حكومة تونس تطلب تمويلاً مباشراً من «المركزي» بـ2.25 مليار دولار

وسط شح التمويلات الخارجية والصعوبات أمام المالية العامة

تعاني تونس شحاً في التمويلات الخارجية وصعوبات في المالية العامة (إ.ب.أ)
تعاني تونس شحاً في التمويلات الخارجية وصعوبات في المالية العامة (إ.ب.أ)
TT

حكومة تونس تطلب تمويلاً مباشراً من «المركزي» بـ2.25 مليار دولار

تعاني تونس شحاً في التمويلات الخارجية وصعوبات في المالية العامة (إ.ب.أ)
تعاني تونس شحاً في التمويلات الخارجية وصعوبات في المالية العامة (إ.ب.أ)

قال ثلاثة نواب من البرلمان التونسي، يوم الثلاثاء، إن الحكومة ستطلب تمويلاً مباشراً استثنائياً من المصرف المركزي بقيمة سبعة مليارات دينار (2.25 مليار دولار) لسد عجز في موازنة هذا العام، في ظل شح التمويلات الخارجية والصعوبات التي تواجه المالية العامة.

وتسلط هذه الخطوة الضوء على الصعوبات الشديدة التي تواجهها المالية العامة في تونس والتي ستدفع 4 مليارات دولار من الديون الخارجية في عام 2024، بزيادة قدرها 40 في المائة مقارنة بعام 2023.

وقال نائب رئيس اللجنة المالية بالبرلمان عبد الجليل الهاني لـ«رويترز» إن الحكومة قدمت مشروع قانون يطالب بتنقيح استثنائي للسماح للمصرف المركزي بتقديم تسهيلات لمرة واحدة للخزينة.

وأكد نائبان آخران من البرلمان الخبر لـ«رويترز»، أن مشروع القانون يتضمن تمويلاً مباشراً بقيمة 7 مليارات دينار على مدى عشر سنوات وبنسبة فائدة صفر.

ووافق مجلس الوزراء الأسبوع الماضي على مشروع قانون مثير للجدل يسمح للمصرف المركزي بتمويل الخزانة، في خطوة عززت مخاوف اقتصاديين وخبراء بشأن استقلالية المصرف.

وفي العام الماضي، قال الرئيس قيس سعيد إنه يجب مراجعة القانون للسماح للمصرف المركزي بتمويل الموازنة مباشرة عن طريق شراء سندات الدولة، وهي خطوة حذر منها محافظ المصرف المركزي مروان عباسي.

وينظر خبراء إلى هذه الخطوة على نطاق واسع على أنها تهديد خطير لاستقلالية المصرف، وتشير إلى احتمال تدخل الدولة بشكل أكبر في السياسات النقدية، خاصة في ظل صعوبة الاقتراض الخارجي.

لكن الهاني قال إن مراجعة القانون لا تهدد استقلالية المصرف «لأنه استثنائي لمرة واحدة»، وتم اللجوء إليه في بعض الدول الأخرى وحتى في تونس سابقاً عندما مول «المركزي» الحكومة بقيمة «مليار دينار في عام 2020».

ومن المنتظر أن يعرض مشروع القانون في جلسة علنية للبرلمان لمناقشته الأسبوع المقبل، وفقاً لتصريحات النواب.

وكان محافظ المصرف المركزي حذر في عام 2022 من أن خطط الحكومة لمطالبة المصرف بشراء سندات خزانة لها مخاطر على الاقتصاد، بما في ذلك مزيد من الضغط على السيولة وارتفاع التضخم وانخفاض قيمة العملة التونسية.

وقال آنذاك إن هذه الخطوة ستؤدي إلى زيادة التضخم بشكل لا يمكن السيطرة عليه، مضيفاً أن «السيناريو الفنزويلي سيتكرر في تونس».


