«كابيتال إيكونوميكس» تتوقع أدنى نمو للاقتصاد الإسرائيلي منذ عقود بسبب حرب غزة

انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي من 3.4 في المائة في الربع الثالث من عام 2023 ليسجل انكماشاً بنسبة 3.5 في المائة (رويترز)
انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي من 3.4 في المائة في الربع الثالث من عام 2023 ليسجل انكماشاً بنسبة 3.5 في المائة (رويترز)
TT

«كابيتال إيكونوميكس» تتوقع أدنى نمو للاقتصاد الإسرائيلي منذ عقود بسبب حرب غزة

انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي من 3.4 في المائة في الربع الثالث من عام 2023 ليسجل انكماشاً بنسبة 3.5 في المائة (رويترز)
انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي من 3.4 في المائة في الربع الثالث من عام 2023 ليسجل انكماشاً بنسبة 3.5 في المائة (رويترز)

توقعت مؤسسة «كابيتال إيكونوميكس» البحثية أن يسجل الاقتصاد الإسرائيلي في عام 2024 أحد أدنى معدلات النمو على الإطلاق في تاريخ البلاد نتيجة الحرب في غزة.

وقالت المؤسسة في تقريرها إن انكماش الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل بنسبة 19.4 في المائة على أساس ربع سنوي في الربع الأخير من العام الماضي كان أسوأ بكثير مما كان متوقعاً ويسلط الضوء على مدى من الأضرار التي لحقت بالاقتصاد نتيجة لهجمات حماس والحرب في غزة، وفق وكالة «أنباء العالم العربي».

وأوضح التقرير أن هناك حالة من عدم اليقين بشأن نطاق تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأخير، لكن النتيجة كانت مساوية تقريباً للانخفاض الذي حدث في ذروة جائحة كورونا في الربع الثاني من عام 2020 وأكبر بكثير مما توقعه أي طرف، إذ إن «كابيتال إيكونوميكس» كانت تتوقع انكماشاً بواقع 9.5 في المائة على أساس فصلي بينما كانت تتوقع «بلومبرغ» أن يبلغ هذا الانكماش 15.2 في المائة.

وعلى أساس سنوي، انخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي من 3.4 في المائة في الربع الثالث من عام 2023 ليسجل انكماشاً بنسبة 3.5 في المائة. وفي عام 2023 ككل، نما الاقتصاد الإسرائيلي بنسبة 2 في المائة فقط.

وذكر التقرير أن الانخفاض جاء مدفوعاً بانخفاض الاستهلاك الفصلي بنسبة 26.9 في المائة على أساس ربع سنوي. وأضاف أن الثقة تراجعت بعد الهجمات، وخفضت الأسر إنفاقها بشكل حاد، بينما انخفض استهلاك الخدمات بنسبة 52 في المائة والسلع شبه المعمرة بنسبة 58 في المائة.

وفي الوقت نفسه، تراجعت الاستثمارات الثابتة بنسبة 67.8 في المائة، مدفوعة بالتوقف شبه التام في أنشطة البناء السكني التي سجلت انكماشاً بنسبة 95.2 في المائة بسبب نقص العمالة في قطاع البناء نتيجة الاستدعاءات العسكرية وانخفاض أعداد العاملين الفلسطينيين.

كما انخفضت الصادرات الإسرائيلية بنسبة 18.3 في المائة والواردات بنسبة 42.4 في المائة. وفي الوقت نفسه، ارتفع الاستهلاك الحكومي بنسبة 88.1 في المائة، مدفوعاً بزيادة كبيرة غير مفاجئة في الإنفاق الدفاعي.

لكن التقرير قال إن المؤشرات الحالية، بما في ذلك معاملات بطاقات الائتمان الشهرية، تشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي سوف ينتعش في الربع الأول.

وقالت «كابيتال إيكونوميكس»: «لكن، نظراً للانخفاض الأكبر من توقعاتنا في الربع الأخير، فإن توقعاتنا لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 1.8 في المائة في عام 2024 ستتطلب حالياً انتعاشاً كبيراً في النشاط خلال العام الحالي. وهذا يبدو غير مرجح، خاصة في ظل الضعف الشديد للثقة في الاقتصاد والترجيح بأن الحرب ستستمر لفترة أطول من ستة أشهر والتي افترضناها نحن والآخرون».

