صندوق النقد الدولي يفرج عن 4.7 مليار دولار للأرجنتين دعماً لإصلاحات مايلي

الآلاف تظاهروا أمام الكونغرس تعبيراً عن رفضهم لمشروع الرئيس

آلاف المتظاهرين خارج مقر الكونغرس للتعبير عن استيائهم من مشروع قانون الإصلاحات الضخم (رويترز)
آلاف المتظاهرين خارج مقر الكونغرس للتعبير عن استيائهم من مشروع قانون الإصلاحات الضخم (رويترز)
TT

صندوق النقد الدولي يفرج عن 4.7 مليار دولار للأرجنتين دعماً لإصلاحات مايلي

آلاف المتظاهرين خارج مقر الكونغرس للتعبير عن استيائهم من مشروع قانون الإصلاحات الضخم (رويترز)
آلاف المتظاهرين خارج مقر الكونغرس للتعبير عن استيائهم من مشروع قانون الإصلاحات الضخم (رويترز)

وافق صندوق النقد الدولي يوم الأربعاء على المراجعة الأخيرة لبرنامجه مع الأرجنتين البالغة قيمته 44 مليار دولار، مما يسمح بصرف 4.7 مليار دولار، مشيداً بأداء الرئيس خافيير مايلي الذي ينتهج سياسة خفض تكاليف «جريئة» لإعادة اقتصاد البلاد المتعثر إلى مساره الصحيح.

وقال الصندوق في بيان إنه حتى مع عدم تحقيق أهداف البرنامج الرئيسية حتى نهاية العام الماضي «بسبب النكسات الشديدة في السياسة»، فقد وافق على إعفاءات من عدم الالتزام.

وقال الصندوق: «تم تعديل أهداف البرنامج، بما يتماشى مع الإجراءات الأولية للسلطات والخطط الطموحة لإعادة البرنامج إلى المسار الصحيح».

ووافق المجلس أيضاً على تمديد البرنامج حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2024، «إلى جانب بعض إعادة الدفع المخطط لها ضمن النطاق الحالي للبرنامج».

ولم يقدم صندوق النقد الدولي المزيد من التفاصيل حول التغييرات.

وقد اتفقت الحكومة وموظفو صندوق النقد الدولي مؤخراً على المراجعة السابعة للبرنامج، التي تم تأجيلها وسط تغيير الحكومة مع تولي الرئيس خافيير مايلي منصبه في 10 ديسمبر (كانون الأول).

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا في البيان: «تتخذ الإدارة الجديدة إجراءات جريئة لاستعادة استقرار الاقتصاد الكلي والبدء في معالجة العوائق الطويلة الأمد أمام النمو». وأضافت أن «السياسات غير المتسقة للحكومة السابقة» تركت «ميراثاً صعباً».

في وقت سابق من هذا الأسبوع، خفض صندوق النقد الدولي، توقعاته للناتج المحلي الإجمالي للأرجنتين لعام 2024 إلى انكماش بنسبة 2.8 في المائة من وجهة نظر سابقة بتوسع بنسبة 2.8 في المائة، ويرجع ذلك في الغالب إلى الآثار المتوقعة للإصلاحات المقترحة من قبل الحكومة الجديدة.

وقال الصندوق إن موافقة يوم الأربعاء ترفع المدفوعات ضمن البرنامج الذي تبلغ قيمته 44 مليار دولار إلى 40.6 مليار دولار. وأوضح أنه بعد تخفيض قيمة العملة مؤخراً و«إعادة ضبط سعر الصرف»، فإن السياسات الجديدة يجب أن «تستمر في تأمين أهداف تراكم الاحتياطات».

ووفقاً لأحدث البيانات الصادرة عن المصرف المركزي، ارتفعت احتياطات الأرجنتين إلى 27.6 مليار دولار يوم الأربعاء من 25.1 مليار دولار عند إغلاق يوم الثلاثاء.

