مصر: «شعبة المستوردين» تطالب بتحرير كامل لسعر الصرف

أزمة البحر الأحمر ترفع أسعار الأجهزة الكهربائية 25 %

ثلاجات كهربائية متنوعة في صالة عرض أحد المحال التجارية (أرشيفية - موقع إكس)
ثلاجات كهربائية متنوعة في صالة عرض أحد المحال التجارية (أرشيفية - موقع إكس)
TT

مصر: «شعبة المستوردين» تطالب بتحرير كامل لسعر الصرف

ثلاجات كهربائية متنوعة في صالة عرض أحد المحال التجارية (أرشيفية - موقع إكس)
ثلاجات كهربائية متنوعة في صالة عرض أحد المحال التجارية (أرشيفية - موقع إكس)

اقترح رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، عماد قناوي: «تطبيق تحرير كامل لسعر الصرف، مع قبول إيداعات العملات الأجنبية بلا قيود»، وذلك ضمن مطالبهم المطروحة على جلسات الحوار الوطني الاقتصادي الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

يأتي ذلك نتيجة معاناة المستوردين من عدم توافر الدولار، ما أدى لتراجع وارداتهم من الخامات والمنتجات، الأمر الذي ترتب عليه نقص في المعروض وزيادة في الأسعار.

وانخفض الجنيه بأكثر من النصف مقابل الدولار منذ مارس (آذار) 2022، ورغم التخفيضات المتكررة في قيمة العملة، يبلغ سعر الدولار أكثر من 70 جنيهاً مصرياً في السوق السوداء، وفق جروبات لتداول العملة، مقارنة بسعر رسمي يبلغ 31 جنيهاً.

وطالبت شعبة المستوردين، في بيان صحافي صادر السبت، وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، بـ«تثبيت الدين الخارجي وجدولة المستحق لمدد طويلة الأجل، ومحاولة الاتفاق على ترحيل دين عام 2024 نظراً للظروف العالمية والتوترات الحالية في الشرق الأوسط».

وتناقش مصر حالياً استكمال برنامجها التمويلي مع صندوق النقد الدولي، بقيمة 3 مليارات دولار، مع مطالب بزيادته نظراً للأوضاع الراهنة. ومن ضمن شروط الصندوق مرونة في سعر الصرف، مع كبح معدلات التضخم في البلاد.

أشارت الشعبة إلى القطاعات التي تحتل أولوية بالنسبة لجموع المصريين، مثل: «تدبير الغذاء والدواء والخامات ومستلزمات الإنتاج، وتأجيل استيراد المنتجات التامة الصنع». مشيرة إلى أنه في حال عدم الاتفاق على هذا الترتيب، يجب «عرضها على مجتمع الأعمال».

ولعدم استمرار أزمة الدولار، اقترحت «الشعبة»: «عمل خطة قصيرة الأجل لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات خاصة بأولوية الإنفاق في استصلاح الأراضي وترفيقها والتوسع في الزراعة والصناعات الغذائية للاكتفاء الذاتي للاستهلاك المحلي، مهما كلف ذلك، لتكون حماية ودرعاً واقية للمجتمع للتحسب للاضطرابات الدولية والإقليمية المتسارعة والمتوقع استمرارها، والتي ينتج عنها تعطل سلال الإمداد».

وأضافت: «مع تقديم حوافز غير مسبوقة للشركات المصنعة للدواء في السوق المحلية، بعدّ الدواء أولوية قصوى وأمناً قومياً، والعمل على تطبيق شراكات مع منتجي المواد الخام للأدوية في العالم، لاستقطابهم للسوق المحلية».

واقترح رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، ضرورة التفاوض مع الدول الدائنة الصديقة وخاصة الدول العربية لتأجيل السداد لمدة عامين على الأقل، حتى يكون هناك فرصة لتعافي الاقتصاد المصري واستقرار سعر الصرف، مع ضرورة إيقاف الدين الخارجي عند الحد الحالي ووقف أي اقتراض جديد. بالإضافة إلى تحرير سعر الصرف بشكل كامل وبسعر حقيقي غير مبالغ فيه لمنع وتحجيم السوق الموازية.

