توقعات بأن يرفع «المركزي» التركي الفائدة 2.5 % الخميس

مسؤول مصرفي توقع زيادة أخيرة.. وخبراء ربطوا استمرار التشديد بمسار التضخم

مسار التضخم في تركيا سيحكم قرارات التشديد النقدي في المستقبل (أرشيفية)
مسار التضخم في تركيا سيحكم قرارات التشديد النقدي في المستقبل (أرشيفية)
TT

توقعات بأن يرفع «المركزي» التركي الفائدة 2.5 % الخميس

مسار التضخم في تركيا سيحكم قرارات التشديد النقدي في المستقبل (أرشيفية)
مسار التضخم في تركيا سيحكم قرارات التشديد النقدي في المستقبل (أرشيفية)

يعقد مصرف تركيا المركزي أول اجتماع للجنته للسياسة النقدية خلال العام الحالي، الخميس، للنظر في سعر الفائدة.

يأتي الاجتماع وسط توقعات بأن يواصل المصرف سياسة التشديد النقدي التي بدأها منذ يونيو (حزيران) الماضي والتي أسفرت عن رفع سعر الفائدة من 8.5 إلى 42.5 في المائة بنهاية عام 2023.

وصبّت جميع التوقعات باتجاه أن يطبّق «المركزي» التركي زيادة جديدة على سعر الفائدة تساوي النسبة التي طبّقها في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وأن يرفع السعر بواقع 250 نقطة أساس إلى 45 في المائة.

وعبّر خبراء عن اعتقادهم أنه من المحتمل أن تكون هذه هي الزيادة الأخيرة في أسعار الفائدة، وأن يتّبع المصرف المركزي مسار التضخم في المستقبل، دون التصرف بشكل متسرع في ما يتعلق بخطوات سعر الفائدة، وأن يستمر هذا الوضع حتى الربع الأخير من العام الحالي، الذي قد يشهد تخفيضات في سعر الفائدة.

وأظهرت استطلاعات المشاركين في الأسواق أن عدداً قليلاً جداً يعتقدون أنه لن يكون هناك تغيير في سعر الفائدة.

وتوقع المشاركون في الاستطلاعات أن يكون هناك خفض في سعر الفائدة في الربع الأخير من العام، وأن أدنى توقعات لسعر الفائدة لنهاية العام هي 40 في المائة وأعلاها 45 في المائة.

من جانبه، توقع رئيس جمعية البنوك التركية، ألب أصلان تشاكير، أن يرفع المصرف المركزي التركي سعر الفائدة مرة أخيرة في اجتماع لجنة السياسة النقدية، الخميس، وأن يبدأ دورة التيسير النقدي في الربع الأخير من العام.

وقال تشاكير، وهو الرئيس التنفيذي لبنك «الزراعة» الحكومي، الأربعاء، إن تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة يقترب من نهايته في جميع أنحاء العالم. وعبّر عن اعتقاده بأن تركيا ستتَّبع خطوات خفض أسعار الفائدة التي اتخذتها البنوك المركزية الرئيسية وأن تبدأ دورة التيسير في الربع الأخير من العام.

وصرحت رئيسة المصرف المركزي، حفيظة غايا إركان، من قبل، بأن المصرف المركزي قلّص وتيرة التشديد النقدي في ديسمبر، بعد أن خلص في تقييمه إلى أن نهاية دورة تشديد السياسة النقدية باتت قريبة بشكل كبير من المستوى المطلوب لتحديد مسار مكافحة التضخم.

وتوقع تشاكير أن يستمر التضخم في الارتفاع حتى مايو (أيار) المقبل، قبل أن ينخفض ​​إلى نحو 40 إلى 45 في المائة بحلول نهاية العام، وهو أعلى من توقعات المصرف المركزي التركي لنهاية العام البالغة 36 في المائة.

وفي تقريره الفصليّ الأخير للتضخم لعام 2023، توقع «المركزي» التركي أن يصل التضخم إلى ذروته عند 70 في المائة في مايو بعد انتهاء فترة خفض لمدة عام في فواتير استهلاك الغاز الطبيعي للمواطنين، كانت قد أُعلنت في مايو الماضي في فترة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وتوقع أن يبدأ التضخم بالتراجع تدريجياً، وأن يصل إلى 36 في المائة بنهاية العام الحالي، و15 في المائة بنهاية عام 2025، متعهداً بالاستمرار في استخدام جميع الأدوات المتاحة للوصول إلى هدف 5 في المائة في المدى المتوسط.

تشاكير عدّ من جهته أن هدف 15 في المائة للتضخم العام المقبل قابل للتحقق، إذا استمر الموقف الحازم في السياسة النقدية. وعبّر عن اعتقاده أن سعر الصرف لن يزيد أكثر من التضخم هذا العام، وأن يتراوح سعر صرف الدولار بين 39 و40 ليرة.