وجاء إعلان صندوق النقد الدولي في اليوم نفسه الذي بدأ فيه مجلس النواب بالكونغرس الأرجنتيني جلسة ماراثونية قد تستغرق عدة أيام لمناقشة مشروع قانون الإصلاحات الضخم الذي اقترحه مايلي. وتتناول حزمة إصلاحاته الضخمة كل مجالات الحياة العامة والخاصة، من الخصخصة إلى القضايا الثقافية وقانون العقوبات والطلاق ووضع أندية كرة القدم. واحتشد آلاف المتظاهرين خارج مقر الكونغرس للتعبير عن استيائهم من هذه الإصلاحات، واشتبك بعضهم مع الشرطة التي قامت بإخلاء الطرق القريبة واستخدمت الغاز المسيل للدموع. ولا يتمتع حزب مايلي «ليبرتاد أفانزا» بغالبية في الكونغرس، وقد حذر نواب المعارضة المعتدلون من أنهم سيسعون إلى فرض مزيد من التعديلات على إصلاحاته، خاصة ما يتعلق بتفويض سلطات خاصة إلى السلطة التنفيذية في حالة الطوارئ الاقتصادية وأيضاً الخصخصة.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد منظر عام لأفق أديس أبابا (رويترز)

صندوق النقد الدولي وإثيوبيا يتوصلان إلى اتفاق بشأن المراجعة الثانية لبرنامج التمويل

قال صندوق النقد الدولي إن موظفيه والحكومة الإثيوبية توصلا إلى اتفاق بشأن المراجعة الثانية لبرنامج التمويل البالغ 3.4 مليار دولار للبلاد.

«الشرق الأوسط» (نيروبي )
الاقتصاد  مئذنة مسجد قيد الإنشاء في القاهرة (رويترز)

بعثة صندوق النقد الدولي تختتم زيارتها إلى مصر لإجراء المراجعة الرابعة لبرنامج القرض

اختتمت بعثة صندوق النقد الدولي زيارتها إلى مصر وأحرزت تقدماً كبيراً في المناقشات المتعلقة بالسياسات نحو استكمال المراجعة الرابعة لبرنامج القرض، وفق الصندوق.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد رئيس سريلانكا أنورا كومارا ديساناياكي مغادراً بعد حفل افتتاح البرلمان العاشر للبلاد في البرلمان الوطني بكولومبو (أ.ف.ب)

سريلانكا تتوقّع اتفاقاً على مستوى موظفي صندوق النقد الدولي الجمعة

قال الرئيس السريلانكي أنورا كومارا ديساناياكي، أمام البرلمان الجديد، إن بلاده تتوقّع أن يعلن صندوق النقد الدولي يوم الجمعة، اتفاقاً بشأن برنامج إنقاذ البلاد.

«الشرق الأوسط» (كولومبو)
الاقتصاد علم أوكراني يرفرف بالقرب من المباني التي دمرتها الضربة العسكرية الروسية بكييف في 15 فبراير 2023 (رويترز)

في اليوم الألف للحرب... أوكرانيا تحصل على دعم جديد من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي، يوم الثلاثاء، أن موظفيه والسلطات الأوكرانية توصلوا إلى اتفاق يتيح لأوكرانيا الوصول إلى نحو 1.1 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
TT

بارنييه يقدّم تنازلاً جديداً لتمرير الموازنة... والأسواق الفرنسية تتفاعل

رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)
رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه يتحدث خلال جلسة الأسئلة الموجهة إلى الحكومة في الجمعية الوطنية (رويترز)

ارتفعت الأسهم الفرنسية، يوم الاثنين، عاكسةً بذلك الانخفاضات السابقة، إذ مثّلت تنازلات الموازنة الجديدة التي قدمتها الحكومة الفرنسية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، بارقة أمل للمستثمرين القلقين من الاضطرابات السياسية المحلية.

وارتفع مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.6 في المائة، مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أسابيع بحلول الساعة 12:51 (بتوقيت غرينتش)، في حين زاد مؤشر «كاك 40» الفرنسي بنسبة 0.3 في المائة بعد أن كان قد تراجع بنسبة 1 في المائة في وقت سابق من الجلسة، وفق «رويترز».