وشدد قناوي، على «ضرورة، وبصفة فورية، عودة الثقة في المؤسسات المالية الحكومية والمصرفية مع حرية التعاملات في السحب والإيداع وعدم وضع أي قيود على تعاملات العملاء، مع ضرورة العمل على خفض نسبة التضخم بكل السبل».

وطالب قناوي «بضرورة العودة لنظام الدورة الزراعية وضرورة زيادة الاستثمار في المشروعات الزراعية والحيوانية والداجنة». كما طالب «بإعادة النظر في إلغاء الرسوم المخفية والمبالغ فيها في معظم الإدارات الحكومية، خاصة ترخيص المحال والمنشآت والدفاع المدني والأحياء لآثارها السلبية على السوق الرسمية وزيادة التكلفة والأسعار».

في الأثناء، قال عضو مجلس إدارة شعبة الأجهزة الكهربائية بغرفة الجيزة، وافي أبو سمرة، إن الأزمة الحالية التي يشهدها البحر الأحمر، واستهداف السفن التجارية المارة من باب المندب، تسببا في زيادة أسعار الأجهزة الكهربائية بالسوق المحلية، بنسب تتراوح بين 20 إلى 25 في المائة.

وأضاف أبو سمرة في تصريحات صحافية، أن «الأزمة تسببت أيضاً في زيادة أسعار الشحن العالمية، الأمر الذي ينعكس في نهاية المطاف على أسعار السلع بشكل عام، وليس الأجهزة الكهربائية فقط»، مشيراً إلى أن الارتفاعات في الأسعار الناجمة عن الأزمة: «لم تطل مصر فقط، بل جميع دول العالم».

وأوضح أن «تجار الأجهزة الكهربائية يلجأون حالياً لزيادة أسعار السلع المتوفرة لديهم، حتى وإن تم استيرادها بأسعار أرخص من الحالية، وذلك ليتمكنوا من الحفاظ على رأس المال، واستيراد الأجهزة من جديد بالأسعار الحالية». مشيراً إلى أن عدم استقرار سعر صرف الدولار، من أهم الأسباب التي تدفع السوق إلى حالة عدم الاستقرار، متوقعاً في الوقت ذاته: «حدوث حالة من الاستقرار في سوق الأجهزة الكهربائية خلال الفترة المقبلة، بشرط توافر البضائع».

وتابع أبو سمرة، أن هناك نقصاً في توافر جميع الأجهزة الكهربائية بالسوق المحلية، وهو ما يجعل المعروض أقل من الطلب، وبالتالي ترتفع الأسعار، موضحاً أن «الثلاجات» هي أكثر الأجهزة الكهربائية نقصاً في السوق خلال الفترة الحالية. موضحاً أن التصنيع المحلي لمستلزمات الإنتاج المستخدمة في تصنيع الأجهزة الكهربائية بمصر، سيسهم في خفض فاتورة استيراد هذه المستلزمات، وهو الأمر الذي ينعكس إيجاباً على أسعار الأجهزة الكهربائية بالانخفاض.


مقالات ذات صلة

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد وزير البترول المصري كريم بدوي خلال حديثه في مؤتمر مؤسسة «إيجيبت أويل آند غاز» (وزارة البترول المصرية)

مصر: أعمال البحث عن الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط «مبشرة للغاية»

قال وزير البترول المصري كريم بدوي إن أعمال البحث والاستكشاف للغاز الطبيعي في البحر المتوسط مع الشركات العالمية «مبشرة للغاية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد ناقلة غاز طبيعي مسال تمر بجانب قوارب صغيرة (رويترز)

مصر تُجري محادثات لإبرام اتفاقيات طويلة الأجل لاستيراد الغاز المسال

تجري مصر محادثات مع شركات أميركية وأجنبية أخرى لشراء كميات من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأجل، في تحول من الاعتماد على السوق الفورية الأكثر تكلفة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