وأضافت المؤسسة البحثية: «سنحدد توقعاتنا بشكل أكثر وضوحاً في الشهر المقبل، لكن يبدو أن الأمر الأنسب هو أن يسجل الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل نمواً في نطاق يتراوح بين 0.5 وواحد في المائة».

كما أشارت إلى أن الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي يؤكد مدى الضرر الذي لحق بالطلب في الاقتصاد ويفسر بشكل أكثر وضوحاً السبب وراء انخفاض أرقام التضخم عن المتوقع منذ بداية الحرب.

وبلغ معدل التضخم 2.6 في المائة على أساس سنوي في يناير (كانون الثاني)، انخفاضاً من 3.8 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول)، بينما بدأ المصرف المركزي الإسرائيلي دورة تخفيف نقدي في يناير.


مقالات ذات صلة

البنوك المركزية العالمية تتخذ قرارات متباينة في ختام 2024

الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

البنوك المركزية العالمية تتخذ قرارات متباينة في ختام 2024

مع اقتراب ختام عام 2024، شهدت السياسات النقدية في كثير من الاقتصادات الكبرى تحولات مهمة؛ حيث تبنَّت البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم استراتيجيات متباينة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مبنى الكابيتول خلف العَلم الأميركي (رويترز)

نمو الاقتصاد الأميركي يسجل 3.1 % في الربع الثالث

قالت الحكومة الأميركية، عبر تحديث لتقديراتها السابقة، إن الاقتصاد نما بمعدل سنوي قوي بلغ 3.1 في المائة، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى سبتمبر (أيلول) الماضيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد غروب الشمس فوق أفق فرانكفورت (رويترز)

تدهور حاد في معنويات الشركات الألمانية وسط حالة من عدم اليقين

أظهرت دراسة استقصائية نُشرت يوم الثلاثاء أن معنويات الشركات الألمانية تدهورت بشكل أكبر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول).

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد محافظ «بنك كوريا» ري تشانغ يونغ يتحدث في حلقة نقاشية ضمن اجتماعات ربيع 2023 لـ«البنك الدولي» و«صندوق النقد» بواشنطن (رويترز)

محافظ «بنك كوريا»: المخاوف من أزمة نقد أجنبي «مبالغ فيها»

أكد محافظ «البنك المركزي الكوري»، ري تشانغ يونغ، في جلسة استجواب برلمانية أن المخاوف بشأن أزمة محتملة في النقد الأجنبي مبالغ فيها.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

خفض البنك المركزي الباكستاني الاثنين سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 % في خامس خفض متتالٍ منذ يونيو.

«الشرق الأوسط» (كراتشي)

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
TT

تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية للطاقة والاتصالات والمعارض لدعم إعادة إعمار اليمن

مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)
مجلس الأعمال السعودي - اليمني يعقد اجتماعه في مكة المكرمة ويعلن عن مبادرات استراتيجية (الشرق الأوسط)

أعلن مجلس الأعمال السعودي - اليمني التابع لاتحاد الغرف السعودية، خلال اجتماعه في مكة المكرمة، عن إطلاق 6 مبادرات نوعية لتعزيز التبادل التجاري ودعم جهود التنمية الاقتصادية في اليمن، حيث أسفر الاجتماع الذي شهد مشاركة أكثر من 300 مستثمر سعودي ويمني، عن اتفاق على تأسيس 3 شركات استراتيجية، تسهم في إعادة إعمار اليمن ودعم بنيته التحتية.

وتتضمن المبادرات التي تم إعلانها تطوير المعابر الحدودية بين السعودية واليمن، من خلال تطوير اللبنية التحتية والخدمات اللوجيستية لزيادة حجم التبادل التجاري، الذي يبلغ حالياً 6.3 مليار ريال (1.6 مليار دولار)، تشكل الواردات اليمنية منها فقط 655 مليون ريال (174.6 مليون دولار) رغم إمكانات اليمن بقطاعات التعدين والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية.

ودعت التوصيات إلى إنشاء محاجر صحية لفحص المواشي والمنتجات الزراعية والسمكية اليمنية، بهدف زيادة الصادرات اليمنية إلى المملكة، وتأسيس مدن غذائية ذكية بالمناطق الحدودية، بهدف تعزيز الأمن الغذائي وخلق بيئة اقتصادية مستدامة للتعاون بهذا القطاع، وذلك عبر تحسين استخدام الموارد الطبيعية وتطوير تقنيات حديثة لدعم الإنتاج الغذائي المحلي، وذلك في ظل التحديات المرتبطة بضمان سلاسل الإمداد الغذائي على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وأكدت التوصيات ضرورة تذليل التحديات البنكية والائتمانية التي تواجه التجار السعوديين واليمنيين في تصدير منتجاتهم، عبر معالجة وضع البنوك اليمنية وفتح قنوات للتعاون مع البنوك السعودية وتطوير قطاع الصرافة باليمن.