وقدم رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه، تنازلاً كبيراً آخر لحزب مارين لوبان، اليميني المتطرف، إذ قرر التراجع عن التخفيضات المخطط لها في تعويضات الأدوية في محاولة أخيرة لتمرير مشروع قانون الموازنة لعام 2025.

ويعد هذا التنازل الثالث على الأقل من بارنييه بعد أن ألغى زيادة أسعار الكهرباء التي كانت تقدَّر بنحو 3 مليارات يورو الأسبوع الماضي، واتفق على تقليص المساعدات الطبية المجانية للمهاجرين غير الشرعيين.

وقال كبير محللي السوق في «سويسكوت بنك»، إيبيك أوزكارديسكايا: «الآن الأمر متروك للوبان لقبول ذلك، لأنها لا تزال لديها مطالب أخرى. ربما يكون بارنييه يختبر السوق لمعرفة كيفية استيعاب التنازلات الثقيلة».

وأضافت: «ما زلت أرى أن المخاطر تميل إلى الجانب السلبي حتى يظهر شخص ما ويعلن أنه تم التوصل إلى اتفاق».

ومع هذه الأخبار، قلَّصت البنوك الفرنسية خسائرها، حيث انخفضت أسهم «كريدي أغريكول» و«بي إن بي باريبا» بنسبة 0.1 و0.3 في المائة على التوالي.

وفي وقت سابق من اليوم، تدهورت معنويات المستثمرين تجاه الأصول الفرنسية بشكل حاد، إذ قال رئيس حزب التجمع الوطني، غوردان بارديلا، إن الحزب سيُجبر حكومة بارنييه على الانهيار ما لم يستجب لمطالبهم بشأن الميزانية في «معجزة اللحظة الأخيرة».

هل سيتم سحب الثقة؟

وفي فترة ما بعد ظُهر الاثنين، من المقرر أن يصوِّت البرلمان على جزء رئيسي من الموازنة، وهو مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي.

ودون الأصوات اللازمة لتمرير مشروع قانون الضمان الاجتماعي، قد يلجأ بارنييه إلى المادة 49.3 من الدستور، مما سيمكّنه من تمرير التدبير دون تصويت.

ومع ذلك، سيؤدي ذلك إلى تقديم اقتراح لسحب الثقة، وهو ما قد يستخدمه حزب التجمع الوطني واليسار للإطاحة بحكومته في أقرب وقت يوم الأربعاء. ولم يتم إجبار أي حكومة فرنسية على الخروج من خلال مثل هذا التصويت منذ عام 1962.

وبدلاً من ذلك، قد يقرر بارنييه المضي قدماً في التصويت. و إذا رُفض المشروع، سيعود إلى مجلس الشيوخ لإجراء مزيد من التعديلات. ومع ذلك، يمكن للأحزاب تقديم اقتراح لسحب الثقة حتى إذا تجنب بارنييه استخدام المادة 49.3 هذه المرة.

وقد ثبت أن مشروع قانون الموازنة يشكّل نقطة ضعف لبارنييه، الذي يجب عليه إرضاء نواب البرلمان المنقسمين، وفي الوقت نفسه الحفاظ على استقرار المستثمرين الذين يشعرون بالقلق حيال خطط تقليص العجز إلى 5 في المائة من الناتج الاقتصادي في 2025 بعد أن تجاوز 6 في المائة هذا العام.

ودعا غابرييل أتال، سلف بارنييه في منصب رئيس الوزراء ورئيس النواب التابعين لماكرون في الجمعية الوطنية، حزب التجمع الوطني واليسار إلى التراجع عن اقتراح سحب الثقة.

وكتب في تغريدة على «إكس»: «عدم الاستقرار هو سُمٌّ بطيء، سيهاجم تدريجياً جاذبيتنا الاقتصادية، وصدقيتنا المالية، والثقة التي جرى تقويضها بالفعل لدى الفرنسيين في مؤسساتهم».