«المركزي المصري» يجتمع الخميس والتضخم أمامه وخفض الفائدة الأميركية خلفه

بينما خفض الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة للمرة الثانية على التوالي يدخل البنك المركزي المصري اجتماعه قبل الأخير في العام الحالي والأنظار تتجه نحو التضخم

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مسؤولو «مدن» الإماراتية و«حسن علام» المصرية خلال توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في مشروع رأس الحكمة (الشرق الأوسط)

«مدن القابضة» الإماراتية توقع مذكرة تفاهم في البنية التحتية والطاقة بمشروع رأس الحكمة

وقعت «مدن القابضة» الإماراتية، اليوم الثلاثاء، مذكرة تفاهم مع مجموعة «حسن علام القابضة» المصرية، لتعزيز أفق التعاون في مشروع رأس الحكمة في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

ترمب يعد حزمة دعم واسعة النطاق لقطاع الطاقة الأميركي

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)
TT

ترمب يعد حزمة دعم واسعة النطاق لقطاع الطاقة الأميركي

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث خلال لقاء تلفزيوني (رويترز)

يعمل الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، على إعداد حزمة واسعة النطاق في مجال الطاقة، لطرحها خلال أيام من توليه المنصب، والتي سيتم بموجبها الموافقة على منح تراخيص لمشروعات جديدة لتصدير الغاز الطبيعي المسال، وزيادة التنقيب عن النفط قبالة السواحل الأميركية، وفي الأراضي الاتحادية. وفق وكالة «رويترز»، نقلاً عن مصدرَين مطلعين.

وتعكس الحزمة المتعلقة بالطاقة إلى حد بعيد الوعود التي قطعها ترمب خلال حملته الانتخابية؛ لكن خطة تنفيذ هذه الحزمة منذ اليوم الأول له بالمنصب، تؤكد أن إنتاج النفط والغاز يعد ركيزة أساسية في جدول الأعمال الأولى لترمب، تماماً مثل قضية الهجرة.

وذكر المصدران أن الجمهوري ترمب يعتزم أيضاً إلغاء بعض التشريعات واللوائح الرئيسية الخاص بالمناخ، والتي أصدرها الرئيس الديمقراطي الحالي جو بايدن، مثل الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية، ومعايير محطات الطاقة النظيفة الجديدة، بهدف التخلص التدريجي من الفحم والغاز الطبيعي.

وأضافا أن من ضمن الأولويات المبكرة إلغاء وقف تراخيص التصدير الجديدة للغاز الطبيعي المسال الذي فرضه بايدن، والتحرك بسرعة للموافقة على التراخيص المعلقة.

وأردفا يقولان إن ترمب سيسعى أيضاً إلى تسريع منح تراخيص الحفر في الأراضي الاتحادية، واستئناف خطط الحفر لمدة 5 سنوات قبالة الساحل الأميركي، بما يشمل زيادة عائدات مناطق الامتياز.

وفي خطوة رمزية، سيسعى ترمب إلى الموافقة على خط أنابيب «كيستون» لنقل النفط الخام الكندي إلى الولايات المتحدة، الذي كان مثار خلاف بيئي وتوقف، بعد أن ألغى بايدن ترخيصاً مهماً في أول يوم له في المنصب.

وقالت كارولين ليفات، المتحدثة باسم ترمب، في بيان: «يمكن للشعب الأميركي الاعتماد على أن الرئيس ترمب سيستخدم سلطته التنفيذية من أول يوم، للوفاء بالوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية».

ويحتاج كثير من بنود الخطة بعض الوقت لضرورة إقرارها عبر الكونغرس أو الجهات التنظيمية في البلاد. وتعهد ترمب بإعلان حالة الطوارئ في مجال الطاقة من أول يوم له في المنصب، مما سيختبر قدرته على تجاوز هذه العقبات، وفرض بعض التغييرات بناء على جدول زمني سريع.