وتشمل المبادرات تأسيس نادي المستثمرين اليمنيين بالمملكة لزيادة حجم الاستثمارات السعودية واليمنية، والدخول بشراكات ومشروعات مشتركة، وتركزت مباحثات مجلس الأعمال السعودي - اليمني على الفرص الاستثمارية بقطاعات الطاقة المتجددة والزراعة والثروة الحيوانية والاتصالات والصادرات.

وقال الدكتور عبد الله بن محفوظ، رئيس مجلس الأعمال السعودي - اليمني، إنه تم الاتفاق على تأسيس 3 شركات سعودية - يمنية. الشركة الأولى ستركز على إنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية، برأسمال قدره 100 مليون دولار، لتوفير حلول مستدامة تلبي احتياجات الطاقة في اليمن. الشركة الثانية ستعمل على تعزيز قطاع الاتصالات من خلال شبكة «ستارلينك» للاتصالات الفضائية، بينما ستكون الشركة الثالثة معنية بتنظيم المعارض والمؤتمرات في اليمن لتسويق المنتجات السعودية، ودعم جهود إعادة الإعمار عبر توفير منصة لتبادل الأفكار والفرص التجارية.

وأكد بن محفوظ لـ«الشرق الأوسط»، الدور الحيوي للقطاع الخاص في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في اليمن، من خلال استثماراته في المشروعات التي تدعم التنمية الاقتصادية وتوفر فرص العمل، وتحسن البنية التحتية وتطور المشروعات الصغيرة والمتوسطة التي تعدّ من أهم المشروعات الداعمة للتوظيف.

وشدد بن محفوظ على أهمية دعم رواد الأعمال اليمنيين وتوفير مصادر التمويل الداعمة للمشروعات، خصوصاً مشروعات إعادة إعمار اليمن، وأيضاً تطوير الشراكة بين القطاعين العام والخاص في اليمن، ليقوم القطاع الخاص اليمني بتنفيذ مشروعات تنموية كبيرة بنظام اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﺸﻐﻴﻞ واﻟﺘﺤﻮﻳﻞ، اﻟﻤﻌﺮوف اﺧﺘﺼﺎراً ﺑﺎﺳﻢ «بي أو تي» (B.O.T)، حيث تسهم الشراكة الفعالة بين القطاعين الخاص والحكومة، في خلق بيئة اقتصادية مستقرة ومستدامة تسهم في تحقيق السلام الاجتماعي والاقتصادي.

وبيّن أن نتائج اجتماع مجلس الأعمال السعودي - اليمني، أسفرت عن توقيع اتفاقيات تعاون تجاري بين شركات سعودية ويمنية لتنفيذ مشروعات تنموية واقتصادية في كلا البلدين، وأيضاً تعزيز الاستثمارات المشتركة، خصوصاً زيادة تدفق الاستثمارات السعودية إلى اليمن في القطاعات الحيوية، مثل الطاقة والزراعة والصناعة والبنية التحتية، مما يسهم في تحفيز الاقتصاد اليمني وتوفير فرص عمل جديدة، وأيضاً دعم مشروعات إعادة إعمار اليمن، ودعم زيادة حجم الصادرات اليمنية في المنتجات الزراعية والحيوانية والسمكية، وتسهيل انسيابية حركة التجارة بين اليمن والسعودية، عبر تبسيط الإجراءات الجمركية في المنافذ الحدودية وتطوير الخدمات اللوجيستية والموانئ والمطارات اليمنية، وتطوير الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وكل ذلك سوف يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي باليمن.

من جهته، أشاد رئيس الجانب اليمني في مجلس الأعمال المشترك عبد المجيد السعدي، بنظام الاستثمار السعودي الجديد، مضيفاً أن كثيراً من رؤوس الأموال اليمنية بالدول العربية بدأ يتوجه للمملكة في ظل الفرص الكبيرة، حيث تقدر الاستثمارات اليمنية في السوق السعودية بنحو 18 مليار ريال (4.8 مليار دولار)، وتحتل بذلك المرتبة الثالثة.