وفقدت الليرة التركية أكثر من 80 في المائة مقابل الدولار منذ عام 2018 حتى الآن، مما أدى إلى زيادة تكاليف الاستيراد والديون الخارجية وإضعاف القوة الشرائية للأتراك بشكل كبير.

ومع تسارع زيادات أسعار الفائدة في النصف الثاني من العام الماضي، كانت هناك أيضاً زيادات ملحوظة في أسعار الفائدة على الودائع والقروض. ومع نهاية العام، ارتفعت أسعار الفائدة الشهرية على الودائع في المصارف إلى 48 في المائة، وجرى خفضها في بداية العام إلى ما بين 46 و47 في المائة.

وتبلغ أسعار الفائدة على القروض الفردية 3.50 في المائة في المتوسط لمدة 24 شهراً، وتتراوح بين 3 و3.20 في المائة لقرض الإسكان لمدة 120 شهراً، و3.65 و4 في المائة لقرض السيارات لمدة 36 شهراً.

وإذا رفع المصرف المركزي سعر الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس، فلن يكون هناك انتعاش كبير في الفوائد على الودائع، لكنّ الزيادة قد تصحبها زيادات في أسعار الفائدة على القروض وبطاقات الائتمان، حسب الخبراء.

ورأى الخبراء أنه ستكون هناك، بطبيعة الحال، تداعيات ستؤدي إلى زيادة التكاليف، وأن التصريحات التي ستصدر عن المصرف المركزي إذا اتَّخذ خطوة زيادة سعر الفائدة ستكون مهمة.


مقالات ذات صلة

صناعة العملات المشفرة تدعو ترمب لتنفيذ إصلاحات فورية بمجرد توليه منصبه

الاقتصاد تمثيل لعملة «البتكوين» أمام صورة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (وكالة حماية البيئة)

صناعة العملات المشفرة تدعو ترمب لتنفيذ إصلاحات فورية بمجرد توليه منصبه

حثت صناعة العملات المشفرة فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، على بدء تنفيذ الإصلاحات التي وعد بها في حملته الانتخابية بشأن السياسة المتعلقة بالتشفير.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شعار شركة «الأهلي المالية» (الشرق الأوسط)

«موديز» ترفع التصنيف الائتماني لـ«الأهلي المالية» إلى «إيه2»

رفعت وكالة «موديز» العالمية التصنيف الائتماني لشركة «الأهلي المالية» عند «إيه 2» مع الحفاظ على نظرة مستقبلية مستقرة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شرارات تضرب تمثيلاً للبتكوين في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

«البتكوين» تنخفض 5 % بعد تصريحات باول برفض «الفيدرالي» تخزينها

قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي يرغب في المشاركة بأي مسعى حكومي لتخزين كميات كبيرة من «البتكوين».

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد مستثمر يقف أمام شاشة تعرض معلومات سوق الأسهم السعودية «تداول» في الرياض (رويترز)

قطاعا البنوك والطاقة يعززان السوق السعودية... ومؤشرها إلى مزيد من الارتفاع

أسهمت النتائج المالية الإيجابية والأرباح التي حققها قطاع البنوك وشركات عاملة بقطاع الطاقة في صعود مؤشر الأسهم السعودية وتحقيقه مكاسب مجزية.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)

الطلب على السيولة يدفع البنوك الروسية إلى اقتناص مزاد «الريبو»

جمعت البنوك الروسية 850 مليار روبل (ما يعادل 8.58 مليار دولار)، في مزاد لإعادة الشراء (الريبو) لمدة شهر الذي عقده البنك المركزي، يوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)
شعار «أبل» على متجرها في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)
TT

«أبل» على أعتاب إنجاز تاريخي... قيمة سوقية بـ4 تريليونات دولار

شعار «أبل» على متجرها  في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)
شعار «أبل» على متجرها في «مارشي سان جيرمان» في باريس (رويترز)

تقترب شركة «أبل» من تحقيق تقييم تاريخي غير مسبوق بقيمة 4 تريليونات دولار في سوق الأسهم، مدعومةً بالتفاعل الإيجابي من المستثمرين الذين رحبوا بالتقدم الكبير الذي حققته الشركة في تحسينات الذكاء الاصطناعي المنتظرة، والتي تهدف إلى تعزيز مبيعات «آيفون» التي شهدت تباطؤاً.

وقد تصدرت «أبل» المنافسة متفوقةً على «إنفيديا» و«مايكروسوفت» في السباق نحو هذا الإنجاز الضخم، بفضل ارتفاع أسهمها بنسبة 16 في المائة منذ بداية نوفمبر (تشرين الثاني)، مما أضاف نحو 500 مليار دولار إلى قيمتها السوقية، وفق «رويترز».