مقالات ذات صلة

تضخم اليورو يتجاوز التوقعات... ويثير تساؤلات حول أسعار الفائدة المستقبلية

الاقتصاد متسوق يدفع ورقة نقدية من فئة 10 يوروات في سوق محلية بمدينة نيس الفرنسية (رويترز)

تضخم اليورو يتجاوز التوقعات... ويثير تساؤلات حول أسعار الفائدة المستقبلية

ارتفع التضخم في منطقة اليورو في شهر مايو (أيار)، وفقاً للبيانات الصادرة (الجمعة)، مما يشير إلى أن المصرف المركزي الأوروبي لا يزال يواجه رحلة بطيئة وغير مؤكدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يظهر شعار المصرف المركزي الأوروبي خارج مقره في فرنكفورت بألمانيا (رويترز)

خبراء الاقتصاد متفقون: خفض وشيك للفائدة في منطقة اليورو

يبدو أن خفض أسعار الفائدة من جانب المصرف المركزي الأوروبي في 6 يونيو (حزيران) بات أمراً محسوماً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بومان خلال مشاركتها في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة التي تبحث في مصير الفائدة (موقع «الاحتياطي الفيدرالي»)

قرار «الفيدرالي» بشأن الخفض التدريجي لميزانيته العمومية يثير الجدل

اقترحت محافظة «الاحتياطي الفيدرالي» ميشيل بومان تأجيل جولة الإعادة في الميزانية العمومية للبنك أو اختيار عملية تقليص تدريجي أكثر اعتدالا

«الشرق الأوسط» (واشن)
الاقتصاد مبنى «الرياض كابيتال» في العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

«الرياض كابيتال»: أكبر زيادة لاحتياطي النقد الأجنبي لدى «ساما» في مارس منذ 2008

توقّعت «الرياض كابيتال» نمو القطاع غير النفطي في السعودية خلال 18 شهراً، وأن يتوسع إنتاج النفط ليتجاوز 10 ملايين برميل يومياً، وأن يظل التضخم تحت السيطرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد منصة حفر للنفط في منطقة مانجيستاو بكازاخستان (رويترز)

أسعار النفط تستقر مع ترقب السوق اجتماع «أوبك بلس»

لم يطرأ تغير يُذكر على أسعار النفط في المعاملات الآسيوية المبكرة يوم الاثنين مع ترقب الأسواق اجتماع تحالف «أوبك بلس» في الثاني من يونيو

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

شرق أفريقيا... أسرع منطقة نمواً في القارة السمراء

صاحبا مشروع زراعي في كينيا (من الموقع الإلكتروني للبنك الدولي)
صاحبا مشروع زراعي في كينيا (من الموقع الإلكتروني للبنك الدولي)
TT

شرق أفريقيا... أسرع منطقة نمواً في القارة السمراء

صاحبا مشروع زراعي في كينيا (من الموقع الإلكتروني للبنك الدولي)
صاحبا مشروع زراعي في كينيا (من الموقع الإلكتروني للبنك الدولي)

توقعت مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، أن تحتفظ القارة السمراء بتصنيفها السابق باعتبارها ثاني أسرع المناطق نمواً في العالم بعد آسيا في عامي 2024 و2025، في حين تتصدر «شرق أفريقيا أسرع المناطق نمواً في القارة، وغرب أفريقيا سينتعش، في حين أن الجنوب الأفريقي سيشهد زيادة طفيفة في النمو».

ووصف البنك، في تقرير تم الكشف عنه في الاجتماعات السنوية للبنك في نيروبي، إمكانات النمو في أفريقيا بأنها «رائعة»، وقال إن الاقتصادات الأفريقية تظل مرنة، على الرغم من التحديات التي تختبر الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، في حين من المتوقع أن تشهد 41 دولة في القارة معدلات نمو أقوى في عام 2024 مقارنة بعام 2023.

ووفقاً للتقرير، فإن انتعاش متوسط النمو في أفريقيا يشمل زيادة إلى 3.7 في المائة في عام 2024 و4.3 في المائة في عام 2025، وهو ما يتجاوز مرة أخرى المتوسط العالمي المتوقع البالغ 3.2 في المائة. ومن هذا الرقم، من المتوقع أن ينمو 17 اقتصاداً أفريقياً بأكثر من 5 في المائة في عام 2024. ويمكن أن يرتفع العدد إلى 24 في العام التالي، مع تسارع وتيرة النمو، وفقاً للتقرير.

