الانكماش يحكم قبضته في الصين

أكبر تراجع في أسعار السلع الاستهلاكية منذ 14 عاماً

أرقام مؤشر أسعار المستهلك في يناير تخالف توقعات المحللين وتسجل 0.8 % (إ.ب.أ)
أرقام مؤشر أسعار المستهلك في يناير تخالف توقعات المحللين وتسجل 0.8 % (إ.ب.أ)
TT

الانكماش يحكم قبضته في الصين

أرقام مؤشر أسعار المستهلك في يناير تخالف توقعات المحللين وتسجل 0.8 % (إ.ب.أ)
أرقام مؤشر أسعار المستهلك في يناير تخالف توقعات المحللين وتسجل 0.8 % (إ.ب.أ)

انخفضت أسعار المستهلكين في الصين بأسرع معدل منذ 15 عاماً في يناير (كانون الثاني)، مخالفةً توقعات المحللين ومسلطة الضوء على التحديات التي يواجهها صنّاع السياسات الذين يحاولون إحياء ثقة المستثمرين في ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وسيفاقم الرقم على الأرجح الدعوات للمسؤولين لبذل مزيد من الجهود لإنعاش الاقتصاد، بينما ما زال تأثير خفض المصرف المركزي معدلات الفائدة والإجراءات الرامية لزيادة الإقراض ضئيلاً.

ويعد يناير الذي شهد تراجعاً في مؤشر أسعار المستهلك نسبته 0.8 في المائة كشف عنه المكتب الوطني للإحصاءات، رابع شهر على التوالي يشهد انكماشاً بينما تعد النسبة أعلى من 0.5 في المائة توقعها استطلاع لشبكة «بلومبرغ نيوز». والرقم هو الأسوأ منذ النصف الثاني من 2009 خلال الأزمة المالية العالمية. ويدل تراجع مؤشر أسعار المنتجين الذي يقيس تكاليف المنتجات لدى خروجها من المصانع، بنسبة 2.5 في المائة على تواصل الضعف. وسجّلت الصين انكماشاً في يوليو (تموز) لأول مرة منذ عام 2021.

فضلاً عن انتعاش سجّل لمدة وجيزة في أغسطس (آب)، تشهد البلاد تراجعاً دائما مذاك. وقالت كبيرة خبراء الاقتصاد المتخصصة بالصين لدى مصرف «آي إن جي» لين سونغ في مذكرة نشرتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، إن «أسعار المواد الغذائية بقيت السبب الرئيسي الذي يؤثر على التضخم إذ تراجعت بنسبة 5.9 في المائة من عام لآخر، لتصل إلى أدنى مستوى على الإطلاق». وأشارت أيضاً إلى الأرقام التي تظهر ارتفاع التكاليف من شهر لآخر. وأفادت: «على الرغم من أنها بعيدة للغاية عن مستويات التضخم الأعلى من الأهداف المحددة التي سجّلتها العديد من الاقتصادات الأخرى، فإن هذه الأرقام لا تدل على أن الصين عالقة في دوامة من الانكماش».

وتابعت: «نرى إمكانية كبيرة بأن تمثّل بيانات يناير أدنى مستوى للتضخم (من عام لآخر) في الدورة الحالية». وبينما يشير الانكماش إلى أن المنتجات أقل ثمناً، إلا أن الأمر يمثّل تهديداً للاقتصاد الأوسع إذ يلجأ المستهلكون عادة لتأجيل عمليات الشراء على أمل انخفاضها أكثر. ويمكن لنقص الطلب بعد ذلك أن يجبر الشركات على خفض الإنتاج وتجميد التوظيف أو تسريح عمال بينما قد تضطر أيضاً إلى خفض أسعار مخزونات موجودة لديها، ما يؤثر على الأرباح وإن بقيت الأسعار على حالها. وكشف مسؤولون عن سلسلة إجراءات تهدف لتعزيز الاقتصاد الذي لم ينتعش حتى بعد رفع التدابير المشددة للسيطرة على «كوفيد» أواخر 2022، بينما حذّر محللون من وجود حاجة لخطة تحفيز قوية لإعادة الثقة.


مقالات ذات صلة

لاغارد: منطقة اليورو تقترب من تحقيق هدف التضخم

الاقتصاد كريستين لاغارد تتحدث للصحافيين بعد اجتماع البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت 25 يناير 2024 (رويترز)

لاغارد: منطقة اليورو تقترب من تحقيق هدف التضخم

قالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، إن منطقة اليورو أصبحت «قريبة جداً» من تحقيق هدف التضخم على المدى المتوسط الذي حدده البنك المركزي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد متسوقون في «سوبر ماركت» بالعاصمة الكويتية (إعلام محلي)

ارتفاع التضخم في الكويت 2.36 % في نوفمبر

أظهرت بيانات الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت اليوم (الأحد) أن التضخم السنوي في البلاد ارتفع 2.36 % في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الاقتصاد جيروم باول رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» خلال مؤتمر صحافي في واشنطن 18 ديسمبر 2024 (وكالة حماية البيئة)

عام حاسم لباول: هل سيتمكن من تحقيق الهبوط الناعم قبل نهاية ولايته؟

من المرجح أن يكون العام المقبل آخر عام كامل لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، في منصبه على رأس البنك المركزي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد مبنى بنك الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن (رويترز)

البنوك المركزية العالمية تتخذ قرارات متباينة في ختام 2024

مع اقتراب ختام عام 2024، شهدت السياسات النقدية في كثير من الاقتصادات الكبرى تحولات مهمة؛ حيث تبنَّت البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم استراتيجيات متباينة.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مقر البنك المركزي التركي (رويترز)

«مورغان ستانلي»: «المركزي التركي» قد يخفض الفائدة إلى 48 %

يسود ترقب واسع لقرار البنك المركزي التركي بشأن سعر الفائدة الذي من المقرر أن يعلنه عقب اجتماع لجنته للسياسة النقدية الأخير للعام الحالي يوم الخميس المقبل.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

ارتفاع التضخم في الكويت 2.36 % في نوفمبر

متسوقون في «سوبر ماركت» بالعاصمة الكويتية (إعلام محلي)
متسوقون في «سوبر ماركت» بالعاصمة الكويتية (إعلام محلي)
TT

ارتفاع التضخم في الكويت 2.36 % في نوفمبر

متسوقون في «سوبر ماركت» بالعاصمة الكويتية (إعلام محلي)
متسوقون في «سوبر ماركت» بالعاصمة الكويتية (إعلام محلي)

أظهرت بيانات الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت اليوم (الأحد) أن التضخم السنوي في البلاد ارتفع 2.36 في المائة، في نوفمبر (تشرين الثاني).

وذكر تقرير الأرقام القياسية لأسعار المستهلك، أن التضخم زاد 0.15 في المائة على أساس شهري «نتيجة لارتفاع بعض أسعار المجموعات الرئيسية المؤثرة في حركة الأرقام القياسية».

وارتفعت أسعار مجموعة الأغذية والمشروبات 4.66 في المائة على أساس سنوي، و0.59 في المائة على أساس شهري. وزادت أسعار مجموعة الكساء والأحذية 5.54 في المائة على أساس سنوي، و0.42 في المائة على أساس شهري.

كما زادت أسعار مجموعة السلع والخدمات المتنوعة 5.54 في المائة على أساس سنوي، ولم تشهد تغيراً شهرياً.

وفي المقابل، انخفضت أسعار مجموعة النقل 1.89 في المائة على أساس سنوي؛ لكنها استقرت على أساس شهري.