وأوضح توم فورت، المحلل في مجموعة «ماكسيم»، أن الارتفاع الأخير في أسهم «أبل» يعكس الحماسة الكبيرة للمستثمرين تجاه الذكاء الاصطناعي، وتوقعاتهم بأن هذا التقدم سيؤدي إلى دورة فائقة من ترقيات «آيفون».

وبلغت القيمة السوقية لشركة «أبل» نحو 3.85 تريليون دولار عند الإغلاق الأخير، وهو ما يتجاوز القيمة المجمعة لأسواق الأسهم الرئيسية في ألمانيا وسويسرا. ومن الجدير بالذكر أن «أبل»، التي تعتمد بشكل كبير على ما تُسمى دورات «آيفون» الفائقة كاستراتيجية، كانت أول شركة أميركية تحقق هذا الإنجاز المذهل.

وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجِّهت إليها بسبب بطء تبنيها استراتيجية واضحة في مجال الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي كانت فيه شركات مثل «مايكروسوفت» و«ألفابت» و«أمازون» و«ميتا بلاتفورمز» قد بدأت بالفعل في الهيمنة على هذه التكنولوجيا الناشئة، نجحت «أبل» أخيراً في اللحاق بركب هذه الشركات. وفي ديسمبر (كانون الأول)، بدأت الشركة في دمج «تشات جي بي تي» من «أوبن إيه آي» في أجهزتها، بعد إعلانها في يونيو (حزيران) خططها لتضمين الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجموعة تطبيقاتها.

وتتوقع «أبل» ارتفاع الإيرادات الإجمالية خلال الربع المالي الأول، ولكنها تتوقع نمواً متواضعاً خلال موسم التسوق في العطلات، مما يثير تساؤلات حول الزخم المستقبلي لسلسلة «آيفون 16». ومع ذلك، تشير بيانات «إل إس إي جي» إلى أن المحللين يتوقعون انتعاشاً في الإيرادات من مبيعات «آيفون» في عام 2025.

وأوضح المحلل في «مورغان ستانلي»، إريك وودرينغ، في مذكرة له، أنه رغم أن الطلب على هواتف «آيفون» في الأمد القريب لا يزال ضعيفاً، فإن توسع ميزات «آبل إنتلجنس» وتوافرها الجغرافي سيسهمان في تحفيز الطلب على الهواتف، مشيراً إلى أن «أبل» ستكون «الاختيار الأول» للمستثمرين في السوق في عام 2025.

وقد دفع الارتفاع الأخير في أسهم «أبل» نسبة السعر إلى الأرباح إلى أعلى مستوى لها في ثلاث سنوات، حيث بلغت 33.5، مقارنةً بـ31.3 لشركة «مايكروسوفت» و31.7 لشركة «إنفيديا»، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي». وفي السياق نفسه، قامت شركة «بيركشاير هاثاواي» التابعة لوارن بافيت، ببيع أسهم «أبل» هذا العام، في ظل المخاوف المتزايدة بشأن التقييمات المرتفعة.

ومع ذلك، يتوقع إريك كلارك، مدير المحفظة في صندوق «العلامات التجارية الديناميكية الرشيدة»، أن أسهم «أبل» قد تصبح أقل تكلفة في غضون ثلاث سنوات.

من جهة أخرى، تواجه «أبل» خطر فرض تعريفات جمركية انتقامية، إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، وعده بفرض رسوم جمركية بنسبة 10 في المائة على الأقل على السلع القادمة من الصين. ومع ذلك، أشار وودرينغ إلى أن الشركة من المرجح أن تحصل على إعفاءات لمنتجات مثل «آيفون» و«ماك» و«آيباد»، على غرار التعريفات الجمركية التي فرضتها الصين في عام 2018.

وانخفضت أسهم «أبل» يوم الأربعاء الماضي وسط عمليات بيع في «وول ستريت»، بعد أن توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة أبطأ لخفض أسعار الفائدة في العام المقبل، إلا أن المستثمرين يتوقعون أن يدعم الاتجاه العام نحو التيسير النقدي أسواق الأسهم في عام 2025.

وقال سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في «سي إف آر إيه» للأبحاث، إن المستثمرين يرون في قطاع التكنولوجيا «القطاع الدفاعي الجديد» بسبب نمو أرباحه، مضيفاً أن تحركات بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يكون لها تأثير أكبر على بعض القطاعات الدورية الأخرى مثل السلع الاستهلاكية التقديرية والمالية، في حين سيكون لها تأثير أقل على قطاع التكنولوجيا.

ويعد اقتراب القيمة السوقية لشركة «أبل» من 4 تريليونات دولار دليلاً على هيمنتها المستمرة في قطاع التكنولوجيا، وهو إنجاز يعزز مكانتها بوصفها شركة رائدة في السوق ومبتكرة.