع المصرفي بأنه يتمتع بمرونة عالية. كما نصح البنوك بإجراء اختبارات ضغط عند تطوير منتجات القروض، بما في ذلك سيناريوهات تتضمن بقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترات طويلة.