ومن المتوقع أن يتجاوز مسار النمو مستويات ما قبل عام 2023؛ إذ تتصدر منطقة شرق أفريقيا باعتبارها أسرع المناطق نمواً، وقال البنك في هذا الصدد إنه «من المتوقع أن تنتعش شرق أفريقيا مرة أخرى باعتبارها المنطقة التي هي أسرع نمواً في أفريقيا، مع ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي مما يقدر بـ1.5 في المائة في عام 2023 إلى 4.9 في المائة في عام 2024 و5.7 في المائة في عام 2025».

ودول شرق أفريقيا هي: بوروندي وكينيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وجمهورية الكونغو.

وبالنظر إلى التعديل النزولي بنسبة 0.2 نقطة مئوية لعام 2024 مقارنة بالتوقعات في يناير (كانون الثاني) 2024 من تقرير أداء الاقتصاد الكلي وتوقعاته في أفريقيا، أرجع البنك ذلك إلى «الانكماشات التي هي أكبر من المتوقع في السودان وجنوب السودان في أعقاب الصراع المستمر في السودان».

وعن وسط أفريقيا، فقد توقع البنك أن يتراجع معدل النمو من 4.3 في المائة في عام 2023 إلى 4.1 في المائة في عام 2024، قبل أن يتحسن بقوة إلى 4.7 في المائة في عام 2025. وترجع التوقعات المحدثة إلى توقعات «نمو أقوى في تشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب توقعات النمو المواتية في أسعار المعادن».

وفي غرب أفريقيا، فقد توقع البنك أن ينتعش النمو ليرتفع من 3.6 في المائة في 2023 إلى 4.2 في المائة في العام الجاري، ثم يستقر عند 4.4 في المائة في العام المقبل. ويمثل ذلك زيادة قدرها 0.3 نقطة مئوية لعام 2024 مقارنة بتوقعات شهر يناير، مما يعكس نمواً أقوى في الاقتصادات الكبيرة بالمنطقة؛ كوت ديفوار، وغانا، ونيجيريا، والسنغال.

وفي شمال أفريقيا، فمن المتوقع أن ينخفض النمو من 4.1 في المائة في عام 2023 إلى 3.6 في المائة في عام 2024 و4.2 في المائة في عام 2025، مع تخفيض قدره 0.3 نقطة مئوية لعام 2024 مقارنة مع توقعات يناير 2024. وباستثناء ليبيا وموريتانيا، تم تعديل النمو تنازلياً بالنسبة لجميع البلدان الأخرى في المنطقة.

أما في الجنوب الأفريقي، فقد توقع البنك أن ينتعش النمو بشكل طفيف مما يقدر بـ1.6 في المائة في عام 2023 إلى 2.2 في المائة في عام 2024 ويصل إلى 2.7 في المائة في عام 2025. وتظهر معدلات النمو للعامين الحالي والمقبل زيادة قدرها 0.1 نقطة مئوية مقارنة بتوقعات يناير 2024. وهو ما يعكس بشكل رئيسي زيادة قدرها 0.7 نقطة مئوية في النمو المتوقع في المنطقة. «ونظراً للثقل الأكبر لجنوب أفريقيا في المنطقة، فقد عوضت توقعات النمو المحسنة التأثير المشترك للتعديلات النزولية في أنغولا وبوتسوانا وليسوتو وزامبيا وزيمبابوي».

يأتي هذا في الوقت الذي تعتزم فيه مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، تعزيز قدرتها التمويلية بأكثر من 70 مليار دولار مع إطلاق استراتيجية عشرية جديدة 2024-2033، «لمواجهة التحديات الملحة التي تواجهها أفريقيا وللمساعدة في إعادة القارة بقوة إلى المسار الصحيح نحو النمو الاقتصادي المستدام والازدهار».